الأربعاء، 17 يناير 2024

الكاتب عبدالمنعم عطرون

 كتيبة عسكرية بإسم خميس أبكر إلى محرقة الحرب في غرب دارفور؛  يا لود حيلية عيال جلابة؛  ويا لغباء الضحايا

منعم سليمان عطرون

*ما هي الأهداف السياسية والعسكرية  الإجتماعية التي  ستحققهها هذه كتيبة  خميس برأيكم؟

*ثم ما هو مستقبل هذه الكتيبة والكتائب التي تنشأ بأسماء ضحايا الحرب في المتحرك وغيره؟ 


أي إجابة ستأتي بها أنصار تمليش الضحايا للحرب سوف لن تكون منطقية؛ ولأنني أرفض الفكرة من أساسها سوف أناقش هنا  الدوافع غير المنطقية والتفكير غير العقلاني في خلق فكرة تجنيد مدنيين والزج بهم في  محارق حرب دولة الأبرتهايد في تدمير المجتمعات؛ وتفنيد ألية حشوا الضحايا بكراهية قبلية؛ عرقية وجهوية ليواصلوا الحرب. لا برنامج لأوليقارشية الجلابي إلإ بإسمرار الحروب والعنف. 

• قلتم أن الدافع لتأسيس كتيبة بالضحايا هو ثأرا لمقتل الرفيق خميس أبكر والإنتقام من قاتليه؛ الجمجويت برأيكم. ماذا سيستفيد خميس وملايين الضحايا حين تقتلون ضحايا أخرين مثلهم؟؛ وما هو الميزة التي تقدمها لي عن كتيبة خميس هذه وأشقائهم الجمجويت  في الفكرة والممارسة؟

 قلت مرار القتال الذي ينشأ بدوافع الثأر والإنتقام والغضب هو قتال محدود وبلا قيمة؛ و لا تحقق حتى أهدافها العاطفية نفسها. وتؤثر سلبا على القضية الأساسية المتعلقة بالتحرير المجتمعات؛ وتحقيق التعليم المستنير والسلام وأمن؛ وجميع المجتمعات ضحايا؛ وأغلب ضحايا الأبرتهايد  تحولوا من قراهم بلا حقوق مواطنة وإنسانية إلى فارين وناجين يعيشون في مخيمات ومعسكرات بلا مستقبل.  

وإن الرفيق خميس مع رمزيته كقائد إلا أنه لا يختلف عن مليون إنسان قتل في دارفور علي يد الأبرتهايد الجلابي خلال عشرين سنة. لم يتقلهم الجمجويت وحدهم؛ ولم يقتلهم عرب دارفور  بل هم ايضا ضحايا. والمسؤولية في تلك الجرائم تقع بالترتيب على الأتي: أوليقارشية الجلابي ؛ فلاقنة دارفور؛ جيش وبوليس دولة الجلابي؛ مليشيات الجمجوييت؛ والحركات  المسلحة غير الناضجة. والقضية في دارفور أسس لثورة قبل ظهور وإنشاء الجمجويت من ضحايا ذاتهم. وإن  إختصار القضية في الإنتفام والثأر (من ضحايا أخرين جدلا) لا تحقق أبدا أهداف ثورة تحرير السودان  والتي شارك الرفيق خميس أبكر في تأسيسي فرعها العسكري قبل عشرين سنة. وأن النصر هو تحرير المجتمعات وهدم الأبرتهايد وبناء نظام فدرالي في مؤسسة دولة فدرالية تمكّن المجتمعات من حكم ذاتها وإدارة مواردها بنفسها لتكون جزء من الحضارة. 

• من هو قائد كتيبة خميس؛ وهل يحمل عقله في رأسه؟

 إنه من الطبيعي أن لا يوجد قائد سياسي أو إجتماعي أو عسكري مستنير يتبني الإنتقام والثأر هدف وتجيش مدنيين وإنشاء كتائب أسماء ضحايا ودفعهم في محرقة الحرب. بل أن الكتيبة أسسها أوليقارشية الجلابي؛ وضباط البازنقر  من يديرونها؛ فكرتها؛ تسليحها تنظيمها؛ ودفعها للمحرقة. ومجلس البازنقر تحت قيادة سفاح دارفور؛ عبدالفتاح برهان؛ وزج فيه مدنيين ليقاتلوا لاجل حماية الأبرتهايد الجلابي كهدف أقصي. وأليقارشية الجلابي يسارا ويمينا (عبدالله ابراهيم وعلي كرتي) تضخ هذه الأيام طاقة قبلية عنصرية في نفوس ضحاياهم في دارفور عموما وفي دارمساليت. مثل ان تعيد نشر وقائع تاريخية مثل إنتصار سلطنة دارمساليت على الفرنسيين؛ والغاية إنتاج ضحايا جدد؛ لأجل تحقيق أهداف التجيش والنشر العنف؛ والأوليقارشية كانت قادرة على تعليم المساليت وغير المساليت من الأمم الزنجية في المدارس تاريخهم الحقيقي ونشره في الإعلام.

وعبدالفتاح برهان؛ وشلة  ضباط البازنقر الجلابي  سيق أم خدموا كطاقم باريكس جلابي في غرب دارفور قبل عشرين سنة؛ و أشرف  السفاح على تسليح مدنيين عرب ضحايا دولتهم في غرب دارفور؛ بأفكار عنصرية وأسلحة فتاكة للمشاركة مع جيشه في حرب الدولة للتطهير العرقي التي إستهدفت الأمم الزنجية ؛ ضحايا دولتهم الأخرين؛ على رأسها المساليت. وإنه من الغباء والإنهزام النفسي أن يخضع  ضحية من عربي أو زنجي في دارفور عموما في غرب دارفور ودارمساليت بالتحديد للعمل كجندي تحت قيادة البازنقر الجلابي من جديد؛ ويذهب يتسلح بأفكار قبلية عنصرية وبأسلحة فتاكة؛ ويذهب مثل أي خروف للقتال ثأرا وإنتقاما وهو يعرف أنه يقتل أو يُقتل. إنها تكرار لنفس الخطأ والجريمة.

• ثم قلتوا لي أن الكتيبة هدفها تحرير  دارمساليت في غرب دارفور من المستوطنيين الجدد؛ العرب الجمجويت؛ وطرد كرشوم الحاكم الجمجويتي غير الشرعي. 

دارمساليت جزء مماثل لديار الأمم الزنجية في إقليم غرب دارفور وليس كل غرب دارفور هو دارمساليت. ولابد أن الضحايا في كتيبة خميس الذين يزج بهم في المحرقة هم أغلبهم من المساليت خارج دارمساليت؛ تم ضخ طاقة قبلية سلبية وكراهية عرقية مما يسوقها أوليقاشية الجلابي في الإعلام وهي تجارة جلابية رائجة بلا أخلاق ولا شرف. 

وأن العرب في غرب دارفور؛  هم جزء من النسيج الإجتماعي والثقافي للمنطقة؛ ويعيشون وفق الأعراف داخل حواكير تاريخية بإسهم في غرب دارفور؛ دار دقل؛ دارسنجار؛ دار إرنقا؛ دارقمر؛ دارجبل؛ و كما في عموم إقليم دارفور؛ ومثل العرب في غرب دارفور العديد من المجتمعات الزنجية التي تعيش في قراها أو في الجنينة وفق الأعراف المتوارثة. وتلك الأعراف تتسم بالأخلاق والإحترام والسلام حتى دمرها الأبرتهايد الجلابي وأليقارشيته.  

إن الإستيطان الذي نشأ ما بعد عام 2003 من قبل الأبرتهايد والأوليقارشية الإسلامية فيها؛ لا تشمل تلك مجتمعات العرب في دارفور عموما وغرب دارفور. غير أن وصف كل عربي في دارفور بأنه جمجويتي ومستوطن ويجب طرده هو الخطأ الذي إرتكبه الرفيق خميس أبكر نفسه حين تجرد من صفته كقائد إلى منتقم وصاحب ثأر.  والقائد الحقيقي من يدعوا ويخوض بنفسه ما يحقق السلام  وحقن الدماء وحفظ الأرواح. وأن قضية معالجة الإستيطان لا تنفصل من القضايا الأربعة لشعب دارفور بمحكمة الجنائية الدولية؛ ( تحقيق الأمن؛ إيقاف وإعادة ضحايا النزوج والتهجير؛ الإغاثة الإنسانية؛ بناء نظام فدرالي يحكمون به انفسهم؛ الأرض والتعويض). أوي من هذه الملفات في القضية لا يحققها مدنيين بأنفهسم؛ أ تجمعاتهم؛ أو حركات أو  مليشيات قبلية بإسم كتيبة خميس أو دولة الأبرتهايد بل تحققها مؤسسة قانونية؛  مؤسسة دولة في السودان؛ أو مؤسسة المحكمة الجنائية الدولية.

وأن كرشوم الوالي غير الشرعي؛ وباركة الله زعيم الجمجويت في دارفور لا يختلفون أبدا في اللاشرعية عن الرفيق خميس نفسه كوالي على غرب دارفور. فقط إستمد خميس شرعيته من الأبرتهايد الجلابي كفلقناي؛ ومن المؤسف أنه وصل إلى منصب الفلقناي عبر إتفاقية دقلو 2020 في جوبا. ودقلو هو قائد الدعم السريع؛ والذي كان الفلقناي الأعظم للأبرتهايد هو من أتي بخميس أبكر فلقناي لدولة الأبرتهايد بغرب دارفور. الشرعية يستمدها الحاكم بأي مستوي من إنتخابه من السكان؛ لكفائته؛ وأنه قادر على قيادتهم؛ والإنتخاب يكون وفق قانون دستوري للإنتخابات تقنن الحقوق والواجبات. وبغيب هذا النظام فإن عبد الفتاح البرهان نفسه ليس حاكما شرعيا للسودان بل يرفض سلطته لكونه ورث نفوذا في مؤسسات الإستعمار الجلابي. 

ما هي النتيجة المتوقعة من المعركة التي سيخوضها المدنيين المملشين في كتيبة خميس إلى غرب دارفور؟ هم سيقتلون الطرف الأخر ثأرا وإنتقاما الجمجويت ضحايا الأبرتهايد السابقين؛ أو أنهم  سيقاتلون في معركة  كضحايا يلحقون بخميس نفسه؛ وذلك لأن الطرف المستهدف سوف لن يبقى مكتوف الأيدي ليقتل. هل الدماء التي ستسفك ستحقق غرضا أخلاقيا وإنسانيا ووطنيا للضحايا في مخيمات ومعسكرات النازحين واللاجئين؛ أم ستكون لها  قيمة  وطنية للأجيال القادمة في المستقبل؟ 

في وجهة نظري أن أن تحل هذه الكتيبة وتلغى أمرها وأهدافها من قبل الجنود انفسهم. وأن المدنيين الذين تم تمليشهم من المساليت والضحايا الأخرين أن يغادروا هذه الكتيبة ويرفضوا المشاركة في القتال؛ ويعودوا الى المخيمات والمعسكرات. ولأنهم فاقد تربوي فإن عليهم الإلتحاق بالمدرسة. 

كمبادرة من جميع المجتمعات في دارفور عموما وكل السودان وفي غرب دارفور بالخصوص بضرورة التفكير  والعمل في السلام؛ والتسامح والصفح والعفو بدل التفكير في الإنتقام والثأر والكراهية العرقية. 

على المجتمعات ومجتمعات غرب دارفور تشكيل سلطة فدرالية في المناطق تطالب بوقف الحرب؛ ورفض والعنف؛ وترفض تجنيد اطفالها في الحرب وإستنكار الممارسات العنصرية؛  وتعمل سلميا لنشر حقوق الإنسان؛ وهذا يؤهلها لحكم نفسها في نظام فدرالي محلي. ويساهم في تفكيك دولة الأبرتهايد الجلابي و تشكيل الفترة الإنتقالية التي إقترحناها في مركز السودان مدتها أربعة سنوات. 

في نهاية الفترة الفدرالية الإنتقالية ستحل كل المليشيات القبلية؛ والجيوش ويبعد الجيش وأي مظهر مسلح من سلطة الدولة ومؤسساتها بكافة المستويات المحلية والإقليمية والإتحاد الفدرالي.

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post