لا إنقلاب قادم في الأفق..
✍️بقلم: علي مالك عثمان..
—————-💎💎💎
بعد إعلان د. حمدوك لقائمة ولاة الولايات في مؤتمره الصحفي الذي عقده بالأمس، إجتاحت الأسافير خلال هذا اليوم موجة إشاعات واسعة - لا تزال فصولها مستمرة - على الرغم من أنه ليس عسيراً تحديد أن زواحف الكيزان من يقفون خلفها.
هذه الموجة تستغل حالة إغلاق الكباري وسط الخرطوم الحادثة الآن، لتنشر بين الناس أراجيف أن هنالك محاولة إنقلابية تجري فصولها الآن، وأن البرهان يهدد حمدوك بالإقالة، وأن حميدتي يسحب قواته، وأن حزب الأمة يسحب ولاته الذين تم تعيينهم بالأمس، والحزب الشيوعي يعلن انسحابه أيضاً من الحكومة، وغيرها من الأكاذيب التي لا تحتاج لكثير عناء لكشف زيفها وكذبها.
بكلمة واحدة قلنا في السابق - ولا نزال نقول - أنه لا يوجد إنقلاب ولا يحزنون.. القوات المسلحة أضعف من أن تفعل ذلك، وسمعتها ومكانتها عند الناس في تاريخها لم تكن متدهورة كما هي عليه الآن، وقادتها يعلمون ذلك، كما أنه لو حدث إنقلاب فسيكون ذلك ضمن مخطط متكامل، عمل زواحف الكيزان على تنفيذه في ٣٠ يوليو الماضي، لكن مليونية ذلك اليوم، وفشلهم في اختراقها، أفسد عليهم كل شيء.
أيضاً قلنا، ولن نَمَلَّ من القول، أنه مع وجود حميدتي هنالك استحالة في حدوث إنقلاب، إلا إذا قرر حميدتي أن يكون جزءاً منه..
لذا أرجوا من الجميع قراءة الواقع بتمعن، ومعرفة التوازنات التي تحكمه، وإدراك أن الثورات هي تغييرات عظيمة في تواريخ الشعوب، لا تحدث إلا خلال فترات متباعدة وعبر أجيال، وليس في كل عام، وأن القيم المفاهيمية ومناسيب الوعي التي تراكمت خلالها، وأخرجتها من قمقمها، وقذفت بها كحمم البركان الثائر، لا يمكن التَّعْمِيَة عليها بنشر الأراجيف والأكاذيب. كما أنه لا يجب أبداً الظن أن موجة الوعي العالية التي ترسخت بقوة في وعي وشعور ووجدان هذا الشعب العظيم خلال ثورة ديسمبر المجيدة هذه، يمكن تغييرها والإنقلاب عليها فقط نتيجة استحكام الأزمات المعيشية والضوائق الإقتصادية. وذلك لأن حدوث أي تغيير سياسي كبير، في أيِّ شعبٍ من الشعوب، ولكي يكون مقبولاً ومدعوماً منه، يتطلب أكثر من حدوث ضائقة معيشية أو اقتصادية، لأنه بجانب ذلك يتطلب أيضاً إنسداداً كاملاً في الأفق، ويأساً كبيراً من قدوم الغد الأفضل، ويقيناً لا يخالجه شك بعجز الفئة الحاكمة وفشلها في مواجهة التحديات، وذلك بعد أن تكون قد أُعطِيَت الفترة الزمنية الكافية للحكم عليها.. والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق