في قعر راكوبة ست الشاي " جمبت ستنا " الحلقة ()
{ عم إبراهيم الساير }
زعيم قيادي نقابي من جهابزة نقابيي مصنع النسيج السوداني في ستينيات و سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي .
وقيادي وحدوي من طراز فريد ونادر محب لحارتنا وحدتنا وإنسانها ساهم في البناء القاعدي الحقيقي الذي نجح نجاحاً باهراُ في تنمية وتطوير حارتنا وحدتنا وإنسانها في كافة المشاريع التنموية و الخدمية بالعون الذاتي من تعاونيات وجمعيات خيريه وفصول محو الأمية وتعليم الكبار ، ودور عباده من زوايا و مساجد .
والمشاريع الإنتاجية الاسريه الصغيره كالحياكه والخياطه والتطريز وصناعة المربى والصابون والآيس كريم والمكرونه والشيعيريه والحلويات .
و تعليم مهارات التدبير المنزلي لربات البيوت و للأمهات و الأرامل والأسر المتعففه ، وبناء وتشييد المدارس والشفخانات ( عيادات طبيه صغيره يديرها باشمُمرض بمكنة طبيب ، وممرض ، ومساعد تقني معامل ، وكاتب سكرتير مشرف لتنظيم المرضى ، و فراشات، وخفير ، وزائره صحيه لرعاية الامومه والطفولة والحوامل ) .والجمعيات المناطقية والعشائرية والسياسية والرياضية والثقافية . ودور ونوادي المصانع والشركات بحارتنا وحدتنا العماليه ( براتوريا ) .
( ول الساير ) كما يحلو لابهاتنا ( آباءنا ) مناداته زولاً سمحاً عطاءاً وخُلقاً ونكته فكهه حادقة الملح ، و دبلوماسي فطن عمييق المغزى والمعاني مهموم بشأن وطننا الصغيرحارتنا وحدتنا والكبير سوداننا الحبيب .
وحين إجتماع بداره يضم قيادات وزعماء حارتنا وحدتنا لمناقشة شأن وهم من هموم حينا حارتنا وحدتنا .
وإذ بطارق يقرع باب داره بطريقه ضجره وصاغبه افزعت و روعت أهل داره وضيوفه و جيرانه .
وصوت الطارق من الشارع يصيح بأعلى صوته :
ود الساير ؟
ود الساير ؟
وما ان فُتح له الباب .
ألقم فاتح الباب بسؤال :
يااااا ولد أبوك في ؟
وقبل أن يجيب الولد على سؤاله .
تخطى الطارق عتبة الدار .
ودلف للُب الدار .
واقفا ً على رؤوس الضيوف زعماء وقيادات حارتنا وحدتنا المجتمعين .
وعم إبراهيم الساير يبتسم بأريحيته ويفضله .
هآآآآي ( فلان ) !
كيه أتفضل ليييه قِداااام
كووووو أنااااا مااااني قااااعد !
هسع لآآآآمي التماسيح والمرافعين دووول كاجرين .
وتفجغوا ليكووووا لقيماط ( لقيمات / زلابيه ) .
وتجغموا ليكووووا شآآهي بلبن ( شاي لبن ) .
تماااااسيح !
عُزووووبآآآآآآ .
فأستاء وامتعض الضيوف من الطارق المقتحم المتهم إياهم بالحرمنه المبطنه .
وعم إبراهيم الساير برزانته الدبلوماسية الفطنه يفضله بأبسامته الودوده و ممسكاً بيده و يفسح له ويجلسه في الكرسي الذي كان يجلس فيه .
وينادي ولده بلقبه :
سُكرايه .
يآآآآآآآ
سُكرايه .
فيأتي ولده سُكرايه كالبرق الخاطف ، فيهمس له والده في أذنه ، وينطلق إلى المطبخ ويأتي بصحن صيني ملئ بلقيمات الزلابيه أكبر حجماً وسعه من صحون الضيوف مجتمعه ، وكُبايه شُوب بحليب صااافي محلبن حلبه ريحتها طاااقه .
ووضعت في تربيزه امام الطارق المُقتحم المُتهِم .
وبعد أن قضى علي الخضر واليابس .
دبلوا ليهوا بالشاهي اللحمر .
وشفط الاولي بقرياف :
شووووووووط !
والشفطه التانيه :
شوووووووت !
و الشفطه الثالثه :
جابت خارجيات !!!
وبلهجة رضا تاااام غير الهجوميه تلك .
يااااا
ول الساير .
ولضمي انا ( ولد امي أنا ) .
كيه أنا دايراك يا الكلس .
ونأي به جانباً .
وحكى مسألته همساً .
فأدخل ود الساير يده فى جلبابه ، ويغمض يده من غير عد وحساب ويخمتها ويدسها في جيب الطارق المقتحم المُتهِم .
فأنفرجت اساريره .
واضانكوا ما تسمع إلا المُشكار في ول الساير.
ويرجع عم إبراهيم الساير لضيوفه معتذراً لرذاذ المقتحم المُتهم الطائش الذي أصابهم بالزكام ، ويلتمس إليه العذر ، بأن هذه هي ضريبة التصدى للعمل العام . يجيك واحد في بيتك ويكيل لك ولضيوفك السباب .
وفي مغيب شتاء قارص و مُنرب في طفولتنا الباكره الشقيه ونحن نتسامر متدثرين بحيطة جالوص يذوب غباشنا في غباشها يكاد الماره يحسبونا حائط طين ومن طين .
وإذ بأحداهن تحمل رُذمة رُبطة حطب دخان الطلح وتمشى من دون خجل و استحياء بدلال وغنج .
ويمازحها :
شنوا الليله عشاكم كِسره ؟ ولا شنوا ؟
فتضحك لتوريته المليحه .
فنضحك نحن اللي فهمناها وهي طائره .
فيزجرنا بالبسمله :
يا أباليس إنتوا المقعدكم هنا في البرد الشديد ده شنوا. ؟
فهربنا خوفاً من التعرف علينا .
وعند بناء مسجد مربعنا وأحدنا أحتج بعض الشباب بأن المسجد راح يقفل مواقع بيوتهم ، والبعض احتجوا احتجاج واهي بفقه انا احتج إذن انا موجود .
وفي صباح وانا متجه للجامعه إذ صادفت تواجد المقاول المنفذ للمشروع ( المسجد و المستشفى المرافق معه ) .
والمقاول هو عم عبدالباسط رجل مُهيب وصعب وسليط اللسان تعرفه كل الحاج يوسف وبحري وتخافه وتهابه هيبه وتقدير ومكانه ساميه واحتراما ً .
وهو يوجه عماله بمباشرة تنفيذ العمل ويخططون الأرض بخيوط عصب والجير .
وفي طريقى إليه وهو ينظر إلي بتمعن .
فألقيت عليه السلام .
ولم يرد علي .
وباغتني ايوه. قول سؤالك .
عايز شنوا يا ولد ؟
قلت ليهوا :
إستفسار ؟
إستفسارك شنوا ؟
أنا عايز اعرف موقع الحمامات بتاعت المسجد والمستشفى بوين ؟
قام قال لي موقعها في الاتجاه الغربي في شارع بيتنا عديل وعلى بعد أربعين متر من بيتنا ، فأحتجيت على موقعها معللاً وجهة نظري بأنه من الأفضل أن تكون في الركن الجنوبي الشرقي للسور حيث هنالك فسحه كبيره واتجاه الريح ولا توجد منازل هنالك . وأقل ضرر واذيه من الروائح ومستقبلا ً بعد فتح المستشفى سيزداد الضغط والضرر.
فأنفجر في عم عبدالباسط المقاول :
ديل انتوا الشيوعيه اللي قلتوا ما دايرين المسجد مش؟ .
صادف حينها مرور الزعيم النقابى عم إبراهيم الساير .
وعم عبد الباسط المقاول يصرخ في وجهي.
ويطردني .
ويؤشر لي ويقول لعم إبراهيم :
الود. ده شيوعي !
وعم إبراهيم الساير يثني على كلام عم عبدالباسط ويقول ليهوا :
أيوه الود ده شيوعي .
وهو زاتوا ما بيصلي .
مالوا ومال المسجد.
ويقول لي آمراً وناهراً :
يلا يا ود امشي ألحق قرايتك .
ويغمز لي وهو يضحك.
وهو ممن تتلمذنا على يده ورعانا .
رحم الله عم إبراهيم الساير كان قيادي وحدوي و وفاقي مْحب و محبوب للكل تفانى في خدمة حارتنا وحدتنا وانسانها جدير بالتكريم بأن. يزين إسمه أحد مرافق حارتنا وحدتنا .
،،،،،،، وكن حيين بنتكاتبوا وبنتشاوفوا ،،،،،،،،،،
✍أيوب الحويطات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق