7. فَلقَناي جنرال؛ أو فَلقناي أمدبايير the general pholkoŋei
* العب الوحيد برتبة ضابط وسط ضباط البازنقر الجلابي. يشبه جيوش العبيد الزنوج لحماية الابرتهايد؛ لكنه عب مخصي.
منعم سليمان عطرون
" ي وليد؛ عيال جلابة ديل ما خلو راجل واحد فينا؛ كلنا لابسين دبابير ساكت عشان نخدمم بس ونعيش. كِن فضلت رجالة لينا نسويها بليل مع نسوانا؛ أمشو شيفو رجال غيرنا" إعترافات فلقناي أمدبورة فاهم اللعبة.
مهمة الجنرال أمدبورة اليومية في المدنية؛ هو انه في كل صباح يخرج مزهوا من منزله بكاكيه الى مقر عمله وهو يتوقع ان اسمه ورد في كشف الإحالة. ينتهي الى قيادة الوحدة العسكرية؛ ويقوم بالتأمين على توزيعات النبطشية من جنوده السود للخدمات في منازل ضباط البازنقر قادة الجيش؛ وذوي المؤخرات الضخمة والجضوم المنتفخة في مجلس ما يسمى (بالقادة و الأركان)؛ قادة الوحدات والافرع؛ قادة جهاز الكجر العسكري؛ ربما يقرأ صحفا ويعود لتنازل الغداء في منزل يسكن غريبا؛ زوجة جلابية جلبنت نسله.
مهمته خارج المدينة؛ وفي زمن الحرب المشتعلة الان؛ أوكلت قيادة الأبرتهايد إلى ظباط من الجنجابزي؛ وبازيجنجا؛ ومليشياتهم الجمجويت المُعسكرين.
الفلقناي أمدبابير (وليس أبدبابير)؛ جندي في لباس ضابط؛ جلد اخشن لرجل في قلب ضعيف يريد العيش. هو من الأقلية الصغيرة داخل الظباط؛ بطول قامته أو قصره يزين أكتافه النجوم والصقور وبعضهم سيوف صفراء على كاكي اخضر تحت جلد أسود يعرف انه يخدم مؤقتا في جيش لا ينتمي اليه رغم انه اكثر التحدث والتعبير بأغنية جلابية "قومية القوات المسلحة التي تضم كل الشعب السوداني". وقد تم قبوله عبر سلسلة اجرءات فاسدة مذلة؛ عنصرية ضمن قواعد العمل في دولة الجلابي؛ وتحت راقباة سلطة جنرالات البازنقر الجلابي لقبول الذين هم مثله. ويظل وجوده بالجيش مرتبط بالوساطة التي قدمه للجنة البازنقر لقبول الضباط وبخدماتهم والديكورية من بقائهم.
للتعرف أكثرر على الفَلقناي أمدبابير لابد من تنشيط الذاكرة بأصناف جيوش دولة الجلابي الحالية وجذورها التاريخية خلال القرنين الماضيين اي منذ (1820-2020) بعيدا من مادة التاريخ المزيف وإلباس االأكاذيب لباس الحقائق.
1.جيش البازنقر؛ يسمى استعارة( القوات المسلحة السودانية؛ او الجيش السوداني). والبازنقر كلمة تركية يعني جيش العبيد السود.
2. شرطة الباشبوزق ويسمى استعارة (بقوات الشرطة السودانية؛ او الشرطة الموحدة). الباشبوزق كلمة تركية تعني شرطة العبيد البيض.
3. الكجر العسكري السري ( ونسمية قوات امن دولة الجلابي) ويسمونه جهاز الامن والمخابرات السوداني. الكجر يعني كلب التجسس. تستخدم خطأ لوصف البوليس في السودان.
تكوين كل واحد من هذه الجيش يكون من ضباط من أقلية الجلابي؛ وجنود من مجتمعات الامم الزنجية الاغلبية المطلقة. أبضب رأسه أحمر؛ وأن أي راس ضب يحتوي على عناصر من فلاقنة أمدبورة.
وهذه الجيوش تركيبتها وطبيعتها والغاية منها تعود الى اساس تكوينها؛ مرتزقة المستعمرين الأجانب والمولدين من عبيد جيوش مرتزقة الاجانب الغزاة انفسهم من امهات سبيات وجواري. تكونت عقيدتها وعقدتها القتالية في ممارسة حرب ضد السكان الاصليين؛ بجيش ومليشيات مسترقة لحماية سلطة أجنبية.
لكل هذه الجيوش مليشيات قبلية؛ وعقائدية؛ وحزبية؛ (الدفاع الشعبي؛ الامن الشعبي؛ وقوات الاحزاب) ملحقة من مدنيين بمجتمعات الجلابي والضحايا يساعدونه في هدفه؛ قمع السكان وحماية المستعمرة؛ واوليقارشية الابرتهايد.
كما ان لكل واحد من هذه الجيوش والمليشيات الملحقة بها ظباط على تراتيبية نفس تراتيبية العمل بمؤسسات الدولة؛ بمستوى الضباط والقوات المسلحة.
فبمستوى الظباط نجد ان الظباط لبازنقر اي عيال جلابة هم 95% من تكوين الضباط هم في موقع القيادة وجهاز أمن الضباط (استخبارات الجيش)؛ بينما فلاقنة أمدبورة من الضباط يمثلون 5% من مجلس الضباط؛ ويضعونهم في مواقع القتال الامامية ويراقبون ويتم إيحالتهم الى المعاش الايجباري. والفلقانة أمدبورة؛ ضباظ ينحدرون من المجتمعات الضحية؛ وخصوم الابتهايد التي تخوض دولة الجلابي حربها لتدميرها ماديا ومعنويا.
بمستوى الجيش فالمعادلة بمعكوسة؛95% من الجيش من جندي اسبليتا الى الصول هم من مجتمعات الضحايا التي تخاض الحرب ضدها؛ وهؤلاء هم الرجال الشجعان الذين يخوضون حربا غير حقيقة ضد اهلهم؛ بعد تجريدهم اولا من انسانيتهم ورجولتهم اثناء القبول والتدريب ويتحولون الى آلات قتل وتدمير. بينما 5% من الجيش هم من الجلابة الشماليين والمجتمعات التي تعتبر نفسها عربية خارج الشمال؛ والذين يعملون في مهمات استخباراتية وسط الجيش. لهذه المعادلة الغريبة وللخوف من مستقبل مجهول قامت دولة الجلابي ببناء المليشيات العقدية والقبلية والحزبية الموازية للجيوش واوكلت قيادتها الى ظباط البازنقر. معظم هذه المليشيات هم افراد من مجتمعات الجلابي والمجتمعات الرديفة لها في الوسط؛ مدنين في بزات عسكرية.
كنا قد ألحقنا الفلقناي أمدبابير بجملة الفلاقنة الأفندية من مجتمعات الزنوج؛ وذلك ان اللحاق بجيش وشرطة وامن دولة الابرتهايد من الضحايا يتطلب قدرا من التعليم؛ على الاقل خريج التعليم الثانوي. اليوم تحول ذلك بوجود مليشيات الجمجويت المُعسكرة. لكن هناك ضرورة لإفراد مساحة للتعريف به وبدوره.
بجانب انه ديكور يزين وجه الجيش النازي؛ الا ان امدبورة هو فاعل الشر وشاهد الزور في عملية تدمير المجتمعات الزنجية التي تمارسها الابرتهايد الجلابي بجيوشها؛ وترفق بها أعمال القمع؛ التعذيب الوحشي. وجيوش الأبرتهايد بجانب انها حامية للدولة الاجنبية فهو رمز الاستعمار ومادة الاذلال والمهانة لكونها تملك السلطة المادية القصوى الى حد سلطة القتل المفتوح دون عقاب او حساب وفوق القانون والاخلاق. ويملك المال لخلق الات تدمير وانتهاكات حقوق الانسان.
الفلقناية أمدبورة من المجتمعات الزنجية الغربية والشرقية؛ هو الوحيد الذي يتاح له الفرصة للدخول في قيادة هذا الجيش لكنه يصل الى درجة الرعب والهلع وليس فقط الامتيازات التي يتمتع بها. ويصبح فكرة قيادة انقلاب وتغيير من داخل الجيش جريمة حتى لو كان بمستوى حلمه في نومه؛ ويصعب لرجل مثله ان ينام. هو يردد اغنية السمجة" قومية الجيش" في اكله وشربه؛ وصلاته وونسته.
بلغ من المنحدرين من الزنوج أربعة الى رئاسة الاركان العامة خلال القرنين الماضيين؛ ووزير واحد للدفاع منهم ينكر زنجيته إيد ورجل. وثلاث اخرين من الغرابة يدعون الاصل العربي.
في صيف عام 1968ف إجتمع ضباط صف وجنود دارفور وكردفان؛ نوبة؛ فونج؛ جنوبين؛ كانوا قد توصلوا الى الحقيقة المخزية في بنية الجيش هذه الفضيحة والتراتيبية (العبد والسيد). وبالرغم من انهم يمتلكون مفاتيح والنوافذ الامنية في الدولة؛ وكان يمكنهم إحكام السيطرة العسكرية والامنية على دولة الجلابي وجمع جنرالات البازنقر الجلابي مثل الاغنام في زريبة في يوم واحد. والضباط الجلابة الذين ينعتون جنودهم السودانيين ب(العبيد) وال( الخدم) كان هو محطة الوعي في عقول ضبابط صف وجنود الجيش.
كان هؤلاء العساكر يواجهون اشكالية ادارة الدولة بغياب كوادر زنجية متعلمة؛ ووعي بشئون الدولة من قبل المجتمعات الزنجية التي تعيش حرمان وتفرقة. ولا يوجد حتى ذلك العهد فلقناي أمدبورة كبير؛ ويوجد خمس فقط ضباط زنوج صغار منتشون برتبهم الصغيرة.
أضطر هؤلاء الجنود ان يذهبوا لمقابلة أحمد ابراهيم ديريج قائد جبهة نهضة دارفور؛ وأقدم المتعليمين من دارفور؛ ونقلوا اليه خطتهم؛ واخبروه برغبتهم هذه وطلبهم له أن يزيع بيان تحرير السودان من دولة الجلابي وعودة الحكم الى السكان الاصليين وذلك بمجرد موافقته هم سيحكمون السيطرة على عاصمة دولة الجلابي. أجاب دريج بالتي كانت هي الداء نفسها؛انه لا يستطيع القيام بذلك لانه لا يوجد جنرالات زنوج؛ او كادر افندي مدني زنجي يدير شئون الدولة بعد تحقيق الانقلاب؛ وسنضطر نستعين بالكادر المتعلم من أقلية الجلابي ذاته أفندية وجنرالات مما لن يحققون انقلابا علينا. وأحمد دريج رجل نبيل فيما يتعلق بكرامته الشخصية والكرامة الجماعية لمجتمعات الامم الزنجية.
كان يمكن أن يمسك الأفندي الزنجي أحمد دريج الدولة السياسية بينما يسيطر ضباط الصف على الدولة الامنية؛ ويقوم (الرئيس) دريج بتوظيف الدولة لتعليم مجتمعات الامم الزنجية ( هذا رأي المستنيرين الزنوج؛ إدريس أزرق تاستي؛ شريف حرير تقرو؛ مكوي أتوت بنج؛ أبو فاطنة بليه؛ موجو شلالي)؛ ويرفّع الرئيس ضباط الصف الزنوج إلى جنرالات يحكمون مجلس القادة والاركان ويغيرون قواعد وقوانين القبول والاستبعاب والعمل في الجيش والشرطة والامن لكل السكان ولا يتثنى مجتمع الاقلية الجلابية. وتكون مشكلة الدولة الاجنبية؛ الابرتهايد اتحلت من سيطرة أقلية إنتهازية فاشلة وأنانية تعيش على دم ودموع وعرق المجتمعات. نعم تظل مشكلة البناء قائم لكن السودان يكون توجه الى إتجاه جديد وتجاوز الأزمة.
اخذ ضباط الصف هؤلاء على عاتقهم مسؤولية التغيير العسكرية لكنهم لا يزالون بلا ثقة في الذات؛ واتصلوا بالاب فليب غبوش رئيس اتحاد عام جبال النوبة بنفس الطريقة التي إتصلوا فيها بأحمد إبراهيم دريج؛ ولم يخزلهم عباس غبوش لكن غزلهم الفلقناي محمود حسيب . وحسيب اقيل اشهر من ذلك من رئاسة اتحاد جبال النوبة لكونه فلقناي الجلابي في اتصلاته مع الاحزب العروبية العنصرية وترأس الإتحاد فقد وشى بالاسرار العامة التي تدور برؤوس تلك النخبة النبيلة من ضباط الصف الى الجلابة. كان هذا التحرك الزنجي هو السبب والدافع الرئيسي لانقلاب ضباط الجلابي في مايو 1969ف والذي اوصل الجنرال الجلابي الماجن جعفر نميري الى السلطة وأشرك حسيب فلقناي ثم تم التضحية به لاحقا.
سبق ذلك العديد من تحركات الجنود الزنوج ضد دولة الابرتهايد؛ حركة اللهيب الاحمر 1958ف؛ حركة سوني نيالا 1968؛ انقلاب حسن حسين الجريئ 1975ف انقلاب عباس غبوش الثاني. وتمرد اربعة كتائب من الوحدة العسكرية الغربية 2004ف. و مثل حسن حسين يوجد ضباط زنوج بقلبوب حية يحالون للمعاش سريعا. والاب غبوش زنجي نبيل وابن امون مفضل كان تسكنه فكرة نهضة الامم الزنجية حيا وميتا.
بدل ان يقوم الفلقناي امدبورة بتوزيع ضباط النبطشية على الخدمات اليومية في بيوت جنرالات البازنقر كل صباح؛ ليدرك انه لا يزال الى الان الفرصة مواتية؛ بعودة الضباط والجنود الزنوج المحالون للمعاش قسرا؛ وأؤلائك الذين لا يزالون في خدمة الابرتهايد؛ تمردهم وقيادة ثورة تفكك مركزية دولة الجلابي ممكن ومأمول؛ وهي دولة قشرية لا شئ يحرسها سوى التمويه الكاذب بكثرة عدد العلامات العسكرية المرفوعة في اكتاف ورؤسة جنرالات البازنقر المنتكسين جبنا.
* العب الوحيد برتبة ضابط وسط ضباط البازنقر الجلابي. يشبه جيوش العبيد الزنوج لحماية الابرتهايد؛ لكنه عب مخصي.
منعم سليمان عطرون
" ي وليد؛ عيال جلابة ديل ما خلو راجل واحد فينا؛ كلنا لابسين دبابير ساكت عشان نخدمم بس ونعيش. كِن فضلت رجالة لينا نسويها بليل مع نسوانا؛ أمشو شيفو رجال غيرنا" إعترافات فلقناي أمدبورة فاهم اللعبة.
مهمة الجنرال أمدبورة اليومية في المدنية؛ هو انه في كل صباح يخرج مزهوا من منزله بكاكيه الى مقر عمله وهو يتوقع ان اسمه ورد في كشف الإحالة. ينتهي الى قيادة الوحدة العسكرية؛ ويقوم بالتأمين على توزيعات النبطشية من جنوده السود للخدمات في منازل ضباط البازنقر قادة الجيش؛ وذوي المؤخرات الضخمة والجضوم المنتفخة في مجلس ما يسمى (بالقادة و الأركان)؛ قادة الوحدات والافرع؛ قادة جهاز الكجر العسكري؛ ربما يقرأ صحفا ويعود لتنازل الغداء في منزل يسكن غريبا؛ زوجة جلابية جلبنت نسله.
مهمته خارج المدينة؛ وفي زمن الحرب المشتعلة الان؛ أوكلت قيادة الأبرتهايد إلى ظباط من الجنجابزي؛ وبازيجنجا؛ ومليشياتهم الجمجويت المُعسكرين.
الفلقناي أمدبابير (وليس أبدبابير)؛ جندي في لباس ضابط؛ جلد اخشن لرجل في قلب ضعيف يريد العيش. هو من الأقلية الصغيرة داخل الظباط؛ بطول قامته أو قصره يزين أكتافه النجوم والصقور وبعضهم سيوف صفراء على كاكي اخضر تحت جلد أسود يعرف انه يخدم مؤقتا في جيش لا ينتمي اليه رغم انه اكثر التحدث والتعبير بأغنية جلابية "قومية القوات المسلحة التي تضم كل الشعب السوداني". وقد تم قبوله عبر سلسلة اجرءات فاسدة مذلة؛ عنصرية ضمن قواعد العمل في دولة الجلابي؛ وتحت راقباة سلطة جنرالات البازنقر الجلابي لقبول الذين هم مثله. ويظل وجوده بالجيش مرتبط بالوساطة التي قدمه للجنة البازنقر لقبول الضباط وبخدماتهم والديكورية من بقائهم.
للتعرف أكثرر على الفَلقناي أمدبابير لابد من تنشيط الذاكرة بأصناف جيوش دولة الجلابي الحالية وجذورها التاريخية خلال القرنين الماضيين اي منذ (1820-2020) بعيدا من مادة التاريخ المزيف وإلباس االأكاذيب لباس الحقائق.
1.جيش البازنقر؛ يسمى استعارة( القوات المسلحة السودانية؛ او الجيش السوداني). والبازنقر كلمة تركية يعني جيش العبيد السود.
2. شرطة الباشبوزق ويسمى استعارة (بقوات الشرطة السودانية؛ او الشرطة الموحدة). الباشبوزق كلمة تركية تعني شرطة العبيد البيض.
3. الكجر العسكري السري ( ونسمية قوات امن دولة الجلابي) ويسمونه جهاز الامن والمخابرات السوداني. الكجر يعني كلب التجسس. تستخدم خطأ لوصف البوليس في السودان.
تكوين كل واحد من هذه الجيش يكون من ضباط من أقلية الجلابي؛ وجنود من مجتمعات الامم الزنجية الاغلبية المطلقة. أبضب رأسه أحمر؛ وأن أي راس ضب يحتوي على عناصر من فلاقنة أمدبورة.
وهذه الجيوش تركيبتها وطبيعتها والغاية منها تعود الى اساس تكوينها؛ مرتزقة المستعمرين الأجانب والمولدين من عبيد جيوش مرتزقة الاجانب الغزاة انفسهم من امهات سبيات وجواري. تكونت عقيدتها وعقدتها القتالية في ممارسة حرب ضد السكان الاصليين؛ بجيش ومليشيات مسترقة لحماية سلطة أجنبية.
لكل هذه الجيوش مليشيات قبلية؛ وعقائدية؛ وحزبية؛ (الدفاع الشعبي؛ الامن الشعبي؛ وقوات الاحزاب) ملحقة من مدنيين بمجتمعات الجلابي والضحايا يساعدونه في هدفه؛ قمع السكان وحماية المستعمرة؛ واوليقارشية الابرتهايد.
كما ان لكل واحد من هذه الجيوش والمليشيات الملحقة بها ظباط على تراتيبية نفس تراتيبية العمل بمؤسسات الدولة؛ بمستوى الضباط والقوات المسلحة.
فبمستوى الظباط نجد ان الظباط لبازنقر اي عيال جلابة هم 95% من تكوين الضباط هم في موقع القيادة وجهاز أمن الضباط (استخبارات الجيش)؛ بينما فلاقنة أمدبورة من الضباط يمثلون 5% من مجلس الضباط؛ ويضعونهم في مواقع القتال الامامية ويراقبون ويتم إيحالتهم الى المعاش الايجباري. والفلقانة أمدبورة؛ ضباظ ينحدرون من المجتمعات الضحية؛ وخصوم الابتهايد التي تخوض دولة الجلابي حربها لتدميرها ماديا ومعنويا.
بمستوى الجيش فالمعادلة بمعكوسة؛95% من الجيش من جندي اسبليتا الى الصول هم من مجتمعات الضحايا التي تخاض الحرب ضدها؛ وهؤلاء هم الرجال الشجعان الذين يخوضون حربا غير حقيقة ضد اهلهم؛ بعد تجريدهم اولا من انسانيتهم ورجولتهم اثناء القبول والتدريب ويتحولون الى آلات قتل وتدمير. بينما 5% من الجيش هم من الجلابة الشماليين والمجتمعات التي تعتبر نفسها عربية خارج الشمال؛ والذين يعملون في مهمات استخباراتية وسط الجيش. لهذه المعادلة الغريبة وللخوف من مستقبل مجهول قامت دولة الجلابي ببناء المليشيات العقدية والقبلية والحزبية الموازية للجيوش واوكلت قيادتها الى ظباط البازنقر. معظم هذه المليشيات هم افراد من مجتمعات الجلابي والمجتمعات الرديفة لها في الوسط؛ مدنين في بزات عسكرية.
كنا قد ألحقنا الفلقناي أمدبابير بجملة الفلاقنة الأفندية من مجتمعات الزنوج؛ وذلك ان اللحاق بجيش وشرطة وامن دولة الابرتهايد من الضحايا يتطلب قدرا من التعليم؛ على الاقل خريج التعليم الثانوي. اليوم تحول ذلك بوجود مليشيات الجمجويت المُعسكرة. لكن هناك ضرورة لإفراد مساحة للتعريف به وبدوره.
بجانب انه ديكور يزين وجه الجيش النازي؛ الا ان امدبورة هو فاعل الشر وشاهد الزور في عملية تدمير المجتمعات الزنجية التي تمارسها الابرتهايد الجلابي بجيوشها؛ وترفق بها أعمال القمع؛ التعذيب الوحشي. وجيوش الأبرتهايد بجانب انها حامية للدولة الاجنبية فهو رمز الاستعمار ومادة الاذلال والمهانة لكونها تملك السلطة المادية القصوى الى حد سلطة القتل المفتوح دون عقاب او حساب وفوق القانون والاخلاق. ويملك المال لخلق الات تدمير وانتهاكات حقوق الانسان.
الفلقناية أمدبورة من المجتمعات الزنجية الغربية والشرقية؛ هو الوحيد الذي يتاح له الفرصة للدخول في قيادة هذا الجيش لكنه يصل الى درجة الرعب والهلع وليس فقط الامتيازات التي يتمتع بها. ويصبح فكرة قيادة انقلاب وتغيير من داخل الجيش جريمة حتى لو كان بمستوى حلمه في نومه؛ ويصعب لرجل مثله ان ينام. هو يردد اغنية السمجة" قومية الجيش" في اكله وشربه؛ وصلاته وونسته.
بلغ من المنحدرين من الزنوج أربعة الى رئاسة الاركان العامة خلال القرنين الماضيين؛ ووزير واحد للدفاع منهم ينكر زنجيته إيد ورجل. وثلاث اخرين من الغرابة يدعون الاصل العربي.
في صيف عام 1968ف إجتمع ضباط صف وجنود دارفور وكردفان؛ نوبة؛ فونج؛ جنوبين؛ كانوا قد توصلوا الى الحقيقة المخزية في بنية الجيش هذه الفضيحة والتراتيبية (العبد والسيد). وبالرغم من انهم يمتلكون مفاتيح والنوافذ الامنية في الدولة؛ وكان يمكنهم إحكام السيطرة العسكرية والامنية على دولة الجلابي وجمع جنرالات البازنقر الجلابي مثل الاغنام في زريبة في يوم واحد. والضباط الجلابة الذين ينعتون جنودهم السودانيين ب(العبيد) وال( الخدم) كان هو محطة الوعي في عقول ضبابط صف وجنود الجيش.
كان هؤلاء العساكر يواجهون اشكالية ادارة الدولة بغياب كوادر زنجية متعلمة؛ ووعي بشئون الدولة من قبل المجتمعات الزنجية التي تعيش حرمان وتفرقة. ولا يوجد حتى ذلك العهد فلقناي أمدبورة كبير؛ ويوجد خمس فقط ضباط زنوج صغار منتشون برتبهم الصغيرة.
أضطر هؤلاء الجنود ان يذهبوا لمقابلة أحمد ابراهيم ديريج قائد جبهة نهضة دارفور؛ وأقدم المتعليمين من دارفور؛ ونقلوا اليه خطتهم؛ واخبروه برغبتهم هذه وطلبهم له أن يزيع بيان تحرير السودان من دولة الجلابي وعودة الحكم الى السكان الاصليين وذلك بمجرد موافقته هم سيحكمون السيطرة على عاصمة دولة الجلابي. أجاب دريج بالتي كانت هي الداء نفسها؛انه لا يستطيع القيام بذلك لانه لا يوجد جنرالات زنوج؛ او كادر افندي مدني زنجي يدير شئون الدولة بعد تحقيق الانقلاب؛ وسنضطر نستعين بالكادر المتعلم من أقلية الجلابي ذاته أفندية وجنرالات مما لن يحققون انقلابا علينا. وأحمد دريج رجل نبيل فيما يتعلق بكرامته الشخصية والكرامة الجماعية لمجتمعات الامم الزنجية.
كان يمكن أن يمسك الأفندي الزنجي أحمد دريج الدولة السياسية بينما يسيطر ضباط الصف على الدولة الامنية؛ ويقوم (الرئيس) دريج بتوظيف الدولة لتعليم مجتمعات الامم الزنجية ( هذا رأي المستنيرين الزنوج؛ إدريس أزرق تاستي؛ شريف حرير تقرو؛ مكوي أتوت بنج؛ أبو فاطنة بليه؛ موجو شلالي)؛ ويرفّع الرئيس ضباط الصف الزنوج إلى جنرالات يحكمون مجلس القادة والاركان ويغيرون قواعد وقوانين القبول والاستبعاب والعمل في الجيش والشرطة والامن لكل السكان ولا يتثنى مجتمع الاقلية الجلابية. وتكون مشكلة الدولة الاجنبية؛ الابرتهايد اتحلت من سيطرة أقلية إنتهازية فاشلة وأنانية تعيش على دم ودموع وعرق المجتمعات. نعم تظل مشكلة البناء قائم لكن السودان يكون توجه الى إتجاه جديد وتجاوز الأزمة.
اخذ ضباط الصف هؤلاء على عاتقهم مسؤولية التغيير العسكرية لكنهم لا يزالون بلا ثقة في الذات؛ واتصلوا بالاب فليب غبوش رئيس اتحاد عام جبال النوبة بنفس الطريقة التي إتصلوا فيها بأحمد إبراهيم دريج؛ ولم يخزلهم عباس غبوش لكن غزلهم الفلقناي محمود حسيب . وحسيب اقيل اشهر من ذلك من رئاسة اتحاد جبال النوبة لكونه فلقناي الجلابي في اتصلاته مع الاحزب العروبية العنصرية وترأس الإتحاد فقد وشى بالاسرار العامة التي تدور برؤوس تلك النخبة النبيلة من ضباط الصف الى الجلابة. كان هذا التحرك الزنجي هو السبب والدافع الرئيسي لانقلاب ضباط الجلابي في مايو 1969ف والذي اوصل الجنرال الجلابي الماجن جعفر نميري الى السلطة وأشرك حسيب فلقناي ثم تم التضحية به لاحقا.
سبق ذلك العديد من تحركات الجنود الزنوج ضد دولة الابرتهايد؛ حركة اللهيب الاحمر 1958ف؛ حركة سوني نيالا 1968؛ انقلاب حسن حسين الجريئ 1975ف انقلاب عباس غبوش الثاني. وتمرد اربعة كتائب من الوحدة العسكرية الغربية 2004ف. و مثل حسن حسين يوجد ضباط زنوج بقلبوب حية يحالون للمعاش سريعا. والاب غبوش زنجي نبيل وابن امون مفضل كان تسكنه فكرة نهضة الامم الزنجية حيا وميتا.
بدل ان يقوم الفلقناي امدبورة بتوزيع ضباط النبطشية على الخدمات اليومية في بيوت جنرالات البازنقر كل صباح؛ ليدرك انه لا يزال الى الان الفرصة مواتية؛ بعودة الضباط والجنود الزنوج المحالون للمعاش قسرا؛ وأؤلائك الذين لا يزالون في خدمة الابرتهايد؛ تمردهم وقيادة ثورة تفكك مركزية دولة الجلابي ممكن ومأمول؛ وهي دولة قشرية لا شئ يحرسها سوى التمويه الكاذب بكثرة عدد العلامات العسكرية المرفوعة في اكتاف ورؤسة جنرالات البازنقر المنتكسين جبنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق