الخميس، 1 يونيو 2023

يوسف السندي

 يوسف السندي

ثبت مع الايام ان انصار النظام البائد هم من أشعل الحرب بمهاجتهم لمعسكر الدعم السريع في سوبا، بغرض استفزاز الدعم السريع الجاهز اصلا للرد، وارغام الجيش على الرد المضاد.

مع انطلاق الحرب، نسى الطرفان البحث عن السبب وراء الازمة، واراد كل منهما ان ينتهز هذه الفرصة ليقضي على اكبر قوة مهددة له في حكم البلاد عسكريا، لذلك هاجم الدعم السريع منذ اللحظة الأولى بضراوة، فهو كما يبدو يعتمد على مستشارين كثر من ذات النظام البائد قدموا له النصائح المفخخة بأن ثمة تحرك في الجيش يستهدف الدعم السريع، وان بامكانه ان يحسم الامر باكتساح خاطف، وهو ما يثبته تحريك مدفعية تبع الدعم السريع من دارفور تجاه الخرطوم، ومهاجمة الدعم السريع لمطار مروي، والقبض على طيارين مصريين، مما كبل ايادي مصر وجعلها غير قادرة على دعم الجيش السوداني مباشرة، والا اثبتت ان ما كان يحدث في مطار مروي هو مخطط لتدمير الدعم السريع وليس تدريبا عسكريا مشتركا بين الجيشين السوداني والمصري.

بالنسبة للجيش، شعر قادته بأن الفرصة قد واتتهم من أجل تدمير الدعم السريع، والأنفراد بالسلطة، ظنا منهم انهم سيحسمون الامر بسرعة، وزادهم يقينا بالحسم المبكر استفادتهم القصوى من سلاح الطيران مما جعلهم يستعيدون مواقع عديدة في وقت وجيز، بيد ان سير المعركة منذ الاسبوع الاول حتى منتصف الشهر الثاني يثبت ان ما ظل يصرح به قادة الجيش من حسم للدعم السريع خلال ساعات او اسبوع واسبوعين، هو تقدير خاطيء، وأن الجيش بلع طعم عساكر واعلام النظام البائد كما بلع الدعم السريع طعم مستشاروه من النظام البائد.

مع استمرار الحرب بدون انتصار طرف على الاخر، بدا الجيش والدعم السريع يعلمان أنهما وقعا ضحية لتخطيط عناصر النظام البائد، والتي تستغل الان هذه الحرب في تحقيق ثلاث اهداف استراتيجية بالنسبة لتنظيمها:

اولً7ا: اخراج قادة النظام البائد من السجون وقيادتهم خط التفاوض مع التنظيم الإسلامي العالمي واستقطاب الدعم والمساندة، وتنظيم كتائبهم الجهادية ومليشياتهم استعدادا للانقضاض على الحكم في اللحظة المناسبة.

ثانيًا: اضعاف الجيش والدعم السريع ومعاقبتهما بضرب بعضهما في بعض نتيجة انحيازهم للثورة، مع تصفية شباب الجيش الذين دعموا الثورة وقد يدعمون الحكم المدني في المستقبل.

ثالثًا: القضاء على قوى الحرية والتغيير الجناح السياسي للثورة والذي عذبهم وقض مضاجعهم واتهامه بالعمالة والخيانة، مع توجيه ضربات مماثلة للجان المقاومة باتهام كوادرها بأنهم مخبرين للدعم السريع يفشون اسرار الأحياء والمواطنين.

خطة الكيزان كانت تتمحور حول ان هذه الحرب ستكون قصيرة ونشيطة، تنتهي باغتيال البرهان وحميدتي وشقيقه، على ايدي تنظيمهم السري، مع توجيه الاتهام المزدوج لكل طرف في اغتيال قادة الطرف الاخر، ثم يعقب ذلك اعدامات ميدانية لقادة الحرية والتغيير ولجان المقاومة بتهم الخيانة والعمالة، ثم تنصيب احد كوادرهم في الجيش على رأس الحكم وتفويضه بالكامل، بيد ان هذه الخطة فشلت فشلا ذريعا وبدأت خيوطها تتكشف لكل ذي بصر وبصيرة.

sondy25@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post