في قعر راكوبة ست الشاي ( جمبت ستنا ) الحلقة ( 45 )
(( الليق ))
بعد خروج الانجليز في المنتصف الثاني من القرن المنصرم . أستنشق الناس عبق الحرية . فمنهم من تلظي بنارها ومنهم من استنار بنورها .
فاشتهرت منازل بعض الأحياء برفع سارية علم الحرية رفع البيرق (( منزل أحرار )) ومنهم من انتكس ونكس البيرق .غاااايتوا جنس غاااايتوا . !!! .
وكان ديدن الناس لكم دينكم ولي دين. ومن شاء فليتحرر ومن شاء فليستحرر . وما أكثر ميادين الحرية (( الليق. )) ونزالها الحامي الوطيس في ميادين الدافوري الغير نظيف منهم من خاااتي الكرة وآطه . ومنهم من طالع في الكفر .ومنهم من يتفنن في تطبيق كل القيامات والهجمات المرتدة الصادة .
الليق دائرة عذاب شريرة ومتعة شبقة تلامس رؤوس زوايا مثلث برمودا (( سوق العمايا . فكي نجس. . وي. وي. )) .
وشراكة قابضة وذكية في سوق المتعة تفتح كراعيها على مصرعيها وتلقي رواجا" و ازدهار أ" عرضا" و طلبا" يدور في فلك دائرة غرائزية شريرة . لا يصيبها الكساد والركود والتضخم مستهزيتة" بلسانها ممغرزه لنواميس منظراتية الاقتصاد تتوسد وتتكي على إرث تأريخي بأنها أقدم المهن .
و (( الليق. )) مثلث متساوي الأضلاع (( زقاق طوطمه . زقاق اباباش تانا. . و زقاق فانيا عذاب. )) .
والازقة مبنية من الكرتون وشوالات الخيش واعواد القنا . وتتألف من اكواخ العراك والتي لا تتعدى مساحتها المترين و بابها ستارة من شوالات الخيش تنحني لدخولها كأنك تؤدي صكوك التوهان والحرمان.
(( الليق. )). حصن مهيب ظاهره الشهوة. وباطنه عذاب .
زقاق فانيا عذاب (١)
فانيا عذاب لا خضراء بائنة خضرتها ، ولا صفراء بائن صفارها ، ولا حمراء بائنة ً حمرتها ، ولا حنطية كلون القمحه . ولا طويلة بائن طولها ، ولا قصيرة عائب قصرها ، ولا بدينة مفرط سمنها ، ولا رقيقة بائنة نحافتها .
فاتنة مثيرة إثارة ساخنة تذوب جليد القطب المتجمد الشمالي ،
عليها مسحة سحر أنثوي غريب بالرغم من انتفاء جمالها الصارخ وقبحها الذميم !
وما بين أعلى اذنيها وطرفي عينيها شلوخ لا هي شبيهة بأسطر كراسة اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية ، وربما تكون شبيهة بأسطر كراسة اللغة الفرنسية إذا كانت لها كراسة أصلا ً . وهي بعيدة مهوى القرط ، وقرطها الذهبي الدائري المتدلي من شحمة اذنيها ، يحوٌر فراغ ثقب اذنيها من دائري إلي بيضاوي طولي تتلصص من خلاله على جيٌدها الموشح بقلادة ذهبية شبيهة بظرف نحاس لطلق الجيم ثري الناري ملضومة ( منظومة ) في توالي تراتيبي مفصولة بغرز السوميت الكهرمان الأصلي . ويتدلي من أنفها الأيسر ذمام ذهبي متسع الدائرة شبيه لقرط بقرة جبنة لباشكري الفريزيان الهولندية الضاحكة ، وإذا تبسمت بأن فاطرها العلوي الأيمن الذهبي من بريق لؤلؤ أسنانها المشع.
لاهي عربية باين عروبتها ، ولا هي إفريقية بائنة افريقانيتها ،
طينتها خليط من طمي الغابة وذرات نانوا الصحراء ، شعرها لا هو ناعم الملمس ( سبيبي) ، ولا هو خشن الملمس ( قرقدي ) ، تمشطه ( تسرحه ) بمشاط لا هو سودان قفل ، ولا هو افريقاني ( بوب مارلي ) ، وتستدل جدائل ضفائرها كحاقامات اليهود ، واحياناً تشوطنه كالخنفس المنفوش ، زيت كركارها معطر ومعطون بخليط عطور روائح تخالف عطور عطارة التيمان الامدرمانية الشهيرة ! .
ضامره تكاد تقبض خصرها بقفيص السبابه والبنصر ، ومأكمة يضيق الباب عنها ويستحيل لمها بالفراغ الذي بين الساعدين ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، و ما تحت الماُكمة كبوق صافرة الوازا المصنوعة من بوص الانقسنا ناعمة ملساء تتدحرج تدريجيا ً رويداً رويدا حتى تصير كعنق الزجاجة في فم عازف نأي مزمار الوازا ، لتنتهي بقدميها كالوزة السابحة في بركة خريفية في نشوة وحبور ، وعلي ساقها الايسر حجل من السكسك تتوسطه من الامام والخلف ودعتان ( محارة الودعه ) ، و تدثر وسطها بقرباب عليه صورة رئيس أفريقي ، والساق سافرة والنحر والجيد عريان.
زقاق فانيا عذاب ( 2 )
فانيا عذاب مسوحها و طيبها بمجموعة روائح تخالف عطور عطارة التيمان الامدرمانية الشهيرة ، ودخانها بحطب السدر ( النبق ) ، واعشاب اخرى مختلفة الابخره ، وتلتعق ثمرة شبيهة للُب نواة المانجو الداخلية تسمى ( القورو ) مزاقها كالعلقم ، ماهره و حريفه في لعب لعبة الورق ( الكوتشينه ) باحترافية عالية ، تدخن سجائر البنسون الفاخر ، وعلبته الذهبية ذات العشرون سجارة وعلبة الكبريت ماركة الكنغر الاسترالي لا تفارقانها ، تتعاطى البيرة السودانية ماركة الجمل ، و كحول البيره والشري والجن والكنياك المستوردة . وتحب حب التسالي حبا" جما .
يمازحها ( عمك وي وي ) ويناديها :
ب ( العذبه الكاااااافره ) ، ويعضي شفته السفلي إعجابا" وحسرة . فتضحك وتقدل بغنج .
ويتحرش بها ( ود باَ ) بتاع الترمس والكبكبيه ( الحمص ) لفظيا" :
مزّمزّ . مزّمزّ .
قزقّز . قزقّز .
ترمس .
كبكب .
مزّمز .
قزقّز يااااااااااا .
فترمقه بنظرة حاااده ، وتتوعده بالسبابه ( الوروره ) .
فيتظاهر ( ود باَ ) مبتسما" بذكاء إجرامي بتسويق بضاعته والتى امامه جردل طلس ساده كريمي اللون ويحتوى على الترمس المسلوق المملوح وجردل طلس آخر أبيض اللون مزدان بورود ورديه اللون يحتوي على الحمص ( الكبكبيه ) المسلوق المملوح ، والتمر القنديلا ، فياْخذ من جوف جرادله ويضع على غطاء الجرادل المصنوع من قماش الدمورية المثبت اعلى الجرادل بسير من المطاط الداخلى لإطارات السيارات ، ويصيح مسوقا" بضاعته :
ايوه يااااااااا .
مزّمزّ .
قزقّز .
ويضحك ضحكته المجلجله الماكره التعجبيه :
هوهواااااااااااااا !
هوهوااااااااااااا !
هوهوااااااااااااا !
ويطنطن برطانته :
جلاااااا فوكااااااااه .
فيسأله عمك وي وي :
الشغل ده انت شفتوا ولا شنوا بتوصف فيهوا كده .
فيرد ود باَ بمٌكر الثعالب :
اَي اووه وي وي بطل لخلاخ و ذبذاب بتاااااعك ده
ويعنى ( يا عم وي وي بطل استهبالك هذا ).
فتضحك فانيا عذاب وتقول في تحدي ل (ود باَ ) :
يسمك في الصحيان والأحلام .
فيرد لها ود باّ بتحدي إصراري :
هوهووووووا .
حله من في ده عجوز بيموت في يوم .
وكوراك يوم دااااك بيملاْ الحله .
وتضحك كرش عمك وي وي راقصه ضحكا" منبسطا" يمندل كوارع وبحاتات وسماعات و قوانص جقاجق قدوره ( حلله ) القوز الضخمه،
وتهدّى من روع طفح كرستول دهون طبيخه ويقول لفانيا عذاب :
وآلله انتوا يا الجقاجق بتستهلكوا حطب كتيييير للنجاض .
ويبدأ ( ود باّ ) في المعاكسة المبطنه :
مزّمزّ .
قزقّز .
جقجق . جقجق. جقجق.
مزّمز .
قزقّز .
ترمس .
كبكب .
فانيا عذاب لاعب أساسي في ( الليق ) المسور بسور تمويهي يسمى ( سوق العمايا ) ظاهره الرحمة ( الشحادين و الباعة العجزة والمستضعفين ) وفي باطنه عذاب ورهطها في قلب مستوطنة البؤساء والفقراء والمساكين .
فانيا عذاب انثي مفخخه تشتهيها وانت تعتليها .
(( ليق الليق ))
انداية كِرو الفوراوية . انداية كاكا النوباوية . انداية كارميلا بت الماندي من جنوب السودان. انداية بلوبلو الانقسناوية. انداية السُرة ست العرقي. فداديات سطلن رؤوس تنوء عن حمل أجساد مّريديها ومرتاديها
تتلافح روائح خمورهن فضاء ( الليق ) ، وسور الليق ( سوق العمايا ) . يموج بحركته الدائبة .
و ود بآ يسوق بضاعته :
ترمس.
كبكب .
مزمز.
قزقز.
ويسرمط فردة حذاء مهترئ بيد ، وبأسنانه يجبد ( يشدّ ) خيط عصب، وباليد االاخري يقرز الجباده ( الصنارة ) ، وبفخذيه يوتد( يثبت ) وسط الحذاء المهترئ .
ويبايع ويفاصل ويسوق بضاعته بفرايحية . وقبل شروق الشمس يمارس الطبابه البلدية ( يقطع الطير أو الريشه التى تعيق بلع الحلقوم وتؤدي إلى انسداده . ويتش ( يكوى ) القريقان ( اليرقان ). ويجبر الكسور . ويداوي الملق والرضوخ والفكك . ويمارس الحجامه .
وأطفال طلمبات الوقود المحموله يفترشون جوالين البلاستيك التى تحتوي على الجازولين ( الكايروسين ) والجاز الابيض و تتوسط الجالونين صينية طلس عليها جنى الجداد ( بيض الدجاج ) البلدي المسلوق.
والحلبية الوداعية تجلس القرفصاء وتضرب الرمل ، وتقرأ الفنجال (الفنجان ) رجماً بالغيب، وتسوق محتوى قفتها الملأه بزيوت وعطور الكبرته الماخمج.
ويمدغ ( مامدو كيتا ) ثمرة القورو الشبيهة للب نواة المانجو الوارده من غرب إفريقيا ، ويدعى بأنها منشط جنسي رهيب، وينثر الماء على قطعة جوال الخيش الذي يغطى القورو . وتربيزتة الخشبية البالية تحتوي على التفته ( اصباع تلوين ) تستعمل لتلوين البرتال( الطبق ) الذي يستعمل كغطاء للطعام ، وخواتم الفضة والسكسك والقرز والسوميت ، وعلب الورينش ماركة الشمس والكرة والكيوي دهانات الروب النيجيرية .
و ( مجنكه ) المستحمر مروض العذبات الجامحات شبقاً ، ومأجور مرتزق بجريدة ساعده الواحدة يشكل حارس حماية ل (( الليق ))
ومومساته والمتهربين من دفع أجر خدمة أقدم المهن.
وروائح جقاجق و كوارع وسماعات وجاكبلصات ( عمك وي وي ) تضاجع شواء وشوربة ( عمك سمكمك ) بائع السمك .
ولاعبي الميسر ( القمرتيه ) يلعبون الملوص ، والطرة كتابة ، يتقامرون عزّ القايلة ( منتصف النهار ) وينجادلون:
خرتك .
ما خرتني .
اديني آخر يد..
وتتهاوي للمسامع عطالة لعبة الضآلة والسيجه :
اطعنه هنا.
اطعنا في نايطه.
نوم.
تنوم مع العذبه كارميلا.
وشميش يكشكش بكشكوش فليت غطاء زجاج البيرة أم جمل في ناصية صندوق ورنيشه الخشبي :
كشك.
كشك. كشك.
ورنش قبل يكرمش .
وضجيج حجر رحي طاحونة الخواجه شمعون والذي حرفت عينه إلى شين وصار يطلقون عليه ( الخواجه شمشون ) تطحن وتضرس الذرة الفترتيته وقليل من القمح والدخن والماريغ ، وخوار بقراته ، وبطبطة بطه ، وهديل حمامه ، ونقنقة دجاجة ، و قباع خنازيره، ونهيق حمارية المكادي والدارويّ ، وصهيل حصانة الذي يجر فنطاس الجازولين كوقود للمسارج وحبوبه ونسيني ، وضغيب ارانبه ، تتمرد اصواتها وتشق جدران قلعته المنيعه والتى تضاهى قلعة وندسور ( WINDSOR CATLE ) البريطانية .وتعامله مع زبائنه بحرص شديد من وراء سياج حديدي صلب وقوي ، ولا يثق في اي كائن ما عدا خادميه ( بنيامين ) من قبيلة الماندي بجنوب السودان ، و (ساغا ) اي إسحق من قبيلة الفور بغرب السودان.
ونافخ الكير السمكرجي ويديه في حركة دائمة كعازف الاوكورديون ينفخ سعير لهبه ليحمى حديده، وينفث بفمه و جبينه يتصبب عرقاً لتشكيل اوانى الجبنه( القهوة ) من جبنات وشرقرقات وقدور تامباباي ، ومسارج إضاءة الجازولين البدائية ( حبوبة ونسيني ) وصناعة القراقير من بقايا فضلات حديده كألعاب لأطفال الهامش.
وحاجة ست الفول والتسالي تفترش محتوى قفتها من الفول السوداني وحب التسالي و زبدة الفول السوداني ( الدكوة ) .
و (فكي نجس ) يشرح بصوت عالي متن العشماوي في الفقه المالكى ، و يتوغل في كتب الأشعري بمراحلة الثلاث :
المعتزلة.
الكلابية( كتاب اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع ).
الإبانة عن أصول الديانة .
وجدلياته الشفاهية مع ( ود بآ ) .
ويداعبه ( ود بآ ) : انت ياااا فكي نجس بقيت ولي من أولياء الله الصالحين ، لكنك ولي إلا ربع ممسوخ.
فيضحك ( فكي نجس ) مازحاً وساباً :
( ود بآ ) ود الحايل ( الحائل ) .
ويضحكا الاثنان عالياً .
ولكنك يا ( ود بآ ) خيّار الجاهلية.
( ود بآ ) : فكي نجيس ود أم بقوس .
والامبراروي المعراقي يسوق عروق المحبة في ليق صراع الأجساد بمقابل مادي وتراضى الطرفين ، ويتجول بعراقية المزركش الالوان وسروالة وسط ساقه، وعلى كتفه يترنح راديو ومسجل ريكورد الناشونال الياباني ويدسره بغطاء قماش اسموكين ملون ياباني ويلصق عليه مرآيات في حجم عين الجمل ، ويلبس حذاء الشدة الاسود من البلاستيك .
وبائع العجور والتبش ( الدردقوا ) بالشطة يزيح ( يقشر ) لحاء وقشور معروضه بسكينة الحره والتى يتضرع غمضها في عضد ساعده الأيمن دلاله على انه اعسر ( لفتي ) اي يستعمل يده الشمال ويزين بحرفيه عاليه وسرعة فائقه. ولا يعطي اي زبون سكينه البته .وزبائنه في نهم فرحين بألتهام المعروض وتغميزه حسب خياراتهم سواء كان في صحن الطلس الكبير المليئ بالشطة الخضراء المخلوطة بزبدة الفول السوداني ( الدكوة ) والملح والليمون والثوم أو صينية الألومنيوم المتوسطة الملأه بمسحوق الشطه الحمراء ( الدنقابة ) وممزوجه بالملح الدراش .
و ( مونج ) بائع الماء ( السقا ) يحمل على كتفيه جوزي صفيح سعة الواحد خمسة جالون من الماء ، كل صفيحة مثقوبه من طرفيها المتوازيين ويربطهما بحبل غيش متين من لحاء الاشجار وعند منتصف حبله الطويل مابين كتفه منتصف ساقيه . يعقد حبله بفتلة قويه ومتحده ، وفي آخر الحبل فوق كتفه يصنع حلقة دائرية متينه يتخللها طرف عصا المتعارضة على كتفه ومدببة الطرفين.
و ( مونج ) يسوق ماءه وينادي بلحن اغانى الدينكا واهازيجها بعربى جوبا الشيق :
جوز موي ( جوز الماء ) .
موي.
موي.
موي بيجيب قروش ( الماء بيجيب القروش ).
قروش بيجيب بقر ( القروش بتجيب الأبقار ) .
بقر بيجيب مريم ( الأبقار بتجيب العروس مريم ).
مريم بيجيب ناركوك ( والزوجه مريم تنجب الطفل )
وناركوك بيبقى كتييير وكبييير ( والأطفال يكثروا ويكبروا ) .
وبقر يبقى كتيييير ( الأبقار ستصير كثيره جداً )
و ( مونج ) يكون جالدونك ومبسووووت ( مبسوط ).
(( اي مونج يصبح عجوز لكنه مبسوط وتغمره السعادة )).
وصبي عمك سمكمك يغرد بلحن شدي وطشت الاسماك المحمره يعتلى رأسه ، وما بين رأسه وطشته لفافة من جوال غيش مبلل ببسيط ماء كلباد وحشايا واقيه تقية بقايا حرارة سمكه المحمر وطشته المتشابي لمعانقة شمس الظهيره الصيفية الحارقه وينادي مسوقاً سمكه :
أيوه يااااااااااااااا .
حمام النيل ياااااااااااااا ( كنايه عن السمك ) .
فسفور ياااااااااااااا .
من الحلقوم للبلعوم للبلابيط ياااااااااااا .
فسفور يااااااااااا .
سريع المفعول يااااااااااااا.
ويطارحه في الالحان التسويقية بائع كيك الغريبه و يعتلى رأسه صندوق خشبي عليه معجنات كيك الغريبه الشبه جافه ولكنها حلوة المذاق تفوح منها الفانيليا والسمنه البلدية الاصلية وينده منادياً ومسوقاً :
أيوه الغريبه ياااااااااه .
هاك الغريبه يااااااااااه .
قرشك ياااااااااااااه .
يحلي ضرسك ياااااااااااااه .
وغنج و آهات لذة (( الليق )) توشوش الآذان .
و ( عميان ضُر ) خازن بوابة دخول وخروج (( الليق )) يفترش جلبابه ، ويجلس القرفصاء متوهطاً ومدعياً العمى ونظره اليوم حديد اقوى من زرقاء اليمامة في عز صباها ، ويحترف البصاصه كبصاص نجيض وعين سحريه ساهره لحراسة وحماية وتأمين (( الليق )) ومومساته الحاجين اليهن. ويمتهن التسول ( الشحده ) كغطاء عطف يتدثر وراءه منذراً المومسات وزبائهن من كبسة كومر البوليس ، والبوليس السري المتنكر بالزي الملكى متجولاً ومتسوقاً ومشمشماً الأخبار ومتحرياً .
وينذر ( عميان ضُر ) الليق ومومساته وزبائهن محذراً بجهاز إنذاره (صافرته القويه ) وتضاهى اقوى صافرات الفيفا ، وصافرته لا تكاد تفارق فاهه .
وكان يستنطق صافرته :
تيت . تيت ( وتعنى الكشه جات )
ويمازح زوار الليق :
تت تيييييت تتت
وبلسانه اللعلاع يهتف :
الليق .
الليق .
ياااا عواليق .
ويقهقه مطنطاً محدثاً نفسه :
كلاب نجوس .
عفنين تيوس.
وغنج و آهات لذة (( الليق )) تغازل الأذان وتهفهف الوجدان . (( زقاق أباباش تانا ))
تنحدر من الهضبة الحبشية ، من أب مسلم ينتمى لاقدم شعوب القرن الإفريقي استيطاناً ( الاورومو ) ، وتعنى ( الاورومو ) القوة . وهم الرحم الذي انبثقت منه شعوب كوش .
وامها من شعب الأمهرة ابناء إبن سيدنا نوح الأكبر . من وسط مرتفعات الحبشة ، الذين يتكلمون الحبشية الرسمية ، وتعتنق امها المسيحية على مذهب الأرثوذكس ، والذي يمزج بين التوراة والإنجيل و المعتقدات الشعبية الوثنية ، ويعتقدون بأربعة معتقدات ممزوجه ومختلطة :
الاولى الديانة المسيحية الأرثوذكسية التى تؤمن بالطبيعة الواحدة ، والله تعالى ، والشيطان ، القديسين ، والملائكة .
والثانية الأدبار ( الزآر ) ، وهم أرواح مسؤولين عن الحماية و القصاص .
الثالثة ( البودا ) اي البشر الذين يملكون القدرة على الإصابة بالشر .
الرابعة العفاريت ( الغول ) الذين يؤذون الناس الذين يعترضونهم.
(( اباباش تانا )) تعني جميلة البحيرة التي ينبع منها النيل الازرق الرافد الدفاق والقوي لسليل الفراديس ( نهر النيل ) ، وهي خليط هجين رهيب للساميين ( الأمهرة ) ، والحاميين ( الاورومو ).
تتوشح وتدثر بفستان ( الزوريا ) ، أو فستان ( الطلفى ) .المصنوعان وطرحة من قماش أبيض من القطن مزدان ومطرز من الاطراف باللون الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق ، يزدان جيدها بعقد ذهبى وعلى معصمها غوائش ذهبية براقه ، وحلق ذهبي دائري يتدلى من شحمتي اذنيه
'''' نواصل ''''
وكن حيين بنتكاتبوا وبنتشاوفوا .
✍ أيوب الحويطات
************************
الصورة للهاف تايم بين الشوطين في الليق