السبت، 24 يونيو 2023

التوم الهجو


 

أطفال السودان في زمن الحروب


 

الجيش السوداني الوطني


 

تحليل سياسي


 

التكينة في مسيرة جماعية


 

قبيلة الكواهلة


 

رأي شخصي


 

التوم الهجو يصرح


 

الجيش الوطني السوداني


 

الحكومة التشادية تقدم خدمات النازحون من السودان


 

الحكومة التشادية تقدم خدمات النازحون من السودان


 

الحكومة التشادية تقدم خدمات النازحون من السودان


 

الشيخ عصام أحمد البشير


 

الهلال الأحمر التشادي يقف مع السودان


 

قوات الدعم السريع المتمردة


 

انسحاب قادة من الدعم السريع


 

موت قائد الدعم السريع


 

مليشيات الدعم السريع المتمردة تقتل والى غرب دارفور


 

الجيش الوطني السوداني


 

الجيش الوطني السوداني


 

رأي سياسي


 

مليشيات الدعم السريع المتمردة


 

رأي شخصي


 

الثلاثاء، 13 يونيو 2023

وتاني وقعت دانة

 بالدارجى العميق

وتانى وقعت دانة 

يوسف البروف

********************************

يوم امس الاحد  الموافق 11/6/2023 سقطت دانة فى مدينة الازهرى على بعد 400 متر من بيتنا، الزول الجاى راكب مواصلات السلمة البقالة فى زلط قبال نهاية محطة البقالة بربط بين السلمة ومايو عند مخبز رزاز وصيدلية ابو المقداد(7), اها الشارع البربط بين السلمة ومايو ده بفصل بين مربع عشرة ومربع خمسطاشر وبين مربع تلطاشر ومربع اربعطاشر، بعد اندلاع الحرب تحولت هذه الساحة التى تمتد بين مخبز رزاز ومجمع الدوحة إلى سوق مصغر، اصلا المكان ده قديما كان موقف ركشات، طيب أصبح المشهد كالاتى، بتاع تكتك للخضار، كشك بتاع تلج، حاجة بتبيع الكسرة والويكة والتسالى، بتاع طعمية عندو تربيزة قدامو وصاج وانبوبة غاز وعيش للحشوات، كشك خشبى متهالك  بتاع تلج، بتاع بطيخ، كشك بتاع رصيد واخر بتاع سعوط وفريشين مفترشين الارض والمشمعات وملتحفين الشمس والسماء باشكين حاجاتهم وبكوركوا فيها دى هدايا ومن الله جايا ورخا للنهاية، دل دانة وقعت فى نص المشهد ده فى نص النهار، حالا قتلت 16 نفر وجرحت العشرات، اربعة من اصحاب الركشات ماتوا من  بينهم جارى(حنو) وزبونا سيد الخضار بتاع التكتك وبتاع الطعمية وبتاع الاقاشى وبتاع التلج  والباقيين زباين، الدانة جات من السماء وسقطت قدام مخبز رزاز وصيدلية ابو المقداد(7)، الدانة دى جات من وين علمها عند الله وعند ناس الجيش وعند ناس الدعم السريع، المرة الفاتت لمن قلنا الدانة الكتلت ناس مايو ديك فكوها ناس الجيش فى بعض الناس قالوا لى عرفتها كيف فكوها ناس الجيش؟، عشان كده المرة دى قلنا دانة جات متلبة من السماء براها كده.

ناس الجيش برروا للحرب دى انهم دايرين يحررونا من الأجانب التشاديين والماليين والنيجريين وناس الدعم السريع برروا للحرب دى انهم دايرين يجيبوا لينا الديمقراطية، لا شفنا أجنبى شال بقجو وطفش ولا شفنا لينا حرية، بل بالعكس شفنا نهب البيوت وهدم البيوت وحرق البيوت واحتلال البيوت وشفنا الدانات والراجمات والطائرات والمتفجرات.

غوروا من حياتنا الى الجحيم انتوا الاتنين تلاحقكم دعوات الامهات المكلومات واللعنات فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض.

السادة/ الامم المتحدة، مجلس الامن، الاتحاد الافريقى/ جامعة الدول العربية، محكمة الجنايات الدولية، مجلس حقوق الانسان، الاتحاد الاوروبى، دول الايقاد، الترويكا، المحاميين، الصحافة والاعلام، المنظمات الدولية، المنظمات الوطنية، الصليب الاحمر، نشطاء الميديا.

بعد السلام والاحترام والتقدير 

نحن سكان مدينة الازهرى نطالب بلجنة تحقيق دولية فى هذه الجريمة التى ترتقي إلى جرائم الحرب وحفرة الدانة موجودة والشظايا موجودة ومخبز رزاز موجود وصيدلية ابو المقداد موجودة ومحلات كشك التلج موجودة ومحلات تربيزة سيد الطعمية موجودة ومحلات سيد الاقاشى موجودة واصحاب الركشات زملاء الضحايا موجودين وصيوانات العزاء مدقوقة وامهات الشهداء المكلومات موجودات.

لا للحرب

نعم للسلام

نعم للمحاسبة

نعم للمحاكمة.

خالد الأعيسر الكاتب الصحفي


 

زالنجي في زمن الحروب

 زالنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــجي

إصلاح خدمات الإتصالات بولاية وسط دارفور مطلب شعبي 

مرور شهر على عزلة ولاية وسط دارفور عن العالم بسبب انقطاع خدمات الإتصالات بالولاية  ولم تخرج وزارة الإتصالات وتقنية المعلومات لتمليك المواطن اسباب انقطاع خدمات الإتصالات   والمعوقات التي تمنع عودة الشبكات للخدمة  علما ان الولاية تمر بظروف إنسانية بالغة التعقيد  وابناء الولاية الخارج الوطن لم يعلمون بحال اهاليهم هناك   

على وزارة الإتصالات وتقنية المعلومات التحرك فورا لتوفير ابسط مستحقات مواطن وسط دارفور من خدمات الإتصالات  وبقية الخدمات المهمة  خدمات الإتصالات  ليها دور كبير في حيات إنسان الولاية لعلة مواطن وسط دارفور  يعتمد على التطبيقات المصرفية  وعدد من الانشطة التجارية     

زالنــــــــــــــجي  معزولة عن العالم 

انقذوا زالنجي  

اصلاح خدمات الإتصالات بالولاية مطلب شعبي

حكاوي في زمن الحروب

 اليوم حدث أن جاءت مجموعة من مليشيا الدعم السريع دخلوا حينا في بداية شارعنا مباشرة لنهب أحد المنازل التي كان بها عدد من السيارات الموجودة في المنزل الذي كان يسكنه صاحب المنزل مع أسرته المكونة من نساء.

ما كان منا إلا أن استعنا بالله وتوجهنا مستعينين بالله يسوقنا حق الجوار ، وشرف المروءة، وإغاثة الملهوف.

ما يميزنا أننا دائما مرابطون في الشارع ليلا ونهارا.

المهم توجهنا تجاه منزل الجار فما كان من أفراد الدعم إلا أن ارتبكوا من المفاجئة لدرجة أنهم تراجعوا حرفيا إلى الوراء وهم ينظرون إلى الخلف وعن يمينهم خوفا من أن تكون هناك مجموعة أخرى، المهم عمَّروا كلاشاتهم ووضعوها في حالة الاستعداد في مشهد أقرب لأفلام الأكشن !

والله ما جفلنا وأصرينا أن نكون متواجدين بهذا العدد، وهذا أحدث نوعا من القلق لمليشيا النهب الصريع وهذا رأيته بأم عيني فقد كنت تجاههم مباشرة في الصف الأول.

بعد أخذ ورد طلبوا منا الرحيل فرفضنا رفضا قاطعا ونحن نرى جارنا بين أيديهم وزوجته تبكي، وهي في مقام الأم.

الذي حدث أنهم اقتنعوا أنهم لن يستطيعوا نهب السيارة ولا نهب المنزل ، وفي نفس الوقت لم تقبل نفسهم الدنيئة أن يخرجوا بخفي حنين، فاقتادوا صاحب المنزل إلى جهة مجهولة فاقتربنا من سيارتهم ،ووالله رأينا الهلع في عيونهم بالرغم من امتلاكهم للأسلحة.

 نحن فهمنا الرسالة من أخذ الرجل، وهي محاولة تأمينهم من أي هجوم محتمل عليهم وعدم التعرض لهم؛ لذلك رضينا مؤقتا بهذا الخيار عملا بقاعدة أخف الضررين، بالفعل تم وضع الكلبش واقتياده إلى جهة مجهولة.

نحن في هذه اللحظة ضمنا ثلاثة أمور :

أولا: أن أسرته المكونة من نساء هم الآن في أمان تام بالرغم من صعوبة الموقف عليهم.

ثانيا: تجمهُرنا ووقُوفنا وثباتُنا أمامهم أحدث لهم مفاجئة غير متوقعة غيَّرت خطتهم، وأربكت حساباتهم.

ثالثا: كنا على يقين بأنهم سيتركونه؛ لأنهم أخذوه فقط لحفظ ماء وجههم النتن.

المهم بعد أن غادروا وهم يصوِّبون أسلحتهم تجاهنا، في مشهد غاية في الجبن وبعد أن تم الإطمئنان على الأسرة تحركنا صوب مجموعة معينة متواجدة في طرف الحي وتكلمنا معهم بعبارات صريحة لا لبس فيها ولا ريب ، أن هذا الفعل الذي حدث الآن لن يمر ، ونحن في هذا الحي ( *خاصة في وسط الحي لأننا متواجدون فيه حصرا ،فبقية الأرجاء قد غادرها أهلها* ) لن نقبل بفتح هذا الباب من النهب والفوضى لأنه سيصعب إغلاقه حتى عليكم.

في هذه اللحظة تقريبا كل الرجال والشباب الموجودين في بقية الشوارع كانوا قد توافدوا بصورة أكبر بعد أن وصلهم الخبر ، فهذا التجمهر زاد من توتر المرتزقة وقلقهم، وهذا كنت أراه في عيونهم والله.

 هنا أكَّد لنا أحد الأفراد أن الرجل سيعود إلى بيته وبالفعل أمامنا تحركت سيارة تاتشر ومعها سيارة برادو، وطلبوا منا أن يركب منا إثنين أو ثلاثة للتعرف على الأشخاص الذين قاموا بأخذ الجار، وبعد أن همَّ بعضنا بالصعود معهم ما كان من قائدهم إلا أن قال لا داعي للذهاب معنا تحسبا لأي طارئ.

المهم، تحركوا وقالوا لنا سنلحق بهم الآن، وسيعود إلى بيته.

( *لا ندري هل فعلا ذهبوا إليهم ولحقوا بهم أم لا، فقد كان هدفنا فقط إرسال رسالة محددة* )

المهم توجَّهنا مرة أخرى ورابطنا متجمهرين بالقرب من داره حتى تكون أسرته مطمئنة بتحركاتنا وأننا على أقل تقدير نحمل نفس الهم، وسنفعل ما في وسعنا كجيران هميمين ، ومواطنين شرفاء ليعود أبوكم إلى بيته، وهذا كان له وقع حسن في نفوس أسرته وخاصة في الوقت الراهن كلهن نساء.

بعد ساعة تقريبا وصل الجار بسلامة الله، فتبدلت دموع زوجته وبناته بالزغاريد وانفراج الأسارير في مشهد مؤثر للغاية، فقد تخيلتُ لبرهة أنه أبي وهذه أمي وتلك أخواتي !

والله كم فرحنا ونحن نرى أننا بالفعل قمنا بحماية حينا  قبل حماية أحد افراد الحي وأسرته، وأعدنا البهجة إلى هذه الأسرة، فقط بمجرد التجمهر والتعاضد، والترابط.

*****

 *الرسالة التي أريد إيصالها للجميع ، لابد من التواجد المكثف في أحياءكم، اخرجوا واجلسوا أمام منازلكم.* 

 *والله العظيم اليوم بيان بالعمل رأيت فائدة الجمهرة ودورها في إرباك هؤلاء المرتزقة.* 

 *لا أقول لكم هاجموهم وأنتم عُزَّل لالا، بل أقول مجرد تواجدكم بكثافة وحماية بعضكم البعض، وإظهار كثرتكم هو في حد ذاته مربِك جدا بالنسبة لهم، واحتسبوا الأجر عند الله تعالى.*

 *الحمد لله اليوم أوصلنا رسالة واضحة مفادها، حيُّنا وبالتحديد وسط الحي لا يمكن دخوله ونهبه، ونحن متواجدون فيه*

 *مبادرة حماية الأحياء* 

  ( *مَـحْـيا* ) 

الرساله من شرفنتود

 *11-6-2023*

الحرب في السودان


 

الحرب في السودان


 

الحرب في السودان


 

الحرب في السودان


 

الحرب في السودان


 

الحرب في السودان


 

الحرب في السودان


 

الحرب في السودان


 

الحرب في السودان


 

رأي شخصي


 

الحرب في السودان


 

الحرب في السودان


 

الكرم والجود في الحروب


 

الحرب في السودان


 

يوسف البروف

 بالدارجى العميق

وتانى وقعت دانة 

يوسف البروف

********************************

يوم امس الاحد  الموافق 11/6/2023 سقطت دانة فى مدينة الازهرى على بعد 400 متر من بيتنا، الزول الجاى راكب مواصلات السلمة البقالة فى زلط قبال نهاية محطة البقالة بربط بين السلمة ومايو عند مخبز رزاز وصيدلية ابو المقداد(7), اها الشارع البربط بين السلمة ومايو ده بفصل بين مربع عشرة ومربع خمسطاشر وبين مربع تلطاشر ومربع اربعطاشر، بعد اندلاع الحرب تحولت هذه الساحة التى تمتد بين مخبز رزاز ومجمع الدوحة إلى سوق مصغر، اصلا المكان ده قديما كان موقف ركشات، طيب أصبح المشهد كالاتى، بتاع تكتك للخضار، كشك بتاع تلج، حاجة بتبيع الكسرة والويكة والتسالى، بتاع طعمية عندو تربيزة قدامو وصاج وانبوبة غاز وعيش للحشوات، كشك خشبى متهالك  بتاع تلج، بتاع بطيخ، كشك بتاع رصيد واخر بتاع سعوط وفريشين مفترشين الارض والمشمعات وملتحفين الشمس والسماء باشكين حاجاتهم وبكوركوا فيها دى هدايا ومن الله جايا ورخا للنهاية، دل دانة وقعت فى نص المشهد ده فى نص النهار، حالا قتلت 16 نفر وجرحت العشرات، اربعة من اصحاب الركشات ماتوا من  بينهم جارى(حنو) وزبونا سيد الخضار بتاع التكتك وبتاع الطعمية وبتاع الاقاشى وبتاع التلج  والباقيين زباين، الدانة جات من السماء وسقطت قدام مخبز رزاز وصيدلية ابو المقداد(7)، الدانة دى جات من وين علمها عند الله وعند ناس الجيش وعند ناس الدعم السريع، المرة الفاتت لمن قلنا الدانة الكتلت ناس مايو ديك فكوها ناس الجيش فى بعض الناس قالوا لى عرفتها كيف فكوها ناس الجيش؟، عشان كده المرة دى قلنا دانة جات متلبة من السماء براها كده.

ناس الجيش برروا للحرب دى انهم دايرين يحررونا من الأجانب التشاديين والماليين والنيجريين وناس الدعم السريع برروا للحرب دى انهم دايرين يجيبوا لينا الديمقراطية، لا شفنا أجنبى شال بقجو وطفش ولا شفنا لينا حرية، بل بالعكس شفنا نهب البيوت وهدم البيوت وحرق البيوت واحتلال البيوت وشفنا الدانات والراجمات والطائرات والمتفجرات.

غوروا من حياتنا الى الجحيم انتوا الاتنين تلاحقكم دعوات الامهات المكلومات واللعنات فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض.

السادة/ الامم المتحدة، مجلس الامن، الاتحاد الافريقى/ جامعة الدول العربية، محكمة الجنايات الدولية، مجلس حقوق الانسان، الاتحاد الاوروبى، دول الايقاد، الترويكا، المحاميين، الصحافة والاعلام، المنظمات الدولية، المنظمات الوطنية، الصليب الاحمر، نشطاء الميديا.

بعد السلام والاحترام والتقدير 

نحن سكان مدينة الازهرى نطالب بلجنة تحقيق دولية فى هذه الجريمة التى ترتقي إلى جرائم الحرب وحفرة الدانة موجودة والشظايا موجودة ومخبز رزاز موجود وصيدلية ابو المقداد موجودة ومحلات كشك التلج موجودة ومحلات تربيزة سيد الطعمية موجودة ومحلات سيد الاقاشى موجودة واصحاب الركشات زملاء الضحايا موجودين وصيوانات العزاء مدقوقة وامهات الشهداء المكلومات موجودات.

لا للحرب

نعم للسلام

نعم للمحاسبة

نعم للمحاكمة.

قوات الدعم السريع

 مناطق سيطرة الدعم السريع في العاصمة الخرطوم :

١/القصر الجمهوري 

٢/الجزء الجنوبي الغربي من القياده العامه بما فيه منازل البرهان وكباشي 

٣/مطار الخرطوم الدولي 

٤/مطار وقاعدة جبل أولياء 

٥/رئاسة جهاز المخابرات العام

٦/كوبري سوبا

٧/رئاسة مجلس الوزراء 

٨/مباني ولاية الخرطوم 

٩/وزارة الداخلية وعدة من رئاسات للشرطه 

١٠/قيادة الاستخبارات العسكريه 

١١/مصفاة الجيلي 

معسكر قري

معسكر السواقين

معسكر حطاب 

١٢/ كوبري شمبات 

١٣/كوبري المنشيه

١٤/التصنيع الحربي

١٥/قيادة الدفاع الجوي 

١٦/قيادة الرياضه العسكريه 

١٧/قيادة العاصمة العسكريه 

١٨/كوبري الحلفايا جهة بحري 

١٩/الهيئة العامة للاذاعه والتلفزيون 

٢٠/مجمع جياد للصناعة العسكريه

٢١/ مدخل العاصمة من جهة شارع مدني 

٢٢/مدخل العاصمة من جهة شارع شندي 

٢٣/ مدخل العاصمة من جهة شارع الأبيض 

٢٤/مدخل العاصمة من جهة شارع الشماليه 

٢٥/مدخل العاصمة من جهة شارع جبل أولياء 

٢٦/السوق العربي والافرنجي وسط الخرطوم

٢٧/اليرموك

٢٨/جزء من مدرعات الشجرة

*المناطق المحاصرة و الجيوب المتبقية للفلول*

قاعدة وادي سيدنا محاصرة 

المهندسين محاصرة

السلاح الطبي محاصر 

القيادة محاصرة 

اين الهرب يا فلول؟

قوات الدعم السريع

 في كل يوم يمر يفقد الجنجويد عدد من أفراده هلكى في محرقة دخلوها بسبب أطماع أسرة آل دقلو (آل دقسو)

و المعارك اغلبها تحسم بسرعة لصالح الجيش السوداني باذرعه المختلفة

و بنفس السرعة يجري هارباً من نجي من الجنجويد لدرجة أن دفن جثث قتلاهم في الغالب يقوم بها الجيش السوداني او الهلال الأحمر في حال بقيت الجثث بالعراء بلا إخلاء

و الشعب السوداني الأصيل الشريف توحد بكل فئاته ضد ميليشيات الجنجويد المتمردين المتفلتين الغدارين اللصوص النهابين القتلة

توحد الشعب السوداني

تراه في صور كثيرة

عند موازرتهم للجيش السوداني و هو يمر بهم

في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي

دعما لاي بيان او خبر مع الجيش

او ردماً للجنجويد و للقحتوجنجويد

في اي بيان او خبر ينشر كذب الجنجويد و بياناتهم

#ندعم_الجيش_السوداني

#الجيش_وبس

#إنهاء_التمرد

#جيش_واحد_شعب_واحد

#ده_جيش_بتداوس

#الدعم_الصريع 

#قوات_الملص_السريع

#الحرب_على_الجماعات_الإرهابية_العنصرية

#الجنجويد_جماعات_ارهابية

 #الجيش_صاحي

حاجة توجع

 حاجه توجع

لما انت تفوت ديارك

والدموع في عيون صغارك

تمشي انت ويمشي جارك 

وماك عارف أمتي ترجع 

حاجه توجع

لما نيلينا يكون بيجري 

ولما دمنا جوه بغلي

وكل افراحنا بتغادر

ونحنا بنقول ليها  بدري 

يا ربوع بلدي الحبيبه

سامحيني وليك عذري 

حاجه توجع

لما تصبح وانت حاير

وِمَأّ بِحٌلَقِ فِّوِقِنِأّ طّأّيِّر 

وما بتسمع في ديارنا

غير قنابل وصوت زخاير

والله يقتل كل جائر

ناس تموت شان مافي جرعه

وناس جعانه وناس بتقلع

حاجه توجع

لما يخربو ليك بلادك

والغريبه دي ولادك

بس عشان كرسي السياده

شالو بندق وشالو مدفع

وللاسف ما خسروا هما

الحساب دفعوهو شعبك

حاجه توجع

لما كل جيران بلادي

قفلو كل معابر

ونحنا كنا وقت يجونا

حتي احزانهم نشاطر

لا جواز لا حتي رخصه

وما بنسجل في الدفاتر

يا بلادي اصبري حبه

كل اول ليهو أخر

حاجه توجع 🇸🇩 😢

الأحد، 11 يونيو 2023

كوبري الخلفاية


 

قوات الدعم السريع


 

قوات الدعم السريع


 

قوات الدعم السريع


 

رأي شخصي


 

الموطن والدعم السريع


 

قوات الدعم السريع


 

السبت، 10 يونيو 2023

قوات الدعم السريع


 

العلمانية في العالم الإسلامي


 

السودان بلد الجود والكرم


 

*🇸🇩❤‍🩹وطن ساكت وطن نضام* *وطن مافيهو أي كلام* *وطن صابر وطن علام* *وطن آخر* *وطن قدام* *وطن ماهل وطن قوام* *فرد واحد* *عديد أقوام* *وطن خالد علي الأيام* *وطنا الزين* *ولا تنضرا ... لاتنعاق* *نظل في حبلك الواحد* *حبيبين مافي بينا فراق* اللهم أحفظ السودان و شعب السودان *وطنا وبس 🌹🌹*🌹❤️❤️ *# لا للحرب*


 

معلومات في غاية الأهمية

 *معلومة في غاية الأهمية لجميع السودانيين في مصر*

*تسلمت دولة مصر من الأمم المتحدة ٤٠٠ مليون دولار لاستضافة السودانيين القادمين من الحرب*. 

*اولا. مصر. ملزمة بالاستضافة وتقديم كل المساعدات من مسكن وعلاج و تعليم*

*ثانيا في قانون اللجوء الخاص بالامم المتحدة لا يطلب من عابري الحدود تأشيرة لانهم يدخلون في ظروف حرب . وبناء عليه فإن على جميع السودانيين مخاطبة السلطات المصرية وكذلك من حقهم رفع شكوى للأمم المتحدة في جنيف وليس في القاهرة* 

*وذلك عن طريق الايميل*  

*ونسأل الله أن يرفع البلاء عن سوداننا و يكتب لنا العودة في اقرب وقت* 

د. محمد سليمان جعفر. 

سفير سابق في الأمم المتحدة

قوات الدعم السريع


 

رسالة دينية

 السّلام عليكَ يا صاحبي،

 تسألني: لِمَ يتقلَّبُ الزمانُ هكذا حتى ليبدوَ أنْ لا أمان له؟!

فأقولُ لكَ: الأيامُ جندٌ من جنودِ اللهِ يا صاحبي، 

يداولها بين النَّاس، ليُرِيَ خلقَه أنه لا يبقى على ما هو إلا هو سبحانه!

يا صاحبي،

 كان فرعونُ يتجبَّرُ ويقول ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي﴾

فأدار اللهُ الزمان ثم أجرى الماء من فوقه،

لو أنكَ رأيته وجبريل يحشو الطين في فمه،

 على مرأى من الطفلِ الرضيع الذي بكى في قصره يوماً يريدُ أن يرضعَ!

يا صاحبي،

 كان النمرودُ يقولُ ﴿أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ﴾

فأدار الله الزَّمان ثم أرسلَ له بعوضةً خرَّبتْ عيشه، 

وكان لا يهدأ إلا إذا ضربه على رأسه بالنعال،

 أولئك الذين كانوا يسجدون له بالأمس!

يا صاحبي،

 خرج النبيُّ ﷺ من مكة تحت جنحِ الظلامِ

 بعدما أخذتْ قريش من كل قبيلةٍ رجلاً ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين الناس!

فأدار الله الزمان، ثم أعاد نبيّه إلى مكة فاتحاً في عزِّ الظهيرة! 

يا صاحبي،

 لو أنكَ رأيتَ بلال بن رباح وقد طرحه أمية بن خلف على رمال مكة الملتهبة،

 لقلتَ أما لهذا العذاب من آخر؟!

ثم أدار الله الزمان، التقت الفئتان في بدر، 

وكان بلال يغرس سيفه في صدر أميَّة 

لعلمتَ حكمة الله في تقليب الزمان!

يا صاحبي،

 هذه هي الأيام، يجريها من خلقها بين خلقه، 

تارة صحة وتارة مرض،

 تارة غنى وتارة فقر، 

تارةً فرح وتارة حزن،

 حتى لا يغترَّ قوي ولا ييأس ضعيف، 

ولا يتجبر غني ولا يقنط فقير،

 ثم إنه يرمي الناس بسهام قدره،

فكُنْ في كل أحوالكَ بجانبِ الرَّامي تنجُ!

والسّلام لقلبكَ💙

معسكر طيبه

 منقول

لماذا كل هذا الاهتمام بمعسكر طيبه دون غيره من المعسكرات الاستراتيجيه الأخرى التي وقعت في ايدي القوات المسلحة

ولماذا الاستماته والدفاع عنه حتى وصلت جثث الجنجويد أرقام ضخمه جدا ولانستطيع حصرها

⛔وما دور الأمارات وأمريكا

في معسكر طيبة

الأرض الطيبه 

—-——

أن إستيلاء القوات المسلحة السودانيه أمس الأول ودخولها معسكر طيبة ومن مصادر ذات مصداقيه أدى إلى إستدعاء الطبيب الخاص لحاكم الأمارات / محمد بن زائد

بعد إصابته بالدوار عند  سماعه نباء

 دخول القوات المسلحة السودانية للمعسكر  وإستيلاءها على أسلحة أمريكية حديثة

حسب تقديرات الخبراء العسكريين في البنتاجون فالقوات المسلحه دخلت قبل يوم أمس ولم تعلن دخولها المعسكر والكل يتساءل لماذا لم تعلن القوت المسلحه في حينها عن استلام المعسكر والذي كان يحتوي على أكثر من تلاته الف مقاتل في لحظة الهجوم

القوات المسلحه أعلنت عن استعادة

مطار وقاعدة النجومي الذي يحتاج إلى نقاط تامين متقدمه ومنها معسكر طيبه وحامية معسكر طيبه المتقدمه معسكر تريعة البجا حتى الاتجاه الغربي للنيل المواجه للمعسكر والقاعديه الجويه تم تأمينه 

لقد دخلت القوات المسلحة معسكر طيبه في بواكير الأسبوع السابق وتحصلت على ماتريده من عتاد حربي واسلحه يعتبرها الأمريكان  مهددا خطيراً للأمن القومي الأمريكي

وخاصة سلاح الجو الأمريكي

 ومايحتويه هذا المعسكر من مدرعات استراتيجىه امريكيه وعربات مصفحة.

بها الكثير من ألاسرار والتكنلوجيا الحربية الأمريكية

واتفاق الأمريكان كان واضح ان لاتخرج هذه الاسلحه من دولة الإمارات 

استلام هذا الاسلحه النوعيه سبب  أزمة بين الأمارات والولايات المتحدة الأمريكية

بعد مرور أزمة البنادق التي ظهرت في الفيديوهات الإسبوع قبل الماضي في شرق السودان والتي استلمتها الفرقه ١٠١ مشاة بحريه السودانيه

أن محمد بن زائد صرف الكثير في تجهيز معسكر طيبة ذو البنية التحية المتقدمة في تحصينها ومستودعات وتخزينها

إضافةًللاسلحة التي كانت موجودة بداخله

تصاعد الموقف العدائي لأمريكا بعد شعورهم بقرب سقوط المعسكر في يد القوات المسلحة السودانية رغم أن موقفها في بداية الحرب كان مؤيداً وداعماً للجيش السوداني إلا أنها الآن أصبحت تتخبط في قرارتها ضد السودان وضد المؤسسة العسكرية

وهناك معلومات عن إجتماع تم بين جهازي المخابرات الأمريكية والإسرائيلية عقب سقوط المعسكر حيث عنف الجانب الإسرائيلي الجانب الأمريكي مما قد تسببه هذه الأسلحة من تهديد لإسرائيل ان وقعت في يد المقاومة الفلسطينية من ما قد يقلب المعادلة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

⛔إنسحبت القوات المسلحة السودانيه

لخارج المعسكر  وحاصرته بطريقه خفيه

في إنتظار وعودة النخبة الخاصة من مليشيا الدعم السريع والتي تستميت في محاولتها لإستعادة  المعسكر

وعند عودتهم والاطمئنان والسكون الذي صاحب المكان انقضت عليهم القوات المسلحة السودانيه واستلمت معسكر طيبيه 


⛔أن معسكر طيبة نقطة تحول في الوضع

الإقليمي وليس المحلي فقط  أو في نوع  المعركة مع  التمرد أو غيرها

انه نقطت تحول حقيقيه 

 سوف تظهر أثارها قريباً وربما نشهد تحول في الموقف الروسي

 وخروج مرتزقة فاغنر من الملعب الى غير رجعة

شكراً لأبطالنا الأشاوس وشكراً لجيشنا العظيم والذي أرسل رسالة لكل العالم وكل من يفكر بتناول ولو وجبة واحدة في الخرطوم دون موافقته أن يعيد موقفه

مرحباً لكل من يأتي عبر بوابة وإذن القوات المسلحة السودانية لعيش كرمنا وصفاتنا وضيافتنا والقبر والفناء لكل من يفكر أن يأتي عبر نوافذنا أو أسوار وطننا الحبيب والغالي جداً

سوداني وأفتخر وأرفعوا رءؤسنا فوووق وأفتخروا بإنتمائكم لهذا البلد العظيم

ولكم التحية جنودنا البواسل

الحرب في السودان

 عاجل جدا _ مساء الجمعه 9 _ 6 _ 2023 _ عاجل لاستخبارات كسلا _ مصادر موثوقه عدد 55 كروزر مسلحه الان قريبه من كسلا خرجت من الخرطوم باتجاه مناطق ود أبو صالح وود بشاره والصباغ شرق حلفا الجديده حيث رافقهم بعض أبناء الرشايده المهربين خبراء في الطرق الخلويه غرضهم الوصول للحدود الاريتريه لاستلام أسلحه أمريكيه وفرتها الامارات تشمل منظومه صواريخ كورنيت الحراريه مضاده للدروع والاستريلا وبنادق قنص متطوره يذكر أن هنالك معلومات تقول أن الامارات سحبت قوات الدعم السريع التابعه لها من اليمن الي ميناء مصوع باريتريا حيث تم تدريبهم علي يد خبراء غربيين لمده شهر علي هذه الاسلحه التي سوف تدخل عبر هذه العربات معها بعض القوات ومتبقي سيحاول التسلل الي داخل البلاد عبر طرق صحراويه بعيده ومن ثم للخرطوم كمواطنين مدنيين _ خذوا حذركم _ بلغوا _ شاركو المشور _ شير _ عاجل جدا _ مساء الجمعه 9 _ 6 _ 2023 _ عاجل لاستخبارات كسلا _ مصادر موثوقه عدد 55 كروزر مسلحه الان قريبه من كسلا خرجت من الخرطوم باتجاه مناطق ود أبو صالح وود بشاره والصباغ شرق حلفا الجديده حيث رافقهم بعض أبناء الرشايده المهربين خبراء في الطرق الخلويه غرضهم الوصول للحدود الاريتريه لاستلام أسلحه أمريكيه وفرتها الامارات تشمل منظومه صواريخ كورنيت الحراريه مضاده للدروع والاستريلا وبنادق قنص متطوره يذكر أن هنالك معلومات تقول أن الامارات سحبت قوات الدعم السريع التابعه لها من اليمن الي ميناء مصوع باريتريا حيث تم تدريبهم علي يد خبراء غربيين لمده شهر علي هذه الاسلحه التي سوف تدخل عبر هذه العربات معها بعض القوات ومتبقي سيحاول التسلل الي داخل البلاد عبر طرق صحراويه بعيده ومن ثم للخرطوم كمواطنين مدنيين _ خذوا حذركم _ بلغوا _ شاركو المشور _ شير _ @

قصة قصيدة إنت أسود

 # ﺳﻌﻮﺩﻳﺔ _ ﺗﻘﻮﻝ _ ﻟﺮﺝﻝ _ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ )). ﻳﺎ ﺃﺳﻮﺩ ((

؛ --------------------------------------------------------

# ﻓﻴﻜﺘﺐ _ﻗﺼﻴﺪﺓ _ ﻭﻳﻦﺷﺮﻫﺎ

ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺪﻭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ( ﺍﻟﻜﺎﺷﻴﺮ ) ﻭ ﺃﺑﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﺎ

ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ . ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺑﻠﻬﺠﺘﻬﻢ : ( ﻭﺧﺮ ﻳﺎﺃﺳﻮﺩ) ،

ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﺎﺀ ﻭﻛﺴﺮﻫﺎ ،

ﻓﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺣﺮﺍﺝ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻳﻦ ﻭ ﻭﺳﻂ ﺫﻫﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ:

ﺃﺳﻮﺩ ؟ ﺃﺳﻮﺩ ؟ .......

ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺳﺎﺗﺮﻙ ﻳﺎ ﺃﻣﺮﺃﻩ . ) ﻭ ﻳﻘﺼﺪ ﻋﺒﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ

ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺑﺪﺃ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ، ﺛﻢ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ

ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺑﺎﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ -:

ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺃﺳﻮﺩ

ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ

ﺳﻮﺍﺩﻱ ﻫﺒﺔ ﺧﺎﻟﻘﻲ ﻭﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎﺀ .

ﻟﻮﻧﻲ ﺷﺮﻑ ﻟﻲ ﻭﻟﻠﻜﻌﺒﺔ ﻛﺴﺎﺀ

ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻣﻤﻴﺰ ﻟﻠﺸﻮﺍﺭﺏ ﻭ ﺍﻟﻠﺤﺎﺀ

ﺳﻮﺍﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺯﻳﻨﺔ ﻭ ﺑﺪﻭﻧﻪ ﻋﻤﺎﺀ

ﻟﻮﻧﻲ ﺷﻬﺎﻣﺔ ﻭ ﺭﺟﻮﻟﺔ ﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﺀ

ﺳﻮﺍﺩﻱ ﺧﻴﺎﻡ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻛﺮﻣﺎﺀ

ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻟﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺳﺘﺮ ﻭ ﺟﻤﺎﻝ ﻭ ﻏﻄﺎﺀ

ﺳﻮﺍﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺭﺃﺱ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ

ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺮﻙ ﺃﺑﻴﺾ ﺗﺸﺘﺮﻳﻦ ﻟﻮﻧﻲ ﺑﺴﺨﺎﺀ

ﻭ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻀﻌﻴﻨﻪ ﺗﻌﻮﺩﻳﻦ ﺷﺒﺎﺑﺎً ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ

ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ﺃﺳﻮﺩ ؟

ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ﺃﺳﻮﺩ ؟

ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻳﻘﺒﻞ ﻟﻮﻧﻲ ﺑﺎﻧﺤﻨﺎﺀ

ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻫﻮ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺳﺮ ﻟﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ .

ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻫﻮ ﺑﺘﺮﻭﻝ ﺑﺪﻝ ﺻﺤﺎﺭﻳﻚ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺣﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ

ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﺎ ﺳﻄﻊ ﻧﺠﻢ ﻭ ﻻ ﻇﻬﺮ ﺑﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ

ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻫﻮ ﻟﻮﻥ ﺑﻼﻝ ﻣﺆﺫﻥ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ

ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻻ ﺳﻜﻮﻥ ﻭ ﻻ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺑﻞ ﺗﻌﺐ ﻭ ﺍﺑﺘﻼﺀ

ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ﺃﺳﻮﺩ ؟

ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ﻟﻲ ﺃﺳﻮﺩ ؟

ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ

ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ

ﻓﻴﻪ ﺫﻫﺎﺏ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻟﻸﻗﺼﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ

ﻟﻮ ﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻐﻔﺮ ﻭ ﻧﺠﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ

ﻋـﺰﻳﺰﺗﻲ ..

ﺗﺄﻣﻠﻲ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﺍﻟﻀﺮﻉ ﻭ ﺳﺮ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ

ﺍﺳﻤﻌﻴﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ

ﺃﻧﺼﺘﻲ ﻟﻨﺼﻴﺤﺘﻲ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭ ﻟﻮﺻﻔﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ .

ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺤﺒﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﻟﻮﻧﻲ ﻣﻊ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ

ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺎﺯﺣﺎً ﻭ ﺳﺘﻨﻌﻤﻲ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ

ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﻭ ﻟﻜﻞ ﺣﺮﻑ ﺟﺎﺀ ﻭ ﻛﻠﻤﺔ ﻫﺠﺎﺀ

ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﻮ ﺣﻠﻢ ﻓﻲ ﻏﻔﻮﺓ ﻟﻴﻞ ﺃﺳﻮﺩ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﺀ

ﻻ ﺃﺳﻮﺩ ﻭ ﻻ ﺃﺑﻴﺾ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﺳﻮﺍﺀ

ﻛﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻧﻌﻮﺩ ﻵﺩﻡ ﻭ ﺃﻣﻨﺎ ﺣﻮﺍ.

قصة تاجوج

 الحلقة الثانية

#قصة تاجوج #والمحلق

ﺑَﺸِِﺪْ ﻭﺍﺭﻛﺐْ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺎﺧُﺬ ﻟُـﻪ ﻋَﻨّـﻪ

ﻓِﺮﻳـﻮْﺓَ ﺍﻟﺮّﻳـﻒْ ﻣَـﻊَ ﺍﻟّـﺘـﻮﺏْ ﺍﻟﻤِﺘِـﻨّـﻰ

ﻳَﺘِـﺐْ ﻋﺠـﻼﻥْ ﻗِﺒُـﻞ ﻣـﺎ ﻧْﻠـﻢْ ﺭَﺳَـﻨّـﺎ

ﺑﻴﻮﺕْ ﻧُﻮﺭَﺓ ﺃﻡْ ﺷِﻠﻴْﺦ ﻭﻳﻦ ﻣﻦ ﺃَﻫَﻠْﻨَﺎ

ﻓﻼﺡ ﻟﻪ ﺇﻳﻤﺎﺽ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻓﻮﺩّ ﻟﻮ ﺃﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺮﺏ

ﺟﻤﻠﻪ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺴﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﺐ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺃﻓﺨﺎﺫ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﻣﻦ

ﺍﻟﺴﻄﻴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ , ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺼﻒ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺗﻠﻚ :

ﺑﺸﺪ ﻭﺃﺭﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺩّ ﺍﻟﺒﺸـﺎﺭﻯ

ﻓﺮﻳﻮﺓ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺰﻡ ﺗﺠﺎﺭﻯ

ﻳﺘﺐْ ﻋﺠﻼﻥ ﻗﺒُﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺣﻜـﺎﺭﻯ

ﺑﻠِﻴﺪْ ﻧُﻮﺭَﺓ ﺃﻡ ﺷِﻠِْﻴﺦ ﺍﻟﻠّﻴِﻠﺔ ﻃﺎﺭﻱ

ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :

ﺑَﺸِﺪْ ﻭﺍﺭﻛﺐْ ﻋﻠﻰ ﺃﺏ ﺯﺭﺩﺍَ ﻣﺪﺍﻧَﺔْ

ﻣِـﺘِـﻞ ﻭَﺩّ ﺍﻷﺭﺍﻳــﻞْ ﻓــﻲ ﺍﻟﺒـﻄـﺎﻧَـﺔْ

ﻧَِﻀﻮﻫـﻮ ﻣـﻦ ﻛﺮﻳﻜـﺮ ﺍﻟـﻴـﻮﻡ ﺗـﺮﺍﻧـﺎ

ﻧﺴﺎﺭﻱ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪّﻳﺮْ ﻓﻼﻧﺔ

ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﻼﺗﻪ ﻭﺃﺳﻔﺎﺭﻩ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻧﺎﺳﻴﺎً ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ

ﻭﻳﻨﺸﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻊ , ﺇﺫ ﺳﻤﻌﺖ ﺗﺎﺟﻮﺝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﺜﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ

ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻭﺣﺖ ﺑﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ

ﺍﻟﺨﺒﺎﺀ ﻟﺘﺮﻯ ﻣﺎ ﺃﻋﺘﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﺍﻟﻤﺘﻴﻢ ﺍﻟﻮﻟﻬﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻙ ﺍﻟﺒﺮﻕ

ﻭﻟﻤﻌﺎﻧﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ , ﻓﺄﻧﺒﻌﺜﺖ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻓﺆﺍﺩﻩ .

ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﻭﺟﻬﺎً ﻟﻮﺟﻪ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺤﺮﻕ ﺍﻷﺭﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﻆ

ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ , ﻭﺃﻧﻘﻠﺒﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻨﻀﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺱ ,

ﻭﻛﺎﺩ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﺍﻷﺳﻰ ﻟﻮﻻ ﺑﻘﻴﺔ ﺗﻌﻠﺔ ﻭﺗﺼﺒّﺮ . ﻭﻣﺎ

ﺃﻫﺎﺝ ﺛﻮﺭﺓ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺠﺰﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﻫﺒﺖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﻭﺃﺣﺒﺖ

ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻷﺟﻠﻪ , ﻓﻠﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻘﻠﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺃﻭ ﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ

ﺗﻨﺰﻋﻪ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺑﻨﺎﺕ ﺣﻮﺍﺀ ﻓﺘﻨﻐّﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻴﺸﻬﺎ ﻭﺗﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ

ﻧﻜﺪﺍً ﻭﺑﺆﺳﺎ . ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﺃﻋﺪْ ﺍﻻﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻠﺘﻬﺎ ﺍﻷﻥ .

ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ , ﻗﻠــﺖ :

ﺃﻣـــﻚْ ﺩَﺑَــﺎﺳَــﺔ ﻭﻓُــــﻮﻕْ ﺍﻟــﻔُــﺮﻭﻉْ

ﻭﺃﻧــﺖِ ﺑﺘﺸﺒـﻬـﻲ ﺍﻟﻤُـﻘْـﺪ ﺍﻟـﻔُــﺮﻭﻉْ

ﺳﺨﻠﺔ ﻣﺼﻨﺔ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺎ ﻓﻴﻚ ﺿﻠﻮﻉ

ﻟـﻴـﻠـﺔ ﻓَـــﺮِﺩْ ﻳـــﻮﻡ ﺗـــﺎﺯﻥ ﺳــﺒــﻮﻉ

ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﺃﻋﺪْ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻠﺘﻬﺎ ﺍﻷﻥ . ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ ﻗﻠﺖ :

ﺃﻣــﻚ ﺩﺑـﺎﺳـﺔ ﻭﻓـــﻮﻕ ﺍﻟـﺸَــﺪﺭ

ﻭﺍﻧـﺖِ ﺑﺘﺸﺒﻬـﻲ ﺍﻟﻤـﻘـﺪ ﺍﻟﻜـﺠَـﺮْ

ﺳﺨﻠﺔ ﻣﺼﻨﺔ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺎﻓﻴﻚ ﻓِﻘَﺮْ

ﻟﻴـﻠـﺔ ﻓَِــﺮﺩْ ﻳـــﻮﻡ ﺗـــﺎﺯﻥْ ﺷـﻬــﺮْ

ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﻗﻠﺖ . ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ , ﻗﻠﺖ :

ﺃﻣــــﻚ ﺩﺑــﺎﺳــﺔ ﻭﻓـــــﻮﻕ ﺍﻟـﻘــﻨــﺎ

ﻭﺍﻧﺖِ ﺑﺘﺸﺒﻬﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺤﻨﻰ

ﺳﺨﻠﺔ ﻣﺼﻨﺔ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺎ ﻓﻴﻚ ﺟَﻨﻰ

ﻟـﻴـﻠـﺔ ﻓـــﺮﺩ ﻳــــﻮﻡ ﺗــــﺎﺯﻥ ﺳــﻨــﺔ

ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﻐﻀﺐ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﻗﻠﺖ . ﻧﺴﻴﺒﺘﻚ ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ...

ﻓﺤﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ , ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺛﻨﺎﺀ ﺳﻜﺒﻪ ﻷﺳﺘﺪﺭﺍﺭ ﻋﻄﻔﻬﺎ

ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﻌﺎً , ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻭﺷﺪﺓ ﺃﻧﻔﻌﺎﻟﻬﺎ ﻓﺨﻀﻊ ﺃﻣﺎﻡ

ﺍﻟﺤﻠﻒ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺟﻼﻟﻪ , ﻭﻫﻮ ﻗﺴﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻳﺚ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ

ﻭﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﺑﻪ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺃﻧﻔﻪ ﺭﺍﻏﻢ ﻗﻠﺖ " ﺑﺸﺪ

ﻭﺍﻛﺮﺏ .. ﺍﻟﺦ "...

ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺻﻮﺕ ﻛﺴﻴﺮ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﺍﻟﺤﺮﺝ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ .

ﻓﺄﻧﻔﺠﺮﺕ ﺗﺎﺟﻮﺝ ﺻﺎﺧﺒﺔ ﺑﺎﻛﻴﺔ , ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﻠﻮﻯ

ﻋﻠﻰ ﺷﺊ ﺗﺸﻜﻮ ﺣﻠﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺨﺺ ﻟﻬﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﺩﻩ ﻭﺣﺒﻪ ﺑﻞ ﻣﺎ

ﺯﺍﻝ ﺷﺮﻙ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺻﻮﻳﺤﺒﺎﺗﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﻃﻴﺸﺔ ﻭﻧﺰﻗﻪ .

ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻮﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻜﻴﻤﺎً ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﺠﻨﺲ

ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ . ﻓﺮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻨﻌﻬﺎ ﺑﻨﺒﺎﻟﺔ

ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻃﻬﺮﻩ ﻭﻋﻔﺎﻓﻪ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺗﺎﺟﻮﺝ ﺃﻥ ﻋﻄﻒ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭﺣﻨﺎﻧﻪ ﺷﻤﻼ

ﺃﺑﻦ ﺃﺧﺘﻪ . ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻟﻦ ﺃﻋﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻘﺼﺮﺷﻌَﺮﻩ

ﻋﻠﻲَ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ ﻣﻌﻲ ﺧﻠﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ . ﻓﺮﺿﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﺑﺎﻟﺸﺮﻁ

ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ , ﻭﻋﺎﻫﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻘﺖ ﻗﺮﻳﺤﺘﻪ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﺐ

ﻭﺍﻟﻜﻠﻒ ﺑﻬﺎ , ﻓﻤﻼً ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻤﻨﻈﻮﻡ ﺷﻌﺮﻩ ﻳﺘﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺗﺎﺟﻮﺝ

ﻭﻳﺘﻌﺰ ﺑﺤﺒﻪ ﻟﻬﺎ

محمد صالح ضرار

 ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺭﺥ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺿﺮﺍﺭ

--------------------------------------------------------------------------------

ﻗﺼﻪ ﺗﺎﺟﻮﺝ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﺷﻬﺮ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ

ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺿﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻑ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ

ﺑﻮﺍﺩﻱ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﻥ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺐ , ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ

ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﺷﻌﺎﺭ ‏( ﺑﻠﻐﺔ ﻋﺼﺮﻩ ‏) ﺗﺨﻠﻴﺪﺍً ﻟﺤﺒﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ , ﻭﺗﻨﻔﻴﺴﺎً

ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻤﻨﻬﻮﻛﺔ . ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺑﺠﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ

ﻭﻃﺮﺍﺋﻖ ﺍﻻﺷﻌـﺎﺭ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﻊ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ

ﻭﻫﺠﺮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﺍﻟﻰ ﺳﻮﺍﻛﻦ , ﻭﺃﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺘﺎﻛﺔ

‏( ﺍﻟﺘﺎﻛﺎ ‏) ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺴﻼ ﺑﺸﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﺳﺎﻭﺭﺩ ﺍﻟﻘﺼﻪ

ﺑﺎﻟﻨﺺ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﻭﺍﺗﻤﻨﻲ ﺍﻥ ﺗﻨﺎﻝ ﺇﻋﺠﺎﺑﻜﻢ, ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ

ﻣﺪﺍﺧﻼﺗﻜﻢ ﻓﻼ ﺗﺒﺨﻠﻮﺍ ﺑﺎﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺁﻱ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ .

ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .

ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ : ﺿــﺮﺍﺭ ﺻــﺎﻟﺢ ﺿــﺮﺍﺭ

ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﻨـﺎﺗﺮ ﺑﻴﻦ ﺳﻔﻮﺡ ﺍﻟﺘﺎﻛﺎ ﻭﺭﺑﺎﻩ ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﻧﻬﺮ ﺳﻴﺘﻴﺖ

ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﺩﻏﺎﻝ ﻭﺍﺣﺮﺍﺵ ﺍﻟﺴﻨﻂ ﻭﺍﻟﺴﺪﺭ ﻭﺍﻷﻧﺪﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻼﻟﻮﺏ

ﻭﺍﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ

ﺍﻟﻀﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﻋﺎﺷﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﻥ ﺭﺩﺣﺎً

ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﻣﺮﺗﺎﺣﺔ ﺑﻤﻘﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺃﺭﺽ

ﻭﻃﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ

ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﻥ ﻻ ﺗﺨﺸﻰ ﻣﻄﺎﻣﻊ ﺟﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﻻﻧﻬﺎ

ﻗﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻬﻢ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺻﻤﺪﺕ ﻟﻨﺰﺍﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﺘﻴﺎﻧﺎ

ﻭﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻗﺘﻨﻮﺍ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻟﺼﺪ ﻛﻞ ﻏﺎﺯ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ

ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺩ ﺿﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻭﺿﺢ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﻥ .

ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﻥ

ﻋﺪﺓ ﺷﺒﺎﻥ ﺑﺰّﻭﺍ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻭﺃﺧﺘﺼﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ

ﺑﺤﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﺄﻭﺣﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﻓﻨﻈﻤﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻣﺎ

ﺃﻭﺗﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺧﺮﺓ . ﻓﻤﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺑﺸﻌﺮﻫﻢ

ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻘﻴﻖ ﺗﺎﺟﻮﺝ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠّﻖ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ

ﺷﺒﺎﺏ ﻭﺷﻴﻮﺥ .

ﻭﻧﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺘﺎﺓ ﺑﺰﺕ ﺃﺗﺮﺍﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﺎﻩ ,

ﻧﺎﻫﻴﻚ ﺑﻤﻦ ﺗﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﺰ ﻭﺍﻟﺘﺮﻑ ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺳﻌﺪﻫﺎ : ﻟﻬﺎ

ﻭﺍﻟﺪ ﻫﻮ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺃﺥ ﻧﺎﻝ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻭﺍﻟﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻡ

ﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮﻳﺔ ﻓﺘﺎﻧﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﺫ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻠﻚ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ

ﺃﻗﺼﻰ ﻧﻬﺮ ﺳﻴﺘﻴﺖ ﺣﺘﻰ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻻﺣﻤﺮ .

ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺇﻻ ﺗﺎﺟﻮﺝ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻠﻖ ﺑﻦ

ﻣﺤﻤﺪ

ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻭﺕ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻻﻓﺎﻕ ﻭﺗﻨﺎﻗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺪﻳﺚ

ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺳﺎﺭﺕ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﺗﺘﻐﻨﻰ ﺑﻤﺎ ﺃﺧﺘﺼﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺩﺏ ﻭﺫﻛﺎﺀ ,

ﻭﺗﺴﺎﻣﺮ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺑﺸﻬﻲ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻭﻟﺬﻳﺬ ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ . ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﺇﻟﻰ

ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺨﻄﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻪ . ﻓﺄﻣﺘﺜﻠﺖ ﺍﻷﻡ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ

ﺃﺧﻴﻬﺎ ﺍﺑﻨﺘﻪ " ﺗﺎﺟﻮﺝ " ﻷﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ , ﻓﺮﺿﻲ ﺍﻟﺨﺎﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ

ﻃﻠﺐ ﻣﻬﺮﺍً ﻏﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ ﺃﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻓﺄﺳﺘﻌﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﺑﻮﺍﻟﺪﻩ ﻭﺃﻭﺟﺪﻩ

ﻷﺻﻬﺎﺭﻩ , ﻭﻛﻞ ﻋﺎﺷﻖ ﻻ ﻳﻌﻮﻗﻪ ﻏﻼﺀ ﺍﻟﻤﻬﺮ ﻭﺗﻢ ﺍﻟﻘِِِﺮﺍﻥ ﺑﻴﻦ

ﺍﻟﺰﻏﺎﺭﻳﺪ ﻭﺍﻟﺪﻓﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ .

ﻋﺎﺷﺖ ﺗﺎﺟﻮﺝ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻳﺮﻓﺮﻑ ﻓﻮﻗﻬﻤﺎ ﻣﻼﻙ ﺍﻟﺤﺐ

ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﺃﺳﻌﺪ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻋﺮﻓﺘﻬﻤﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ .

ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺣﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻰ

ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﻗﺮﺍﻧﻪ ﺑﺘﺎﺟﻮﺝ ﻛﺪﺃﺏ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ

ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺍﻟﻜﻸ ﺑﻤﻮﺍﺷﻴﻬﻢ , ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻣﻦ

ﺭﻭﺍﺓ ﺛﻘﺎﺕ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺟﺮﺕ ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﺗﺤﺔ ﺍﻟﺸﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .ﻭﻻ

ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﺤﺬﺍﻓﻴﺮﻫﺎ ﻷﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻢ ﺗﻬﻨﺄ ﺑﻌﺪﻫﺎ .

ﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺧﺒﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﻨﻔﻬﺎ

ﺍﻟﺮﻋﺪ ﻭﺍﻟﺒﺮﻕ ﻭﺣﻤﻠﻖ ﺑﺒﺼﺮﻩ ﻟﻴﺮﻯ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﺍﻷﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ

ﺳﺘﺤﻈﻰ ﺑﺄﻏﺰﺭﻫﺎ . ﻓﻜﺎﻥ ﻭﻣﻴﺾ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺳﻬﻮﻝ ﻗﻮﺯ ﺭﺟﺐ . ﺛﻢ

ﻫﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ . ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺍﻳﺎﻣﺎﺹ ﻟﺬﻳﺬﺓ

ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻪ ﻧﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺒﺎﺀ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﻟﻴﻪ

ﺑﺸﻮﻗﻪ ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ ﻭﺃﺣﻼﻣﻪ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ ﺇﻻ ﻟﻤﻌﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻭﻗﺼﻒ

ﺍﻟﺮﻋﺪ ﻭﻫﻄﻮﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﻫﺒﻮﺏ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﺟﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ ﻫﻮﺍﺟﺲ

ﺍﻻﺣﺒﺔ ﻓﻤﻠﻜﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﺃﻧﺴﺘﻪ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻓﺄﻧﺸﺪ 

         ﺑَﺸِِﺪْ ﻭﺍﺭﻛﺐْ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺎﺧُﺬ ﻟُـﻪ ﻋَﻨّـﻪ

          ﻓِﺮﻳـﻮْﺓَ ﺍﻟﺮّﻳـﻒْ ﻣَـﻊَ ﺍﻟّـﺘـﻮﺏْ ﺍﻟﻤِﺘِـﻨّـﻰ

           ﻳَﺘِـﺐْ ﻋﺠـﻼﻥْ ﻗِﺒُـﻞ ﻣـﺎ ﻧْﻠـﻢْ ﺭَﺳَـﻨّـﺎ

          ﺑﻴﻮﺕْ ﻧُﻮﺭَﺓ ﺃﻡْ ﺷِﻠﻴْﺦ ﻭﻳﻦ ﻣﻦ ﺃَﻫَﻠْﻨَﺎ

ترقبونا #غدا

نصائح سودانية

 ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ 100 %

ﻫﻤّﻚ ﻛﺎﻥ ﺟﺒﻞ ﻟﻮﻙ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺑﺘﻬﺪّﻭ

ﻣﺸﻮﺍﺭﻙ ﻃﻮﻳﻞ ﻛﺮّﺏ ﻟﺠﺎﻣﻚ ﺷﺪﻭ

ﻛﻔﻚ ﻟﻠﻀﻌﻴﻒ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﺔ ﺩﺍﻳﻤﺎ ﻣﺪّﻭ

ﻭﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺠﻴﺐ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺃﺧﻴﺮﻟﻚ ﺳﺪﻭ

ﺍﻏﺘﻨﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﻭﻳﺲ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺐ

ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺩﻭﺍﻡ ﻟﻲ ﻧﻔﺴﻮ ﺑﺒﻘﻰ ﻃﺒﻴﺐ

ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻴﻚ ﻋﺠﻮﻝ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﺘﺼﻴﺐ

ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻤﻬﻠﺔ ﻟﻠﺤﻮﻝ ﺇﻥ ﺻﺒﺮﺕ ﻗﺮﻳﺐ

ﺧﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺮﺍﺕ ﺗﺸﻮﻓﺎ ﻭﺟﻴﻬﺔ

ﻻﻣﻦ ﺗﻔﺘﻨﻚ ﺑﻲ ﺯﺧﺮﻓﺎ ﻭﺑﻲ ﺗﻴﻬﺎ

ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻨﺴﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﻭﻱ ﺍﻟﻔﻴﻬﺎ

ﺩﺍ ﺍﻟﺒﻴﺮﻗﺺ ﺑﻘﻮﻟﻮ ﺩﻗﻴﻨﺘﻮ ﻣﺎ ﺑﻐﻄﻴﻬﺎ

ﻣﻄﻠﻮﻕ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﺧﺘﺎﻫﻮ ﻻ ﺗﺒﺎﺭﻳﻬﻮ

ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺤﺴﻜﻨﻴﺖ ﺷﻮﻑ ﺍﻟﺒﻼﻭﻱ ﺍﻟﻔﻴﻬﻮ

ﻭﻟﺪﻙ ﺑﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺭﺑﻴﻬﻮ

ﻭﺇﻥ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻻ ﺗﻌﺍﻧﺪﻭ ﺑﻞ ﺧﺎﻭﻳﻬﻮ

ﺧﺎﻭﻱ ﺍﻷﻏﺒﺶ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﻠﺔ

ﺭﺍﻓﻊ ﺭﺍﺳﻮ ﻓﻮﻕ ﻣﺎﺑﺮﺿﻰ ﻋﻴﺸﺔ ﺍﻟﺬﻟﺔ

ﺍﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺎﺑﻘﻮﻝ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ

ﻭﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻔﺴﻞ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﺴﻴﺒﻠﻮ ﺍﻟﺤﻠﺔ

ﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﻴﻒ ﺍﻋﻤﻞ ﺣﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ ﺑﺎﻛﺮ

ﻭﺍﺳﺠﺪ ﻟﻠﻜﺮﻳﻢ ﺍﺑﻘﺎﻟﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻭﺷﺎﻛﺮ

ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻛﺘﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﺴﻰ ﺧﻠﻴﻚ ﻓﺎﻛﺮ

ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻠﺤﻘﻚ ﻟﻮ ﺑﺤﺮﺳﻮﻙ ﻋﺴﺎﻛﺮ

ﺃﺻﻠﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﺣﺘﻤﻴﺔ

ﻻ ﻭﺍﺳﻄﺎﺕ ﺑﺘﺸﻔﻊ ﻟﻴﻚ ﻻ ﺟﻮﺩﻳﺔ

ﺭﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﺩﺍﻧﺎ ﺣﺠﺔ ﻗﻮﻳﺔ

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺠﻴﻚ ﻟﻮ ﻓﻲ ﺑﺮﻭﺝ ﻣﺒﻨﻴﺔ

ﺷﺎﻳﻔﻚ ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﻳﻮﻣﻲ ﺗﺠﻮﻃﻲ

ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻲ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻣﻦ ﺑﺪﺭﻱ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﺼﻮﻃﻲ

ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﻴﻙ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻮﺗﻲ

ﻭﺍﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺭﻳﻨﻲ ﻭﻳﻦ ﺑﺘﻔﻮﺗﻲ

ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺿﻮﻱ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺗﻤﺔ

ﻭﺍﺷﻔﻲ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﺗﻤﺔ

ﻳﺎﺭﺑﻲ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﺮﺍﻛﻤﺔ

ﺍﻏﻔﺮ ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ

بلادي يا سنا الفجر

 بلادي يا سنا الفجر …… وينبوع الشذى العطر

وملهمتي أغاريدي …… وآيات من الشعر

سلام أنت ألحاني وحلمي في الهوى العذري

رعتني أرضها طفلا…… فكيف أسومها غدري

وأصبو لذاتها عمري …… وحق لخيرها شكري

سلام أنت ألحاني وحلمي في الهوى العذري

وعند الروضة الغنا …… أفياء من الشعر

وكم أطيارها غنت …… تسابيحا مع الفجر

سلام أنت ألحاني وحلمي في الهوى العذري

ولي في أرضها ذخر …… فعز الذخر عن تبر

وأجدادي بها قبروا …… وقد جاؤوا على قدري

سلام أنت ألحاني وحلمي في الهوى العذري

أنا سوداني 

أنا سوداني أنا ........ انا سوداني أنا..

كل أجزاءه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن 

نتغنى بحسنه أبداً دونه لا يروقنا حسن

حيث كنا حدت بنا ذِكر ملؤها الشوق كلنا فداه

نتمنى جماله لنرى هل لتقييم عيشه ثمن

غير هذه الدماء نبذلها كالفدائي حين يمتحن

بسخاء بجرأة بقوى لا يلين جدها ولا تهن

تستهين الخطوب عن جلد سكة الهانوا وهي تتزن

.........................................

أيها الناس نحن من نفر عمّروا الأرض حيث ما قَطَنوا

يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن

حكموا العدل في الورى زمناً يا ترى هل يعد ذا الزمن

ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطّة ولا درن

نزحوا لا ليظلموا أحداً لا ولا لاضطهاد مَن أَمِنوا

وكثيرون في صدورهم تتنزل الأحقاد والإحن

دوحة العُرْب أصلها كرمٌ وإلى العُرْب تُنسَبُ الفِطَنُ

أيقظ الدهر بينهم فتناً وكم أفنت الورى الفتن

................................

يا بلادي 

يا بلاداً حوت مآثرنا كالفراديس فيضها منن 

قد جرى النيل في أباطحها يكفل العيش وهي تحتضن

رقصت تلكم الرياض له وتثنت غصونها اللدن

وتغني هزارها فرحاً كعشوق حدا به الشجن

حفل الشيب والشباب معاً وبتقديسك القمين علو

نحن بالروح للسودان فداء فلتدم أنت أيها الوطن..

نحن بالروح للسودان فداء فلتدم أنت أيها الوطن..

نحن بالروح للسودان فداء فلتدم أنت أيها الوطن.

السودان في زمن الحروب

 بين الثورة والسكين جنجويد !

يوسف عزت

رغم شح الوقت نسبة للظروف الراهنة التي فرضتها الحرب لكني كلما اجد القليل من الوقت اتابع كتابات لأتبين مواقف عدد من الأصدقاء الذين جمعتنا بهم صفوف العمل العام والنضال الطويل من اجل وطن خير ديمقراطي ، وطن ذرعوا في مخيلتنا منذ الطفولة صورته بالأشعار و والاغاني وعشنا ذلك الحلم حتى هذا العمر. كنا وما زلنا نحلم بان يأت يوم ويتأسس ذلك الوطن الذي يتساوى فيه الجميع ( حباً وشعراً وموسيقى) وطن يفخر به كل المنتمين اليه ويشاركون في رسم مستقبله ولديهم الحق في التعبير عن رؤيتهم لبنائه وطن يمثل مصالح جميع سكانه ويعالج جراح عقود من الحروبات والقتل . وطن تمزقت اطرافه لكن نستطيع مماسكة ما تبقى منه فقد بالنقد ومواجهة الحقيقة لا ان تهزمنا مصالحنا الضيقة سواءاً كانت جهوية او نخبوية.

غادر اهل الجنوب بعد ان كنا نراهم في الخرطوم يسكنون العمارات التي هي تحت التشييد وفي اطراف المدينة ويعملون في المهن الهامشية لعقود . لم نكن نسأل انفسنا ما الذي دفعهم من ديارهم ليأتوا للعيش في هذه الظروف البائسة ؟ وكنا نغني ونتحدث عن وطن بينما لم نكن نرى عذابات الضحايا حولنا، كانت مأساة الجنوبيين اعمق من ان نفهمها ففوق اللغة والممارسات الاستعلائية تجاههم كان هنالك انكار تام ان مأساتهم مرتبطة بالدولة في مستواها المركزي وليست قضية خاصة تتعلق بالجنوب ، فرغم ما ظل يعبر عنه الدكتور جون قرنق ان ليس للجنوب قضية منفصلة عن قضية السودان ، وعبر عن ذلك منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان بوضوح ان القضية هي السودان كله وان الازمة مرتبط بطبيعة الدولة التي خلفها الاستعمار البريطاني وطريقة تداول السلطة فيها والتي لم يجد غالبية الشعب السوداني ان هذه الدولة تعبر عنه او يمكنها حل قضاياه ولم يتم تطوير الاستقلال لتأسيس دولة وطنية تستطيع حل قضايا التنمية المتوازنة واشكال الهوية وقسمة السلطة وهي القضايا التي قادت الى الحروب المستمرة في السودان حتى اليوم. لكن الافندية الذين حكموا الدولة حين بالانقلابات العسكرية وحينا بالديمقراطيات القصيرة لم يكن لديهم مشروع لبناء دولة المواطنة التي تسع الجميع كما يتردد في الشعارات ، وظل الانكار المستمر الى ان هنالك سودانيين لديهم حق مشروع في ان يجدوا انفسهم جزءاً من الدولة ويشاركون في مؤسساتها على المستوى القومي والمحلي ، اقصى ما انتجته الصفوة من خطاب متقدم هو إعطاء الجنوبيين الحكم الذاتي ليحكموا انفسهم بأنفسهم وذلك أيضا كان حلا متقدما في حينه لكن ان يكون لديهم طموح في حكم الدولة فذلك لم يخطر ببال أي احد او يمكن تصوره ، حتى احدث دكتور جون قرنق  الفرق بأن اخترق الشمال وظهرت الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال في جبال النوبة وفي النيل الأزرق ولاحقا دارفور ثم الشمال البعيد حيث تدافع الآلاف للانضمام للحركة الشعبية بعد توقيع اتفاق نيفاشا وحدث الرعب المحلي والإقليمي وحتى العالمي. السودانيين يحلمون بوطن يستوعب تعددهم وتنوعهم وخاطبه الحركة الشعبية ذلك في برنامجها وخطابات قرنق الذي شعرت الصفوة بالحيرة لأنها ترى اذا كان هنالك سودان قديم فهم قادته وإذا هنالك ضرورة لسودان جديد أيضا هم قادته والمنظرين له وما رسالة السيد الصادق المهدي لقرنق إلا تعبير فصيح عن هذا التفكير. تلك هي مأساتنا ولم اقرأ حتى اليوم رؤى نقدية لما جرى في 2011 واختيار الجنوبيين للاستقلال بأغلبية ساحقة. سكت الجميع ولم يحمل احد نظام المؤتمر الوطني هذه النتيجة لأننا جميعنا متواطئين وعلى مر التاريخ جميع الحكومات المتعاقبة استخدمت العنف لإخضاع الجنوبيين وتنصلت عن التزاماتها قبل الاستقلال وبعده ونقضت اتفاقية اديس ابابا وافشلت اتفاقية (الميرغني قرنق) والطبيعي ان تكون النهاية هذه النتيجة ولا يستطيع احد لوم الجنوبيين الذين اختاروا الاحتماء من الرصاص بالانفصال . كتب شاب جيد الكتابة اسمه محمد حسبو في سودان للجميع قبل الاستفتاء بأيام أن المثقفين الشماليين سيتجالدون بالسياط اذا اختار الجنوب الانفصال وكنت من المنتظرين للنقد الذي سيقوم به مثقفي الصفوة لتجربة الجنوب والعمل على تلافي حدوثها في أقاليم أخرى تتشابه فيها القضايا التي قادت لاستقلال الجنوب ولكن حتى كاتب ذلك المقال نفسه لم اسمع له صوتاً بعد الانفصال ، سكت الجميع بشكل محزن .

برزت الازمة في دارفور لذات الأسباب والقضايا التي واجهها الجنوبيين وصعدت القضية الى كل مكان وحدث الانقسام العرقي المدعوم من الخرطوم واحدث دماراً على كل المستويات ، أخرجت الدولة آلتها العسكرية لحسم التمرد وارتكبت تجاوزات خطيرة وصلت إلى حد وصفها بالإبادة الجماعية . ولم يتحرك احد للوقوف على الخراب الذي خلفه عنف الدولة هناك لا حزب ولا منظمات ولا نشطاء ولا كتاب وحتى الآن لم أضطلع على توصيف لذلك العنف ناتج عن دراسة اعدها سودانيين من الكتاب والمهتمين وحتى بعد سقوط النظام لم تذهب مجموعة للتحقيق في حجم الجرائم التي ارتكبت هناك ولا المأساة التي خلفتها الحرب على مدى عشرين سنة. ويقول لك بعضهم نرفض حميدتي لتاريخه في دارفور من الذي يعرف حميدتي وتاريخه ومن الذي يعرف ما جرى في دارفور او مهتم بأن يعرف ؟  لماذا لم يتم رفض برهان وهو الذي عمل منذ ان كان ملازم اول في وسط دارفور حتى اصبح قائداً للمنطقة وقاد العمليات ونزّح اكثر من 750 الف من قراهم إلى ان صار معتمدا لنيرتتي في قمة جبل مرة ويقول البعض انه قال قولته الشهيرة ( انا رب الفور) من ذهب ليرى كيف يعيش الناس في معسكرات اللاجئين بشرق تشاد ومعسكرات النازحين في الداخل ولااستماع لروايتهم عن الحرب ، كل ذلك الواقع المذري اعتقدنا ان الثورة ستعالجه وبالنسبة لنا الازمة اكبر من خلافات الصفوة الفكرية حول الاقتصاد الرأسمالي او الاشتراكي واكبر من سفسطة الليبراليين الجدد الذين يتحدثون عن الحقوق الفردية والجماعية للمجموعات النسوية والمثليين ، الازمة ان الملايين من السودانيين احرقتهم آلة الدولة وفاق عنفها كل حد منذ الاستقلال وحتى اليوم ، ان هنالك أصوات رصاص لم تتوقف هناك أطفال يحتمون بكهوف الجبال من ضربات الانتينوف في جبال النوبة ودارفور هنالك بيوت من القش أحرقت ونزح سكانها تاركين خلفهم ذكريات عظيمة وقيّمة لهم ، اشيائهم الصغيرة لا تقل أهمية عن لوحات دافينشي او هدايا الوالدين من يعبر عن هؤلاء ؟ عبرت عنهم تنظيماتهم التي انتجوها بكل تشوهاتها القبلية وطموحات قادتها في الوظائف لكنها تظل مكونات عبرت عن المظالم الحقيقية لهذه الشعوب ورفعت قضيتهم الى المستوى العالمي دون ان تتعامل الصفوة مع الامر ان هنالك سودان جديد يتشكل من بين دخان القنابل وان السودانيين من كل الأقاليم اصبحوا يعبرون عن مظالمهم وقضاياهم بعيداً عن الأحزاب الصفوية والبيوتات التي تنظر الى ان السودان يتمثل في الخرطوم ومناطق الوعي والاستنارة التي تشكلت ما بعد ميلاد الدولة المستقلة ، غارقة هذه الصفوة في قضايا بعيدة كل البعد عن ما يجري في كردفان ودارفور والشرق والنيل الأزرق وسنار والشمالية ونهر النيل غارقة في صراعاتها الفكرية عبر قراءة الكتب المستوردة ، وتشبه اختلافاتها اختلافات مشجعي برشلونه وآرسنال في كافيهات الخرطوم. الحرب تدور في كل مكان وتلفزيون السودان غارق في أغاني وأغاني المتبوعة بضحكات المرحوم السر قدور له الرحمة وكـأن شيئاً لم يكن ، سجالات الصفوة في المنابر تتهرّب من مواجهة الازمة وحتى مشاركات مثقفي تلك المناطق في المنابر المتاحة تقمع ولا تريد الصفوة سماع ما يعكر تباريهم في استعراض قدراتهم الفكرية وتنظيراتهم التي لا علاقة لها بحريق القرى او ارقام الضحايا التي تنشر يوميا في صفحات الميديا .اذا تحدث القادمين من المناطق البعيدة عن السودان كدولة او عن مفاهيم قومية سريعاً يتم تحنيطه في الجغرافيا او القبيلة لأن من يتحدث عن الشؤون القومية لابد ان يكون من جغرافيا محددة او ما جاور ذلك من حلّال . تبعنا الصفوة سنيناً عددا وصدقنا شعارات الثورة وبناء وطن وقرأنا الكثير من التنظير يمين ويسار وحتى احاديث محمد جلال هاشم الذي ينظّر ويدعوا لتحطيم جهاز الدولة الذي خلفه الاستعمار وبناء سودان جديد ، صدقنا كل ذلك ولكن اتضح لي إن كل تلك الترهات الفكرية مجرد قشرة  يبتز بها المثقفين بعضهم بعضا في اطار القدرات الفكرية والتنظيرية لتحقيق وضعية المثقف العضوي وغيرها من الاوصاف التي لا علاقة للواقع بها ، والآن لما وصلت الحرب الى الخرطوم حتى انحاز حتى محمد جلال هاشم وآخرين كثر الى آلة للدولة الاستعمارية التي يسعى لتحطيمها للأسف يريد محمد جلال فعل ذلك بنفسه ولكن بالكلام في المنابر طبعاً فهو لا يملك ولا مخباط لتحطيم ذلك الجهاز الاستعماري ونقول له تعال الآن نظّر لمرحلة ما بعد تحطيم الدولة تعال ورينا كيف نبني دولة جديدة بدلا من الهروب للاحتماء بسلاح الدولة الاستعمارية ذاتها وانت من حرضت على طرد الجنجويد ونزع الغطاء السياسي عنهم واعادتهم الى حواضنهم الاجتماعية ونفذ البرهان وعلى كرتي توصياتك بالحرف.

هذا الجيش بغض النظر عن سيطرة الاخوان المسلمين عليه في الثلاثين سنة الماضية فقد ظل هو العصاء الغليظة لإخضاع كل من يعارض الدولة القائمة ويحمي مصالح فئات ظلت تتداول السلطة عسكرياً وديمقراطياً وتستخدمه لحسم من يعارض او يحتج او يتطلع ليكون جزءاً من إدارة الدولة. هذا الجيش لم يكن يمثل كل السودانيين وارتكب كل ما لا يخطر على بال في الجنوب وفي جبال النوبة وفي النيل الأزرق وفي الشرق وحتى في الخرطوم وأد كل الديمقراطيات ولكن يظل هو الجيش حامي الحمى ( جيشنا جيش القوة ، دخل الجبال جوه وحارب يوسف كوة) وعادي ابطال يقاتلون في جبال النوبة ويحرقون ويحسمون أي تطلعات للنوبة او غيرهم فذلك مشروع ولا ينتقد فهو العجل المقدس الذي لا يمكن السماح بتغيير تركيبته الموروثة . والحديث عن الجيش ليس من أغراض هذه الكتابة لكن الصمت عن تلك الجرائم والهروب من مواجهة الأسئلة الصعبة قاد للمأساة التي تعيشها البلاد اليوم .

الاحظ وقوف جيلنا جيل التسعينات بالجامعات السودانية مع الجيش عدى قلة شعار لا للحرب وهو شعار مقبول وكلنا نردده لا للحرب لكن هل يوقف الشعار الحروب دون مناقشة أسبابها هل يوقف الشعار الحرب الراهنة ام خطوات لابد من اتخاذها؟ جيلنا نحن مع الحرب !

 نحن دخلنا الجامعات في التسعينات وانتمينا للتنظيمات السياسية المختلفة وجميعها كانت منضوية تحت رايات التجمع الوطني الديمقراطي ، وناضلنا في اصعب الظروف لمواجهة عنف الجبهة الإسلامية الفالت وكان هدفنا استعادة الديمقراطية والتأسيس لوطن لكل السودانيين وفي سبيل تحقيق ذلك رفع التجمع شعار الثورة الشعبية المحمية بالسلاح واقر في مواثيقه استخدام السلاح لإسقاط حكم الجبهة الإسلامية وفتحت جميع الأحزاب يمينها ويسارها معسكرات للقتال في ارتريا وكانت مهامنا تعبئة الشارع وفي يفاعتنا تلك كنا مصدقين  ما يقال لنا اذا خرجت طلقة من الجبهة الإسلامية ستقابلها طلقة من التجمع وان الحرب ستنتهي في الخرطوم ويتم اقتلاع النظام اقتلاعاً ، صدقنا تلك الشعارات وخرجنا في الشوارع في سبتمبر 95 و96 وهتفنا وكلنا حماس ان هنالك قوة تحمي ظهرنا  ودفعنا الثمن عنف واعتقالات وتعذيب . تخرج أصدقائنا وسافروا الى الشرق ملتحقين بالجبهة وكانوا ابطال في نظرنا وتخرّجنا بعدهم وسافرنا للالتحاق بالتجمع لنجد ان الذين الغالبية يجهزون حقائبهم للسفر للمنافي الجديدة التي فتحت وفي القاهرة وغيرها ، وهنا اذكر انني ذهبت لمكتب الصديق عادل (رز) مدير مكتب الأستاذ فاروق أبو عيسى عليه الرحمة عندما كان نقيبا للمحامين العرب وصدفة التقيت الأستاذ وتجاذب معي الحديث في صباح باكر وتعرّف علي المعرفة السودانية العادية انت منو ومن وين ودرست شنو  ... الخ وبعد ان عرف خلفيتي ومن اين اتيت قلت له اريد الالتحاق بالجبهة الشرقية للقتال ، قال لي بأبوية ظاهرة انت شاب من البدو ودرست ودخلت السياسة والمتعلمين منكم عددهم قليل وارى ان عليك ان تهاجر وتتعلم لأن مجتمعك يحتاجك متعلماً وليس مقاتلاً لتساهم في تنمية مجتمعك والسودان . تلك الوصية حافظت عليها ورغم خلفيتي كقانوني إلا انني في كندا اخترت دراسة فض النزاعات والتنمية الدولية رغم علمي ان ذلك التخصص ليس مطلوباً في سوق العمل الكندي بل فكرة العودة للسودان لم تفارقني ولا يوم. ان أصدقائنا الذين يقفون ضد الحرب اليوم لم يعملوا ضدها في ذلك الوقت بل تبنوا شعاراتها والسؤال من كانت ستقاتل قوات التجميع الوطني الديمقراطي هل هنالك قوة أخرى غير الجيش السوداني وهل لم تشتبك قوات التجمع مع الجيش في همشكوريب وكسلا والحدود ؟ لماذا صار اليوم الجيش خط احمر ؟ وهل الذين يقاتلهم الجيش ويريد سحقهم جنجويد وقتلهم حلال ؟

الامر يحتاج لمصداقية مع النفس اذا كان الناس يرفضون الحرب فيجب مناقشة أسباب الحرب في السودان وليست الحرب التي تدور اليوم في الخرطوم هي بأول الحروب ولا تنفصل أسبابها عن بقية الحروب التي دارت في البلاد لكن اذا اردنا جعلها آخر الحروب واظن ان ذلك ممكن ، علينا التحلي بالشجاعة والصدق فالاستهبال السياسي أورد البلاد الهلاك ودفع شعبنا ثمن ذلك في كل مكان بما في ذلك الخرطوم اليوم .

الكثير من الناس يتحدثون عن ضرورة الحفاظ على الدولة ، ما الذي تبقى من الدولة القديمة ليتم الحفاظ عليه ؟ وما الذي يجعل الناس يعملون على الحفاظ على دولة لا تمثل مصالح كل السودانيين ، مقولة الحفاظ على الدولة يرددها اليسار واليمين اذا فعلا لدينا يمين ويسار في هذه البلاد لأن ما اراه كل هذه المسميات يمين ويسار وغيرها هي من جملة الأوهام التي يتم تصديرها لأمثالنا ، لكن فكرة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها غير مفهومة وما المصلحة في الحفاظ على دولة لم نرى منها سوى البندقية والإقصاء وعدم الاعتراف دولة ضحاياها بالملايين دولة أحرقت الأطراف جميعها من اجل كراسي سلطة لا قيمة لها ، دولة مهما تعطيها صفوتها ليست على استعداد لأن تعرف القضايا تهم الملايين من الذين يعيشون في حواف الصحراء او في معسكرات النزوح او في القرى النائية صفوة مشغولة بصراعات لا رابط بينها وبين القضايا الوطنية الحقيقة ، وقد صارت الطريقة الوحيدة للحفاظ على الدولة المعنية هي القتل والسحق وتلك كلفة عالية جداً قادت لما يحدث اليوم والورطة كبيرة لأن الأمور لن تعود الى ما كانت عليه والضرورة تستدعي صناعة مستقبل بدلاً من الاحتماء تحت لافتات الجيش والكيزان وحالة التوهان حتى من الذين حشو رؤوسنا بفكر الثورة والحل الجذري وغيرها من العوّة ، عليهم الآن ان يساهموا في بناء دولة جديدة خالية من الحروب ، ولأن يكون ذلك حقيقة نحتاج لنقد حقيقي لموروث دولة ما بعد الاستقلال وما جرته على بلادنا من مصائب او يصمتوا وينحازوا لخيار ( عمسيب ) بتاع دولة البحر والنهر واخشى ان ذلك ايضاً غير ممكن لأن وحدة السودان امر لا لعب فيه وان شعب الشمال والشرق الذي يتحدث عمسيب باسمه يرغب في العيش بسلام مع الآخرين فقد تضرر اهل الشمال والوسط من الدولة ذاتها الموصوفة انها دولة المركز او الجلابة ، فسكان الشمال الذي رأيته بعيني هم اكثر حاجة من غيرهم للتنمية والخدمات والسلام مع بقية شعوب السودان بينما النخبة التي تحكم وتنهب وتحملهم وزر افعالها جلبت لهم المصائب ولكل البلاد وعلى السودانيين ان يجلسوا جميعاً للاتفاق على دولة تمثل مصالح الجميع فذلك هو الحل الوحيد والطريق لتحقيق شعار لا للحرب .

العسكر للثكنات والجنجويد ينحل وبعدين؟

اتأمل هذا الشعار منذ ان اطلاقه والتسويق له وترسيخه كحل يمكن للأزمة والمدهش ان من يرددونه اشخاص ذوي كفاءة سياسية وعلمية ! اذا استثنينا الشباب الذين يرددون الكثير من الشعارات التي لا يفهمون او يعرفون خطورتها بالصورة المطلوبة ، وهو شعار يحمل اقصى درجات التطرف ورفض أي قادم جديد ولم يشرح لنا مرددوا هذا الشعار الكيفية التي ينحل بها الجنجويد ( الدعم السريع ) واتابع العياط في وسائل الاعلام واستغرب فهنالك طرق معروفة وأصبحت علم في كيفية دمج القوات وتكوين الجيش الواحد في أي دولة خارجة من حروب وفيها تعدد للجيوش سمها مليشيات او أي شيئ لكن الحقيقة ان السودان فيه اكثر من جيش واكثر من مليشيا بما في ذلك ما يسمى بالقوات المسلحة السودانية حولت الى مليشيا حزبية وجهوية فلا هي قومية على مستوى قيادتها ولا هي وطنية تحمي البلاد وكل تاريخها انها تقتل الشعب السوداني بلا رحمة . والذين يطلقونه شعار الجنجويد ينحل ينطلقون فكرة  ترى في الدعم السريع خطر على الدولة ، وهي ذات الدولة التي يلتقي في الحفاظ عليها الكيزان واليسار والليبراليين إلا بعض القليليين الذين في عز الازمة يقدمون صوت مختلف. قادتني صدفة قبل شهور لدخول الكلبهاوس وان لست من رواده واثناء بحثي وجدت غرفة انشأها شاب اسمه إيهاب عدلان لمناقشة موضوع يتعلق بخطر الدعم السريع وايهاب عدلان هذا انا لم التقيه في حياتي وهو ليس من جيلنا لكن بيننا أصدقاء مشتركين ، ووكل الذي اتذكره كان قادماً للسودان من أمريكا في إجازة في عام 2022 واتصل على صديق طلب بأن إيهاب طلب منه ان يتواصل معي لتجهيز شقة وسيارة له ومبلغ 7000 دولار يحتاجها لقضاء إجازة مع والدته واستغربت من هو إيهاب عدلان وما علاقة الدعم السريع به ليجهز له هذه المطلوبات وحاول ذلك الصديق تلميع إيهاب لي وبأنه مهم ونجم في الكلبهاوس ويهاجم الدعم السريع ويمكن اسكاته طالما طلب هذه الأشياء البسيطة ولكني لم اكن مهتما بإسكات الأصوات التي تهاجم الدعم السريع وقتها بل بمشروع استعادة المسار المدني الذي نعمل فيه ليل نهار، واعتذرت له بأنني لا اعرف إيهاب عدلان ولست معنياً بتوفير شي له ودعه يهاجم الدعم السريع فالموضوع لا يهم كثيراً وهو نشاط في غرف الكلبهاوس لا قيمة له على الأرض كما انني لست معنياً بدفع رشاوي لأحد يريد ان يسخر نشاطه لابتزاز الدعم السريع بالمال. دخلت تلك الغرفة لأسمع ووجدت ان المتحدث الأساسي فيها عبد الله علي إبراهيم الذي كتب عن اقتصاد الحاكورة مبرراً ظهور الجنجويد وتلك كتابة تبرر وتشرعن للنظام استخدامه لتجييش البدو الرحل للقتال في دارفور وتؤسس لهم فكرياً وتسندهم بماركسية عبد الله على إبراهيم المبذولة لتبرير أي فعل ترتكبه الدولة. لا ادري ماذا يقول عنها عبد الله اليوم والدنيا كلها قايمة وقاعدة الجنجويد ينحل وهو قد حدد مكانه مبكراً انه داعم للجيش وليس لديه قشة مرّة مع الكيزان ولا يعاني من تلك اللوثة ! تلك الغرفة الالكترونية تناولت كيفية التصدي لخطر حميدتي على الدولة ، لا حظ في ذلك الوقت كان حميدتي الرجل الثاني في الدولة ولكنه في ذهن هؤلاء هو خطر عليها ! الدولة شيء اخر اجهد نفسي لفهم مدلولاتها ولكن الامر ليس بتلك الصعوبة لفهمه. استمعت الى حديث عبد الله علي إبراهيم والى احاديث شباب آخرين يفكرون في افضل الوسائل للتخلص من حميدتي واقترح احدهم ان تصفية حميدتي كما تمت تصفية قرنق ذلك افضل واقصر الطرق وانتظرت تعليق عبد الله علي إبراهيم على مقترح ذلك الشاب ولكن خاب ظني ولم يقل الرجل الذي يصنف نفسه بشيخ الماركسيين السودانيين وصدع رؤوسنا بذكرياته مع استاذه عبد الخالق محجوب الذي يحاول جاهدا ربط تاريخه الشخصي بتاريخ عبد الخالق للانتفاع من رمزية عبد الخالق ، سكت عبد الله ومؤمناً ان حميدتي خطر يهدد الدولة ولابد من التخلص منه ومن جيشه . تواصلت بعد ذلك مع عبد الله مناقشا عبر الماسنجر فهو صديقي في الفيسبوك وناقشته وحين أقول له الصفوة ظل يكرر تقصد الصفوة النيلية يعني وكررها اكثر من مرة وقلت اقصد امثالك وصنف نفسك اين انت ولم نصل لشي وما زلت احتفظ بذلك الحوار ان مد الله في العمر لكتابة ما جرى ويجري.

شعار العسكر للثكنات والجنجويد ينحل لم يشرح لنا كيفية حل الدعم السريع هل يضع هؤلاء سلاحهم ويعودوا الى من اين جاؤوا ام يجبروا على ذلك ام وفق تفاوض ام كيف ؟ فإطلاق الشعار سهل ولكن تنفيذه على ارض الواقع يحتاج لشرح ، فالموصوفين بالجنجويد هم الذين قاتلوا نيابة عن السلطة والدولة المزعومة التي يستمتع أمثال عبد الله على إبراهيم بظلها منذ الاستقلال وحتى اليوم هم وقود الحروب جميعها منذ قوات السلام التي كانت رئاستها في واو وحتى قوات المراحيل التي قاتلت النوبة وحتى آخر أداة تم ويتم استخدامها في حروب هذه الدولة التي لا تنتهي ، ولكن الفرق في قيادة هذه القوات التي تعي إن الدولة المعنية تريد استخدامها كأداة ومتى ما استقرت الاحوال يتم كسر الأداة والتخلص منها ، ولذلك حين انطلقت ثورة ديسمبر كان واضحاً في انحياز قيادة قوات الدعم السريع للثورة وقدمت فيها مجهود لا ينكره الا منافق ، ولم يضع حميدتي قواته في خدمة البشير كما توقع الكثيرون وتبنى شعارات الثورة وانا شاهد على ان بعض النخب وبمجرد ما سقط البشير اول ما فكرت فيه تمزيق صورة حميدتي التي علقها الشباب في النفق وذلك عبر اطلاق الشعارات والأغاني ( ديل جنجويد جنجويد رباطة) وغيرها وتوزيع القصاصات الصغيرة في ميدان الاعتصام التي تهاجم حميدتي وانا كنت موجودا ًواخرين نراقب ما يجري من خيمتنا ( ثوار البادية ) كنت اعرف ان نخبة النادي القديم لا تريد قادم جديد من خارجها لديه قرار ويستطيع ان يكون جزءًا من تشكيل مستقبل الدولة بما يملكه من قوة عسكرية واستقلالية وسند شعبي ، ولذلك بدأت الحملات المنظمة بطريقة فيها اسفاف ( تشتش ) فريق خلاء جنجويد ... الخ كل ذلك مفهوم ودوافعه مفهومة ولكن ام الكبائر المحاولات المستميتة التي سعى الناس بكل قوتهم إسلاميين على يسار بإلصاق تهمة فض الاعتصام بقوات الدعم السريع رغم ان القوة الوحيدة التي اعتقلت ضباط برتب عليا متهمين بفض الاعتصام هي قوات الدعم السريع والجميع في قرارة نفسهم يعلمون من دبر وخطط لفض الاعتصام لكن كانت الفرصة مواتية للتخلص من هذا القادم الجديد . ان الدولة بكافة الذين يريدون الحفاظ عليها سواء كانوا إسلاميين او يساريين وأنا اليوم في شك من هذه المسميات لانني أرى اصطفاف ذابت فيه هذه الاوصاف واتفقت كتابات كل من نظنهم مفكرين وعقلانيين وقادة رأي على التخلص من حميدتي والدعم السريع ولكن السؤال هل ذلك ممكناً دون حرب ؟

ما قام به البرهان ومن يقفون خلفه من الإسلاميين يوم 15 ابريل هو التحقيق الكامل لذلك الشعار ( العسكر للثكنات والجنجويد ينحل ) واتبعوا خطوات مرتبة أولا اعلان قوات الدعم السريع متمردة سحب ضباط القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى المنتدبين اليها وضرب ما تبقى بالطائرات والدبابات وسحقهم والتخلص منهم واغتيال حميدتي وكافة قيادات الدعم السريع وبهذا يزال الخطر عن الدولة وتعود الأغاني كما كانت !  وهل لا يتفق الجميع على هذا الحل وهو تحقيق عملي للشعار المرفوع ؟ هذا يفسر التأييد للجيش من بعض رافعي ذلك الشعار لأن لا طريقة أخرى للحل غير التي اتبعها البرهان ، لأن الطريق الآخر الذي كنا نعمل فيه وتدعمه قيادة قوات الدعم السريع علنا بما في ذلك التوقيع على دمج قوات الدعم السريع في الجيش وبناء وإصلاح الموسسة العسكرية والتخلص من تعدد الجيوش بمعالجة أسباب الحروب كان ذلك الطريق الذي اعتقدنا انه يجنب البلاد الحرب والإقتتال.

قرأت لأسماء كثيرة كنت اظن انها متجاوزة لفكرة حماية الدولة من خطر السودانيين الآخرين وهؤلاء يحاولون بقدر الإمكان استخدام أسمائهم التي في الذاكرة والتي صنعوها بتبني شعارات العدالة وقبول التنوع وبناء الدولة على أسس جديدة يحاولون تبرير ما فعله برهان والشرعنة له ويبررون للوقوف مع الجيش باعتباره مؤسسة وطنية ولا يهم سيطرة الكيزان عليها فنحن فقط من كنا نصدق ان الكيزان ومشروعهم يجب ان يهزموا لينفتح افق لبناء الدولة ، لكن الكيزان وغيرهم دولتهم هي القائمة الآن ولا توجد مشكلة في الحفاظ عليها لأن ضياعها سيفتح أبواب الخطر ليس من حميدتي وحده ولكن من آخرين أيضا ، فاذا لم تستطع الصفوة احتمال حميدتي ابن ثقافتها العربية الإسلامية لا اعتقد ان لديها ولو مجرد احتمال لقبول عبد العزيز الحلو او عبد الواحد او مني اركو مناوي ! ولنختبر ذلك حين غياب برهان او القبض عليه او موته وتحول مالك عقار لرئيس للدولة وليس ذلك ببعيد . الورطة كبيرة لكن حلها ليس في مساندة الجيش او الدعم السريع ، الحرب حلها في التفكير في أسباب الحروب والتي هي واضحة للجميع وقال حميدتي قبل فترة ( الشنلاقي ما خلى عميان) ربما لم يستوعب الناس المعنى والشنلاقي هو طبيب عيون بلدي يعالج العميانيين في قرى وارياف دارفور ، والمعنى اننا جميعنا فتحنا ولذلك فليتوقف الناس عن التعامل مع الآخرين بالذاكرة القديمة .

طيب نفذ قرار حل الدعم السريع بالطريقة التي نادى بها الناس فماذا كانت النتيجة هل تم الحل وسلم جنود الدعم السريع أسلحتهم وسياراتهم وغادروا ام تحولت البلاد الى رماد ؟ هذا ما كنا نعمل ليل نهار لتفاديه ونتحدث مع الناس من اجل إيجاد حلول مقبولة وممكنة والامر ليس ركوب رأس . القتل والابادة لقوات الدعم السريع في قلب الخرطوم ام الأفضل العمل على بناء الجيش المهني الواحد المتنوع وغير المحزّب ؟ وحين قدمت ورقة الدعم السريع في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري وخاطبت المشكلة في بعدها الحقيقي وكيفية بناء ذلك الجيش وشروط الإصلاح المطلوبة بما في ذلك شروط دخول الكلية الحربية (عشان ما يجي زول تاني يقول فريق خلا ) وهل كانت هنالك فرصة لأمثال حميدتي للوصول لبوابات تلك الرتب غير الخلاء والدواس وهل أبواب الكلية مشرعة ومفتوحة ليتخرج منها كل الناس ؟ تلك الورقة هيّجت الجيش وداعميه على الدعم السريع وقيادته فالحديث عن قيادة الجيش وضرورة ان تعكس التنوع السوداني من المحرمات التي لا يجب الحديث عنها وذلك ما عرضته الورقة بكل وضوح وانسحب ممثلي الجيش قبل الوصول للتوصيات النهائية لأن الكلام دخل الحوش . وقرأت مقالا للواثق كمير من منفاه يكتب عن ان الدمج وموضوع القيادة الموحدة هو سبب الحرب وكلام كتير ليبرر انحيازه للجيش والكيزان مستشهداً بعبد الله على إبراهيم في ان العداء للكيزان مجرد لوثة حتى وان حملوا أسلحتهم وقاتلو ونشروا قناصتهم لقتل الدعم السريع فهم يحمون الدولة والمشكلة وين ؟ ولكن سأعود للكتابة المفصلة عن ذلك في وقت آخر والامر لا علاقة له بالدمج فذلك امر تم الاتفاق عليه وتوقيعه من القائد العام للجيش وقائد الدعم السريع والقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الاطاري وموضوع ان يكون رأس الدولة هو القائد الأعلى لقوات الدعم السريع يتطابق مع نصوص قانون قوات الدعم السريع ولا خلاف عليه وتم النص عليه في الدستور الانتقالي الذي صاغته لجنة المحامين ووقع عليه البرهان وحميدتي يوم 23 أكتوبر 2022 بحضور القوى المدنية وأيضا تم التوقيع على ورقة عرفت بورقة الإصلاح والدمج والتحديث يوم 15 مارس 2023

يبدو ان الديمقراطية وشعاراتها لم تعد هدفا وان الحفاظ على الدولة حتى وان كانت تحت حكم الكيزان هو الأهم ، نحن صدقنا وبذلنا جهدنا خلال عامين للعودة الى مسار التحول الديمقراطي منذ إعادة حمدوك بعد انقلاب 25 أكتوبر 2022وحتى توقيع الاتفاق الاطاري يوم 5 ديسمبر كل ذلك الجهد ليس مطلوباً وديمقراطية بجيبها حميدتي وقواته غير مرغوب فيها فقط العسكر للثكنات والجنجويد ينحل بالقتل بالطرد فهؤلاء التتار الجدد كما قرأت في نعتهم يعكرون مزاج الصفوة بأغاني أم ردس واهازيجهم التي تحتاج لترجمة .

خلاصة القول :

اكتب هذا ليس لإدانة شخص ولا للتعميم فوسط هذه الازمة هنالك الكثيرون الذين يقفون مع خيارات الشعب السوداني ومع بناء دولة المواطنية والعدالة ولا اتهم اتجاه جغرافي ففي شوارع الخرطوم يقاتل كل السودان عكس ما يتم تصويره ان هؤلاء من دارفور وبدو صحراء قادمين من بعيد وعابرين للحدود كما كتب عنهم الليبرالي او الذي لا اعرف اتجاهه الان عادل عبد العاطي في مقال هزيل وسطحي يصف بدو الصحراء بأنهم متاثرين بفكر القذافي ومعهم مرتزقة عابرين للحدود في تطابق فج مع خطاب الكيزان حلفاءه الجدد ، وان قناعتي ان هذه الدولة الوطنية التي تجمع السودانيين وتتوقف فيها أصوات الدانات وتتحاور فيها الثقافات المتعددة في جو ديمقراطي يساهم في بنائها أبناء السودان جميعهم في الغرب في الشرق والشمال وفي الجنوب الجديد وفي الوسط وفي كل شبر من هذه البلاد ، الشباب الذين يقاتلون في شوارع الخرطوم اليوم ربما يمثل القادمين فيهم من دارفور ومن البوادي 40% وباقيهم من كل السودان شماله وجنوبه وشرقه وحتى الخرطوم وان كان قائدهم حميدتي من دارفور ويتم تنميطه في القبيلة والجغرافيا فهو لا ينظر لنفسه في هذا الإطار وقد عبر عن ذلك منذ وقت بعيد وهم مؤمنين بما يقاتلون من اجله وجميعهم ومنذ انحيازهم للثورة في 2019 يتلقون تنوير مستمر عن الموقف من التحول الديمقراطي والدولة المدنية ولذلك تجدهم يعرفون جيداً من يقاتلون ومن يقف في طريق تلك الدولة وبمستجدات الحرب أصبحت القناعة الراسخة لديهم هو بناء دولة تسع الجميع فعلاً لا قولاً دولة تحترم شعبها ان جاؤوا من الصحراء او من طين النيل الأزرق او من جبال الشرق او رمال الشمال. بدون تلك الدولة المختلفة تماماً عن الدولة التي يريد الناس الحفاظ عليها وعلى أجهزتها بدون تلك الدولة لا يوجد شي يماسك السودان او يغري بالبقاء ضمن حدوده ، ولا اعتقد ان هنالك عاقل يتحالف لحماية الدولة القديمة يحاول استجداء تحالفات جديدة مع ضحايا عنف ذات الدولة لتظل الدولة بذات النهج لأن ما يحدث اليوم فتح عيون الجميع على ان أي تحالف نهايته هي التي يواجهها شباب الدعم السريع في الاعلام وفي الأرض . حين تقول سارة فاروق كدودة ابنة المناضل فاروق كدودة ابن الشرق في صفحتها ( بقيت افرح بظهور البرهان ، حاجات وهمية خلاص ) فذلك هو انكسار الحلم التقدمي الذي زرع في الأجيال الجديدة ثم تخاذل عنه أمثال عبد الله علي إبراهيم ومحمد جلال هاشم والواثق كمير واخرين كثر عندما رأوا بأم اعينهم الدانات في الخرطوم والطائرات والجثث ملقاة على الشوارع وتلك نتيجة حتمية للصمت على جرائم الدولة والهروب من مواجهة عنفها تجاه المجتمعات السودانية في الأطراف او ما يعرف بالهامش ، التنظير للثورة وتحطيم جهاز الدولة الاستعماري يريده محمد جلال هاشم في الخطب في المنابر التي تمنحه صفات المثقف الثائر ويحقق ذلك مكاسب معنوية جمة ويلقبه البعض (بأب زرد) ولكن هل تخيل محمد جلال الكيفية التي يتم بها تحطيم جهاز الدولة ام هو متفاجئ ، وهل له مصلحة فعلية في تحطيم جهاز الدولة التي صنعته ومنحته الألقاب واجلسته في المنابر وباسم الثورة والعدالة والرفض حاز على مكاسبه الاجتماعية ويرى في الجنجويد خطر يهدد موقعه المعارض داخل منظومة الدولة ، ومن له مصلحة في تحطيم جهاز الدولة ؟ هل سيقوم المستفيدين من هذه الدولة بتحطيمها ام المكتوين بنارها والمقصيين والمقتولين والمقاتلين لحاميتها ؟ يحدث الآن حل الجنجويد وحل الدولة وحل كل شيء فهل هنالك إمكانية وشجاعة للاعتراف بالأزمة حتى يجلس الجميع بتواضع لحل سياسي يمنح الشعب السوداني فرصة لحياة آمنة ومستقرة؟

من هم الجنجويد :

لم يكن لعرب دارفور مشكلة مع جيرانهم ومع أهل دارفور عامة وعاشوا منذ دخولهم من شمال افريقيا كبدو ضمن النسيج الاجتماعي لدارفور يمارسون حياتهم البدوية ينشقون خريفاً لما بعد وادي الهور ويلتقون هناك مع المرحال الصبحاني القادم من شمال كردفان ويعودون في الصيف الى الصعيد في رحلة معروفة ولديهم مسارات مفتوحة تمر بكل الحواكير ولديهم علاقاتهم مع كل القرى التي يمرون بها ومواسم نزولهم من دار الريح تكون بمواقيت معلومة مرتبطة بما يعرف بالطليق وهو ما بعد الحصاد وكانوا جزءا من سلطنة دارفور لسبعة قرون عاشوها في سلام وامان وتسامح تزاوج نظارهم مع كل الاسر الإدارية في دارفور وكانوا عائشين في تسامح مع الآخرين يحتفظون بثقافتهم العربية البدوية وبرقصاتهم واشعارهم وسباقات هجنهم في أمان الله لا يستعلون على شخص ولا ينظرون الى عروبتهم بأنها ميزة فوق الآخرين ، متسامحين مع ذواتهم ويخضعون لسطلة السلطان الذي هو من الفور ولأي إدارة أهلية يمرون بها في ترحالهم وفق اعراف موروثة. لكن الذي حدث الجفاف والتصحر في بداية الثمانينات واحدث حروبات عادية بين الراعي والمزارع لأن مساحات الرعي ضاقت وهذا شي طبيعي ممكن اكثر دراسة سودانية تناولت أسباب الحرب في دارفور كتاب الدكتور محمد سليمان (السودان صراع الموارد والهوية ) الذي تناول فعلا تناول حقيقة الصراع كصراع موارد مرتبط بالتغير المناخي والجفاف . ولكن الذي ليس طبيعياً اثناء هذه الظروف البيئية التي انتجت حروبات قبلية هنا وهناك وكان حلها يتطلب معالجة مشاكل المياه في الشمال ، جاءت الدولة بمشروعها غريب اسملة وتعريب وشعارات تسعى لمحو ثقافات الآخرين واستعرابهم بالقوة وفرض ثقافة جديدة عليهم وطبيعي ان يقاوم الناس ذلك فأهل دارفور مسلمين قبل انضمامهم للسودان واللغة العربية هي اللغة الرسمية لسلطنة دارفور منذ نشأتها فما هو الإسلام الجديد والعروبة التي تريد سلطة الخرطوم فرضها على الناس ؟ بدأت الحروب ولجأت الدولة لهذا المخزون البدوي الأكثر تهميشاً لاستغلاله في مواجهة المكونات التي تعايشنا معها قرون وايضاً خطأ حركات المقاومة المركزي انها اثتثنت هذا المكون العربي البدوي الافريقي فالعرب في افريقيا هم افارقة مثلهم مثل المكونات الافريقية الاخرى اذا جوهر الموضوع هو بناء دولة التعدد  إلا ان حركات المقاومة تبنت شعارات افريقانية متطرفة في بداية انطلاقها كرد فعل لبرنامج السلطة الإسلامي العروبي المتطرف هو الآخر ، السلطة هي التي جيشت وصرفت المليارات وكان عوض ابن عوف الذي لاحقاً اصبح رئيس ليوم واحد وقتها قائدا للاستخبارات بالقوات المسلحة وهو المشرف على القيادة بينما الاستقطاب متروك لموسى هلال وامثاله مقابل المال على كل رأس وادخلوا في راس هؤلاء البدو البسطاء انهم جزء من الدولة العربية ولابد من حمايتها من المد الافريقياني وهكذا ربطوا البدو البعيدين كل البعد عن الدولة وحمايتها بمشروع احرق البلاد وخلق شرخاً سيأخذ اهل دارفور عقود لاصلاحه ومعظم الكتاب ينظرون للصراع في دارفور بأنه قبلي ويتحاشون ذكر دور الدولة والجيش لتحويل الصراعات البسيطة الى صراعات ذات بعد اكبر وحتى كتاب سليمان حامد القيادي الشيوعي الذي صدر في بداية حرب دارفور معنون ب (دارفور وضع النقاط على الحروف) وهو عنوان في حد ذاته مشكلة فنصب سليمان نفسه ان لديه القول الفصل كان كتاب فضيحة وكشف لي مدى عدم معرفة الصفوة بالسودان وبدارفور وكان منشوراً ليس فيه أي حرف مفيد دعك من النقاط واذكر ناقشت العم التجاني الطيب له الرحمة حول جهل سليمان حامد بدارفور وهو في قايدة الحزب الشيوعي قال لي ( لا سليمان وصل لحدي نيالا بنفسه !) وذلك كشف لي ان حتى التجاني يرى ان الوصول لنيالا كافي ان يفهم الشخص دارفور وتعقيداتها ولكن يحمد ذلك الجهد بغض النظر عن فائدته ويلفت ان هنالك اهتمام بما يجري هناك. مشروع الجبهة الإسلامية وهي في السلطة لا يختلف عن المشاريع التي قبلها.، الفرق ان الجبهة الإسلامية كانت واضحة ولا تغلف مشروعها بعبارات ولغة منمقة وارادت فرضه بقوة السلاح وسلاح منو ما هو سلاح الجيش ذاته الذي استخدمته جميع السلطات المتعاقبة . قبل الجبهة الإسلامية كنا مجرد مخزن للأصوات لحزب الأمة الذي يتشدق مبارك الفاضل انه ما زالت لديه عضوية داخل الدعم السريع تمده بالمعلومات وتؤكد له موت حميدتي !! مبارك الذي عليه إزالة اسم المهدي من اسمه ، لأننا نحن أولاد انصار ونحترم المهدي الامام لأن أهلنا كانوا يقدسونه ولكن لا اظن ان لمبارك ذكر في السنة هؤلاء الشباب ولا مستقبل له في دارفور فحينما كانت ذات الطائرات التي تضرب شباب الدعم السريع منذ 15 ابريل وحتى كتابة هذا المقال، تدك قرى دارفور كان مبارك ربيباً للبشير وعوض الجاز ويبحث عن الاستوزار والمال وهو الذي لم ينتصر في أي معركة من اجل الشعب السوداني منذ صباه وحتى كهولته الراهنة ، ولا يحمل مشروعاً سياسياً غير مصالحه مستقلا اسم المهدي كعلامة للبزنس السياسي .

ان استخدام هؤلاء البدو كأدوات ورميهم غير ممكن مرة أخرى هم وخلفهم بواديهم وقراهم في الصعيد وفي سنار والنيل الأزرق وجبال الشرق سيكونون جزءاً من مستقبل هذه البلاد اذا قدر لها ان لا تنهار ، وعلى الجميع أن يبتعلوا هذه الحقيقة مهما كانت مرة ومزعجة لأن هذا هو الواقع وهم ما مقطوعين من شجرة ويمثلون حواضن اكثر عددا من غيرهم ولا يخشون الخيار الديمقراطي الذي بالتأكيد سيفرز أيضا سلطة مختلفة لأن أي ديمقراطية قادمة سيخوضونها اصالة ويطرحون برنامجهم ويتحالفون مع من يلتقي معهم من النادي القديم او القوة الجديدة وليس أصوات يأت بها مبارك الفاضل او غيره مرة أخرى للسلطة محمولاً الى كراسي الوزارات على اكتاف قواعدهم افقد انتهى ذلك الزمن .

ختاماً هذه كتابة او تداعي وستتبعها كتابة أخرى متى ما توفر الوقت عن ما جرى ويجري وسأكتب كفاعل في الاحداث وممثل لقائد قوات الدعم السريع في العملية السياسية منذ ان بدأت بالاجتماعات الخاصة وحتى وصولنا للحرب يوم 15 ابريل وتلك كتابة توثيقية ربما تكون اكثر دقة من هذه ، ومع كل أصوات الرصاص نقول ان ثمة حلم بوطن على الذين يؤمنون به ان لا تخذلهم الجغرافيا او محاولات الحفاظ على الدولة القديمة والحرب سيئة وليست خياراً ولكن يمكن تحويل مأساتها لبناء مستقبل وامامنا روندا كأقرب نموذج خرجت من الإبادة لتكون من اقوى الدول في المنطقة فلماذا لا نصنع نحن تاريخ جديد لبلادنا؟.بين الثورة والسكين جنجويد !

يوسف عزت

رغم شح الوقت نسبة للظروف الراهنة التي فرضتها الحرب لكني كلما اجد القليل من الوقت اتابع كتابات لأتبين مواقف عدد من الأصدقاء الذين جمعتنا بهم صفوف العمل العام والنضال الطويل من اجل وطن خير ديمقراطي ، وطن ذرعوا في مخيلتنا منذ الطفولة صورته بالأشعار و والاغاني وعشنا ذلك الحلم حتى هذا العمر. كنا وما زلنا نحلم بان يأت يوم ويتأسس ذلك الوطن الذي يتساوى فيه الجميع ( حباً وشعراً وموسيقى) وطن يفخر به كل المنتمين اليه ويشاركون في رسم مستقبله ولديهم الحق في التعبير عن رؤيتهم لبنائه وطن يمثل مصالح جميع سكانه ويعالج جراح عقود من الحروبات والقتل . وطن تمزقت اطرافه لكن نستطيع مماسكة ما تبقى منه فقد بالنقد ومواجهة الحقيقة لا ان تهزمنا مصالحنا الضيقة سواءاً كانت جهوية او نخبوية.

غادر اهل الجنوب بعد ان كنا نراهم في الخرطوم يسكنون العمارات التي هي تحت التشييد وفي اطراف المدينة ويعملون في المهن الهامشية لعقود . لم نكن نسأل انفسنا ما الذي دفعهم من ديارهم ليأتوا للعيش في هذه الظروف البائسة ؟ وكنا نغني ونتحدث عن وطن بينما لم نكن نرى عذابات الضحايا حولنا، كانت مأساة الجنوبيين اعمق من ان نفهمها ففوق اللغة والممارسات الاستعلائية تجاههم كان هنالك انكار تام ان مأساتهم مرتبطة بالدولة في مستواها المركزي وليست قضية خاصة تتعلق بالجنوب ، فرغم ما ظل يعبر عنه الدكتور جون قرنق ان ليس للجنوب قضية منفصلة عن قضية السودان ، وعبر عن ذلك منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان بوضوح ان القضية هي السودان كله وان الازمة مرتبط بطبيعة الدولة التي خلفها الاستعمار البريطاني وطريقة تداول السلطة فيها والتي لم يجد غالبية الشعب السوداني ان هذه الدولة تعبر عنه او يمكنها حل قضاياه ولم يتم تطوير الاستقلال لتأسيس دولة وطنية تستطيع حل قضايا التنمية المتوازنة واشكال الهوية وقسمة السلطة وهي القضايا التي قادت الى الحروب المستمرة في السودان حتى اليوم. لكن الافندية الذين حكموا الدولة حين بالانقلابات العسكرية وحينا بالديمقراطيات القصيرة لم يكن لديهم مشروع لبناء دولة المواطنة التي تسع الجميع كما يتردد في الشعارات ، وظل الانكار المستمر الى ان هنالك سودانيين لديهم حق مشروع في ان يجدوا انفسهم جزءاً من الدولة ويشاركون في مؤسساتها على المستوى القومي والمحلي ، اقصى ما انتجته الصفوة من خطاب متقدم هو إعطاء الجنوبيين الحكم الذاتي ليحكموا انفسهم بأنفسهم وذلك أيضا كان حلا متقدما في حينه لكن ان يكون لديهم طموح في حكم الدولة فذلك لم يخطر ببال أي احد او يمكن تصوره ، حتى احدث دكتور جون قرنق  الفرق بأن اخترق الشمال وظهرت الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال في جبال النوبة وفي النيل الأزرق ولاحقا دارفور ثم الشمال البعيد حيث تدافع الآلاف للانضمام للحركة الشعبية بعد توقيع اتفاق نيفاشا وحدث الرعب المحلي والإقليمي وحتى العالمي. السودانيين يحلمون بوطن يستوعب تعددهم وتنوعهم وخاطبه الحركة الشعبية ذلك في برنامجها وخطابات قرنق الذي شعرت الصفوة بالحيرة لأنها ترى اذا كان هنالك سودان قديم فهم قادته وإذا هنالك ضرورة لسودان جديد أيضا هم قادته والمنظرين له وما رسالة السيد الصادق المهدي لقرنق إلا تعبير فصيح عن هذا التفكير. تلك هي مأساتنا ولم اقرأ حتى اليوم رؤى نقدية لما جرى في 2011 واختيار الجنوبيين للاستقلال بأغلبية ساحقة. سكت الجميع ولم يحمل احد نظام المؤتمر الوطني هذه النتيجة لأننا جميعنا متواطئين وعلى مر التاريخ جميع الحكومات المتعاقبة استخدمت العنف لإخضاع الجنوبيين وتنصلت عن التزاماتها قبل الاستقلال وبعده ونقضت اتفاقية اديس ابابا وافشلت اتفاقية (الميرغني قرنق) والطبيعي ان تكون النهاية هذه النتيجة ولا يستطيع احد لوم الجنوبيين الذين اختاروا الاحتماء من الرصاص بالانفصال . كتب شاب جيد الكتابة اسمه محمد حسبو في سودان للجميع قبل الاستفتاء بأيام أن المثقفين الشماليين سيتجالدون بالسياط اذا اختار الجنوب الانفصال وكنت من المنتظرين للنقد الذي سيقوم به مثقفي الصفوة لتجربة الجنوب والعمل على تلافي حدوثها في أقاليم أخرى تتشابه فيها القضايا التي قادت لاستقلال الجنوب ولكن حتى كاتب ذلك المقال نفسه لم اسمع له صوتاً بعد الانفصال ، سكت الجميع بشكل محزن .

برزت الازمة في دارفور لذات الأسباب والقضايا التي واجهها الجنوبيين وصعدت القضية الى كل مكان وحدث الانقسام العرقي المدعوم من الخرطوم واحدث دماراً على كل المستويات ، أخرجت الدولة آلتها العسكرية لحسم التمرد وارتكبت تجاوزات خطيرة وصلت إلى حد وصفها بالإبادة الجماعية . ولم يتحرك احد للوقوف على الخراب الذي خلفه عنف الدولة هناك لا حزب ولا منظمات ولا نشطاء ولا كتاب وحتى الآن لم أضطلع على توصيف لذلك العنف ناتج عن دراسة اعدها سودانيين من الكتاب والمهتمين وحتى بعد سقوط النظام لم تذهب مجموعة للتحقيق في حجم الجرائم التي ارتكبت هناك ولا المأساة التي خلفتها الحرب على مدى عشرين سنة. ويقول لك بعضهم نرفض حميدتي لتاريخه في دارفور من الذي يعرف حميدتي وتاريخه ومن الذي يعرف ما جرى في دارفور او مهتم بأن يعرف ؟  لماذا لم يتم رفض برهان وهو الذي عمل منذ ان كان ملازم اول في وسط دارفور حتى اصبح قائداً للمنطقة وقاد العمليات ونزّح اكثر من 750 الف من قراهم إلى ان صار معتمدا لنيرتتي في قمة جبل مرة ويقول البعض انه قال قولته الشهيرة ( انا رب الفور) من ذهب ليرى كيف يعيش الناس في معسكرات اللاجئين بشرق تشاد ومعسكرات النازحين في الداخل ولااستماع لروايتهم عن الحرب ، كل ذلك الواقع المذري اعتقدنا ان الثورة ستعالجه وبالنسبة لنا الازمة اكبر من خلافات الصفوة الفكرية حول الاقتصاد الرأسمالي او الاشتراكي واكبر من سفسطة الليبراليين الجدد الذين يتحدثون عن الحقوق الفردية والجماعية للمجموعات النسوية والمثليين ، الازمة ان الملايين من السودانيين احرقتهم آلة الدولة وفاق عنفها كل حد منذ الاستقلال وحتى اليوم ، ان هنالك أصوات رصاص لم تتوقف هناك أطفال يحتمون بكهوف الجبال من ضربات الانتينوف في جبال النوبة ودارفور هنالك بيوت من القش أحرقت ونزح سكانها تاركين خلفهم ذكريات عظيمة وقيّمة لهم ، اشيائهم الصغيرة لا تقل أهمية عن لوحات دافينشي او هدايا الوالدين من يعبر عن هؤلاء ؟ عبرت عنهم تنظيماتهم التي انتجوها بكل تشوهاتها القبلية وطموحات قادتها في الوظائف لكنها تظل مكونات عبرت عن المظالم الحقيقية لهذه الشعوب ورفعت قضيتهم الى المستوى العالمي دون ان تتعامل الصفوة مع الامر ان هنالك سودان جديد يتشكل من بين دخان القنابل وان السودانيين من كل الأقاليم اصبحوا يعبرون عن مظالمهم وقضاياهم بعيداً عن الأحزاب الصفوية والبيوتات التي تنظر الى ان السودان يتمثل في الخرطوم ومناطق الوعي والاستنارة التي تشكلت ما بعد ميلاد الدولة المستقلة ، غارقة هذه الصفوة في قضايا بعيدة كل البعد عن ما يجري في كردفان ودارفور والشرق والنيل الأزرق وسنار والشمالية ونهر النيل غارقة في صراعاتها الفكرية عبر قراءة الكتب المستوردة ، وتشبه اختلافاتها اختلافات مشجعي برشلونه وآرسنال في كافيهات الخرطوم. الحرب تدور في كل مكان وتلفزيون السودان غارق في أغاني وأغاني المتبوعة بضحكات المرحوم السر قدور له الرحمة وكـأن شيئاً لم يكن ، سجالات الصفوة في المنابر تتهرّب من مواجهة الازمة وحتى مشاركات مثقفي تلك المناطق في المنابر المتاحة تقمع ولا تريد الصفوة سماع ما يعكر تباريهم في استعراض قدراتهم الفكرية وتنظيراتهم التي لا علاقة لها بحريق القرى او ارقام الضحايا التي تنشر يوميا في صفحات الميديا .اذا تحدث القادمين من المناطق البعيدة عن السودان كدولة او عن مفاهيم قومية سريعاً يتم تحنيطه في الجغرافيا او القبيلة لأن من يتحدث عن الشؤون القومية لابد ان يكون من جغرافيا محددة او ما جاور ذلك من حلّال . تبعنا الصفوة سنيناً عددا وصدقنا شعارات الثورة وبناء وطن وقرأنا الكثير من التنظير يمين ويسار وحتى احاديث محمد جلال هاشم الذي ينظّر ويدعوا لتحطيم جهاز الدولة الذي خلفه الاستعمار وبناء سودان جديد ، صدقنا كل ذلك ولكن اتضح لي إن كل تلك الترهات الفكرية مجرد قشرة  يبتز بها المثقفين بعضهم بعضا في اطار القدرات الفكرية والتنظيرية لتحقيق وضعية المثقف العضوي وغيرها من الاوصاف التي لا علاقة للواقع بها ، والآن لما وصلت الحرب الى الخرطوم حتى انحاز حتى محمد جلال هاشم وآخرين كثر الى آلة للدولة الاستعمارية التي يسعى لتحطيمها للأسف يريد محمد جلال فعل ذلك بنفسه ولكن بالكلام في المنابر طبعاً فهو لا يملك ولا مخباط لتحطيم ذلك الجهاز الاستعماري ونقول له تعال الآن نظّر لمرحلة ما بعد تحطيم الدولة تعال ورينا كيف نبني دولة جديدة بدلا من الهروب للاحتماء بسلاح الدولة الاستعمارية ذاتها وانت من حرضت على طرد الجنجويد ونزع الغطاء السياسي عنهم واعادتهم الى حواضنهم الاجتماعية ونفذ البرهان وعلى كرتي توصياتك بالحرف.

هذا الجيش بغض النظر عن سيطرة الاخوان المسلمين عليه في الثلاثين سنة الماضية فقد ظل هو العصاء الغليظة لإخضاع كل من يعارض الدولة القائمة ويحمي مصالح فئات ظلت تتداول السلطة عسكرياً وديمقراطياً وتستخدمه لحسم من يعارض او يحتج او يتطلع ليكون جزءاً من إدارة الدولة. هذا الجيش لم يكن يمثل كل السودانيين وارتكب كل ما لا يخطر على بال في الجنوب وفي جبال النوبة وفي النيل الأزرق وفي الشرق وحتى في الخرطوم وأد كل الديمقراطيات ولكن يظل هو الجيش حامي الحمى ( جيشنا جيش القوة ، دخل الجبال جوه وحارب يوسف كوة) وعادي ابطال يقاتلون في جبال النوبة ويحرقون ويحسمون أي تطلعات للنوبة او غيرهم فذلك مشروع ولا ينتقد فهو العجل المقدس الذي لا يمكن السماح بتغيير تركيبته الموروثة . والحديث عن الجيش ليس من أغراض هذه الكتابة لكن الصمت عن تلك الجرائم والهروب من مواجهة الأسئلة الصعبة قاد للمأساة التي تعيشها البلاد اليوم .

الاحظ وقوف جيلنا جيل التسعينات بالجامعات السودانية مع الجيش عدى قلة شعار لا للحرب وهو شعار مقبول وكلنا نردده لا للحرب لكن هل يوقف الشعار الحروب دون مناقشة أسبابها هل يوقف الشعار الحرب الراهنة ام خطوات لابد من اتخاذها؟ جيلنا نحن مع الحرب !

 نحن دخلنا الجامعات في التسعينات وانتمينا للتنظيمات السياسية المختلفة وجميعها كانت منضوية تحت رايات التجمع الوطني الديمقراطي ، وناضلنا في اصعب الظروف لمواجهة عنف الجبهة الإسلامية الفالت وكان هدفنا استعادة الديمقراطية والتأسيس لوطن لكل السودانيين وفي سبيل تحقيق ذلك رفع التجمع شعار الثورة الشعبية المحمية بالسلاح واقر في مواثيقه استخدام السلاح لإسقاط حكم الجبهة الإسلامية وفتحت جميع الأحزاب يمينها ويسارها معسكرات للقتال في ارتريا وكانت مهامنا تعبئة الشارع وفي يفاعتنا تلك كنا مصدقين  ما يقال لنا اذا خرجت طلقة من الجبهة الإسلامية ستقابلها طلقة من التجمع وان الحرب ستنتهي في الخرطوم ويتم اقتلاع النظام اقتلاعاً ، صدقنا تلك الشعارات وخرجنا في الشوارع في سبتمبر 95 و96 وهتفنا وكلنا حماس ان هنالك قوة تحمي ظهرنا  ودفعنا الثمن عنف واعتقالات وتعذيب . تخرج أصدقائنا وسافروا الى الشرق ملتحقين بالجبهة وكانوا ابطال في نظرنا وتخرّجنا بعدهم وسافرنا للالتحاق بالتجمع لنجد ان الذين الغالبية يجهزون حقائبهم للسفر للمنافي الجديدة التي فتحت وفي القاهرة وغيرها ، وهنا اذكر انني ذهبت لمكتب الصديق عادل (رز) مدير مكتب الأستاذ فاروق أبو عيسى عليه الرحمة عندما كان نقيبا للمحامين العرب وصدفة التقيت الأستاذ وتجاذب معي الحديث في صباح باكر وتعرّف علي المعرفة السودانية العادية انت منو ومن وين ودرست شنو  ... الخ وبعد ان عرف خلفيتي ومن اين اتيت قلت له اريد الالتحاق بالجبهة الشرقية للقتال ، قال لي بأبوية ظاهرة انت شاب من البدو ودرست ودخلت السياسة والمتعلمين منكم عددهم قليل وارى ان عليك ان تهاجر وتتعلم لأن مجتمعك يحتاجك متعلماً وليس مقاتلاً لتساهم في تنمية مجتمعك والسودان . تلك الوصية حافظت عليها ورغم خلفيتي كقانوني إلا انني في كندا اخترت دراسة فض النزاعات والتنمية الدولية رغم علمي ان ذلك التخصص ليس مطلوباً في سوق العمل الكندي بل فكرة العودة للسودان لم تفارقني ولا يوم. ان أصدقائنا الذين يقفون ضد الحرب اليوم لم يعملوا ضدها في ذلك الوقت بل تبنوا شعاراتها والسؤال من كانت ستقاتل قوات التجميع الوطني الديمقراطي هل هنالك قوة أخرى غير الجيش السوداني وهل لم تشتبك قوات التجمع مع الجيش في همشكوريب وكسلا والحدود ؟ لماذا صار اليوم الجيش خط احمر ؟ وهل الذين يقاتلهم الجيش ويريد سحقهم جنجويد وقتلهم حلال ؟

الامر يحتاج لمصداقية مع النفس اذا كان الناس يرفضون الحرب فيجب مناقشة أسباب الحرب في السودان وليست الحرب التي تدور اليوم في الخرطوم هي بأول الحروب ولا تنفصل أسبابها عن بقية الحروب التي دارت في البلاد لكن اذا اردنا جعلها آخر الحروب واظن ان ذلك ممكن ، علينا التحلي بالشجاعة والصدق فالاستهبال السياسي أورد البلاد الهلاك ودفع شعبنا ثمن ذلك في كل مكان بما في ذلك الخرطوم اليوم .

الكثير من الناس يتحدثون عن ضرورة الحفاظ على الدولة ، ما الذي تبقى من الدولة القديمة ليتم الحفاظ عليه ؟ وما الذي يجعل الناس يعملون على الحفاظ على دولة لا تمثل مصالح كل السودانيين ، مقولة الحفاظ على الدولة يرددها اليسار واليمين اذا فعلا لدينا يمين ويسار في هذه البلاد لأن ما اراه كل هذه المسميات يمين ويسار وغيرها هي من جملة الأوهام التي يتم تصديرها لأمثالنا ، لكن فكرة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها غير مفهومة وما المصلحة في الحفاظ على دولة لم نرى منها سوى البندقية والإقصاء وعدم الاعتراف دولة ضحاياها بالملايين دولة أحرقت الأطراف جميعها من اجل كراسي سلطة لا قيمة لها ، دولة مهما تعطيها صفوتها ليست على استعداد لأن تعرف القضايا تهم الملايين من الذين يعيشون في حواف الصحراء او في معسكرات النزوح او في القرى النائية صفوة مشغولة بصراعات لا رابط بينها وبين القضايا الوطنية الحقيقة ، وقد صارت الطريقة الوحيدة للحفاظ على الدولة المعنية هي القتل والسحق وتلك كلفة عالية جداً قادت لما يحدث اليوم والورطة كبيرة لأن الأمور لن تعود الى ما كانت عليه والضرورة تستدعي صناعة مستقبل بدلاً من الاحتماء تحت لافتات الجيش والكيزان وحالة التوهان حتى من الذين حشو رؤوسنا بفكر الثورة والحل الجذري وغيرها من العوّة ، عليهم الآن ان يساهموا في بناء دولة جديدة خالية من الحروب ، ولأن يكون ذلك حقيقة نحتاج لنقد حقيقي لموروث دولة ما بعد الاستقلال وما جرته على بلادنا من مصائب او يصمتوا وينحازوا لخيار ( عمسيب ) بتاع دولة البحر والنهر واخشى ان ذلك ايضاً غير ممكن لأن وحدة السودان امر لا لعب فيه وان شعب الشمال والشرق الذي يتحدث عمسيب باسمه يرغب في العيش بسلام مع الآخرين فقد تضرر اهل الشمال والوسط من الدولة ذاتها الموصوفة انها دولة المركز او الجلابة ، فسكان الشمال الذي رأيته بعيني هم اكثر حاجة من غيرهم للتنمية والخدمات والسلام مع بقية شعوب السودان بينما النخبة التي تحكم وتنهب وتحملهم وزر افعالها جلبت لهم المصائب ولكل البلاد وعلى السودانيين ان يجلسوا جميعاً للاتفاق على دولة تمثل مصالح الجميع فذلك هو الحل الوحيد والطريق لتحقيق شعار لا للحرب .

العسكر للثكنات والجنجويد ينحل وبعدين؟

اتأمل هذا الشعار منذ ان اطلاقه والتسويق له وترسيخه كحل يمكن للأزمة والمدهش ان من يرددونه اشخاص ذوي كفاءة سياسية وعلمية ! اذا استثنينا الشباب الذين يرددون الكثير من الشعارات التي لا يفهمون او يعرفون خطورتها بالصورة المطلوبة ، وهو شعار يحمل اقصى درجات التطرف ورفض أي قادم جديد ولم يشرح لنا مرددوا هذا الشعار الكيفية التي ينحل بها الجنجويد ( الدعم السريع ) واتابع العياط في وسائل الاعلام واستغرب فهنالك طرق معروفة وأصبحت علم في كيفية دمج القوات وتكوين الجيش الواحد في أي دولة خارجة من حروب وفيها تعدد للجيوش سمها مليشيات او أي شيئ لكن الحقيقة ان السودان فيه اكثر من جيش واكثر من مليشيا بما في ذلك ما يسمى بالقوات المسلحة السودانية حولت الى مليشيا حزبية وجهوية فلا هي قومية على مستوى قيادتها ولا هي وطنية تحمي البلاد وكل تاريخها انها تقتل الشعب السوداني بلا رحمة . والذين يطلقونه شعار الجنجويد ينحل ينطلقون فكرة  ترى في الدعم السريع خطر على الدولة ، وهي ذات الدولة التي يلتقي في الحفاظ عليها الكيزان واليسار والليبراليين إلا بعض القليليين الذين في عز الازمة يقدمون صوت مختلف. قادتني صدفة قبل شهور لدخول الكلبهاوس وان لست من رواده واثناء بحثي وجدت غرفة انشأها شاب اسمه إيهاب عدلان لمناقشة موضوع يتعلق بخطر الدعم السريع وايهاب عدلان هذا انا لم التقيه في حياتي وهو ليس من جيلنا لكن بيننا أصدقاء مشتركين ، ووكل الذي اتذكره كان قادماً للسودان من أمريكا في إجازة في عام 2022 واتصل على صديق طلب بأن إيهاب طلب منه ان يتواصل معي لتجهيز شقة وسيارة له ومبلغ 7000 دولار يحتاجها لقضاء إجازة مع والدته واستغربت من هو إيهاب عدلان وما علاقة الدعم السريع به ليجهز له هذه المطلوبات وحاول ذلك الصديق تلميع إيهاب لي وبأنه مهم ونجم في الكلبهاوس ويهاجم الدعم السريع ويمكن اسكاته طالما طلب هذه الأشياء البسيطة ولكني لم اكن مهتما بإسكات الأصوات التي تهاجم الدعم السريع وقتها بل بمشروع استعادة المسار المدني الذي نعمل فيه ليل نهار، واعتذرت له بأنني لا اعرف إيهاب عدلان ولست معنياً بتوفير شي له ودعه يهاجم الدعم السريع فالموضوع لا يهم كثيراً وهو نشاط في غرف الكلبهاوس لا قيمة له على الأرض كما انني لست معنياً بدفع رشاوي لأحد يريد ان يسخر نشاطه لابتزاز الدعم السريع بالمال. دخلت تلك الغرفة لأسمع ووجدت ان المتحدث الأساسي فيها عبد الله علي إبراهيم الذي كتب عن اقتصاد الحاكورة مبرراً ظهور الجنجويد وتلك كتابة تبرر وتشرعن للنظام استخدامه لتجييش البدو الرحل للقتال في دارفور وتؤسس لهم فكرياً وتسندهم بماركسية عبد الله على إبراهيم المبذولة لتبرير أي فعل ترتكبه الدولة. لا ادري ماذا يقول عنها عبد الله اليوم والدنيا كلها قايمة وقاعدة الجنجويد ينحل وهو قد حدد مكانه مبكراً انه داعم للجيش وليس لديه قشة مرّة مع الكيزان ولا يعاني من تلك اللوثة ! تلك الغرفة الالكترونية تناولت كيفية التصدي لخطر حميدتي على الدولة ، لا حظ في ذلك الوقت كان حميدتي الرجل الثاني في الدولة ولكنه في ذهن هؤلاء هو خطر عليها ! الدولة شيء اخر اجهد نفسي لفهم مدلولاتها ولكن الامر ليس بتلك الصعوبة لفهمه. استمعت الى حديث عبد الله علي إبراهيم والى احاديث شباب آخرين يفكرون في افضل الوسائل للتخلص من حميدتي واقترح احدهم ان تصفية حميدتي كما تمت تصفية قرنق ذلك افضل واقصر الطرق وانتظرت تعليق عبد الله علي إبراهيم على مقترح ذلك الشاب ولكن خاب ظني ولم يقل الرجل الذي يصنف نفسه بشيخ الماركسيين السودانيين وصدع رؤوسنا بذكرياته مع استاذه عبد الخالق محجوب الذي يحاول جاهدا ربط تاريخه الشخصي بتاريخ عبد الخالق للانتفاع من رمزية عبد الخالق ، سكت عبد الله ومؤمناً ان حميدتي خطر يهدد الدولة ولابد من التخلص منه ومن جيشه . تواصلت بعد ذلك مع عبد الله مناقشا عبر الماسنجر فهو صديقي في الفيسبوك وناقشته وحين أقول له الصفوة ظل يكرر تقصد الصفوة النيلية يعني وكررها اكثر من مرة وقلت اقصد امثالك وصنف نفسك اين انت ولم نصل لشي وما زلت احتفظ بذلك الحوار ان مد الله في العمر لكتابة ما جرى ويجري.

شعار العسكر للثكنات والجنجويد ينحل لم يشرح لنا كيفية حل الدعم السريع هل يضع هؤلاء سلاحهم ويعودوا الى من اين جاؤوا ام يجبروا على ذلك ام وفق تفاوض ام كيف ؟ فإطلاق الشعار سهل ولكن تنفيذه على ارض الواقع يحتاج لشرح ، فالموصوفين بالجنجويد هم الذين قاتلوا نيابة عن السلطة والدولة المزعومة التي يستمتع أمثال عبد الله على إبراهيم بظلها منذ الاستقلال وحتى اليوم هم وقود الحروب جميعها منذ قوات السلام التي كانت رئاستها في واو وحتى قوات المراحيل التي قاتلت النوبة وحتى آخر أداة تم ويتم استخدامها في حروب هذه الدولة التي لا تنتهي ، ولكن الفرق في قيادة هذه القوات التي تعي إن الدولة المعنية تريد استخدامها كأداة ومتى ما استقرت الاحوال يتم كسر الأداة والتخلص منها ، ولذلك حين انطلقت ثورة ديسمبر كان واضحاً في انحياز قيادة قوات الدعم السريع للثورة وقدمت فيها مجهود لا ينكره الا منافق ، ولم يضع حميدتي قواته في خدمة البشير كما توقع الكثيرون وتبنى شعارات الثورة وانا شاهد على ان بعض النخب وبمجرد ما سقط البشير اول ما فكرت فيه تمزيق صورة حميدتي التي علقها الشباب في النفق وذلك عبر اطلاق الشعارات والأغاني ( ديل جنجويد جنجويد رباطة) وغيرها وتوزيع القصاصات الصغيرة في ميدان الاعتصام التي تهاجم حميدتي وانا كنت موجودا ًواخرين نراقب ما يجري من خيمتنا ( ثوار البادية ) كنت اعرف ان نخبة النادي القديم لا تريد قادم جديد من خارجها لديه قرار ويستطيع ان يكون جزءًا من تشكيل مستقبل الدولة بما يملكه من قوة عسكرية واستقلالية وسند شعبي ، ولذلك بدأت الحملات المنظمة بطريقة فيها اسفاف ( تشتش ) فريق خلاء جنجويد ... الخ كل ذلك مفهوم ودوافعه مفهومة ولكن ام الكبائر المحاولات المستميتة التي سعى الناس بكل قوتهم إسلاميين على يسار بإلصاق تهمة فض الاعتصام بقوات الدعم السريع رغم ان القوة الوحيدة التي اعتقلت ضباط برتب عليا متهمين بفض الاعتصام هي قوات الدعم السريع والجميع في قرارة نفسهم يعلمون من دبر وخطط لفض الاعتصام لكن كانت الفرصة مواتية للتخلص من هذا القادم الجديد . ان الدولة بكافة الذين يريدون الحفاظ عليها سواء كانوا إسلاميين او يساريين وأنا اليوم في شك من هذه المسميات لانني أرى اصطفاف ذابت فيه هذه الاوصاف واتفقت كتابات كل من نظنهم مفكرين وعقلانيين وقادة رأي على التخلص من حميدتي والدعم السريع ولكن السؤال هل ذلك ممكناً دون حرب ؟

ما قام به البرهان ومن يقفون خلفه من الإسلاميين يوم 15 ابريل هو التحقيق الكامل لذلك الشعار ( العسكر للثكنات والجنجويد ينحل ) واتبعوا خطوات مرتبة أولا اعلان قوات الدعم السريع متمردة سحب ضباط القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى المنتدبين اليها وضرب ما تبقى بالطائرات والدبابات وسحقهم والتخلص منهم واغتيال حميدتي وكافة قيادات الدعم السريع وبهذا يزال الخطر عن الدولة وتعود الأغاني كما كانت !  وهل لا يتفق الجميع على هذا الحل وهو تحقيق عملي للشعار المرفوع ؟ هذا يفسر التأييد للجيش من بعض رافعي ذلك الشعار لأن لا طريقة أخرى للحل غير التي اتبعها البرهان ، لأن الطريق الآخر الذي كنا نعمل فيه وتدعمه قيادة قوات الدعم السريع علنا بما في ذلك التوقيع على دمج قوات الدعم السريع في الجيش وبناء وإصلاح الموسسة العسكرية والتخلص من تعدد الجيوش بمعالجة أسباب الحروب كان ذلك الطريق الذي اعتقدنا انه يجنب البلاد الحرب والإقتتال.

قرأت لأسماء كثيرة كنت اظن انها متجاوزة لفكرة حماية الدولة من خطر السودانيين الآخرين وهؤلاء يحاولون بقدر الإمكان استخدام أسمائهم التي في الذاكرة والتي صنعوها بتبني شعارات العدالة وقبول التنوع وبناء الدولة على أسس جديدة يحاولون تبرير ما فعله برهان والشرعنة له ويبررون للوقوف مع الجيش باعتباره مؤسسة وطنية ولا يهم سيطرة الكيزان عليها فنحن فقط من كنا نصدق ان الكيزان ومشروعهم يجب ان يهزموا لينفتح افق لبناء الدولة ، لكن الكيزان وغيرهم دولتهم هي القائمة الآن ولا توجد مشكلة في الحفاظ عليها لأن ضياعها سيفتح أبواب الخطر ليس من حميدتي وحده ولكن من آخرين أيضا ، فاذا لم تستطع الصفوة احتمال حميدتي ابن ثقافتها العربية الإسلامية لا اعتقد ان لديها ولو مجرد احتمال لقبول عبد العزيز الحلو او عبد الواحد او مني اركو مناوي ! ولنختبر ذلك حين غياب برهان او القبض عليه او موته وتحول مالك عقار لرئيس للدولة وليس ذلك ببعيد . الورطة كبيرة لكن حلها ليس في مساندة الجيش او الدعم السريع ، الحرب حلها في التفكير في أسباب الحروب والتي هي واضحة للجميع وقال حميدتي قبل فترة ( الشنلاقي ما خلى عميان) ربما لم يستوعب الناس المعنى والشنلاقي هو طبيب عيون بلدي يعالج العميانيين في قرى وارياف دارفور ، والمعنى اننا جميعنا فتحنا ولذلك فليتوقف الناس عن التعامل مع الآخرين بالذاكرة القديمة .

طيب نفذ قرار حل الدعم السريع بالطريقة التي نادى بها الناس فماذا كانت النتيجة هل تم الحل وسلم جنود الدعم السريع أسلحتهم وسياراتهم وغادروا ام تحولت البلاد الى رماد ؟ هذا ما كنا نعمل ليل نهار لتفاديه ونتحدث مع الناس من اجل إيجاد حلول مقبولة وممكنة والامر ليس ركوب رأس . القتل والابادة لقوات الدعم السريع في قلب الخرطوم ام الأفضل العمل على بناء الجيش المهني الواحد المتنوع وغير المحزّب ؟ وحين قدمت ورقة الدعم السريع في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري وخاطبت المشكلة في بعدها الحقيقي وكيفية بناء ذلك الجيش وشروط الإصلاح المطلوبة بما في ذلك شروط دخول الكلية الحربية (عشان ما يجي زول تاني يقول فريق خلا ) وهل كانت هنالك فرصة لأمثال حميدتي للوصول لبوابات تلك الرتب غير الخلاء والدواس وهل أبواب الكلية مشرعة ومفتوحة ليتخرج منها كل الناس ؟ تلك الورقة هيّجت الجيش وداعميه على الدعم السريع وقيادته فالحديث عن قيادة الجيش وضرورة ان تعكس التنوع السوداني من المحرمات التي لا يجب الحديث عنها وذلك ما عرضته الورقة بكل وضوح وانسحب ممثلي الجيش قبل الوصول للتوصيات النهائية لأن الكلام دخل الحوش . وقرأت مقالا للواثق كمير من منفاه يكتب عن ان الدمج وموضوع القيادة الموحدة هو سبب الحرب وكلام كتير ليبرر انحيازه للجيش والكيزان مستشهداً بعبد الله على إبراهيم في ان العداء للكيزان مجرد لوثة حتى وان حملوا أسلحتهم وقاتلو ونشروا قناصتهم لقتل الدعم السريع فهم يحمون الدولة والمشكلة وين ؟ ولكن سأعود للكتابة المفصلة عن ذلك في وقت آخر والامر لا علاقة له بالدمج فذلك امر تم الاتفاق عليه وتوقيعه من القائد العام للجيش وقائد الدعم السريع والقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الاطاري وموضوع ان يكون رأس الدولة هو القائد الأعلى لقوات الدعم السريع يتطابق مع نصوص قانون قوات الدعم السريع ولا خلاف عليه وتم النص عليه في الدستور الانتقالي الذي صاغته لجنة المحامين ووقع عليه البرهان وحميدتي يوم 23 أكتوبر 2022 بحضور القوى المدنية وأيضا تم التوقيع على ورقة عرفت بورقة الإصلاح والدمج والتحديث يوم 15 مارس 2023

يبدو ان الديمقراطية وشعاراتها لم تعد هدفا وان الحفاظ على الدولة حتى وان كانت تحت حكم الكيزان هو الأهم ، نحن صدقنا وبذلنا جهدنا خلال عامين للعودة الى مسار التحول الديمقراطي منذ إعادة حمدوك بعد انقلاب 25 أكتوبر 2022وحتى توقيع الاتفاق الاطاري يوم 5 ديسمبر كل ذلك الجهد ليس مطلوباً وديمقراطية بجيبها حميدتي وقواته غير مرغوب فيها فقط العسكر للثكنات والجنجويد ينحل بالقتل بالطرد فهؤلاء التتار الجدد كما قرأت في نعتهم يعكرون مزاج الصفوة بأغاني أم ردس واهازيجهم التي تحتاج لترجمة .

خلاصة القول :

اكتب هذا ليس لإدانة شخص ولا للتعميم فوسط هذه الازمة هنالك الكثيرون الذين يقفون مع خيارات الشعب السوداني ومع بناء دولة المواطنية والعدالة ولا اتهم اتجاه جغرافي ففي شوارع الخرطوم يقاتل كل السودان عكس ما يتم تصويره ان هؤلاء من دارفور وبدو صحراء قادمين من بعيد وعابرين للحدود كما كتب عنهم الليبرالي او الذي لا اعرف اتجاهه الان عادل عبد العاطي في مقال هزيل وسطحي يصف بدو الصحراء بأنهم متاثرين بفكر القذافي ومعهم مرتزقة عابرين للحدود في تطابق فج مع خطاب الكيزان حلفاءه الجدد ، وان قناعتي ان هذه الدولة الوطنية التي تجمع السودانيين وتتوقف فيها أصوات الدانات وتتحاور فيها الثقافات المتعددة في جو ديمقراطي يساهم في بنائها أبناء السودان جميعهم في الغرب في الشرق والشمال وفي الجنوب الجديد وفي الوسط وفي كل شبر من هذه البلاد ، الشباب الذين يقاتلون في شوارع الخرطوم اليوم ربما يمثل القادمين فيهم من دارفور ومن البوادي 40% وباقيهم من كل السودان شماله وجنوبه وشرقه وحتى الخرطوم وان كان قائدهم حميدتي من دارفور ويتم تنميطه في القبيلة والجغرافيا فهو لا ينظر لنفسه في هذا الإطار وقد عبر عن ذلك منذ وقت بعيد وهم مؤمنين بما يقاتلون من اجله وجميعهم ومنذ انحيازهم للثورة في 2019 يتلقون تنوير مستمر عن الموقف من التحول الديمقراطي والدولة المدنية ولذلك تجدهم يعرفون جيداً من يقاتلون ومن يقف في طريق تلك الدولة وبمستجدات الحرب أصبحت القناعة الراسخة لديهم هو بناء دولة تسع الجميع فعلاً لا قولاً دولة تحترم شعبها ان جاؤوا من الصحراء او من طين النيل الأزرق او من جبال الشرق او رمال الشمال. بدون تلك الدولة المختلفة تماماً عن الدولة التي يريد الناس الحفاظ عليها وعلى أجهزتها بدون تلك الدولة لا يوجد شي يماسك السودان او يغري بالبقاء ضمن حدوده ، ولا اعتقد ان هنالك عاقل يتحالف لحماية الدولة القديمة يحاول استجداء تحالفات جديدة مع ضحايا عنف ذات الدولة لتظل الدولة بذات النهج لأن ما يحدث اليوم فتح عيون الجميع على ان أي تحالف نهايته هي التي يواجهها شباب الدعم السريع في الاعلام وفي الأرض . حين تقول سارة فاروق كدودة ابنة المناضل فاروق كدودة ابن الشرق في صفحتها ( بقيت افرح بظهور البرهان ، حاجات وهمية خلاص ) فذلك هو انكسار الحلم التقدمي الذي زرع في الأجيال الجديدة ثم تخاذل عنه أمثال عبد الله علي إبراهيم ومحمد جلال هاشم والواثق كمير واخرين كثر عندما رأوا بأم اعينهم الدانات في الخرطوم والطائرات والجثث ملقاة على الشوارع وتلك نتيجة حتمية للصمت على جرائم الدولة والهروب من مواجهة عنفها تجاه المجتمعات السودانية في الأطراف او ما يعرف بالهامش ، التنظير للثورة وتحطيم جهاز الدولة الاستعماري يريده محمد جلال هاشم في الخطب في المنابر التي تمنحه صفات المثقف الثائر ويحقق ذلك مكاسب معنوية جمة ويلقبه البعض (بأب زرد) ولكن هل تخيل محمد جلال الكيفية التي يتم بها تحطيم جهاز الدولة ام هو متفاجئ ، وهل له مصلحة فعلية في تحطيم جهاز الدولة التي صنعته ومنحته الألقاب واجلسته في المنابر وباسم الثورة والعدالة والرفض حاز على مكاسبه الاجتماعية ويرى في الجنجويد خطر يهدد موقعه المعارض داخل منظومة الدولة ، ومن له مصلحة في تحطيم جهاز الدولة ؟ هل سيقوم المستفيدين من هذه الدولة بتحطيمها ام المكتوين بنارها والمقصيين والمقتولين والمقاتلين لحاميتها ؟ يحدث الآن حل الجنجويد وحل الدولة وحل كل شيء فهل هنالك إمكانية وشجاعة للاعتراف بالأزمة حتى يجلس الجميع بتواضع لحل سياسي يمنح الشعب السوداني فرصة لحياة آمنة ومستقرة؟

من هم الجنجويد :

لم يكن لعرب دارفور مشكلة مع جيرانهم ومع أهل دارفور عامة وعاشوا منذ دخولهم من شمال افريقيا كبدو ضمن النسيج الاجتماعي لدارفور يمارسون حياتهم البدوية ينشقون خريفاً لما بعد وادي الهور ويلتقون هناك مع المرحال الصبحاني القادم من شمال كردفان ويعودون في الصيف الى الصعيد في رحلة معروفة ولديهم مسارات مفتوحة تمر بكل الحواكير ولديهم علاقاتهم مع كل القرى التي يمرون بها ومواسم نزولهم من دار الريح تكون بمواقيت معلومة مرتبطة بما يعرف بالطليق وهو ما بعد الحصاد وكانوا جزءا من سلطنة دارفور لسبعة قرون عاشوها في سلام وامان وتسامح تزاوج نظارهم مع كل الاسر الإدارية في دارفور وكانوا عائشين في تسامح مع الآخرين يحتفظون بثقافتهم العربية البدوية وبرقصاتهم واشعارهم وسباقات هجنهم في أمان الله لا يستعلون على شخص ولا ينظرون الى عروبتهم بأنها ميزة فوق الآخرين ، متسامحين مع ذواتهم ويخضعون لسطلة السلطان الذي هو من الفور ولأي إدارة أهلية يمرون بها في ترحالهم وفق اعراف موروثة. لكن الذي حدث الجفاف والتصحر في بداية الثمانينات واحدث حروبات عادية بين الراعي والمزارع لأن مساحات الرعي ضاقت وهذا شي طبيعي ممكن اكثر دراسة سودانية تناولت أسباب الحرب في دارفور كتاب الدكتور محمد سليمان (السودان صراع الموارد والهوية ) الذي تناول فعلا تناول حقيقة الصراع كصراع موارد مرتبط بالتغير المناخي والجفاف . ولكن الذي ليس طبيعياً اثناء هذه الظروف البيئية التي انتجت حروبات قبلية هنا وهناك وكان حلها يتطلب معالجة مشاكل المياه في الشمال ، جاءت الدولة بمشروعها غريب اسملة وتعريب وشعارات تسعى لمحو ثقافات الآخرين واستعرابهم بالقوة وفرض ثقافة جديدة عليهم وطبيعي ان يقاوم الناس ذلك فأهل دارفور مسلمين قبل انضمامهم للسودان واللغة العربية هي اللغة الرسمية لسلطنة دارفور منذ نشأتها فما هو الإسلام الجديد والعروبة التي تريد سلطة الخرطوم فرضها على الناس ؟ بدأت الحروب ولجأت الدولة لهذا المخزون البدوي الأكثر تهميشاً لاستغلاله في مواجهة المكونات التي تعايشنا معها قرون وايضاً خطأ حركات المقاومة المركزي انها اثتثنت هذا المكون العربي البدوي الافريقي فالعرب في افريقيا هم افارقة مثلهم مثل المكونات الافريقية الاخرى اذا جوهر الموضوع هو بناء دولة التعدد  إلا ان حركات المقاومة تبنت شعارات افريقانية متطرفة في بداية انطلاقها كرد فعل لبرنامج السلطة الإسلامي العروبي المتطرف هو الآخر ، السلطة هي التي جيشت وصرفت المليارات وكان عوض ابن عوف الذي لاحقاً اصبح رئيس ليوم واحد وقتها قائدا للاستخبارات بالقوات المسلحة وهو المشرف على القيادة بينما الاستقطاب متروك لموسى هلال وامثاله مقابل المال على كل رأس وادخلوا في راس هؤلاء البدو البسطاء انهم جزء من الدولة العربية ولابد من حمايتها من المد الافريقياني وهكذا ربطوا البدو البعيدين كل البعد عن الدولة وحمايتها بمشروع احرق البلاد وخلق شرخاً سيأخذ اهل دارفور عقود لاصلاحه ومعظم الكتاب ينظرون للصراع في دارفور بأنه قبلي ويتحاشون ذكر دور الدولة والجيش لتحويل الصراعات البسيطة الى صراعات ذات بعد اكبر وحتى كتاب سليمان حامد القيادي الشيوعي الذي صدر في بداية حرب دارفور معنون ب (دارفور وضع النقاط على الحروف) وهو عنوان في حد ذاته مشكلة فنصب سليمان نفسه ان لديه القول الفصل كان كتاب فضيحة وكشف لي مدى عدم معرفة الصفوة بالسودان وبدارفور وكان منشوراً ليس فيه أي حرف مفيد دعك من النقاط واذكر ناقشت العم التجاني الطيب له الرحمة حول جهل سليمان حامد بدارفور وهو في قايدة الحزب الشيوعي قال لي ( لا سليمان وصل لحدي نيالا بنفسه !) وذلك كشف لي ان حتى التجاني يرى ان الوصول لنيالا كافي ان يفهم الشخص دارفور وتعقيداتها ولكن يحمد ذلك الجهد بغض النظر عن فائدته ويلفت ان هنالك اهتمام بما يجري هناك. مشروع الجبهة الإسلامية وهي في السلطة لا يختلف عن المشاريع التي قبلها.، الفرق ان الجبهة الإسلامية كانت واضحة ولا تغلف مشروعها بعبارات ولغة منمقة وارادت فرضه بقوة السلاح وسلاح منو ما هو سلاح الجيش ذاته الذي استخدمته جميع السلطات المتعاقبة . قبل الجبهة الإسلامية كنا مجرد مخزن للأصوات لحزب الأمة الذي يتشدق مبارك الفاضل انه ما زالت لديه عضوية داخل الدعم السريع تمده بالمعلومات وتؤكد له موت حميدتي !! مبارك الذي عليه إزالة اسم المهدي من اسمه ، لأننا نحن أولاد انصار ونحترم المهدي الامام لأن أهلنا كانوا يقدسونه ولكن لا اظن ان لمبارك ذكر في السنة هؤلاء الشباب ولا مستقبل له في دارفور فحينما كانت ذات الطائرات التي تضرب شباب الدعم السريع منذ 15 ابريل وحتى كتابة هذا المقال، تدك قرى دارفور كان مبارك ربيباً للبشير وعوض الجاز ويبحث عن الاستوزار والمال وهو الذي لم ينتصر في أي معركة من اجل الشعب السوداني منذ صباه وحتى كهولته الراهنة ، ولا يحمل مشروعاً سياسياً غير مصالحه مستقلا اسم المهدي كعلامة للبزنس السياسي .

ان استخدام هؤلاء البدو كأدوات ورميهم غير ممكن مرة أخرى هم وخلفهم بواديهم وقراهم في الصعيد وفي سنار والنيل الأزرق وجبال الشرق سيكونون جزءاً من مستقبل هذه البلاد اذا قدر لها ان لا تنهار ، وعلى الجميع أن يبتعلوا هذه الحقيقة مهما كانت مرة ومزعجة لأن هذا هو الواقع وهم ما مقطوعين من شجرة ويمثلون حواضن اكثر عددا من غيرهم ولا يخشون الخيار الديمقراطي الذي بالتأكيد سيفرز أيضا سلطة مختلفة لأن أي ديمقراطية قادمة سيخوضونها اصالة ويطرحون برنامجهم ويتحالفون مع من يلتقي معهم من النادي القديم او القوة الجديدة وليس أصوات يأت بها مبارك الفاضل او غيره مرة أخرى للسلطة محمولاً الى كراسي الوزارات على اكتاف قواعدهم افقد انتهى ذلك الزمن .

ختاماً هذه كتابة او تداعي وستتبعها كتابة أخرى متى ما توفر الوقت عن ما جرى ويجري وسأكتب كفاعل في الاحداث وممثل لقائد قوات الدعم السريع في العملية السياسية منذ ان بدأت بالاجتماعات الخاصة وحتى وصولنا للحرب يوم 15 ابريل وتلك كتابة توثيقية ربما تكون اكثر دقة من هذه ، ومع كل أصوات الرصاص نقول ان ثمة حلم بوطن على الذين يؤمنون به ان لا تخذلهم الجغرافيا او محاولات الحفاظ على الدولة القديمة والحرب سيئة وليست خياراً ولكن يمكن تحويل مأساتها لبناء مستقبل وامامنا روندا كأقرب نموذج خرجت من الإبادة لتكون من اقوى الدول في المنطقة فلماذا لا نصنع نحن تاريخ جديد لبلادنا؟.

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post