الاثنين، 25 ديسمبر 2023

من يوميات بريطاني

 من يوميات إيزماي توماس الأستاذة البريطانية بكلية معلمات أمدرمان 1950م

تحرير : جراهام توماس

عرض: بدر الدين حامد الهاشمي

عاشت السيدة البريطانية إيزماي توماس (1920 – 1995م) سنوات من عمرها في السودان، فقد قدمت للسودان مع زوجها عام 1950م، وعملت في البدء في سلك التدريس في كلية المعلمات بأمدرمان، ثم انتقلت للعمل كمفتشة للتعليم في إدارة تعليم البنات والمرأة  في مديرية الخرطوم.

تعلمت إيزماي اللغة العربية واختلطت مع أفراد المجتمع السوداني، وجابت كل أنحاء البلاد تقريبا، فقد سافرت لبورتسودان في الشرق وجوبا في الجنوب وحلفا في الشمال،، وغيرها من المدن السودانية، وسجلت في يومياتها كل الأحداث التي شهدتها في كل مختلف أنحاء السودان، بتركيز خاص على حياة المواطن العادي في الأماكن التي زارتها.  

نشر زوجها جراهام توماس مذكراتها في كتاب صدر في عام 2000م بعنوان " Sudan Journal of Ismay Thomas" عن دار النشر البريطانية) The Book Guild Ltd (BG).

من المصلين، أنه  يود أن يشيد بذكرى ستة من أصدقائه الذين توفوا وهو بالسجن، وكان من بينهم دكتور يوسف بدري (لدوره في اشاعة التعليم بالبلاد) والسيدة إيزماي توماس لدورها المهم في تعليم البنات في السودان. ختم الكتاب بقائمة مراجع عن السودان وعن البريطانيين فيه. كان من ضمن قائمة المراجع كتاب للسيدة إيزماي وزوجها عنوانه "تاريخ مصور للسيد عبد الرحمن المهدي، صدر عام 1986م (دون ذكر اسم الناشر).  

في الفصل الأول تحكي عن مغادرتها لندن في 16/11/ 1950م على طائرة "فايكنغ" تابعة لمؤسسة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار (British Overseas Airways Corporation, BOAC) من مطار في كامبرلي، وعن رفقاء رحلتها من ضباط بريطانيين يتسامرون حول لعبة الكريكيت، وزوجات بريطانيات في رفقة أطفالهن، وصبيان وبنات في مختلف الأعمار، وعن ما أصابها من غثيان وقيء في تلك الرحلة لم يتوقف إلا حين حطت الطائرة في مدينة "نيس" ثم مرة أخرى في مطار بجزيرة مالطا. تسهب الكاتبة في يومياتها ذاكرة أدق التفاصيل عن الفندق الذي ارتاده مع رفقاء السفر لقضاء الليل، وعن فخامته وسبل الراحة فيه، والتي لم تتكدر إلا قليلا برؤيتها لطاقم الطائرة وهم يحملون قناني المياه لتصب على ماكينة الطائرة (لا شك لتبريدها!).

تناولوا أول وجبة لهم في السودان، وكانت كلاسيكية الطابع، مكونة من شوربة لم تتذوق مثلها من قبل، ومن سمك لا تعرف نوعه، مع طبق حلو أخير، وكان يخدمهم على تلك المائدة رجال طوال سود في جلاليب وعمامات بيضاء ويربطون خصورهم بأحزمة قماشية خضر. في فجر اليوم التالي، وفي جو شديد البرودة غادروا الفندق متجهين نحو طائرة الفايكنغ، والتي صلت للخرطوم التي كانت أقل برودة من حلفا (حيث كانت الحرارة 101 درجة فهرنهايت، أو 38.3 مئوية)، حيث قابلهما في المطار مدير التعليم وكبار  القارئ غير السوداني).

في مساء يوم الأحد ذهبت للكاتدرائية الإنجليزية (الأنجليكانية) ،وأشادت بجمال مبناها، وكثرة المصلين من الرجال مع قلة النساء!  

زارت في يوم الاثنين مدرسة العباسية للبنات مشيا على الأقدام من كلية المعلمات في طريق رملي. علمت أن الناس في هذه المنطقة يعدون من الفقراء وأن النساء محرومات من حرية الحركة والتبضع بمفردهن، رغم أنها لاحظت أن بعض الطالبات كن يرتدين ساعات يد! علمت أن كثيرا منهن لم يغادرن حيهن القديم، ولم يزرن الخرطوم القريبة أو حديقة الحيوانات مثلا.

ختمت هذا الفصل الأول بالإشادة بالسودانيين كشعب يحب، ويمتاز بالأمانة والصدق والصراحة.

فى الصورة العميد يوسف بدري و معه مستر جراهام توماس و مسز  إزمي توماس

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post