السبت، 25 مارس 2023

رموز سودانيه اصيلة

 اشتهر المربي الفاضل الأستاذ عوض أحمد في ثمانينيات القرن الماضي ببرنامجه التلفزيوني التعليمي مسابقات المدارس، وكان لهذا البرنامج مفعول السحر في نفوس وعقول الطلاب الذين عمدوا إلى هضم المقررات والكتب الثقافية والعلمية والأدبية من خارج المقرر طمعاً في أن تحرز مدارسهم مراكز متقدمة وتنال سمعة طيبة على امتداد السودان.

وكان لهذا التسابق الشريف مشجعيه ومعجبيه الذين فاقوا جماهير كرة القدم وحتى الكبار ممن لم يسعفهم الحظ في تلقي التعليم المتقدم أو الأولي كانوا يتحلقون حول التلفاز  ساعات بثه آنذاك ومتابعة أحداث حلقات البرنامج. وعندما يسأل الأستاذ عوض أحمد سؤالاً لمدرسة ما وتأتي الإجابة سريعة ودقيقة وشائقة يقول بحزم «صحيح» فيهدر الأستديو بالتصفيق وأيضاً كل المشاهدين يصفقون للطالب أو الطالبة التي أجابت دون أن يعلموا مكان المدرسة وتجد الكبار يرددون (والله أولاد شطار خلاص).

نجح عوض أحمد في إشعال جذوة التنافس في نفوس الطلاب بقدر نجاحه في تقديم أجيال من المتعلمين يتولون أعرق المناصب الوسيطة والعليا الآن بالخدمة العامة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني. فمن أشهر تلاميذه الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب الشاعر الفاتح حمدتو.

ورغم أن التلفزيون أعاد بث البرنامج بصورة أخرى ولكنه لم يصمد لأن الأستاذ عوض أحمد ليس فيه.

وأتساءل دوماً ماذا إذا أخذت محليات ولايات الخرطوم السبع بكل المحليات في السودان داخل الولاية الواحدة في خلق برنامج مشابه لمسابقات المدارس ولكن في النواحي الابداعية (شعر، رسم، موسيقى، غناء، دراما، تدبير منزلي) وغيرها بمشاركة كل أهل المحلية تنافس الأخرى ليمنح الوالي في الختام المحلية الفائزة مبلغاً من المال لقيام كيان فني أو ثقافي أو اجتماعي أو حتى يوم ترفيهي لكل مواطني المحلية تحفيزاً للفوز على باقي المحليات وأن يبث تلفزيون الولاية هذه الفعاليات على طريقة برنامج (تلي ماتش) الألماني الشهير، فهذا من شأنه أن يقوي الروابط الاجتماعية ويُظهر المواهب الحقيقة لكل محلية ومن ثمّ السودان ويشجع المبدعين عندما يحسون أن الدولة من خلال محليتهم أو حكومتهم المباشرة مهتمة بهم.

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post