الفنان أحمد المصطفى

 الذكرى ٢٤ لرحيل الوالد الفنان أحمد المصطفى…

اللهم ارحمه واسكنه الفردوس الاعلي وجميع موتى المسلمين …

عودة إلى الزمن الجميل.. في تذكر العميد حين خنقته العبرة في اغنية لاحت بشاير العيد

27 أكتوبر، 2023

د. الفاتح ابراهيم

د. الفاتح ابراهيم / واشنطن

بعد عودتي من لندن مبتعثا من التلفزيون لدراسة الانتاج والاخراج التلفزيوني عملت فترة في قسم الاخراج وكان من ضمن البرامج التي اوكل لي بإخراجها الى جانب البرنامج الطبي تقديم دكتور ابو عبيدة وطبيعة الاشياء تقديم دكتور محمد عبد الله الريح

، قمت بأعداد واخراج سهرة مع احمد المصطفى وحده مع العود وتقديم الإذاعي المعروف محمد البصيري ..

اجتمعت مع العميد قبل السهرة بأيام وطلبت منه ان يزودني بصوره التذكارية لاستخدامها في السهرة.. وبعد يوم جاءني يحمل كميات من البومات الصور ومن بينها صوره الشهيرة مع المطربة صباح ببنطلونه الابيض في الفيلم المصري وهبتك حياتي بطولة شكري سرحان وعمر الحريري حين غنى في الفيلم اغنية “اهواك يا ملاك”..

لفت نظري بين الصور شاب فائق الوسامة فقلت للعميد ـ وانا اعرف انه قد زار امريكا ـ سالته هل هذا احد ممثلي هوليود قابله اثناء زيارته؟ .. فأجاب ضاحكا: ابدا هذا هو الشاعر حسن عوض ابو العلا.. وأسررتها في نفسي عازما على ان استخدم هذه الصورة في السهرة بطريقة ما اذا ما حانت الفرصة..

وبذات السهرة وبعد ان قدمه البصيري بدأ العميد في الغناء بإحدى اغنياته ثم اردفها بأخرى.. وكان بين كل أغنية وأخرى يدلي بنبذة موجزة عن الاغنية وملابسات تأليفها وتلحينها..

وجاءت اللحظة الفارقة عندما بدأ يغني اغنية “لاحت بشاير العيد وانا الوحيد حيران

هل لي فيهو جديد ينسيني ما قد كان”

عندها اتصلت بِجهاز التليسينما حيث صورة شاعر الاغنية حسن عوض ابو العلا ليتم وضعها على يمين الكادر واحمد المصطفى في الجهة الاخرى من الكاميرا في الاستديو فكان منظرا يوحي كأن احمد المصطفى يوجه الغناء الى حسن وانهما موجودان معا في داخل الاستديو..

فحدث مالم يكن متوقعا فقد خنقت العبرة احمد المصطفى ولم يستطع مواصلة الاغنية فوضع العود على حجرة وبلباقته المعهودة تكلم عن المرحوم الشاعر وعلاقته بعائلة ابو العلا .. فوجهت الطاقم فورا بالتحول الى فاصل اعلانات..

وكانت فترة كافيه لاراحة الاعصاب ليستجمع أحمد المصطفى الفنان الحساس أعصابه والاستعداد لمواصلة السهرة مرة اخرى..

ثم تواصلت السهرة مع اجمل اغنيات العميد حتى النهاية ..

وكانت من السهرات التي لا تنسى بسبب ذلك الموقف الانساني وغنى فيها احمد المصطفى كما لم يغني من قبل ..

رحم الله تعالى عميد الفن احمد المصطفى فقد كان فنانا مكتملا ومتحدثا لبقا ذو شخصية مهذبة يجذب بتلقائيته الطبيعية المشاهد ولفت نظره إلى ما يقول .. ومما يستوجب علي ذكره أنه قد تم بث تلك السهرة في تلك الفترة التي كانت هي الفترة الذهبية من عمر التلفزيون في سودان يبدو الان بعيد المنال..منقول