في قعر راكوبة ست الشاي (( جمبت ستنا )) الحلقة ٣٦
عم مادبو رحمه شحاته
زعيم نقابى تفتخر به حارتنا وحدتنا،و يفتخر بها. وركيزة اساسية قامت عليها وحدتنا حارتنا. وثعلب سياسه ذكي ومراوغ حاضر البديهة وساخر حادق السخرية. ويحمل قلب رؤوف . ناصع البياض جوه وبره.
سابق لكثير من السابقين والحاضرين والقادمين من زمن جاي وزمن لسه، بنفي الشعبوية بيان بالعمل وفعلا"، إذ شكل مظلة واقية لاثنيات وافده من وراء حدود المليون ميل مربع و(( حالفوه)) واقسموا على المصحف الشريف بأن يكونوا معه في السراء والضراء على قلب رجل واحد ومنتسبين لاثنيته (( المسيرية)) . والحلف عُرف تقليدي متعارف عليه في عموم غرب السودان مرحبا" بالآخر ومحتويه بحميمية متسامحه جميله .
مادبو رحمه شحاته زعيم نقابى شهير ومهاب في اتحاد نقابات عمال السودان ممثل لنقابة مصنع النسيج السوداني اكبر وأول مصانع النسيج في افريقيا والشرق الاوسط في ستينات القرن الماضي.
ابتعث في سبعينات القرن الماضي إلى روسيا و اوربا الشرقية من قبل ايدلوجيته .وعند عودته مازحه ابواتنا سجالته وانداده بمزاح شفيف و وديد جبلوا به سائلين:
هااااااي يا الأحمر ول رحمه شحاته. كيه خبرنا عن بلد الخواجات المشيت ليها دي (( ماهو انطباعك عن بلد الخواجات التى زرتها))؟
فيرد بطريقته التى يعرفها اهل حارتنا وحدتنا:
هاااااااي !
هاااااااااي !
هاااااااااااااي !
بالله البقوره ( الابقار) ضرعها قدر داااا (فاردا" يديه على أقصى مدي كأنه يريد مقالدة احد اصحابه).
وضحك بسخريته الجميله كأنه يريد استفزاز غريمه و نديده في الطفوله والصبا بلقاوه وفي شبابهم بالحاره والنسيج واتحاد نقابات عمال السودان الزعيم التقدمي المفوه عمنا كوكو كرار .
فلم يفوتها له غريمه وحبيبه اللدود عم كوكو كرار وبفصاحته المتمكنه في لغة الضاد والإنجليزية رد بسخريته اللاذعه:
هيييي.!
هيييي. !
هييييي. !
الخلا عادتوا قلت سعادتوا.
بالله شوف بيقولوا ليهوا انطباعك شنوا عن بلاد الخواجات.
بيقول ليهم الأبقار و ما ادراك مع الأبقار . !
بقااااااري . !
متخلف . !
ويضحك :
هييييي.
هيييييي.
هييييي.
فيرد له عم مادبو رحمه شحاته بسخريته الحادقه:
هج . !
هج. !
هج !
كراكوووا ( وهو إسم ايام طفولتهم النضره بلقاوه)
كراكوووا !
هاااي
كراكوووا انقرع ( إحذر يا كوكو) .
وينفجران بشلالات منهمره من الضحك وندى الدمع الاخوى المحب لاخيه.
ويتعانقان.
ويتقالدان.
وفي بداية تسعينات القرن الماضي. لعب عم مادبو رحمه شحاته ضاغطا" مع الإسلاميين و جهجه باكاتهم ومرماهم. وكانوا يهابونه ويضعون له ترليون حساب.
وفي احد المؤتمرات الاساسية لمربعات حارتنا وحدتنا .استمال عم مادبو رحمه شحاته جل الشباب لصفه. وكل القراءات ترجح كفته بالفوز. وحاول الشباب ( ناس الهادي ابوكدوك ، وابكر البعيو ، والهادي نصرالله ) اللعب بذيلهم في الليله الأخيرة السابقه للانتخاب.
وعند تلاوتهم لقائمة أسماء المرشحين لم يسمع إسمه ضمن القائمه. وكانت رتينته هي المسعفه للاجتماع لانقطاع التيار الكهربائي المفاجئ .فنادى إبنه معتصم الملقب ب ( اداو) امرا" صائحا" ومزمجرا" :
يااااا
اداو .
اداو .
اداو .
اداو نفسها ( يا اداو اطفئ الإضاءة)
هاااااي العيال.
كلامكوا ده شنوا ؟
نجوس. كلاب
الداو نفسها.
فينصاع إبنه معتصم ( اداو) لاوامره.
وينفسها. ويعم الظلام. ويطرشق حيل الشباب واللاعيبهم.
وكن حيين بنتكاتبوا وبنتشاوفوا
شبال وبص موزه و وبوذ :
ومثلنا الدافوري الشهير بيقول:
(( العندو قش في ضهروا ما بتكي في النار )) .
✍ أيوب الحويطات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق