(عائلة كيشو) -2
بنات محمد فريد راشد ولجن حقل التعليم وتخصصن في التدريس كمعلمات لا سيما ابنته الكبرى الأستاذة الفاضلة أنيسة راشد التي تدرجت في سلك المهنة وتبوأت مناصب مرموقة فضلا عن انتظامها في عضوية الحزب الشيوعي السوداني . أقصتها عصبة الانقاذ عن المهنة فظلت مثابرة على مواقفها حتى لحظة رحيلها الفاجع . و كذلك ابنته الأستاذة فاطمة راشد التي تزوجت من آل حمو و أنجبت الدكتورة اشراقة حمو والدكتورعزالدين حمو الذي درس معنا في مدرسة أم درمان الأهلية الثانوية . إبنه حسن محمد فريد راشد قد انضم هو الآخر إلى الحزب الشيوعي وكان ضمن المناضلين الوطنيين فترة ديكتاتورية النميري العسكرية فدفع ثمن مواقفه السياسية من النظام إعتقالات متكررة وشظفاً في العيش وقد تحملها بصبر وثبات وبسالة. شغل حسن و ظيفة المستشار القانوني لديوان شؤون الخدمة في أبوظبي بدولة الامارات و قد تشرفت بزيارته لي في شقتي في مدينة الدمام بالسعودية برفقة شقيقه عصمت . عصمت محمد فريد راشد (كيشو) التحق بالعمل في شركة أرامكو في السعودية و كنا نتقابل يوميا تقريبا في مدينة الدمام حيث سكنا معا أوآخر السبعينات . سافر في انتداب الى أمريكا لا أدري في أية ولاية وهناك و في محطة وقود و معه زوجته في السيارة حاول أحد اللصوص أن يخطف من يده الدولارت التي كانت ثمنا للوقود فقاومه عصمت و استطاع أن يمسك به لكن اللص أطلق عليه رصاصة من مسدسه و هرب . استقرت الرصاصة في ظهره و بعدها عاد الى السعودية و أرسل الى لندن وتم علاجه هناك لكنه أصبح مشلولا و لا يتحرك الا على كرسي متنقل . عاد الى أم درمان ثم افتتح ورشة لصيانة العربات في المنطقة الصناعية بحري و بعد شهور توفى الى رحمة الله . فيصل محمد فريد راشد كان الابن الأصغر في الأسرة . عرف ببشاشته ووده ومودته وابتسامته التي لا تفارق وجهه الوضاح .على منوال تربية والده لأشقائه وشقيقاته انضم للجبهة الديمقراطية وللحزب الشيوعي فترة دراسته الثانوية حيث تزاملنا و بعدها سافر للدراسة في جامعة موسكو . من هناك تم استيعابه في سلاح الطيران بالقوات المسلحة السودانية و تم ارساله الى جمهورية كركيزيا في جنوب الاتحاد السوفيتي وانضم الى مجموعة الطلبة الطيارين ليتخصص معنا في طائرات الميج المقاتلة . قُطعت دراسته ضمن مجموعة من الطلبة في أعقاب انقلاب 19 يوليو 1971 وعاد الى السودان . لم يجد النظام علاقة تربطه مع حركة انقلاب 19 يوليو فالحق بالكلية الحربية و تخرج فيها عام 73 ضمن الدفعة 24 . التحق بسلاح المدفعية وظل متدرجاً في الرتب حتى أحالته الانقاذ ضمن المئات من الضباط الوطنيين إلى التقاعد باسم الصالح العام وهو في رتبة العميد. بعدها افتتح محلا تجاريا في سوق ليبيا غرب أم درمان و ظل يمارس تلك المهنة . تزوج فيصل من ابنة العميد م . محمد عمر إبراهيم العوض و أنجب ابنه عمر. آخر مرة قابلته عندما ذهبت مع زميلنا المقدم م . محمد عبدالله جاه النبي لتقديم العزاء في وفاة شقيقته أنيسة بمنزله بحي السيد المكي في حضور الدكتورعزالدين حمو ابن شقيقته فاطمة و كذلك في حضور اللواء م . مزمل سلمان غندور و العميد م . مصطفى عبادي و العميد م . محمد عمر إبراهيم العوض و المقدم م . صلاح نقد دفعتنا في الجيش وزميلنا في مدرسة الأهلية . لاحقا عرفت من أحد الأصدقاء أنه في أحد الأيام من العام 2017 نهض فيصل باكرا من نومه وبشكل عادي بدأ في ممارسة حياته اليومية . تناول أدويته للسكري وأنجز بعض المهام الأسرية وخرج في الساعة الثانية عشر ظهراً على سيارته بصحبة ابنه عمر إلى متجره بسوق ليبيا . تحركت السيارة و بعدها شعر بطعنة خفيفة في صدره سرعان ما تزايدت . انتقل به ابنه سريعا الى مستوصف قريب من منزلهم في حي السيد المكي بأم درمان . بعد المعاينة أعلن الأطباء بأن فيصل قد مات . في أمسية نفس اليوم الساعة الخامسة تم تشييع جثمانه و وري الثرى بمقابر البكري بأم درمان وسط حشد كبير مندهشاً وحزينا من ذلك الرحيل المباغت . رحم الله زميلي في مدرسة أم درمان الأهلية الثانوية و زميلي في سلاح الطيران فيصل محمد فريد راشد و رحم الله والده محمد فريد راشد و اخوانه مصطفى كمال كيشو و عصمت و أخواته أنيسة و فاطمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق