زينب كرم الله إعلامية

 مذيعة الثمانينات : الراحلة زينب كرم الله

زينب كرم الله من مواليد مدينة الرهد بولاية شمال كردفان وخريجة معهد الكليات التكنولوجية قسم (الطبوغرافيا والرتوش) عام 1975 م وعملت بمصلحة المساحة ثم التحقت بالتلفزيون عام 1980 م.

منذ طفولتها كنت تحلم بان تكون مذيعة وبداياتها كانت عبر المسرح المدرسي بكوستي الثانوية وهي التي صقلتها وأكسبتها الثقة في النفس وبعدها جاءت إلى الخرطوم وأكملت دراستها الجامعية ثم ذهبت إلى التلفزيون عن رغبة أكيدة وقابلت الأستاذ محمد طاهر مدير البرامج وقتها حيث تم عمل معاينة اختبارات لها مع الأستاذ حسن عبد الوهاب واجتازتها بنجاح.

من أبناء جيلها جمال الدين مصطفى وإحسان التوم وعبد الرحمن فؤاد وشادية علي ولقمان محمد ورجاء حسن حامد.

من أسرة فنية منفتحة تتذوق الفن بوجه عام لذلك وجدت التشجيع من أسرتها وقد كان لنصائح وتوجيهات شقيقها الفنان خالد كرم الله القدح المعلى في دفع مسيرتها بالتلفزيون وهي البنت الوحيدة وسط أشقائها الرجال.

انطلاقاتها الحقيقية كانت كمذيعة ربط واكسبها عملها في التلفزيون تغييرات عميقة في الفكرة والحديث وطلاوة الأسلوب وسرعة الانجاز والتزود المستمر بالثقافة العامة ولم تحصر نفسها في مجال الربط بل قدمت عددا من السهرات والبرامج مثل جريدة المساء وغيرها في تلفزيون السودان.

كانت ترى ان الموهبة هي الأساس لنجاح المذيعة  التلفزيونية إضافة للثقافة والمظهر والطلة الحلوة.

من أشهر السهرات التلفزيونية التي قدمتها كانت في العام 1986م عند فوز المريخ العاصمي ببطولة سيكافا وقدمتها بجانب المذيعة انتصار مصطفى.

هاجرت ضمن الطيور المهاجرة التي لاتهدأ على حال ويساورها القلق ويعصف بها السكون متجولة بين الخليج والقاهرة وعملت لفترة من الزمان مع تلفزيون عجمان وقدمت فيه أجمل البرامج والسهرات وأشهرها سهرة الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي.

كانت تتمنى العودة للشاشة البلورية وان تتاح لها فرصة الاحتكاك مع الجيل الجديد وتنفذ فكرة برنامج يعبر عن قوة واصل هذا الوطن الجبار ويبث عبر كل الفضائيات ولكن يد المنون كانت أسرع قبل أن تحقق أمنيتها.

المذيعة الراحلة زينب كرم الله أطلت في فترة الثمانينات في وقت كانت تعتمد فيه المذيعة على الحضور والثقافة والمقدرة على الثبات وقد اشتهرت بأنها مذيعة ربط لامعة استطاعت أن تدخل قلوب الجمهور آنذاك وهاجرت مثل عشرات المبدعين خارج الوطن ولكن مازالت أصداؤها باقية في القلوب رغم رحيلها لانها تركت بصمة في الشاشة البلورية بما كانت  تملكه من إطلالة حلوة وحضور بهي وعدم تكلف وبساطة في الأداء ولعل أصدق تعبير يمكن أن يقال عنها أنها صنعت نجومية في الربط وهذا ماتفتقده مذيعات المساحيق اللائي انتشرن في الساحة الأن.

تزوجت وأنجبت المهندس غسان والدكتورة رؤيا.

كانت لديها اهتمامات تجارية وطموحات وسبقت الكثيرات في دخولها هذا المجال كسيدة أعمال وكانت بدايتها في الترويج الإعلامي لمعرض الخرطوم الدولي وحققت نجاحات كبيرة من خلال هذا الملتقي الذي جمع كل السودانيين وخلال اقامتها بدولة الامارات العربية المتحدة عملت في مجال الترويج الإعلامي لرياضة سباق الخيل وكانت تملك مطعم للمأكولات السودانية بمدينة الشارقة وأطلقت عليه اسم الرهد وهي المدينة التي ولدت  وترعرعت بها.

توفيت المذيعة زينب كرم الله يوم السبت 26 مايو 2012م بعد معاناة مع المرض.

اللهم ارحمها واغفر لها واعف عنها واكرم نزلها ووسع مدخلها وتقبلها قبولا حسنا واجعلها من ورثة جنة النعيم .