قيل ان اﻹنجليز عندما قرروا منح السودان استقلاله وبدأت مرحلة سحب قواتهم .. كان أحد خبرائهم من اﻹدارين بسرايا الحاكم العالم جالسا علي كرسيه خارج مكتبه فخطرت له فكرة فنهض من الكرسي وسحب برنيطته (الكاب) من رأسه ووضعها فوق أعلي نافذة من نوافذ القصر ثم عاد وجلس علي الكرسي ثم نادى مجموعة من الموظفيين والعمال السودانيين المتواجدين داخل سرايا الحاكم العام وقال لهم( هناك جائزة فوق البرنيطة او الطاقية في أعلي النافذة والجائزة لمن يستطيع الوصول اليها، تدافع السودانيون وكل واحد منهم يطمع في الفوز بالجائزة..
كان التنافس بينهم محتدما.. والرجل اﻹنجليزي يراقبهم،.. وقد لاحظ أنه كلما صعد او اقترب واحد منهم من البرنيطة (الكاب) امسك البقية برجليه وسحبوه إلي اﻷرض ومنعوه من الوصول للهدف...
تكرر المشهد طوال مايزيد عن الساعة، بعدها اوقفهم الرجل اﻹنجليزي منهيا تنافسهم.. ثم صعد وتناول البرنيطة (الكاب) بعصاته... ثم التفت اليهم قائلا:-( أنظروا ليس هناك جائزة وإنما إختبار لكم للاسف فشلتم فيه...
ودعوني أقول لكم نحن سنسلمكم بلدكم ونذهب ولكنكم لن تنجحوا في إدارة بلدكم والدليل فشلكم في هذا اﻹختبار البسيط..
اتعرفون لماذا؟؟!! ﻷنكم تتعاونون علي التعطيل ولاتتعاونون علي تحقيق النجاح..
اذا كان اﻹختبار لنا نحن الانجليز كنا جلسنا اولا واتفقنا علي تحديد واحد منا يصعد ويصل الي الهدف.. ثم نتعاون جميعا في مساعدته حتي يصل البرنيطة (الكاب) ويستلم الجائزة وينزل ليوزعها بيننا بالتساوي)..
هذه حقيقة تلخص واقعنا السياسي بمنتهى الدقة..
🔅 الواقع السياسي السوداني يكشف صدق كلمات ذلك اﻹداري البريطاني.. إذ وبعد 65 سنة من الاستقلال لا زلنا نجيد تعطيل بعضنا البعض وبالتالي تنمية الوطن ..
نحن جيدين كأفراد ولكننا كشعب لا لم نتعلم كيف نتعاون من اجل تحقيق النجاح، وتنمية الوطن السودان..
ثمرة الثورة تخليص الوطن من ازماته.. وبناء دولة العدل والسلم والحرية والنهضة، ولكن تكرار ذات الفشل الذي ارتكبناه في اختبار الرجل البريطاني بسرايا الحاكم العام قبل اﻹستقلال ما زال يلازمنا، طوال هذه الحقب منذ اﻹستقلال وحتي هذه اللحظة.
يجب ان نتعلم من اخطاءنا.. علينا ان نتعلم كيف نتعاون جميعا لإعادة بناء الوطن، وتاسيس حكم مدني قائم علي الحرية والعدل والعلم والتعاون والسلام ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق