وطنُ على سحر الهوى
معز عمر بخيت
_____________
أي سحر فيك يا سودان يرنو
مثل شمس لا تنام
أي حسن في عيونك يا بلادي
فوق أنفاسي أقام
ان في عينيك اشراق
يفوق الضوء زهواً
واشتعالاً واضطرام
فيك تنشطر الأماسي والرؤى
ويموت في الأفق الظلام
رسم الصباح على شفاهك
لون أنسٍ
نسج النهار عليك ثوباً
من تواشيح عظام
سكب المساء عليك عطراً
أسكر النجم ارتواء واحتشام
فيك بدر الحسن يصحو
والقصائد لا ترام
وقَفَت قوافيها عليك
مهللات بالتشهد والقيام
أشرق البدر المخبأ في نخيلك
يرتجيِ منك ابتسام
هامت الدنيا عليك
وغرد المطر المسافر
في سحابك للأنام
وطني ببعدك لم يعد
للنور ضوء
لم يعد للبحر شط
أو لموج الحلم مد
للحديث الحلو فيض
من كلام
يا حنينا فجّر الاشواق غيثاً
في زهى الأحلام
أبحر في الزحام
الثورة الميلاد
قد سمقت بعرشك
قد تحدت كل برق يحتويها
في خريف التوق قام
أنت مِن رسم الفصول
أقام فصلا للهوى
لم تولد الأحزان فيه
ولم يزل طيفاً يحلق كالغمام
عينيك بيتي
واحتضانك توبتي
وهواك عتقي
من جنون الصبر
من وجع السهام
والغوص فيك سكينتي
يا موطنا للناس يقطنه السلام
يا موكبا للعشق هز جوانحي
وأباح للميلاد تاريخاً
وللألق احتدام
إني أحبك
فاحتويني في سمائك كوكبا
واسقني شهداً
من رحيقك مستدام
انت المدى في ظله
همس العبير
لكل أزهار الأماني باحترام
انت الوداعة
في ستائرها تبدّت
كل أغصان الغرام
صنعتك انفاس النضال
ولونتك النجمة الحمراء
بالشفق المخضب بالدماء
وبالتداعي والهيام
ستعود قافلتي
إليك وحيدة خطواتها
ترنو اليك بداخلي
فارتجيها عند بابك بالوئام
حتى يصاحبنا السنا بطريقه
ونعود يسبقنا التلاقي والمنى
ونظل أحبابا كرام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق