الأحد، 21 مايو 2023

معاوية شداد

 المقال منقول من معاوية شداد


**************************************

للأسف لقد فشلنا في الاختبار....

شعب ساقط 

للأسف

وأقولها بملأ الفم للأسف، نحن شعب يستحق الظلم والهوان، نستحق هذه الذلة والمرمطة، شعب تافه، وضيع، لا يتورع أن يصل إلى مآربه ضاربا كل القيم والمثل بعرض الحائط،

شعب جعان وعينه فارغة لا تمتلئ إلا بالتراب، ملئ بالأحقاد والضغائن على بعضه، لا يتمنى الخير لأحد، يظل رافعا شعار (أنا والطوفان من بعدي)، مهما قلت فلن أجد نعوتا أو أوصافا تعبر عن قباحة هذا الشعب، 

كشفت الحرب العورات المقززة النتنة، وسلطت الضوء على كمية من القبح والبؤس، جاءت الحرب وانكشف المستور، سقط القناع وتعرت الحقيقة في أبشع صورها،

يا حسرتي ويا ألمي، بينما كانت الشعوب تبني أوطانها وتبني بنيها وتسلحهم بالعلم، المعرفة والقيم والمثل، كانت الأخلاق عندنا تسير بخطى حثيثة إلى الوراء، طالها الدمار الذي طال كل شئ، ومع الفقر إزداد الناس جوعا وجشعا، فقدنا الخلق القويم والسلوك الإنساني الحسن، 


جموع من البشر قامت بسرقة كل شئ من المحلات التي انتهكت وكسرت وفتحت، وليس أقسى من ذلك الشيخ الذي سرق كرتونة لحفاضات الأطفال، سرقوا كل شئ، لم يعصمهم وازع ديني ولا أخلاقي، لم يحاولوا حتى أن يكبحوا جماح النفس الأمارة بالسوء، بل سيطرت عليهم فكرة أن هذه فرصتهم ويجب أن يغتنموها ليثروا ويغنوا، متناسين أن كل لحم نشأ من سحت، النار أولى به، اتضح أننا شعب حرامي بطبعه، وفي داخل كل منا لص،الفرق بين لص والآخر، أن أحدهما أكثر شجاعة في ممارسة اللصوصية، ويجتهد في عمله أكثر من ذلك الذي لم يضيع الفرصة حين أتته،


 قام جميع التجار في جميع البقالات والدكاكين الصغيرة بمضاعفة الأسعار أضعافاً، لم يفكروا إلا أن هذه وسيلة لكسب المال السريع، بغض النظر عن أنه كسب حقير ومال ملطخ بدماء الحرب، بين عشية وضحاها استحال الحصول على أبسط متطلبات الحياة للغالبية، لشح الموارد المالية جراء الحرب وفقدان الغالبية لمصادر رزقهم التي تعتمد على (رزق اليوم باليوم)، وجشع االتجار معدومي الضمير،

في جميع دول العالم المسلمة وغير المسلمة كالدول الأوروبية، تقوم المحال التجارية بتخفيض السلع الاستهلاكية، مع حلول شهر رمضان، مما يعكس كما من الرقي والنبل والتكافل، بينما عندنا في السودان، تشهد الأسعار ارتفاعا جنونيا في رمضان في استغلال واضح لظرف الناس وهم يؤدون أحد أركان الإسلام الخمسة، والكل لا يفكر في أجر أو بركة، المهم هو كسب المال بأية وسيلة، شعب ذميم قبيح،

نأتي إلى الطامة الكبرى وقمة الانحطاط الأخلاقي، عندما ارتجت أركان الخرطوم جراء الحرب، الطلقات والدانات، فقد الكثيرون أرواحهم، أحبابهم، أطرافهم وحواسهم، بيوتهم وممتلكاتهم، فحاول الباقون الفرار من القصف، الرصاص والدانات، واتجهوا إلى الولايات الأخرى بين من يمم شرقا وغربا هروبا من أتون الحرب وبحثا عن أمان ضاع في بيته، تركوا كل ما يملكون وهربوا، 

هل تدرون يا سادتي الكرام، ما الذي حدث، تضاعفت الإيجارات في هذه الولايات عشرات المرات، ولم يفكر أحد في أبناء جلدته، وأنه قد تدور الدوائر ويصيبه ما أصاب هؤلاء الناس، بل فكروا فقط أن هذه هي سانحتهم ليغتنوا، بلغ إيجار البيت في مدينة شندي ومدني، قرابة الأربعة آلاف دولار في الشهر، متجاوزا بذلك أسعار البيوت في أحدى مدن كاليفورنيا، لم يفكر أحد أن يرحم أخيه، أن يتعاطف مع المأساة، أن يضع نفسه مكان هذا اللاجئ الذي هرب تاركا منزله وممتلكاته هروبا من خطر الموت المحدق، 

أكرر ما قلته في بداية مقالي، نحن سفلة، ساقطون أخلاقيا، لا يهمنا سوى المال، 

وقد قالها الرسول الكريم، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ونحن لا نرحم أحدا فلنا الويل،،،،

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post