الخميس، 26 مايو 2022

منصور خالد

 كتب (منصور خالد) في رحيل (أحمد المصطفى) :

كنا نتحلق حول المذياع صباح كل جمعة عند الرشيد الأحمر – رحمه الله و قد ذهب عنا في ميعة صباه – نستمع الى أحمد وهو يغرد في برنامج ما يطلبه المستمعون : (أنا امدرمان) المدينة التي صنعتنا .. و نتصارع في دار الاتحاد في جامعة الخرطوم في أمسياتنا الهادئة الوداعة (أيام زمان) حتى نجد موقعنا من المذياع لنرفد سمعنا بهزيج أحمد لـ (بنت النيل) و نتسابق الى دار صديقنا خصيب الوجه و القرى (سعد أبو العلا) حيث قبره غيمة لا تكنف – لنردد مع تعزاف أحمد ما يجود به علينا حتى يجيء الى (سفري السبب لي عنايا) فنصمت جميعا تخرصنا دميعات ناشجة تتدفق من عيني سعد ثم نلتقي أحمد في دار الثقافة في الخرطوم المكان الذي اختارليخرج فيه على الناس برائعته (في سكون الليل) .. اهتز جمعنا لموسيقاه المستحدثة كما اهتز الفرنجة لمعانيها وقد وقف الى جانب أحمد الأستاذ مكاوي مصطفى ليترجمها بأنجليزية رفيعة وأسمى القصيدة (in the still of the night) و لكني كثيرا ما أذكر أحمد في دار الأهل و الصحاب منزل عبد الله بك خليل , كان فيه الفنان المقيم في السراء و الخل الملازم في الضراء و الصديق الذي لا يطرق باب دار لا تغلق .. ذلكم هو أحمد المصطفى الانسان و الفنان ليس بفنان ان لم يكن انسان كان أحمد الانسان بارا بأهله موفيا بعهده مؤتمنا على سر غيره منافحا عن كرامة أهل فنه بعيدا عن كل شين و حفيظا على كل زين .

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post