السبت، 30 مايو 2020

دكتور امين حسن عمر يكتب

  • د. أمين حسن عمر :

  • يكتب ..حكاية (نجوى) والتطبيع :


  • هل كان لنجوى قدح الدم دور فى اتصالات التواصل مع إسرائيل ؟ على الأرجح نعم لكن هل كانت هى صاحبة المبادرة ؟ على الأرجح لا. هل كانت مهندس التواصل؟ على الارجح لا فالمبادرة التطبيعية يوغندية المنشأ وجدت لها دعما من تلقاء شمالنا وغربنا . ومبادرة يوغندا ليس فى السودان فحسب بل على مستوى القارة الأفريقية .ونجوى كانت مستشارا دبلوماسيا للرئيس موسفينى منذ أن إلتقته أول مرة وكان مريضا بالنمسا . وبذلت عناية فائقة بأمر صحته تدفعها شهامة سودانية إفريقيةليست مثيرة للدهشة ممن هو سودانى أو سودانيةعلى الأقل حتى لحظتنا الراهنة. والله أعلم بالآتيات من الأخبار. وظل الرئيس اليوغندى يعتبرها إبنة له ومستشارا فى الشؤون الدبلوماسية دون وظيفة رسمية. وهى أخبرت عن نفسها انها اعتذرت عن كل وظيفة رسمية.أما مهندس الاتصالات لعملية الوصال بين القصر الجمهورى ونتنياهو فهو رجل العلاقات العامة والمهندس نيك كوفمان الذى تعامل منذ مدة فى مجال اصلاح العلاقات السودانية الامريكية . وكانت مقاربته دائما أن ينصح بشىء من التطبيع مع إسرائيل مما يجعل أمر التطبيع مع أمريكا ميسورا , لكن قناعة الحكومة السابقة أو ربما ظروفها لم تسمح بالإستماع له او الترحيب بإقتراحه .ولا شك عندى ان النصائح تكررت بعد أن جعلت الحكومة الحالية أمر إرضاء أمريكا مقصدا رئيسا أو ربما وحيدا لسياستها الخارجية .وقد وجدت مساعى السيد كوفمان دفعا قويا من ثلاثة دول كلها افريقية وعلى رأسها يوغندا.وفى ذات الوقت كانت مياها جديدة غير متعكرة ربما صافية جدا تجرى تحت جسر العلاقات الخليجية الاسرائيلية ولربما وردت إشارات صامتة أو ناطقة مشجعة للتواصل السرى او العلنى. وصادف ذلك موسما إنتخابيا طويلا وساخنا فى إسرائيل وصادف الأمر رغبة قوية لدى رئيس وزرائها الساعى لتجديد عهدته فى ظروف غر مؤاتية له . صادف رغبة وحرصا منه على إلتقاط كل فرصة للدعاية الانتخابية وهل هناك ضجة ودعاية اعلامية مثل ان يقع تواصل مع دولة كانت لوقت قريب هدفا مشروعا لغارات الطيران الاسرائيلى. وكان السودان وسيظل بحكم موقعه عقدة الطيران العالمى مما يكلف أغلاقه لمجاله الجوى امام دولة مئات ملايين الدولارات إن لم يكن مليارات الدولارات بحسب النشاط الجوى والاقتصادى لتلكم الدولة.وهناك إعتبار العامل النفسى لتشجيع الافارقة على التطبيع فإن كان سودان البشير (سابقا) قد قارف التطبيع فلماذا التهيب؟ ونعود لنجوى قدح الدم وهى أمرأة سودانية فاضلة متدينة محبة للسودان . وقولنا متدينة لا يعنى اتفاقا سياسيا معها فى كل حال او غالب الاحوال . لكنها كانت حريصة على مصلحة السودان كما تراها وتقدرها . ولا شك فى ذلك وليس كل من نخالفه الموقف السياسى أو التقدير السياسى أو يعارضنا أو نعارضه بمتهم عندنا فى حسن نيته او وطنيته إلا أن تظهر أفعاله منه خلاف ذلك.لكننا نشهد لنجوى بالوطنية العالية رغم الاختلاف فى تقديرات ليست قليلة . وواحدة منها مسألة إن كان التطبيع مع إسرائيل يخدم مصلحة السودان ويتسق مع مبادئه أم لا يفعل ؟ ولم استغرب الموقف منها فكثيرون ممن يعيش فى امريكا وأوربا تغلب البراجماتية القحة على رؤيتهم السياسية لذلك أتفهم موقفها ولا أقبله ولا ألتمس له عذرا, كما أتقبل بذات الإعتبار موقف سودانيين كثيرين يعبرون عن ذات الموقف بسبب رؤية ضبابية لحقيقة الإستراتيجية الإسرائيلية فى المنطقة وفى السودان على وجه الخصوص . ولأنهم تشغلهم إكراهات اللحظة الراهنة على رؤية ناصعة واضحةو إستراتيجية مستبصرة لواقع الحال وآفاق تطوره. ونحن نحاور هذا الرأى الآخر ونتساجل معه ولكننا لا نجرمه ولا نضع أصحابه وصويحباته فى قفص الإتهام الحديدى. وإن كنا لا نرضى عن ذلك الفهم و التقدير .رحم الله نجوى قدح الدم فقد كانت إمرأة فريدة من نوعها ذات جرأة وشجاعة مثيرة للعجب وفد شقت طرقا وعرة فى السياسة الاقليمية والدولية ربما إستعصت على دهاقنة سياسيين لهم أسماء وألقاب فى عالم السياسة لامعة.رحمها الله وغفر لها أن ربنا لرحيم غفور

  • نقلا عن صفحة د.أمين حسن عمر على الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post