الأحد، 4 يونيو 2023

كتب معتصم أقرع

 كتب معتصم أقرع:

خسائر قوات الدعم السريع البيروسية:

انتصار أو تعادل بطعم الهزيمة الكاملة.

 على الرغم من أدائه العسكري المفتول العضلات إلا أن الدعم السريع تكبد خسائر سياسية فادحة منذ بداية هذه الحرب. 

 أولا الانتهاكات التي ارتكبها الدعم باحتلال ونهب منازل ومستشفيات ومباني عامة جعلت من الصعب جدًا على أنصاره داخل السودان وخارجه أن يخرجوا من الكلوسيت ويؤيدوه بشكل علني، الأمر الذي أجبر الغطاء الإعلامي على الاكتفاء بإدانة الطرف الآخر مع تجاهل انتهاكات الدعم السريع أو على الأقل تقليل حجمها بتقديم نقد خجول هدفه ابراء الذمة وتوفير دفوعات يمكن صرفها مستقبلا عند اللزوم.

 ثانياً، الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم تعني أنه، حتى لو انتصر، بعد الحرب سيكون من الصعب عليه ايجاد مجموعات وشخصيات مدنية فعالة وذات مصداقية لتزويده بقاعدة مدنية  وسياسية لا غنى عنها فالسلطة ابدا لا تجلس علي اسنة الرماح وحدها وتحتاج دوما الي غطاء سياسي وكرفتات وابتسامات تجارية متحضرة.

 ثالثًا، تبدو العقوبات التي فرضتها الحكومة الأمريكية حتى الان سطحية ورمزية وتحذيرية، لكنها مهمة للغاية من وجهة نظر سياسية بمعنى أنها ستجعل من الصعب نوعًا ما على المجتمع الدولي قبول الدعم السريع كاملا وبلا تحفظ وبلا كلفة إعلامية كفاعل سياسي شرعي في المستقبل.  

 لن تدمر العقوبات الأمريكية-   ولا أي جهة اخري سودانية أو اجنبية -الدعم السريع اقتصاديًا أو سياسيًا بضربة واحدة، ولكن هذه معركة الموت بألف طعنة من اين جاءت  سواء كانت طعنة اقتصادية أو سياسية أو عسكرية.

وظل الخطاب الإعلامي والدبلوماسي للدعم السريع أكثر احترافية من خطاب الجيش المثقل بأعباء إدارة كل مستويات المعركة العسكرية والسياسية ، والإعلامية والدبلوماسية في ظروف حرمان من القاعدة السياسية اللازمة أو الخبرة البشرية التي لا غني عنها. 

حتى لو انتصر الدعم السريع عسكريا فانه سيكون نَصر بَيروسِي  وهو النصر باهظ الثمن الذي " يرمز للانتصار مع تكبد خَسائر كَبيرة حتى أنه يرقى إلى مَرتَبة الهَزيمة  التي تلغي أي شعور حقيقي بالإنجاز أو تقوض تقدم المُنتَصر على المدى الطويل. ظهر المُصطَلح نسبة  الي اليوناني   بيروس الإبيري ، الذي أدى انتصاره علي الرومان في معركة أسكولوم عام 279 قبل الميلاد إلى تدمير أغلب جَيشه ، مما أدى إلى إنهاء حملته.".

كجسم طفيلي بالتكوين لا يمكن للدعم أن يحكم صراحة وحده. اذ هو بحاجة إلى سلطان قوي يسمح له بالنهب مقابل حماية عرشه. 

وفر نظام البشير الجسم المضيف المثالي لهذا الطفيل. لكن لا يمكن لقوى مدنية حاكمة ولو اسميا في ظرف حكم شبه ديمقراطي ان تقدم الضيافة التي وفرها البشير بالسماح لقوات الدعم السريع بالازدهار اقتصاديًا كدولة داخل دولة. 

وهنا تكمن المأساة الوجودية للدعم السريع التي تجعل فنائه حتميا، حتى لو سبب دمار وموت واسع وغير مسبوق قبل ان ينزوي من مسرح التاريخ. تماما كفيروس يموت في النهاية نتيجة لإنهاك جسد الانسان الذي يعيش ويعتاش داخله أو يقتل هذا الجسد المضيف. 

قوات الدعم السريع محكوم عليها بالفشل، حتى لو كان أعداؤها ضعفاء وحتى لو كان بإمكانها شراء دعم العديد من الجماعات والأصوات تحت مظلة محاربة الاخوان الذين اسسوها .

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post