أستراحة الجمعة
محمد الأمين .. شال النوار
مدني دائما تقدم أفضل المبدعين وها هو أحدهم وهو الباشكاتب محمد الأمين .
قالوا متالم شوية ياخي بُعد الشر عليك
النضارة الفي شبابك والطفولة الفي عينيك
والقلوب الحايمة حولك
يا حلو بتتمنى ليك
بكرة تشفى وبكرة نفرح يا حبيب العمر بيك
ياخي بُعد الشر عليك
انت يا نبع المشاعر ما بصيبك إلا خير
نحنا مشتاقين وحاتك نحنا مشتاقين كتير
والله ما صابرين دقيقة حتى من مرضك نغير
ياخي بُعد الشر عليك
انت ما شبه الدموع انت ما شبه العذاب
انت ما كلك عواطف انت ما كلك شباب
العمر عندك اسير والعمر غيرك سراب
ياخي بُعد الشر عليك
وليس من قبيل الصدفة أن تقدم مدني والجزيرة هذا الكم الهائل من الإبداع والمبدعين ، و( محمد الأمين ) حالة إبداعية خاصة وفنان يتفجر موهبة ولم يكن طريقه مفروش بالورود ، بل عانى الرجل في بداياته صحة وفرص .
حيث لم يجد من يأخذ بيده في بداياته الأولى ، ولكن آلته الإبداعية الضخمة كانت قادرة على دك حصون العثرات ، فولد نجماً سطع في سماء السودان .
كان ولا يزال أحد أساطين الغناء السوداني وعلامة فارقة
في سِفر الاغنية السودانية ، وخط دفاع أول عن
محتوانا الفني ومنتوجنا الإبداعي كبلد وأمة .
( محمد الأمين ) فنان عبقري استطاع أن يحدث تطوير في شكل الأغنية السودانية من حيث اللحن والتوزيع من خلال موهبة جبارة وإحساس مختلف فكان من المجددين .
حالة خاص وفنان بعيد وعواد مبهر وعزف العود وعمره إثنا عشر عاما حيث كان له خال بعذف العود أيضا .
لكن وكما لا يدع مجالا للشك ( محمد الأمين) له طفرة جينية ، لو لحق لمن دخل في ( صولة ) بالعود ، عليك ان تستسلم وتستغفر من هذا الدفق الإنساني النبيل .
وحياة ابتسامتك يا حبيبي وحياة عينيك
قلبي حاذرك ومن زمان سائل عليك
كلو لمسة في خيالي عن جمالك هي فيك
قبل ما اشوفك كنت فاكر الريد مستحيل
كنت هايم فى طريق خالي طويل
ليلي دون الناس كللو اهات ويل
تشهد الايام ويشهد الليل والنحيب
قلبي عاشق ودربي خالي من حبيب
قلبي عاشق ودربي خالي من حبيب
لكن يا حبيبي
من يوم ما شفتك قلبي للدنيا ابتسم
اشرقت دنياي وفارق دربي هم
في انتظارك
يا حبيي رايح ارعاك بي حناني
القى في قربك سعادتي وانسى
تعذيبي وهواني
يبغرو العشاق
من هوانا فرحة الريد والأماني
يا حبيبى عشت ليا وعشت ليك
هاك عهدي وهات ايديك
وحياة غرامي اهدي عمري
وروحي ليك
انا روحي ليك
وبالفعل كان عهده معنا محبة وود وقد أهدانا روحه التي سكبها على المسارح ، فلون المزاج السوداني بفن راقي ومترف نقلنا إلى براحات أكبر ، وارتقى بالذائقة الموسيقية واللحنية إلى مصاف الكبار مثنى وثلاث وخماسي ، لذلك أي أغنية ل ( محمد الامين ) هي أغنية كبيرة .
أنظروا إلى ثنائية الباشكاتب مع الشاعر فضل الله محمد
رحمة الله عليه ، وهو كتب قصايد كتيرة ، كتب
( الحب والظروف ) و ( زاد الشجون ) و ( الجريدة )
وكلام زعل و ( الموعد ) وقالوا متألم شوية .
فضل الله قال :
قلنا ما ممكن تسافر
نحن حالفين بالمشاعر
لسه ما صدقنا انك بجلالك جيتنا زاير
السفر ملحوق ولازم انت تجبر بالخواطر
الغريبة الساعة جنبك تبدو أقصر من دقيقة
والدقيقة وإنت ما في مرة ما بنقدر نطيقها
دنيا بقربك يفرهد كل طائر يحيا فوقها
وجنة من بعدك بيذبل كل مخضر فيها ناضر
لو تسافر دون رضانا بنشقى نحن الدهر كله
ما بنضوق في الدنيا متعة وكل زول غيرك نمله
أقل حاجة تخلي سفرك حتى لو إسبوع أقله
وإنت عارف نحن بعدك للصباح دايما نساهر
لا لا ما بنقبل نسيبك تمشي للوحدة وتعاني
برضو ما بنقدر نقاوم شوقنا من بعدك ثواني
وما بنغني وراك كلمة وما بنشوف البهجة تاني
غايتو لو شفقان علينا ما أظنك يوم تسافر
لذلك شكل مع ( محمد الامين ) ثنائية مبدعة قدمت هذا الأغنيات الخالدة ، ولما أصدر ( الجريدة ) كتب :
سارحة مالك يا حبيبة
ساهية وأفكار بعيدة
بقرا في عيونك حياتي
وعاملة مشغولة بجريدة
بتقري في إيه ..كلميني يا سلام
مهتمة عاملة
يعني لازم تقري هسه مقال
بحاله قصة كاملة
كم شهور مرت علينا وبينا بعد
فرقة شاملة
العيون رويانة تبكي .. والقلوب مشتاقة آملة
أي حاجة تمر .. بخاطرك قصة أو أخبار جديدة
عندى ليك خبر أهم .. جايبو بأشواق شديدة
اسمعي وطوعيني مرة
أيوة ما تخليك عنيدة
عايز أقول لك
ولا سيبك أقري أحسن فى الجريدة
عايز أقول لك .. ليه أقول لك .. ما بقول لك
مش مخير
ساعة مرت ساعة واكتر .. والوقت روح تأخر
زى عنادك .. عايز اعاند .. لكن يظهر ما حأقدر
عايز اقول بحبك يا وحيدة
بقرى فى عيونك حياتي
وعاملة مشغولة بجريدة
ولا زال الشعب السوداني يقرأ ويتذوق ويستمتع ويعيش
مع الجريدة ، ولازالت توزع ، والطبعة ( مليون ) .
( محمد الأمين) لن يتكرر أمد الله في عمره
طبعا ( محمد الامين ) و ( وردي ) الإستثناء الوحيد الذي إذا بدر منهم أي سلوك يفسر ان فيه نوع من التعالي أو التجاوز ، فيقوم السودانيون بالتجاهل اكراماً واعترافاً وتقديراً وود . ويخرجوا عليهم حاملين ( المحبة ) على أسنة ( السماح ) .
( ما يا هو يا تغنو انتو ولا اغني أنا )
ولنا وقفة أخرى مع الهرم والفرعون ( وردي ) لنكمل مع ( س ) معادلة الأرض ورغم صرامتهما الفنية لكن ( س +ص ) = الدنيا .
وما أن يذكر ( وردي ) يذكر ( محمد الامين )
والشيئ بالشيء يذكر ، فالإثنان يجمعهما الإبداع اللا متناهي ، والموهبة العبقرية والموسيقى التاريخية .
و ( محمد الأمين ) غنى للحب والجمال والوطن والثورة والتقى ، مع العصفور ( حلنقي ) في ( شال الانوار ) ( وبتتعلم من الأيام ) و ( غربة وشوق ) .
بتتعلم من الأيام مصيرك بكرة تتعلم
وتعرف كيف يكون الريد وليه الناس ليه بتتألم
وتتعلم
متين عرف الهوى قلبك متين صابك بآهاتو
متين سهر عيونك ليل طويلة ساعاتو
وحاتك لسه ما بتقدر تقاسم قلبي دقاتو
ومصيرك بكرة تتعلم
وتعرف كيف يكون الريد وليه الناس ليه بتتألم
وتتعلم
أقابلك وكلي حنية وأخاف من نظرتك بي
وأخاف شوق العمر كلو يفاجأك يوم في عيني
ورا البسمات كتمت دموع بكيت من غير تحس بي
ومصيرك بكرة تتعلم
وتعرف كيف يكون الريد وليه الناس ليه بتتألم
وتتعلم
بكرة الريد بدون مواعيد يزورك يا حياة عمري
تقول يا ريتني لو حبيت زمان من بدري
تعال فرّح ليالينا تعال قبل السنين تجري
ومصيرك بكرة تتعلم
وتعرف كيف يكون الريد وليه الناس ليه بتتألم
وتتعلم
الحلنقي يحلق بنا ولا بكتب فحسب فيلتقطها ( محمد الأمين ) يشحنها موسيقى وإحساس فتنطق .
لذلك فمثلث ( حلنقي ومحمد الأمين وفضل الله ) مثلث يشبه مثلث ( برمودا ) لا يمكن أن تعبره إلا إذا كنت مزوداً بمضادات ( التباريح ) .
ولو لم يغني ( محمد الأمين ) لهاشم صديق غير (الملحمة )
لكفته . ولكن الرجل كما كان باذخاً في الهتافات والحناجر
كان رقيقاً في العواطف والمشاعر وكتب حروف إسمك بمداد من حرير .
حروف اسمك
جمال الفال
وراحة البال
وهجعت زول بعد ترحال
وتنيت حلوة للشبال
ودنيتنا مشاوير وغنوتنا اللي ما بتنقال
حروف اسمك نجوم ركت على الياسمين
فرح بعين جمال حزين
اساور في ايدين طفلة بتحفظ في كتابة دين
زفاف عاشقين بعد فرقة وسط فال دعا الطيبن
حروف اسمك عقد معقود بخيط النور
وعاد طبيب القلوب ( عمر محمود خالد ) ورائعته ( خمسة سنين ) ليدوزن مساءات الخرطوم من جديد في لقائه مع ( محمد الأمين) ويضيف شمعة خامسة لأربعة ( فضل الله ) العاشم الحب ويتيمة كابلي .
انتي مهما تغيبي عني
اصلو ما بتفوتي مني
عايشة فيا و ساكنة جواى
في خواطري في مشاعري
في تسابيحي وغناي
زي فرح ما ليهو اخر
وشوق سنين لزول مسافر
راجي الزمن فى يوم يجيبو
لديارو ولحبيبو
والفريق يفرح يغني
انتي مهما تغيبي عني
اصلو ما بتفوتي مني
من براءة ومن محنة
وعزة تشرب من معزة
ومن تراثنا ومن اصلنا
و وعد غرقان في نداهو
وزحمة اطفال جوه جنة
وزول بيحلم بالعديلة
وفرحة الريد الطويلة
ناس تجيهو تغني ليهو
ناس تبارك وناس تهنئ
انتي مهما تغيبي عني
اصلو ما بتفوتي مني
وتبقي ياحلم الاماسي
شمعة ضاوية في كل دار
وزهرهة في كل المواسم
كل يوم بزيد نضار
تهفو ليك الامنيات
وتزهو بيك الامسيات
انتي مهما تغيبي عني
الموسيقار ( محمد الأمين) حالة خاصة في الأغنية السودانية
وعلامة فارقة في تاريخ الفن السوداني وأيقونة رغم صرامته الفنية لكنه سال بين الناس جداول ، خفيف الروح وصاحب نكتة وقفشات تشبه ذكاء أغنياته
وكلما وقعت ( هزة ) غنائية في مسيرتنا الفنية
ننظر إلي ( محمد الأمين ) لكي ونتماسك .
يا ريت .. يا ريت
يا ريت من اول وريتنا
أنك يمكن تتأخر يوما
كان غايتو اتطمنا شوية
وبحرك يالليل وطغنا نجومه
بيقولوا الغايب عذره معاه
وفي غيابك يا ما نشيل اللوم
مرت لحظات
وكمان ساعات طالة
وحياتك منتظرين
لو وشوش صوت الريح في الباب
يسبقنا الشوق قبل العينين
ونعاين الشارع نلقاه غارق في دموع المغلوبين
العيد الجاب الناس لينا ما جابك
يعني نسيتنا خلاص
مع انك انت الخليتنا
نغني الحب ذكرى واخلاص
صبحت دمعتنا وزادتنا
كدا حاول اعرف لينا خلاص
شال النوار ظلل بيتنا من بهجة
فضلنا وحاتك منتظرين شوف وين روحتنا وديتنا وين