السبت، 16 أبريل 2022

احمد بشير العبادي

 🛑المعلم الراحل احمد بشير العبادى

♦️ تخرّج الراحل ” أحمد بشير عبادي ” مدرساً من كلية غردون التذكارية أواخر العام 1929 م. تزوج بابنة عمه ” عامر بشير فوراوي ” من بعد تخرجه مباشرة . رُزق بالبنين والبنات ، مثل كل أهلنا في الأرياف وأشباه المدائن ، فكثرة البنين عزوة يعرفها المرء عندما يمتد به العُمر . تنقل في مدراس التعليم في أقاليم السودان جميعاً وجرّبت نفسه معرفة وطنه من خلال مهنة التدريس ، عالية المراتب حينها. بهيّة لما تزل أنفسنا بأن المُعلم يستحق أن نوفيه التبجيل، فكاد بالحق أن يكون رسولا .

♦️ عمِل الراحل في أواخر الثلاثينات مدرساً للرياضيات في كلية غردون التذكارية ، تماماً كالزعيم “إسماعيل الأزهري” . انتقل لمدرسة ” وادي سيدنا ” أول إنشائها ، ثم انتقل لمدرسة ” رمبيك الثانوية ” عام 1951 م وأصبح أول نائب ناظر لأول مدرسة ثانوية تنشئها الإدارة البريطانية في جنوب السودان ( دولة جنوب السودان حالياً ) . كانت له إسهامات معلم يرغب أن يتعرف أبناء الجنوب على الوجه الآخر للوطن وحياته في الشمال . أراد أن يُكسر الجفوة التي اصطنعها الاستعمار الانجليزي منذ سنوات قانون المناطق المقفولة . مدّت الزيارات التي اقترحها لطلاب المدارس النهائية في ” رومبيك ” جسور الصلة بين أبناء الجنوب وبقية الوطن شمالاً . من تلامذته ” أبل ألير ” ، قسم الله عبد الله رصاص ” ، جوزيف أدوهو ” ، “وليم دينق ” و”هلري لوقالي ” وغيرهم . أين نحن من ” مدرسة رمبيك الثانوية ” ، ورصيفتها ” وادي سيدنا ” ؟.أصبحا ثكنتين عسكريتين

♦️ انتقل سيدنا نائباً لناظر مدرسة ” حنتوب الثانوية ” ، ثم مفتشاً للتعليم في ” مديرية دارفور ” ثم عاد مرة أخرى ناظراً لمدرسة ” حنتوب الثانوية ” مسودناً الوظيفة لأول مرة في تاريخ السودان بديلاً عن ناظرها الشهير ” المستر براون ” . رشيقاً أحب مهنته وأحبته أشباه المدائن السودانية والقرى .ترقى في سلم الوظائف الإدارية العليا ، إلى التقاعد في العام 1963 م 

♦️ ومن تلك بدأت حياته الأخرى من بعد التقاعد مشاركاً في العمل الطوعي العام . كان عضواً في لجنة استئنافات الخدمة العامة ، وعضواً في مجلس إدارة مستشفي أم درمان . و عضواً في لجنة أهلية لإحياء نار القرآن . وكان من السباقين لإنشاء مجالس الآباء ، التي تهدف الربط الوثيق بين التربية في المساكن والبيوت والتربية والتعليم في المدارس . عمل رئيساً لمجالس الآباء في مدارس ” المليك ” و ” الأهلية الثانوية ” ومدارس ” الريح العيدروس ” و”كلية تدريب المعلمات بأم درمان “.وكان ضمن المجموعة الخيّرة التي تبنت إنشاء الجامعة الأهلية بأم درمان ملتفّين حول الرائد البروفيسور ” محمد عمر بشير “

♦️ عند رحيله عام 1991 م رثاه البروفيسور ” علي المك ” ، ونقتطف بعضاً من خطابه المُرتجل:

❤️{ رأيت الذين درسوا على يديه . قلّ بعض أولئك ، فالكل مستحيل قدومه لمثل ذلك الوداع . منهم من غيبه الموت ومنهم من قعد لا يستطيع حراكاً ومنهم من تنازحت بهم الأوطان . رأيت قسماً من طلابه ، وعارفي علمه . ألوفاً كانوا . هطلت عمائمهم وجلابيبهم البيضاء بلون الفجيعة على مدافن البكري بأم درمان. ربما في غفلة وفي تفريط نودع أناساً ، رجالاً كانوا عِمد هذا الوطن ، ولفرط ما منح أولئك حياتنا من ظل وريف وراحة فكر ، ونعيم علم ، نظن أن ظلالهم التي منعت شمس الجهالة أن تطل علينا ، باقية لن تزول . وكنا واهمين . أولئك قوم أدوا رسالتهم وعلمونا أن نقوى وأن نشتدّ فكراً ساعداً وثبات قلب ، بصورة أدق : خلفوا علينا عبئاً ، ظنوا أننا خليقين بحمله والسير به وتسليمه لأجيال في سباق مبادلة مع زمان هو عدو مبين ،

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post