عثمان حسين .. فارس الاغنية الرومانسية في السودان
ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻇﻞ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻤﺤﺒﺐ ﻟﺪﻳﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﺟﻮﺩﺓ " ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﺐ " ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻪ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻱ ﻇﻤﺄﻩ ﻭﺣﺒﻪ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺣﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻤﻘﻬﻰ " ﺍﻟﻌﻴﻠﻔﻮﻥ " ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪ ﺑﻪ ﺿﺎﻟﺘﻪ ، ﻭﻳﺴﻤﻌﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻹﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺐ ﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﺮﻭمة ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻟﻔﻼﺗﻴﺔ ﻭﺧﻠﻴﻞ ﻓﺮﺡ ﻭﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﻥ ﺍﺧﺬ ﻋﺸﻘﻪ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻛﺤﺎﻝ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﻆ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﺍﻧﻘﻠﺐ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻴﺼﺒﺢ "ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ" ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺛﺮﻭﺍ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ، ﻟﻴﺲ ﻟﺠﻤﺎﻝ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺑﺎﺳﺘﺤﺪﺍﺛﻪ ﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻩ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻫﻲ ﺍﻷﺟﺪﺭ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻟﻔﺔ ﻷﺫﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻇﻠﺖ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻏﺮيبة ﻋﻨﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ .
ﻫﻨﺎ ﺃُﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ :
ﻣﻘﺎﺷﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺷﻬﺪﺕ ﻭﻻﺩﺓ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻋﺎﻡ 1927 ، ﻭﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ إﻟﺘﺤﻖ ﺑﺨﻠﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻭﻟﻤﺪﺓ ﻋﺎﻣﻴﻦ ، ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻊ ﺍﻫﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻲ " ﺩﻳﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﺔ " ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ، ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻹﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻷﻥ ﻣﻌﺪﻟﻪ ﻟﻢ ﻳﺆﻫﻠﻪ ﻟﺬﻟﻚ ، ومن ثم ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺣﻴﺎﻛﺔ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺯﻫﺮﻱ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﺸﺠﻊ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﻋﻤﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺸﻐﻠﻪ ، ﻧﻈﺮﺍً ﻟﺸﻐﻒ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺼﺪﺭ ﺇﺯﻋﺎﺝ ﺑﺘﺮﺩﻳﺪﻩ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻸﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻥ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﻬﻰ ، ﺍﻓﺘﺘﺢ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﻼً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻟﻴﻤﺎﺭﺱ ﺑﻪ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﻃﻮﻳﻼً ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺍّﻟﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ " ﻳﺤﻴﻰ ﺯﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ " ﻣﻤﺎ ﺃﻫَّﻠﻪُ ﻟﻺﻟﺘﺤﺎﻕ ﻛﻌﺎﺯﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻّﻟﻪ ﺑﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺃﺳﺘﺎﺫﻩ ﺍﻷﻭﻝ .
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﺎﺋﻘﺎً ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺑﻞ ﻣﺤﻔﺰﺍً ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﻬَّﺪ ﻟﻪ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻃﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻹﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻹﺫﺍﻋﺔ ﻋﺎﻡ 1947 ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻄﺒﻌﺔ " ﻣﺎﻛﺮﻭﺩﻳﻞ " ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﺑﻄﺒﺎﻋﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ " ﻫﻨﺎ ﺃُﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ " ، ﻭﺗﺼﺎﺩﻑ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻥ ﺣﻀﺮ ﻟﻠﻤﻄﺒﻌﺔ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻻﺫﺍﻋﺔ " ﻣﺘﻮﻟﻲ ﻋﻴﺪ " ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻃﻪ ﺍﻥ ﻳﺮﺷﺢ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺆﻫﻠﺔ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﻟﺘﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻹﺫﺍﻋﺔ ، ﻭﺍﻧﺘﻬﺰ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺮﺷﺢ ﻟﻪ ﻭﺑﻜﻞ ﺛﻘﻪ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻛﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻣﺘﻮﻟﻲ ﻋﻴﺪ ، ﻏﻨﻰ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻳﻮﻣﻬﺎ " ﺍﺫﻛﺮﻳﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﻤﺎﻣﺔ " ﻭﻟﻢ ﺗﺤﻆ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻭ ﺳﺠﻞ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻧﻪ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﺣﺎﺭﻡ ﻭﺻﻠﻲ ﻣﺎﻟﻚ " ﺛﻢ ﻗﺼﻴﺪﺓ " ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻷﻭﻝ " ﺣﺘﻰ ﻏﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮفة ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺒﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻦ ﻟﻺﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍّﻧﺬﺍﻙ .
🔹️ ﻃﻴﺒﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ :
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﻬﺎ ﺑﺎﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻗﺎﺭﺑﺖ ﺍﻝ 120 ﺃﻏﻨﻴﺔ ، ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﺎﺯﺭﻋﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮ ﺩﻭﻟﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻴﺠﺎﻧﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺸﻴﺮ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﺸﻴﺮ ﻋﺘﻴﻖ ﻭﻋﻮﺽ ﺍﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﻗﺮشي ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻭﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺣﺴﻦ ﻭﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺘﻨﻘﺎﺭﻱ .
ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﺸﺠﻦ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻟﻌﻞ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻭﺑﺮﺃﻱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺨﺒﻮﺀﺓ ، ﻟﻦ ﻧﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺄﻏﻨﻴﺎﺕ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ « ﺍﻟﻔﻀﻔﻀﺔ » ﺍﻟﻤﻤﻮﺳﻘﺔ ﺍﻥ ﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻏﻨﻴﺘﺔ " ﻃﻴﺒﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ " ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺼﺎﺭﻡ ، ﻭﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺣﻢ ، ﻭﻳﺨﺘﺰﻟﻪ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ :
ﻭﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺘﻴﺮ ﻫﻮﻩ ..
ﻛﺜﻴﺮ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ..
ﻭﺣﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺟﻮﻩ ..
ﻳﺎ ﺭﺑﻲ ﺗﻨﻈﻒ ﺍﻟﺨﻮﺓ ..
ﻭﻳﺘﺎﺑﻊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻏﻨﻴﺎﺗﻪ ﻣﺜﻞ : ﻇﻠﻤﻮﻧﻲ ﺍﻷﺣﺒﺔ ، ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ، ﺷﺠﻦ ، ﺩﻣﻊ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ، ﺍﻧﺎ ﻭﺣﺪﻱ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻋﺎﻫﺪﺗﻨﻲ ﺍﻧﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺨﻠﺺ ﻓﻲ ﺑﻌﺪﻱ ، ﻳﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ، ﺍﺭﻭﻳﻨﻲ ، ﺧﺎﻃﺮﻙ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ، ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﻚ ﻳﺎ ﻏﺰﺍﻟﻲ ، ﺍﺳﺎﻣﺤﻚ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻗﺴﻴﺖ ﻋﻠﻲ ، ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺟﻔﺎ ﻓﺆﺍﺩﻱ ، ﺣﺎﺭﻣﻨﻲ ﻟﻴﻪ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ ﺍﻳﺎﻡ ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﺩﻳﻚ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ ، ﻣﺎ ﺑﺼﺪﻗﻜﻢ ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﺧﻠﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻌﺎﻳﺎ ، ﺍﻋﺰ ﺣﺒﻴﺒﺔ ، ﺍﺣﺒﻚ ، ﺗﺮﻳﺪﻱ ﻳﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ ، ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﻬﻮﻯ ، ﺍﻧﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺖ ﻭﻣﺎ ﺧﻨﺖ ، ﺍﻭﻋﺪﻳﻨﻲ ، ﺩﺍﻳﻤﺎً ﺃﻃﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮﻙ ، ﺩﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻲ ، ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺎﻛﺮﻙ ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﺩﻳﻚ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ ، ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻨﻚ ﺣﻠﻮﺓ ، ﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﻋﺸﻖ ﺟﻤﺎﻟﻚ ، ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ، ﻻ ﻭﺣﺒﻚ ، ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻳﺎ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﺼﻴﺪ .
🔹️ ﻳﺎ ﻧﺎﺱ .. ﻻ ﻻ :
ﺧﺎﺽ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻧﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ، ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻷﻭﻝ ، ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﺤﺎﺋﺮ ، ﺍﻧﺎ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎ ، ﺧﻤﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻭ ﻻ ﺗﺴﻠﻨﻲ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺃﺭﺿﻨﺎ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ، ﻋﺮﺱ ﺍﻟﺪﻡ ، ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ، ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻴﺮﻣﻮﻙ ﻭ ﻣﺤﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻛﻤﻠﺤﻦ ، ﺍﻧﻪ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺺ ﻏﻨﺎﺋﻲ ﻣﻨﺎﺳﺐ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻨﻴﺘﻪ ﻳﺎ ﻧﺎﺱ ﻻ ﻻ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻊ ﻟﺤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﺳﻤﻌﻪ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺑﺪﻭﺭﻩ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺍﺋﻢ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺤﻦ .
ﺗﻘﺪﻳﺮﺍً ﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻩ ﺣﺎﺯ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﻮﺳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻷﺩﺍﺏ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ 1975 ﻭﻧﻮﻁ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﺓ 2005 ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺍﻟﻔﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ 2006 ﻭﻭﺳﺎﻡ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﻭﺑﺮﺍ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ 1999 ، ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ 2008 ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺸﻴﻴﻊ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ :
ﺍﺧﺘﻂ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻐﺎﻳﺮﺍ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ، ﺍﺫ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﺤﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻋﺪﺓ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻹﺿﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺗﺮﻭﻳﺞ ﻟﻸﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﺠﻌﻠﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍً ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻮﻃﻨﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ .
ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺃﻛﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻟﻸﻏﻨﻴﺔ ﺗﻴﻤﻨﺎ ﺑﺮﻳﺎﺽ ﺍﻟﺴﻨﺒﺎﻃﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻲ ﻭﺑﻠﻴﻎ ﺣﻤﺪﻱ ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﻏﻨﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ : ﻏﻠﻄﺔ ، ﺻﺪﻗﻴﻨﻲ ﻭ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻷﻳﺎﻡ .
ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﺃﺟﺮﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺩ . ﻛﻤﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺗﻄﺮﻕ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻷﻏﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ « ﻣﺤﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ » ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﻠﺨﺺ ﻟﻠﻤﺴﺘﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺩ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻛﻼﻣﺎً ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .
ﻭﻳﺤﺴﺐ ﻟﻌﺜﻤﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺷﺠﻌﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻐﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﺘﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺭﺩﻱ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻏﺎﻧﻴﻪ ﻣﺜﻞ : ﺑﺨﺎﻑ ﻭ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ . ﻣﺎ ﻳﻮﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻋﺬﺍﺭ ﺑﺘﺠﻨﺒﻬﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﺳﺮﻋﺔ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ، ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﺩﻗﻴﻘﺎً ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﺍﻏﻠﺒﻬﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﻳﺨﻮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻤﻜﻨﺎً ﻭ ﻣﻠﻤﺎً ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﻘﺪﻩ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ، ﻓﺎﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺪﻋﻬﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﺭ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻨﺒﺎﻃﻲ ﻣﺜﻼً ، ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺍﻧﻬﺎ ﺃﻭﺟﺪﺕ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻟﻸﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﻭ ﻷﻗﺮﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻠﺤﻨﻴﻦ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎفسة ﺍلخفية ﺑﻴﻦ ﺃﻗﻄﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺒﺮﺯ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺗﻤﻴُّﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻻّﺧﺮ ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﻇﺎﻫﺮة صحية ﻷﻥ ﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻗﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻦ ﻟﻤﻄﺮﺏ ﻣﻌﻴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻼﻑ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺴﺘﻌﻴﺪ ﻫﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﺒﺎﻃﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﺤﻦ « ﻳﺎ ﻧﺎﺳﻴﻨﻲ » ﻟﻠﻤﻄﺮﺑﺔ ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ ، ﻭﺗﻌﻤﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺳﺒﻊ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻤﺎ ﺃﺛﺎﺭ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻭﺑﺎﺩﺭﺕ ﺑﺎﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﻪ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻥ ﺍﻃﻮﻝ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﻴﺔ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺪ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟﻤﻄﺮﺑﺔ ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ .!
ﺍﻋﺘﺪﻧﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﺑﺄﻧﻪ ﻭﺑﺮﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺬﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻟﺤﻦ ﻣﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻄﺮﺏ ﺃﻭﻻً ، ﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻠﺤﻨﻴﻦ ﻭﺟﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ، ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﺪ ﻫﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﻨﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﻏﻨﻴﺔ « ﻗﻮﻟﻠﻲ ﺣﺎﺟﺔ » ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﻸﻏﻨﻴﺔ ﺻﻔﻖ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻭﺍﻧﺤﻨﻰ ﻟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﺷﺎﻛﺮﺍً ، ﺍﻻ ﺍﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻠﺤﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺟﻪ ﻛﻼﻣﻪ ﻟﺤﻠﻴﻢ ﻭﺑﻤﺪﺍﻋﺒﺔ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ « ﺍﻧﺖ ﺑﺘﻨﺤﻨﻲ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻪ ؟ .. ﺩﻭﻝ ﺑﻴﺼﻘﻔﻮﺍ ﻟﻠﻤﺰﻳﻜﺎ ﺑﺘﺎﻋﺘﻲ .
🔹️ ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ :
ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻇﻞ ﻟﻪ ﻭﻗﻌﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻣﺨﻴﻠﺘﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﻨﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺑﻔﻠﺴﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﻣﻊ ﻣﺠﻲﺀ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﺠﻦ :
ﻳﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻗﻮﻟﻲ ﻝ ﺧﻠﻨﺎ
ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺛﺎﺭﺕ ﺣﻮﻟﻨﺎ
ﻳﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻋﻮﺩﻱ ﻋﻠﻨﺎ
ﻟﻮ ﻻﺡ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ ﻳﺒﺪﻭ ﻇﻠﻨﺎ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﻭﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻼﺯﻡ ﻋﺒَّﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻮﺭ ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻣﺜﻞ ﻓﻴﺮﻭﺯ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺠﻲﺀ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺗﺆﺟﻞ ﻫﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻴﺪ :
ﻻ ﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﻭﻻ ﺗﻴﺠﻲ ﺑﻜﺮﻩ ..
ﻣﺶ ﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﻭﺑﻴﺎﺭﻕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..
ﻧﺤﻨﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ..
ﺍﻝ ﻋﻢ ﺑﻴﺪﻫِّﺐ ﻣﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ
ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺤﻠﻖ ﺑﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﺎﺟﺪﺓ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ :
ﻛﻞ ﺷﻲ ﻋﻢ ﻳﺨﻠﺺ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ..
ﻭﺍﻟﺴﻔﺮ ﻳﻨﺪﻩ ﺑﻤﻄﺎﺭﺡ ﺑﻌﺎﺩ ..
ﺧﺮﻳﻒ ﻋﻢ ﻳﺨﻠﺺ ..
ﻭﻧﺤﻨﺎ ﺑﺎﻟﺨﺮﻳﻒ ..
ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻳﻐﻄﻲ ﺑﺎﻟﺮﺻﻴﻒ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻣﻊ ﻳﻮﻻ ﺑﻨﺪﻟﻲ :
ﺭﺍﺟﻊ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻬﻮﺍ ﻳﺮﺳﻢ ﺩﻭﺍﻳﺮ .. ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﺳﺎﻭﺭ ..
ﻭﻳﻠﻤﻊ ﺩﻫﺐ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ
ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎً ﻟﻠﻔﺮﺍﻕ ﻣﻊ ﺍﻧﻐﺎﻡ ﻋﻮﺩ ﻓﺮﻳﺪ ﺍﻷﻃﺮﺵ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺪﻭ :
ﻣﺮ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺑﻌﺪﻩ ..
ﺩﺑِّﻞ ﺯﻫﻮﺭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ..
ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ..
ﻫﻮﺍﻥ ﻭﻳﺄﺱ ﻭﺍﻻّﻡ
ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻳﻐﻨﻲ ﺍﻟﻌﻨﺪﻟﻴﺐ :
ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﻗﻔﻨﺎ ﻭﺍﺑﺘﺪﺍ ﺧﻮﻓﻨﺎ ..
ﻭﻟﻘﻴﻨﺎ ﺣﻮﺍﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺒﺎﺏ
ﻭﻟﻴﻞ ﻭ ﻗﻠﺐ ﺟﺮﻳﺢ ..
ﺯﻱ ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺸﺠﺮ ..
ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺭﻣﺎﻫﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ
🔹️ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ :
« ﻟﻤﺎ ﺍﻟﺸﺘﺎ ﻳﺪﻕ ﺍﻟﺒﻴﺒﺎﻥ » ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﻟﻖ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭ ﺑﺄﺷﻌﺎﺭ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺩ ﻭﺣﺸﺔ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ :
ﺧﺮﻳﻒ ﻧﺪﺍﻧﺎ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﺩﺑﻼﻥ ..
ﺑﺮﺩﺍﻧﺔ ﻛﻨﺘﻲ ﻭﻛﻨﺖ ﺍﻧﺎ ﺑﺮﺩﺍﻥ ..
ﺿﻤﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﺸﻮﻕ ﻭﻟﻬﻔﺔ ﻧﺒﻀﻬﺎ ..
ﻟﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﺭﺿﻬﺎ
ﺃﻣﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻨﻴﺮ ﻳﺴﺘﺪﺭﻙ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺤﻞ ﺧﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﺮ :
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﻴﺪﺑﻞ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ..
ﻋﻴﺶ ﺳﻨﻴﻦ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺶ ﺿﻌﻴﻒ ..
ﺩﺍ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻧﺎﺭ ﻭ ﻧﻮﺭ .. ﻟﻮ ﺛﺎﺭ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﻴﺜﻮﺭ .. ﺍﺿﺤﻚ ﻭﺍﺭﻗﺺ ﻭ ﺩﻭﺭ .. ﻭﺍﻓﺮﺡ ﺑﺎﻟﻠﻘﺎ .
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺰﺑﻲ ﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻔﺎﺋﻼً :
ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻮﺻﻴﻒ ..
ﻋﺪﻳﻨﺎ ﺭﺑﻴﻊ ﻭﺩﺧﻠﻨﺎ ﺧﺮﻳﻒ ..
ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ ﺑﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﺿﻌﻴﻒ ..
ﻭﺍﻟﻮﺭﺩ ﺑﻴﻬﺮﺏ ﻡ ﺍﻟﺘﻘﻄﻴﻒ ..
ﻭﺍﻧﺘﻲ ﻻ ﺑﺘﻘﺴﻲ ﻭﻻ ﺑﺘﻬﺮﺑﻲ ..
ﻭﻻ ﻳﻮﻡ ﺑﺘﻠﺒﻲ ﺳﻮﻯ ﻣﻄﻠﺒﻲ ..
ﺷﺒﺎﻙ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﺗﻐﻨﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﺄﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺭﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﻬﻤﺘﻪ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻵﻏﻨﻴﺔ :
ﻫﺠﺮﺓ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ..
ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻟﺤﻠﻮ ..
ﻫﻴﺞ ﺭﺣﻴﻼ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ..
ﺍﺣﺴﺎﺱ ﻏﻠﺒﻨﻲ ﺍﺗﺤﻤﻠﻮ ..
ﻣﺮة ﺃﺧﺮﻯ ﺳﻔﻴﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻴﺮﻭﺯ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻮﻩ ﻏﺎﺑﺖ :
ﺑﺬﻛﺮﻙ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻴﺠﻲ ﻟﺘﻐﻴِّﻢ
ﻭﺟﻬﻚ ﺑﻴﺬﻛِّﺮ ﺑﺎﻟﺨﺮﻳﻒ
ﺑﺘﺮﺟﻊ ﻟﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﻟﺪِّﻧﻲ ﺑﺪﻫﺎ ﺗﻌﺘِّﻢ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺒﻠِّﺶ ﻉ ﺍﻟﺨﻔﻴﻒ
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﺶ ﻃﻘﺲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ
ﻫﺎﻱ ﻗﺼﺔ ﻣﺎﺿﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻴﻒ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق