نادى التحرير في السبعينيات كان واحد من مكونات المربع الذهبي (الهلال والمريخ والموردة والتحرير)
عندما قال الرئيس نميري " لا هلال ولا مريخ ولا موردة ولا تحرير "
بقلم: أمير شاهين
نواصل في هذا البوست الحلقات التوثيقية عن نادى التحرير البحراوي بمناسبة الذكرى ال 92 لتأسيسه (1930-2022م) وكما سبق وان ذكرنا من قبل فان الغرض من هذا التوثيق ليس هو البكاء على الماضي او الوقوف على الاطلال كما كان يفعل امرؤ القيس وبقية زملائه من فحول اساطين شعراء المعلقات في العصر الجاهلي، وانما الغرض هو اخذ العبر والدروس ومعرفة أوجه القوة والضعف من اجل التخطيط لبناء مستقبل واعد باذن الله
نادى التحرير ومنذ تأسيسه في العام 1930م في حلة حمد العريقة على يد مجموعة من الرياضيين وعلى راسهم الأستاذ عبد المنعم احمد حسين بك المشهور بعبدالمنعم سكرة ظل واحدا من اهم الاعمدة التي قامت عليها نهضة كرة القدم في السودان، وفى سنوات السبعينيات والتي يعتبرها المراقبون انها الفترة التي بلغت فيها كرة القد السودانية القمة على الصعيدين العربي و الأفريقي فبطولة كاس الامم الافريقية والتي تتواصل فعالياتها هذه الأيام في الكاميرون كان السودان هو صاحب فكرة اقامتها , فالتاريخ يقول بانه في العام 1957، تأسس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، على إثر مقترح من رئيس الاتحاد السوداني للعبة آنذاك، عبد الحليم محمد، خلال مؤتمر "فيفا" الثالث في لشبونة، وشارك في تأسيس "الكاف" أربع دول وهي: مصر والسودان وإثيوبيا وجنوب إفريقيا وأُقيمت كأس الأمم الأولى في فبراير من عام 1957 في العاصمة السودانية الخرطوم. وبعد أن رفض اتحاد جنوب أفريقيا إرسال فريق متعدد الأعراق تم استبعاده. وفازت مصر التي أطاحت بالسودان في نصف النهائي على إثيوبيا 2-1 في النهائي الافتتاحي، وفى العام 1970 م فاز السودان بالبطولة التي أقيمت على ارضه عقب تغلبه في المباراة النهائية على غانا 1/صفر. ويتفق الجميع بان هذا الازدهار للكرة السودانية كان مرده الى قوة المنافسة بين الفرق! فمثلا كان دوري الخرطوم الذى كان يضم اندية الهلال و المريخ و الموردة و التحرير والاتحاد و النيل و الأهلي و برى وودنوباوى كانت هذه الفرق ذات مستويات تكاد تكون متقاربة وكان يصعب التكهن بنتيجة المباريات، وبالرغم من فريقي الهلال والمريخ كانا يتربعان على القمة فكان من المالوف ان تتم هزيمتهما من بقية الأندية مثل التحرير و الموردة و النيل الخرطومين , فمثلا في موسم 72/73 فاز المريخ بالدورى بعد عزيمته لكل الفرق ما عدا التحرير الذى تعادل معه سلبيا , وكان التحرير في وقتها فريقا قويا تعمل له بقية الأندية الف حساب كما يقولون ويذكر الكابتن عبدالحميد كباشي حارس مرمى التحرير وقتها وكان يلقب بالحارس الحديدى لصعوبة ادخال الكرة في مرماه يقول بان التحرير كان بعبعا مخيفا لاندية القمة ورغم هجرة ابرز تجومه مثل جيمس و قرن شطة فقد كان يضم لاعبين كبار مثل عثمان بوكو, أحمد عدلان, كدباس, تشتش, صلاح ناجى, عثمان, أبو رزقة, يوسف المفك, سمير دهب, ا سيد بطه, صالح التوم, هاشم سند, عادل تنقو, إسماعيل زكى وغيرهم من الذين لا يتاح المجال لذكرهم . وكان المربع الذهبي يتكون الهلال والمريخ والموردة والتحرير. وكانت الطامة الكبرى والضربة القاصمة لكرة القدم السودانية عندم قام الرئيس الأسبق في لحظة غضب جنونية بإصدار قراره الكارثي في ابريل 1976م. بحل مجالس إدارات الاتحادات والأندية الرياضية وتسريح اللاعبين تجميد كل المنافسات الرياضية ما عدا روابط الناشئين بالأحياء. إيقاف حركة الوفود الرياضية للدورات والمؤتمرات ما عدا الدورة الاولمبية. وتجميد حسابات كل الاتحادات والأندية عدا الاتحاد الرياضي العسكري واتحاد الشرطة واللجنة الأولمبية. وتغيير أسماء إستادات الكرة.. إستاد الهلال تغير اسمه إلى (إستاد الشباب).. إستاد المريخ أصبح (إستاد أم درمان).. دار الرياضة بأم درمان أصبحت (إستاد علي عبد اللطيف).. إستاد الخرطوم لم يتغير اسمه وذلك كرد فعل لشغب صاحب مباراة الهلال و المريخ و هتاف مشجعي الهلال " ابوكم مين على قاقرين" التي اغاظت نميرى الذى كان معتادا عاى هتاف الجماهير له " ابوكم مين نميري " وبعده اعلن اعلن قرارات الحل المذكورة و التي بدها بالهتاف " لا هلال و لا مريخ و لا موردة و لا تحرير وهذا يدل على المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها التحرير في السودان , وبعدها هاجر اغلب لا عبى كرة القدم في السودان وصارت الملاعب خاوية و مجرد اطلال ينعق فيها البوم ومن يومها و حتى الان لم تسترد كرة القدم السودانية عافيتها وهذا حديث اخر
والى اللقاء في بوست اخر
الصورة من أرشيف الأخ الأستاذ عماد احمد لفريق التحرير في السبعينات و يظهر فيها عبدالحميد كباشى في المقدمة ونترك للقراء معرفة بقية اللاعبين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق