الخميس، 17 فبراير 2022

الدلنج عروس الجبال


صباح الخير من الدلنج ...عروس الجبال🌳🌳

🍀لا تفوتكم روعة 🍀

الدَلَنْج .. والتي تلقب ب عروس الجبال.. مدينة تقع في ولاية جنوب كردفان بالسودان على ارتفاع 688 متر ( 2,254 قدم ) فوق سطح البحر وعلى بعد 498 كيلومتر ( 309 ميل ) جنوب الخرطوم عاصمة السودان وحوالي 115 كيلومتر (71.45 ميل) شمال كادقلي، حاضرة الولاية، كما تقع على بعد 160 كيلومتر جنوب مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، وهي ثاني أكبر مدينة في ولاية جنوب كردفان وتتوسط منطقة جغرافية متنوعة الطبيعة تتميز بتلالها ووديانها الموسمية وتربتها الطينية والرملية التي جعلت منها منطقة زراعية مهمة. كما تعتبر من المدن الرائدة في مجال التعليم بالسودان.

#التسمية.. أخذت مدينة الدلنج اسمها من قبيلة الدلنج وهي إحدى فروع قبائل النوبة الثمانين. واللفظ الدلنج ينطق بفتح الدال واللام وتسكين النون مع إغفال الجيم، والنون فيه معطشة مثل النون الإسبانية Ñ وهي حرف طبقي أنفي يرمز له بالأبجدية الصوتية الدولية بالرمز eɲe يقابله بالعربية ڭ ( كاف فوقها ثلاث نُقط ). ويأخذ اللفظ عدّة أشكال هجائية باللغة الإنجليزية فهو Dilling (كما في الوثائق القديمة) أو Dalanj ( كما هو مستخدم حالياً في جامعة الدلنج)أو Dalang ( في المكاتبات الرسمية الحديثة أحياناً) أو Al Dallang أو Adalang أو غير ذلك.

التاريخ.. يرجع تاريخ مدينة الدلنج إلى القرن التاسع عشر الميلادي حيث نشأت كقرية صغيرة يقطنها أفراد من قبائل النوبة ( دلنج – واركو )ثم جاء الحوازمة والمسيرية وتطورت فيما بعد إلى سوق موسمية كبيرة يتم فيها تبادل السلع والمقايضة بين الرحل والسكان. ومن المرجح أن الدلنج كانت تخضع لمملكة تقلي التي حكمت المنطقة من عاصمتها مدينة العباسية. وباندلاع الثورة المهدية في السودان ضد الحكم التركي المصري واعتصام المهدي في جبال النوبة برزت الدلنج في الخارطة السياسية للسودان كنقطة انطلاق وتقدم عسكري لجيوش المهدية ضد القوات الإستعمارية. شهدت منطقة الدلنج إبان الحكم الثنائي عدة ثورات من بينها المقاومة التي قادها السلطان عجبنا في عامي 1912 – 1913 قبل ان تتمكن سلطات الحكم الثنائي من إلقاء القبض عليه وإعدامه وسط حشد كبير من السكان والمقاومة التي تزعمها علي الميراوي.المناخ في الدلنج شبه جاف إلى شبه رطب يتميز بحرارة صيفه وبرودة الشتاء وأمطار موسمية ورياح شمالية إلى شمالية جافة في الصيف وجنوبية إلى جنوبية غربية مصحوبة بالأمطار خلال الفصل المطير الذي يبدأ من أبريل / نيسان أو مايو / أيار ويستمر حتى سبتمبر / أيلول أو إلى منتصف أكتوبر / تشرين الأول. وأهم ما يميز التضاريس هو انتشار التلال وسط سهول ذات تربة طينية متشققة ووديان موسمية أبرزها وادي أبو حبل.


الدلنج هي ثاني أكبر مدينة سودانية في ولاية جنوب كردفان وهي تقع في المنطقة المعروفة بجبال النوبة وهي منطقة حضرية وبها ثاني معهد للتربية بعد معهد بخت الرضا الشهير والذي تحول إلي جامعة الدلنج. يسكن في مدينة الدلنج خليط من الأجناس السودانية معظمهم من القبائل النوباوية (فيائل, والأجانق، والنيمانج) كما تسكن بعض القبائل الاخرى مثل الحوازمة وا الفلاتة و التامة برقد برقو فور والجوامعة وآخرين

 الدلنج من أعرق مدن جنوب كردفان فهي مدينة العلم والثقافة، والأدب والمعرفة، وهي منطقة التمازج الحضاري والسلام الاجتماعي منذ قديم الزمان فقد كانت الدلنج معروفة ومشهورة بمعهد التربية الذي كان بمثابة الضوء في جنح الظلام الدامس وكان البلسم الشافي لطلاب العلم والثقافة والاداب والفنون. ما زال الناس يذكرون عيد المعهد السنوي الذي كان عبارة عن تظاهرة ثقافية فنية علمية تجمع بين طلاب المعهد وسكان مدينة الدلنج في اروع ما يكون التماسك الاجتماعي. فالدلنج نموذج للمدينة الفاضلة في كل شيء فهي مدينة التسامح والتآخي والإلفة والمودة، وهي مدينة الالهام والابداع الشعري والغنائي ، الكل يذكر الشاعر جعفر محمد عثمان الذي ألهمته شجرة التبلدية أروع قصائده الشعرية في مدينة الدلنج حيث كان يسكن في منازل معهد التربية وكانت بمنزله شجرة تبلدية ما زالت تعانق السماء سمواً ورفعة كجبال الدلنج الشاهقات فقد قال في هذه القصيدة:

لست أنسى يوم الوداع الحزين

فقد كنت في الصمت حيرى

ورب صمت مبين...

كانت هذه القصيدة مما يتباهى به الاساتذة في الدلنج بما تحمل من معان ودلالات ووصف لطبيعة مدينة الدلنج الرائعة وهي قبل هذا وذاك من انتاج زميلهم، والدلنج ضمت في حضنها الحنون عبر تاريخها التليد رموزاً أدبية وفنية عطرت سماء السودان بأريج الدلنج الزاهي امثال عبد القادر سالم ومحمود تاور والشاعر الدكتور عبد الله اسماعيل ابن كردفان الكبرى الذي تغنى له عبد الرحمن عبد الله بأغنية:

بريق المزن يا ماطر أريتك تبقى غاشينا

وأريتك تجبر الخاطر..

ترد الروح على زولاً...

يشيل ليلين ولي باكر..

كأحدث اغنية تعبر عن طبيعة الدلنج وثقافة وأدب جنوب كردفان والدلنج على وجه الخصوص. والقائمة تطول لا يسع المجال لذكرها، مكي سنادة، مصطفى طيب الاسماء وغيرهم ... هذا في مجال الادب والفن أما في الفن التشكيلي فلا يمكن تجاوز القامة الفنان التشكيلي بلية الذي مثل السودان من مدينة الدلنج في اكثر من قطر عربي وأوربي.

اما في المجال الاجتماعي والانساني فيظل اسم الحاجة الزالفة رائدة العمل الانساني بمدينة الدلنج والتي لا يعرفها كثير من الناس فقد كانت عاملة بسيطة «فراشة» بمستشفى الدلنج وكانت تهتم باللقطاء وتعتني بهم عناية خاصة باعتبارهم ضحايا مجتمع الجهل جاءوا الى الحياة عن طريق سوء السلوك وليس لهم ذنب في هذا.. فكانت الحاجة الزالفة تتقدم المجتمع فهماً في هذا المجال لان المجتمع كان ينظر الى اللقطاء باعتبارهم «أولاد حرام».. هذا نموذج بسيط لامرأة بسيطة عاشت بهذه الانسانية في مدينة الدلنج وماتت ولم يذكرها ذاكر..

اما أعيان الدلنج من الخيرين أمثال عبد الرحمن خالد ومبارك عباس والحاج طه القرشي والد الشهيد القرشي في اكتوبر 1964م ويوسف شامي ومحمد علي ادريس اقوز، ومحمد ابراهيم «ابو شلوخ» زعيم الانصار أمد الله في ايامه، وكذلك الحاج ابراهيم عبد الصادق رجل البر والاحسان والخير وغيرهم كثر كانوا أنجماً تضئ سماء مدينة الدلنج باعمال البر والاحسان والخير، فمدرسة عبد الرحمن خالد بحي الرديف بالدلنج ما زالت معلماً من المعالم التي لا يمكن ان يتجاوزها التاريخ.

هؤلاء الانجم الساطعة كانوا من بقاع السودان المختلفة من الشمال والجنوب والغرب والوسط جمعتهم مدينة الدلنج كما يجمع الرحم التوأم، كانت منازلهم مفتوحة للغاشي والماشي ما عرفوا جهة ولا عنصرا ولا قبيلة. بل كلهم كانوا دلنج معظمهم رحلوا عن هذه الفانية وبقية اثارهم تحكي عن مآثرهم الحميدة، ثم خلف من بعدهم خلف امثال محمد صالح عمر «العياشي» وخليفة محمد نور .الد

اما الدلنج الادارة الاهلية فمن ينكر محاسن وفضائل الامير المرحوم عبد الحميد النور امير امارة الأجانق، ومن لا يذكر مواقف الامير فضل هبيلا أبو حمرة امير امارة الغلفان، ومن لا يعرف صرامة وحسم الامير رمضان طيارة امير امارة النيمانج، اما البذل والعطاء تاجان على رأس الامير نبيل سعيد امير امارة الكواليب  هؤلاء هم اعمدة الادارة الاهلية بالدلنج وركزة امانها استمدوا الحكمة من اجدادهم المك أمين دردمة والمك صارمين والسلطان عجبنا، كانوا اقوياء كقوة الجبال الراسيات في وسط الدلنج وغربها كرمتي، وجبل سلطان، والنتل وسلارا والمندل والصبي.

اما مجتمع الدلنج الرياضي فلا يمكن الحديث عنه دون ذكر بعض الاندية العريقة مثل نادي الاعمال الحرة بقيادة شمس الدين محمد الهادي ونادي الجيل بقيادة شاكوش والغالي النجار ومحمد أحمد قرشي وابراهيم مكي، وهناك اندية اخرى ساهمت في تشكيل مدينة الدلنج رياضيا وثقافيا كنادي الشروق والزهرة والشعلة والموردة هذه الاندية كانت تملأ سماء الدنيا بالعمل الرياضي والثقافي والاجتماعي انتماء كرويا صادقا لا تشنج فيه ولا تعصب لفريق على حساب الاخر. بمثل هذه الروح الرياضية كانت مدينة الدلنج محط انظار الفرق الرياضية السودانية العابرة الى كادوقلي في المواسم الرياضية تجد المدينة بكل انديتها وفرقها في استقبال العابرين بمدخل المدينة الشمالي «حلايب» حفاوة وكرما وسماحة.

ان مدينة الدلنج لها من الإرث التاريخي والثقافي والعلمي ما يؤهلها لان تكون المحلية الاولى في جنوب كردفان ان تم استغلال هذه الموروثات بالطريقة الصحيحة وتفعيل المتبقي منها ليسهم في تقدم ونماء المدينة.


ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post