🏆 الصحفى الراحل /محمد الحسن أحمد الحسن كرار
🏆 أحد أعمدة الصحافة السودانية
🏆أول من حول الصحف السودانية من التابلويد إلى الحجم الكبير.. واختتم حياته كاتبا في «الشرق الأوسط»
♦️ ويعد من الرعيل الأول ومن أعمدة الصحافة السودانية. دخل عالم الصحافة من أوسع أبوابه كرئيس تحرير لصحيفة «الطليعة» في حقبة الخمسينات، ثم تولى مناصب رئيس تحرير لعدة صحف أخرى، كما أنه كان مالك ورئيس تحرير صحيفة «الأضواء» السودانية في عام 1967.
♦️ عرف الراحل محمد الحسن احمد كاتبا ليس على المستوى المحلي، وإنما على المستوى العربي وكان كاتبا مساهما في صفحة الرأي بصحيفة «الشرق الأوسط». وكان آخر مقال كتبه فيها بتاريخ 28 فبراير بعنوان: فرنسا اللاعب الأهم في نزاع دارفور. وبعد 6 أشهر من هذا المقال ظهر بوضوح دور فرنسا الذي أعلنه رئيسها نيكولا ساركوزي في الأمم المتحدة.
♦️ ومن اللافت أنه عندما أفاق من غيبوبته، بأحد مستشفيات لندن، طلب صحيفة «الشرق الأوسط».
♦️ بدأ الراحل حياته عاملا في هيئة السكة الحديد في السودان، وعلم نفسه بنفسه، وكان نقابيا ناشطا، ومن هناك بدأ يراسل صحيفة «الطليعة»، ولفت أنظار المسؤولين فيها بمساهماته فتم استيعابه فيها عام 1955 كرئيس تحرير لها، لينتقل منها في عام 1957 الى صحيفة «الصراحة» السودانية اليومية محرراً. وتدرج في أقسامها حتى أصبح نائباً لرئيس تحريرها عام 1959. وكان يكتب فيها زاوية شهيرة باسم «سودانيات صرفة»، وبعدها عين مستشاراً صحافياً لوزير الثقافة والإعلام. وفي هذه الفترة امتدت تجربته الإعلامية لتصل الى الإذاعة والتلفزيون فقدم تعليقات سياسية وبرامج بهما.
♦️ وفى عام 1965 التحق بهيئة تحرير صحيفة «الرأي العام» إبان عهد الرئيس السوداني إبراهيم عبود العسكري، وظل يكتب فيها بابه «التحليل السياسي» الى أن تم تأميم الصحف في أوائل عهد الرئيس جعفر نميري عام 1969.
♦️ تولى رئاسة تحرير صحيفة «الصحافة» 1971 الى 1975، وحقق نجاحات كبيرة فيها، وباتت الصحيفة في عهده توزع أعلى نسب توزيع تحققه في السودان، بعد أن أتاح لها قدرا من المساحات للرأي والرأي الآخر، المناوئ لنميري، فلم يستطعم الرئيس نميري فكرة الانفتاح في الصحيفة، فعزله من منصبه وأحاله الى مكتب في «الاتحاد الاشتراكي»، حزب نميري الحاكم. وبعد الإطاحة بنظام نميري وقدوم النظام الديمقراطي في البلاد (1985 الى 1989) أعاد اصدار صحيفته «الأضواء» التي تصدر أسبوعيا، بعدد يترواح بين 8 و12 صفحة من الحجم الكبير، وواصل يكتب فيها بابه الشهير «تحليل سياسي»، والذي يعتبره السياسيون والصحافيون في السودان بمثابة البوصلة التي تحدد مسار الأمور السياسية في البلاد آنذاك. الى أن توقفت بعد انقلاب الرئيس عمر البشير عام 1989، لينتقل بعدها الى لندن، التي ظل يقيم فيها ويواصل ممارسة نشاطه الصحافي عبر صحيفة «الشرق الأوسط»، وصحيفة «الراي العام» السودنية.
♦️ عمل مستشارا إعلاميا لفترة طويلة في مركز تلفزيون الشرق الأوسط (إم.بي.سي). ويتفق خبراء الإعلام في السودان على أن الحسن هو أول من حول حجم الصحف السودانية من «التابليود» الى الحجم الكبير. وقال البروفسور على شمو، رئيس مجلس الصحافة السوداني وأحد معاصريه، لـ«الشرق الأوسط» إن الحسن يمثل ظاهرة صحافية قائمة بذاتها. وأضاف إنه كصحافي عصامي شق طريقه بقوة وعزم، وامتلك ناصية التحليل الصحافي الرصين المبني على الحقائق الموضوعية والرؤية الثاقبة، مع المقدرة على التكيف مع المعطيات المتغيرة. ويرى شمو أن الحسن طوال مسيرته كان حريصا على خلق صحافة ذات مهنية عالية، واعتبر رحيله بمثابة فقد كبير للوطن وللصحافة السودانية والعربية.
♦️ فيما قال الصحافي إدريس حسن، رئيس تحرير صحيفة «الأيام»، لـ«الشرق الأوسط» إن الحسن كان قارئا من الدرجة الأولى، وإن مقالاته كانت تنبض بالحياة لأنه يأخذ معلومته «طازجة» من مصادرها، وفي الغالب هم قيادات العمل السياسي في البلاد. وكشف إدريس حسن أن مقالات الراحل كانت دائما محل اهتمام السفارات في الخرطوم لأنها تقرأ الأوضاع السياسية في البلاد عن قرب، حسب تعبيره.
♦️ ولد محمد الحسن بمدينة نورى، بالولاية الشمالية، في 26 أغسطس (آب) 1932، وهو أب لخمسة من الأبناء هم خالد (بصحيفة «الرأي العام» السودانية) وطارق وأحمد (طبيبان) وعمر (مهندس) ومنتصر (بالمرحلة الثانوية) وابنتان (منال وسارة) وهما طبيبتان في مستشفيات لندن.
♦️ محمد الحسن أحمد الحسن من مواليد 1932/8/26م بمدينة نوري وانتقل إلى الحاج عبد الله بالجزيرة وعمره لم يتجاوز السادسة مع والده الذي كان تاجرا هناك وتلقى دراسته بخلوة الفكي عبد الله سيد الريدة وبدأ حياته العملية بالتجارة, و ذهب بعد ذلك لمدينة بورتسودان لأخواله حيث عمل في السكة الحديد في وظيفة مساعد عداد بضاعة وترقى بعد فترة الى وظيفة عداد بضاعة وعمل ايضا في الميناء في وظيفة (تلي مان) .
♦️شد الرحال إلى مدينة كوستي وعمل مراسلا لصحيفة عمالية وانضم للحزب الشيوعي السوداني وتم سجنه بسبب خطبه كتبها لاحد الأشخاص ولم يأتي لأخذها منه وعند التفتيش وجدت لديه وذكر لفريق التفتيش بانها مقال اراد إرساله لجريدة الصراحة وقام بتغيير رأيه ولم يرسله ونسبة لمعرفة مفتش المركز بميوله الشيوعية قام بإلصاق قضية له لانه اذا نشرت تلك الخطبة ستؤدي لإثارة الأمن العام في البلد وتم الحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر وتم نقله إلى سجن مدني وكان ذلك في 5/3/1953 م.
٨بعد خروجه من السجن ذهب إلى الخرطوم وعمل بصحيفة الطليعة العمالية مديرا للتحرير بواسطة صديقه والذي طرد ايضا من مدينة كوستي الطاهر عبد الباسط الذي كان مهيأ للسفر لنيل درجة الدكتوراه في الخارج وكان ذلك في العام 1955 م. ومن خلال عمله بصحيفة الطليعة قام بإدخال صفحات رياضية وفنية ليقرأها العمال لكي لايتم حصرهم في جانب واحد وتحولت الصحيفة من إضرابات وبيانات إلى صحيفة شاملة وجراء ذلك طلب منه عبد الخالق محجوب عدم الخروج من خط الصحيفة إلى الإطار البرجوازي ونتيجة لتلك الازمة ابتعد محمد الحسن أحمد من الحزب الشيوعي السوداني وترك العمل بصحيفة الطليعة وهو رئيس تحريرها بالوكالة.
♦️ في العام 1956 م عمل بصحيفة الصراحة محررا والتي كانت أكثر الصحف جراءة وتساعد على نشر الافكار اليسارية باعتبار انها ضد الاستعمار وتدرج في أقسامها حتى أصبح نائب رئيس تحرير في العام 1959 م, واصدر في صحيفة الصراحة عدد شهري ثقافي لقى رواج كبير واستقطب خلاله الأدباء علي المك وصلاح أحمد إبراهيم وغيرهم.
♦️ اصدر صحيفة الأضواء السياسية الأسبوعية مالكا ورئيسا لتحريرها في 1/1/ 1967 م والتي رصد لها خلاصة تجربته الصحفية في الطليعة والصراحة والراي العام والتي تم تأميمها في العام 1971 م مع الصحف المستقلة, وفي نفس العام عين رئيسا لتحرير جريدة الصحافة اليومية ورئيسا لمجلس إدارة دار الصحافة التي تصدر مجموعة من الصحف والمجلات ووضع بصمته في صحيفة الصحافة وارتقى بكفاءتها المهنية حتى وصل توزيعها الى مائة وعشرة الف نسخة ونقلها من صحافة التابلويد الى الحجم المتعارف عليه الى جانب استخدام وسائل التكنو لوجيا المتوافرة في ذلك الوقت.
♦️ استقال من رئاسة تحرير الصحافة في العام 1974 م وأنشأ دار الأضواء للطباعة والنشر والتغليف ووكالة الأضواء للإعلان والعلاقات العامة.
♦️ في العام 1986 م أعاد اصدار صحيفة الأضواء عقب انتفاضة ابريل وتوقفت مع سائر المؤسسات الصحفية الأخرى إثر إنقلاب البشير على السلطة في يونيو 1989 م.
♦️ منذ العام 1990 م استقر بمدينة لندن وظل يواصل كتاباته عبر صحيفة الشرق الأوسط الواسعة الانتشار وصحيفة الخرطوم.
٨كانت الاستقلالية ابرز خصائصه فكان مبادرا بطرح أرائه نائيا بقلمه عن التدليس والتطبيل وذاعت عنه صفة المحلل السياسي المتميز الذي يملك الرصيد الوافي من المعلومات والفكر الثاقب الذي يحلل ويفسر المعلومات حيث كان يصور المرحلة التي يكتب عنها بصورة دقيقة ويقفز بنتائجها للمستقبل وكل مايدور الأن في الساحة سبق وان تنبأ به الراحل في فترة الديمقراطية وكثيرا من مراكز المعلومات ذات الاهتمام بالشأن السوداني كانت تنتظر تحليلاته الدقيقة ومعلوماته المواكبة, وظل وفيا لمبادئه ووطنه ومنحازا الى أمته ويفرق بين الوطن وغيره ومع ذلك يظل قلمه بما خط ويظل اسمه بما سطر وتظل ذكراه علامة مضيئة في تاريخ الصحافة السودانية.
♦️ تزوج محمد الحسن أحمد من ابنة خالته وانجب من الأبناء :
♦️ الكابتن طيار خالد
♦️ الدكتور طارق
♦️ المهندس عمر
♦️ الدكتور أحمد
♦️ منتصر اخر العنقود وتخرج من كلية الاقتصاد بجامعة لندن.
ومن البنات :
♦️ الدكتورة منال
♦️ الدكتورة سارة
ويجدر ذكره في هذا المقام بان الفنان الموسيقار السني الضوي هو الشقيق الأصغر لوالدة الراحل محمد الحسن أحمد.
♦️ في يوم الاربعاء الموافق 2008/9/24م انتقل محمد الحسن أحمد إلى الرفيق الاعلى بإحدى مستشفيات لندن بعد صراع مع المرض ودفن بمقابر شمبات ببحري.
♦️ نسأل له الرحمة والمغفرة والقبول الحسن من لدنه وان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق