الخميس، 3 فبراير 2022

عرفات محمد عبدالله

 🏆المرحوم عرفات محمد عبدالله

♦️ حينما توفى الفنان سرورفى عام 1947رثاه العبادى بقصيدة عبر فيهاعن حزنه الشديد واشارضمن تلك القصيدة الى مانحن بصدده من ظاهرة الرحيل المبكر والمفاجئ للمبدعين وهى الظاهرة التى يصفها دكتور غالى شكرى بانها الة تنبيه فى ظل انظمة القهر والاستبداد

♦️ قال العبادى ضمن تلك القصيدة

لهفي علي الرفاق

سار ركبهم متابع

واعلاهم عمر            

ماتعدى عقدو الرابع 

♦️ والفترة التى يتحدث عنها العبادى هى الفترة التى غيب الموت خلالها (التجانى  يوسف بشير والامين على مدنى)وكلاهما لم يتعد حتى عقده الثانى ثم خليل  فرح ومعاوية محمد نور وعرفات محمد عبدالله والذى نحن بصددالحديث عنه عبر هذه المساهمة

♦️ بتاريخ 23/7/1936 كتبت مجلة الفجر تقول:(بقلوب مكلومة وانفس محزونة تنعى اسرة مجلة الفجر الى الامة السودانية الكريمة ابنها البار وخادمها الامين المرحوم عرفات محمدعبدالله الذى لحق بالرفيق الاعلى فى الصباح الباكرمن هذا اليوم)

♦️ ثم تمضى المجلة قائلة(وقد رات المجلة ان اول واجباتها ان تُشعر الشعب السودانى بالمصيبة الفادحة التى نزلت به وان تعلن الى جمهور العاصمة المثلثة ان تشييع الجنازة سيكون فى الساعة الرابعة والنصف من مساء اليوم وسيبتدئ الموكب من دار الفقيد الواقعة غرب  مركز امدرمان الى مقابر العائلة بمدفنة السيد احمد شرفى بام درمان وهذا ليعلم كل من يود تشييع الجنازة وتوديع بطل الوطنية وعلم من اعلام الادب ذلك الوداع الاخير) 

♦️ وبعد مرور عام على الوفاة فى 15/3/1937نطالع وصفا لمشهد الجنازة حيث تقول الفجر(وما كاد النعى يصل الى ايدى الناس الا وانهالت الوفود الى دار الفقيد ولا غرابة فذاك فقد امة باسرها,وكم من دموع اريقت يومذاك وكم من قلوب قطعت وظلت الوفود تنساب الى الدار الى ان وافى ميعاد الدفن وخرج النعش يظلله اللواء الابيض وقد نقشت عليه ثلاث كلمات عاش عرفات  ومات من اجلها الحرية  النهضة والفجر وتسابق الشيوخ والشباب ليحملوا على اكتافهم النعش  فراينا امة تسير وراء النعش وراينا الدموع تنحدر وسمعنا الانات تتحشرج فى الصدور وبايدينا اودعنا القبر من كنا نعزه على الدمقس والحرير واهلنا التراب على من كنا نرجو ان نهيل عليه اكاليل   الغار وهو يحرز انتصارا بعد انتصار.

⛔⛔فمن هو عرفات الذى سارت فى جنازته كل هذه الجموع والذى ظلل نعشه لواء ابيض نقشت  عليه كلمات:الحرية النهضة الفجر؟ 

♦️ عرفات من مواليد ام درمان عام 1897 وقد تخرج من  كلية غردون عام 1916 وقد عمل بمصلحة البوستة  والتلغراف اى انه من جيل احفاد الهزيمة كما يسمى  محمد المكى ابراهيم الذين  ولدوا عقب اوعشية الاحتلال فى منحنى القرن التاسع عشر ونشأوا فى عهد الاحتلال وتثقفوا على يديه فى معاهده ومدارسه النظامية.

♦️ وهو بذلك من طلائع القوى الحديثة فى بلادنا فى بدايات القرن الماضى وهو كذلك من المؤسسين لجمعية اللواء الابيض وكان كذلك رابع اربعة من الذين هاجروا الى مصرطلبا للعلم وللتعريف بقضية السودان فى العالم الخارجى

♦️ ولم يكن الذهاب الى مصر بالشئ الصعب  فحسب والذى يتطلب بعض المخاطرة وانما كان كذلك يعد جريمة  فى نظر السلطات البريطانية ولذلك كان اولئك الطلاب يسافرون فى ظروف غاية فى الصعوبة والحرج حيث لم يكن  اهلهم واقرب الاقربين اليهم يستطيعون ان  يمدوا لهم   مايسد مسغبتهم وحرم عليهم ان يعودوا الى الوطن فكان النفى والتشريد ضريبة على كل من يغادر السودان ليغترف من مناهل العلم فى القاهرة وهناك فى القاهرة كانوا يعيشون على(العيش والطعمية وسلطة اللبن  والعجينة)

♦️ فى القاهرة اصبح عرفات وكيلاً لجمعية اللواء الابيض ولذلك اصبح بمثابة الاب للطلاب فى مصر حيث سكن فى حارة الجداوى منزل رقم 14 ومن ذلك البيت أدار عرفات نشاطه فعمل على اسكان الطلاب فى داخليات مجانا وكان من ضمن مساعيه ان افتتح اكتتاب عام جمع به مبلغ الف جنيه اسس بها صندوق لرعاية الطلاب السودانيين وذلك بعد ان طاف على المجامع والانديةالمصرية واحدث تاثيرا حسنا فيها باسلوبه المؤثر  وحجته القوية ولذلك كان المصريون يصفونه بمعجزة السودان الخارقة. وبينما هو مستمر فى جهوده  تلك وقع  حادث اغتيال السير لى استاك فى نوفمبر 1924فى القاهرة مما ترتب عليه اعتقال وملاحقة كل السودانيين فى القاهرة وعلى راسهم عرفات. وحين اخلى سبيل الجميع لم يطلق سراح عرفات بل وجه اليه الاتهام باغتيال سير لى استاك لان احد الذين نفذوا الاغتيال كان قريب الشبه من عرفات. ولذلك بقى  عرفات فى السجن سبعة اشهرولكن بخروجه من السجن  اخذ الكثيرون  يبتعدون عنه لان الاقتراب منه يسبب لهم الكثير من المضايقات والملاحقات فقام بتاسيس  متجر يتعيش منه الى حين وجد فرصة للعمل فى سيناء بشركة التعدين الانجليزية ثم انتقل الى جدة للعمل بشركةالقناعة العربية.

♦️ وقد كان لعرفات قبل خروجه وبعد عودته نشاط  ثقافى وسياسى واجتماعى  واسع فالى جانب نشاطه السياسى فى جمعية اللواء الابيض نجده يقوم  باخراج وتمثيل عدة مسرحيات  للمساعدة فى تاسيس  نادى الخريجين ومدرسة ام درمان الاهلية والاحفاد وملجا القرش ومن تلك المسرحيات مسرحية صلاح الدين الايوبى ومسرحية هارون الرشيد.

♦️ وبعد عودته للوطن بعد غياب استمر  لمدة خمس سنوات فكر فى الكتابة للصحف فكتب فى مجلة النهضة لمؤسسها محمد عباس  ابو الريش ثم بعد وفاة ابى الريش فكر فى تاسيس مجلة الفجر.

♦️ ولنقيم تجربة مجلة الفجر وبالتالى تقويم دور عرفات  لابد من ادراك الظروف التى صدرت فيها تلك  المجلة حيث انها صدرت بعد الهزيمة المؤلمة لثورة  1924 تلك الثورة التى مثلت التحرك الاول  للقوى الحديثة فى السودان والتى  يقول الاستاذ محمدالمكى ابراهيم ضمن تقييمه لها : 

♦️ ( ليس من وصف ابلغ تعبيرا عن ثورة 1924م السودانية من وصف الوثبة فقد تجمع لتلك الثوة كل خصائص الوثبة بما فى ذلك عنصر المباغتة والطفرة وعدم الاكتمال وكان لها اندفاع الواثب وقوة انطلاقه ومقدرته على الاقتحام والمصادمة وكان لها ايضا جهل الواثب بما ينتظره فى نهاية تحليقه القصير او على الاقل قلة احتفائه بذلك الذى ينتظره،فعلى حين غرة اقتلعت الجماهير نفسها من وهدة الياس والخذلان وهبت لتوجه للاستعمار  ضربة مباشرة كطعنة الرمح،وقبل ان تتجمع  القوى الوطنية وتستكمل صحوها كان كل شئ قد تم والمعجزة قد تحققت بعد طول الياس والقنوط،وكما ان الوثوب يوحى بالسقطة والوقوع كنتيجة متوقعة وملازمة،فقد وثبت الثورة كالثور الجامح لتهبط فى خندق الهزيمة الممتد على الجانب الاخر ويمتلى جسمها بالرضوض والكسور).

♦️ ومن تلك الرضوض والكسور ما ترتب على تلك الهزيمة من احباطات احاطت بذلك الجيل من المثقفين وكان من اهم الدروس التى خرج بها البعض من ذلك الجيل كما يقول الاستاذ احمد خير:(ان اى حركة وطنية يراد لها النجاح يجب ان تستند الى تاييد شعبى  ساحق مما يتطلب وعيا سياسيا قويا عند الجماهير كما يتطلب عند القادة  الماما تاما بالتطورات  السياسية فى العالم ولابد من استزادة المحصول العلمى بالجهد الشخصى وفهم احوال المجتمع السودانى فهما علميا كما لابد ايضا من تنوير  افراد الشعب وتنبيههم الى حقوقهم على الدولة وواجباتهم لها. واخيرا لابد من قيام الارتباط بينهم وبين الججيل الجديد)

♦️ ويواصل الاستاذ احمد خير قائلا:(لذلك كان من المناظر المألوفة ان ترى اكداسا من المؤلفات الانجليزية والعربية واكواما من الصحف تشغل فى عناية لا تمتد الى غيرها من الاثاث والمحتويات الاخرى  اكبر حيز من غرفة الشاب السودانى وتستنفذ اكبر جزء من دخله)

♦️ ونشات من جراء ذلك فى غير ما ضوضاء او ضجة جمعيات صغيرة قوامها زملاء الحى والحارة ورفاق الفصل والمدرسة وابناء الديوان والمهنة الواحدة

♦️ نشا بعضها للتمثيل وبعضها للمطالعة المشتركة والمراجعة واخرى للخطابة وقرض الشعر والمناظرات وكانت  هذه الجمعيات تلتقى فى المنازل فازدهرت بمناى  عن الرقباء ثم تطورت حتى اصبحت مدارس فكرية)

♦️ ولذلك اعتقد ان صدور النهضة ثم الفجرمن بعدها كان استجابة لضرورات موضوعية فى العقد الثالث من القرن الماضى، وقد فكر فى اصدار الفجر ثم اصدرها عرفات داعيا للتجديد والنهضة. وحين فكر فى اصدارها لم يكن يملك من  راسمالها سوى جنيه واحد دفعه ثمنا للرخصة ولكنه على حد تعبير الاستاذ قاسم عثمان نور كان يملك ايمانا قويا وعزيمة لاتعرف المستحيل يدعم ذلك ثقافة واسعة ووطنية صادقة.

♦️ ورغم ضيق الامكانات وقلة الخبرة وقصر فترة التجربة شقت الفجر طريقها بمعاونة مجموعة من الاصدقاء والصحاب والكتاب جمعت بينهم وحدة الهدف وتقارب الميول تلك الجماعة الى عرفت بجماعة الهاشماب نسبة  لحى الهاشماب بام درمان والتى واصلت  مسيرها وعرفت فيما بعد باسم جماعة الفجر او مدرسة الفجر.

♦️ وقد صدر العدد الاول من مجلة الفجرفى الثانى من يونيو عام 1934م وقد كتب عرفات فى تصدير العدد الاول افتتاحية بعنوان(قل هذاسبيلى)قال فيها : (اما بعد فهذه صحيفتنا بين يدى قارئها فيها صورة صادقة بقدر ما يستطيع المرء ان  يصور لمبدئنا الذى ندين به فى خدمة هذه الامة السودانية وهذه اللغة العربية قبل كل شى وبعد كل شى)

♦️ وفى افتتاحية اخرى يقول عن الفجر انها(تستمد مبداها وصفتها من اسمها الذى اسميناهابه،وامالنا وطيدة فى انها ستكون فجرا  صادقا يتلوه صبح وضاح ونهار مشرق  تنتشرلسعة شمسه  الشافية فتقضى على جراثيم الجهل والعصبية والتاخر والجمود وتبعث فينا وفى ابنائنا واحفادنا روحا جديدة.

♦️ وكما ذكرنا فلم يكن عرفات  ساعة اصدارها يملك سوى جنيه واحد وقد بدات  بحوالى مائتى  مشترك ولكن مان حل شهر اغسطس حتى بلغ عدد المشتركين فيهاالف  وخمسمائة مشترك.

♦️ وكانت الفجر  خالية تماما من الاعلانات الحكومية ولم تكن تتلقى اى اعانات حكومية مباشرة او غير مباشرة وكان اعتمادها الاساسى  على المشتركين والقراء وقد ساعدها على الصمود طوال   تلك السنين قلة مصروفاتها. فان  بند التحرير بالكامل لا اعتمادات مالية له اذ يقوم بتحريرها نفر من الكتاب والمفكرين بدون مقابل. وتلك الفئة لا تكتفى  بالكتابة دون مقابل بل تساهم فى عمليات توزيعها واكتساب  مشتركين جدد وجلب  اعلانات تجارية على  قلتها والبند الوحيد الذى يلتهم معظم ان لم يكن كل  عائدها هو بند الطباعة وقد وجدت الفجر  الاقبال  والقبول من المثقفين ووجدت كذلك مكانا وقبولا فى دنيا الصحافة العربية متمثلة فى دنيا الصحافة المصرية.

♦️ وقد توجت جهود عرفات وزملائه بقيام مؤتمر الخريجين العام ورغم الدور الكبير الذى قامت به مجلة الفجرالا اننى اعتقد انها كان من الممكن ان تؤدى دورا اكبر من الذى ادته وجهدا اكبر من الذى بذلته وهذا قد يرجع بنا الى الحديث عن  تنظيم اللواء الابيض وهزيمة ثورة  1924م والرضوض والكسور التى   تسببت فيها وكما تقول  ديوشيكو كوريتار بما يقود ذلك الى التشديد على الطبيعة المحدودة لجمعية اللواء الابيض التى لم تستطع ـكمنظمةـ(والحديث لايزال  لكوريتا) ان تستجيب بفاعلية لتطورات 1924م الواقعية، وقد يجرح هذاـ من ثم ـ مشاعر الناس الذين ما يزالون  يعزون ذككرى هذه الحركة الوطنية،لكن يجب حسب كوريتا ان نبدأ من ادراك نقائص الحركة الوطنية وليس فقط من تمجيدها اذا اردنا التفكير بجدية فى المسالة الوطنية.

♦️ فعلى سبيل المثال نجد ان الفجر لم تلتفت اى التفات الى المكونات غير العربية للسودان  الجنوب مثلا رغم صدور قانون المناطق المقفولة منذ ذلك الوقت  وقبل  ذلك الوقت وما يحمله ذلك القانون من خطر ومن تامر على وحدة وانصهارعناصر السودان ورغم  وضوح ذلك حتى لقائد اللواء الابيض علي عبد اللطيف.

♦️ ومثال اخر ان المجلة  صدرت ابان  ازمة  الاقتصاد الراسمالى فى ثلاثينيات القرن الماضى وما انعكس عن تلك الازمة من اثار على السودان،تلك الازمة التى  يصف اثارها الاستاذ احمد خير قائلا:(وثقلت وطاتها على السودانيين،فقد ايقظت  الشكوك الدفينة فى نفوس رعاة الماشية واصحابها فى البوادى ونبهت اذهان  زارعى القطن فى قرى الجزيرة وحول شواطئ النيل بما لايقل عن اثرها على التاجر الصغير والعامل الفقير وبدا افراد الجمهور  يتساءلون ما سر الضيق والعوز؟ ما سببه وما مؤداه؟والسماء لم تبخل بوابلها والنيل لم يغض ولم ييبس، ولاول مرة فى التاريخ القى القبض على  الاستعمار متلبسا بجرمه وسيق الى قفص الاتهام،بينما جلس الراى العام السودانى فى منصة  المحلفين وصدر منها قرار الادانة  باجماع  لافارق فيه بين الجيل الحديث والجيل القديم)

♦️ فلو ان جمعية اللواء الابيض استجابت  بفاعلية لتطورات  1924 وما بعد  1924  لحافظت على جسدها ومارست ماسماه  عبدالخالق محجوب فيما بعد:  (التاكتيك الدفاعى ومراكمة القوى ولصدرت الفجر وغير الفجر من فوق تل التجارب التى يطل من فوقها التنظيم ولعصمت الكثيرين من خطا تقديراتهم  الذاتية التى اوقعتهم فى الكثير من الاخطاء ).

♦️ اخيرا لماذا الكتابة عن الرحيل المبكر والمفاجئ للمبدعين التجانى يوسف بشير، الامين على مدنى ، معاوية  محمد نور ،  خليل فرح وعرفات محمد عبدالله؟

♦️ ربما تطوعا ونافلة للتكفير  ( عن  اهمال  لحق  بعضهم على حد تعبيرجميل )للاستاذ نقد ولتجاوز  شعار صيغ عفوا وفى انفعال رغم نبل المقصد شعار اعادة كتابة تاريخ السودان،ربما يكون الادق حسب الاستاذ نقد الذى يمضى الى القول:(اليس من الاصوب والاوفق والافضل والاقرب لمنهج علم التاريخ تجاوز الشعار اياه والمضى قدما نحو تكثيف البحث والعطاء فى شتي  ميادين تاريخ السودان وحصر ما يثبت انه افتراء وتقويم  رواية  ذات عوج يعوزها السند وتقديم اسباب جوهرية على اخرى  ثانوية احتلت مكانا ليست مؤهلة له وتفنيد باطل الحجج وواهن الاستنتاج وتمهيد  مضمار الاجتهاد يرتاده كل باحث يغوص الى اعماق  لم يسبرها من سبقوه ويعيد النظر فى مسلمات  احاطوها بقدسية وجلال لدواعى راحة البال وينهل ويرتوى من  منابع اسهامات  الفكر الانسانى مع العصمة من الادعاء والتعصب وكانه صاحب السطر الاخير فى تاريخ السودان)

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post