الخميس، 9 مارس 2023

رجال المال والاعمال


 رجل المال والاعمال والاحسان الراحل محمد احمد عباس 

احد اثرى اثرياء السودان فى عهد الزعيم الازهرى كان رجل فاضل كريم سخي معروف بشخصيته القويه وطيبه القلب

وهو من اكبر موردي الاقمشة من اليابان وسويسرا وكان مقره  بسوق ام درمان  وصاحب مصنع الدموريه 

اذ تمت مصادرة وتاميم اعماله وممتلكاته  فى العهد المايوى للرئيس الاسبق جعفر نميرى   مع اخرين ضمن تلك التأميمات والمصادرات التي شملت جميع المصارف المحلية والأجنبية والشركات وحتى الحوانيت والمطاعم ودور السينما

بعد فترة تم تشكيل لجنة لإعادة النظر في تلك المصادرة . وفي شأن الذين قررت اللجنة إعادة النظر في مصادرتهم كتب الوزير أبوبكر عثمان محمد صالح في مذكراته،  ، كتب يحكي عن سيناريو لقاء النميري ببعض الذين أُعيد النظر في قرار مصادرتهم:-

كثيراً ما فؤجي بعض الذين ردت بضاعتهم إليهم فقابلوا الأمر بمشاعر مختلفة. كان أول الذين نظرت اللجنة في أمرهم وأصدرت توصية ايجابية بشأنهم أحد إخواننا التجار.. ما إن جلس الرجل أمام الرئيس الذي طلب منى تلاوة القرار الجمهوري حتى هجم على الرئيس مقبلاً رأسه وانخرط في نشيج وبكاء.. فالرجل كان يحس ظلماً بينا حاق به وهو أمر أثبتت اللجنة صحته.

أما الحادث الثاني فيتعلق بأحد التجار الذي استدعيناه.. جلس معي بالمكتب ريثما يؤذن له بالمثول أمام الرئيس. حاولت القيام بفروض الضيافة ولكنه تمنع قائلاً( إن آخر مرة شربت فيها قهوة مع الرئيس في هذا القصر كانت عام 1968)، ولما أبديت دهشتي لأن الرئيس تسلم الحكم عام 1969، أجابني قائلاً( أقصد الرئيس أزهري .. ما في رئيس غيره). إنصرفت لدراسة الملفات التي وضعت أمامي ولكنه قاطعني( الأخ من وين؟) قلت( من حلفا ولكن والدي تاجر يعمل في صناعة الزيوت بأم روابة). بدت علامات الارتياح على قسمات وجهه ولكنه باغتني( إنت ود ناس أصيلين .. إيه رماك تعمل مع الشرامة ديل؟!). بعد ذلك مثلنا أمام الرئيس والذي أراد أن يبدأ اللقاء بعبارات مجاملة قائلا( ياحاج .. ما أظن إننا التقينا قبل كده؟)رد الرجل( بل التقينا حين كنا معتقلين بكوبر وجئت محفوفاً بالعساكر ووجهت لنا الإساءات). أشار اليّ الرئيس بقراءة القرار الجمهوري القاضي بإرجاع ممتلكاته وسأله( إن شاء الله تكون مبسوط؟) ولكن الرجل رد بالنفي ذاكراً أن أموالاً كانت بالخزينة وكميات ضخمة من الأقمشة لم يرد لها ذكر( الظاهر جماعتك عايزين يلغفوها)

كان هذا الرجل الصلب الحاد كالسيف هو عمنا الراحل محمد أحمد عباس.. رجل صودرت أمواله وبضائعه وعقاراته ومع ذلك ظل راسخاً كالجبل الأشم..لم يجزع أو يهن أو يتهافت على أبواب السلطان .. رحمه الله رحمة واسعة.


           متي ٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post