المؤرخ العصامي شيخ الدين عثمان ولد البشير الشهير بالجنيدي
د.بشير احمد محي الدين
من مواليد جنوب دارفور برام سنة ١٩٠٤م حيث عاش حياة البادية الي ان انتقل الي الجزيرة وعمل في تفتيش وقنطرة بيكة كعاملفي مشروع الجزيرة وهناك بعصاميته تغيرت حياته.حيث تعلم فك الخط واجاد القراءة بالعربية وهو عامل بسيط حتي اجاد القراءة والكتابة.
ثم انتقل ليتعلم الانجليزية بمعاونة صديق اتاح له هذا ان يتحصل علي وظيفة صغري ككاتب في الحواشات ثم قسم بيكة وذلك في العام ١٩٢٥ .
ثم انتقل كاتب في قسم الهندسة المكانيكية في السكة حديد وتنقل في اقسامها وخطوطها ككاتب ثم التحق بقوة دفاع السودان كاتب عربي انجليزي في العام ١٩٣٣ في فرقة العرب الشرقية بالقضارف والتحق بقسم الاشارة واصبح (اشرجي) هيلونجراف وشارك في حرب الايطاليين في شرق السودان١٩٣٥-١٩٣٦ في بداية الحرب العالمية الثانية .
ثم التحق بقسم التلفونات في نهاية الحرب وسكن بالقضارف وفيها فتح مكتبته التي قال فيها الشاعر خليل محمد عجب الدور قصيدة خلدتها القضارف يقول فيها:
لشيخ الدين مكتبة
حوت شتي من الكتب
بذور النهضة الكبري
وكنتين مناهل الادب
وصالونا حوي كنزا
من المعارف كالذهب
واصبح ناشطا في العمل السياسي مطالبا باستقلال السودان واصبح نائب في اول برلمان سوداني.. اشتغل علي دراسة التاريخ السوداني من المصادر العربية والانجليزيه وقرأ اغلب ما كتب عن السودان وتحول الي كاتب مقالات في تاريخ السودان وعمل مراسل صحفي لعدد من الصحف..اهتم بتاريخ دخول العرب والممالك المسيحية وتاريخ الحكم الخديوي( الترك كما شاع) والمهديه..
له مساهمات كتابيه كبيرة في التاريخ والانساب ووضع حوالي ١٤ كتاب طبعت منها اربعة كتب والبقية مخطوطات..
ثم طلب منه الانجليز الالتحاق بالبلوك الخامس اتومبيلات( السيارات) في الحبشه ( اريتريا) ونقل الي سلاح الاسلكي واشترك في معركة العلمين في غرب ليبيا ضد الجيوش الالمانيه..ثم عاد التحق بالنقل المكينكي بالقضارف كموظف مدني ..
نال عدة اوسمة ودرجات علمية منها
(دبلوم الصحافة والاعلام.. دبلوم القانون العام..شهادة عامل لاسلكي من الدرجة الثانية.. شهادة ادارة المكتبات..بجانب عمله كصحفي مراسل وكاتب مقالات..عمل في الزراعة والتجارة وسواقة العربات) اشهر مؤلفاته تاريخ واصول سكان جنوب دارفور الخضراء..
كما انه كان عضو في اول جمعية سودانية تهتم بمراجعة تاريخ السودان وذلك في حوالي العام١٩٥٥... لم نقف علي تاريخ وفاته والراجح انها في فترة حكم الرئيس النميري.
وقوف علي منهجيته
هو مؤرخ تقليدي ثقف نفسه بنفسه لذلك حوت مؤلفاته معلومات غزيرة تفقد الي التنظيم المنهجي فهو يتحدث عن موضوغ ثم يعود لموضوع اخر . وهي سمة في كتابات تلك المرحله والتي لا تعتبر عيب معرفي فيحتاج انتاجه الي التحقيق الذي يمكن ان يضع هذه المادة الثرة في سياقات مرتبه وتعريف باغلب الشخصيات من الاعلام ثم الاماكن والاحداث لتخرج المادة في ثوب قشيب زاهي.. يعتمد المؤرخ شيخ الدين علي عدظ كبير من المصادر والمخطوطات لكن اشاراته في توثيق مصادره تحتاج الي مراجعات علميه وتثبيتها في المادة التي تركها هذا الرجل العصامي
كما ان نتظيم المادة ايضا يحتاج الي اعادة ترتيب لتكون متوافقة ومتسلسله..
المؤرخ لم يخرج عن منهجيه كتابه الكتب القديمة حيث تاثر بالمنتوج التاريخي العربي ويقدم اراء جديدة حول انساب القبائل في جنوب دارفور والسودان ويؤكد تداخل القبائل العربية والزنجيه وحالة التعايش بين المكونات السودانيه مع ايراده معلومات يبدو انها شفاهيه سمعها من ما يجعل مادته غنية بالاحداث ثم انه لا يكتفي بطرح المعلومات التاريخية بل يقوم بعمليه تحليل متوزانه ليؤكد صحة ما قدمه.
الا رحم الله هذا المؤرخ العصامي والذي ذريته بالقضارف الي الان...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق