بوح طيف
من أول الكلمات جاء معتقا
بالحبِّ يُغري لهفةَ المشتاق
يختالُ في ثوب الجمال وعطرهم
يجري عليه. كالندى الرقراق
يكسو ملامَحه الدلالُ كأنَّهم
مَنْ أقبلوا . لا الطيف في الآفاق
فأَمُدُّ في شغفي الخيالَ. محلقا
فيه لأقطفَ أجملَ الأعذاق
وأجُرُّ خلفي بالحنين مسافرا
صمتَ المكان وهجعةَ الآحداق
تتجاذب القسمات حين تشدني
ذكرى. الأحبة لهفةً لعناق
ويفيقُ إذْ تسري المشاعرُ كلُ مَنْ
مَرَّتْ عليه قوافلُ الأشواق
وتبوحُ للناس الذي أخفيتُه
وبه احتفظتُ كملجأٍ لرواقي
كم جاهدتْ روحي لتحفظ عطره
وتظاهرتْ بالزهد و الأخلاق
ما خنتُ عهدكِ عامدا أو أنتِ مَنْ
يُرمى بسهمِ خيانةٍ و نفاق
بلْ كان يا روحي اختبارا فوق ما
عندي من الطاقات و الأوراق
كَذَبَ الذي زعم إدعاءاً أنَّه
غَلَبَ الهوى ، أو عاشه بمراقي
أو أنَّهُ بالصبر أَلْجَمَ شوقَه
وحنينَه ، فانْقَادَ مثل عَنَاق
كذبوا و لو عرفوه ما قالوا وما
لاموا مُحِبَّاً ، أو كَوَوْا بفراق
فإلى الأحبة سافري بمتيمٍ
يا أَحْرُفِي و بلوعتي كبراق
صَلَّيْ هناك بلهفتي و أمامهم
كُونِي أنا. لأطيبَ بالترياق
قولي لهم أنِّي القتيلُ. ومنيتي
قبرا يضم من الضياعِ مساقي
بسام اليافعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق