الثلاثاء، 21 أبريل 2020

الأمم الزونجية

فَلقَناي فَكِي؛ phalgany faky  فخرة phlaginé
منعم سليمان عطرون

* الفخرة والأمبتارة؛ بقايا كهنة آمون؛ الدرب دخلت ليهم في ألمي بعد إحتلال شيوخ العرب والمستعربون للسلطة العليا ذاتها (امون) واطلقوا عليه اسم جديد (الله).
* الزنوج  الفلاقنة؛ أؤلائك الذين يتبعون أو يخدمون مَن يسمون أنفسهم  أئمة؛ شيوخ؛ أولياء؛ وعلماء؛ ويدعون أنهم من عرق عربي مقدس.
* أركماني القرن 260ق.ف : الدولة ليست مؤسسة دينية؛ الإنسان هو المقدس؛ القانون مثل الموت لا يستثنى أحد؛ حتى أنا. 

الروحانية الافريقية؛ تطورت قبل الالف السنين في مجتمعات الامم الزنجية؛ هو عبارة عن تصور لما وراء الطبيعية والقوة المطلقة (اللانهائية) التي خلقت الحياة والكون في نظام اهلية تعددية (امون) او هو اله واحد ازلي (اتون). يحمل كل تصور خصائص الكمال الذاتي؛ ويتفقان في شكل المنشأ والمصير النهائي للحياة. والآنو (الناس) هو القيمة القصوى في هذه الحياة والكون لما زودتهم بها تلك الطاقة اللانهائية من (ضمير) و(عقل).
فعليا لدينا دينين في الحياة بمجتمعات الامم الزنجية الان؛ (دين غير مكتوب ) لا يعرف اتباعه الكتابة او القراءة باي لغة؛ ولهم لغاتهم الخاصة؛ لديهم قناعاتهم الروحانية وممارساتهم الاخلاقية؛ و التي لم يتلقوها من اي (دين مكتوب) أو تزودهم بها مدرسة.

وبالمقابل لدينا  (دين مكتوب) بلغات أجنبية (عربية واوربية)؛ وتحمل فلسفة ومعاني مختلفة؛ و يصعب ترجمتها مباشرة دون تأويل. الاوامر الدينية والتصورات في الدين المكتوب؛ ومنظومة القيم موجودة في المؤلف المقدس (الانجيل والقران)؛ وممارستها خيار بحسب قناعة الفرد وتحصيله ( بالمدرسة المعبد)؛  بينما في منظومة القيم؛ في الدين غير المكتوب مغروسة في الذات الانساني؛ وتثقل باساليب تنشأة عملية من الكبار والذين غالبا لا علاقة تعليمية لهم بالمعابد والمدارس التي تعلم ( الدين المكتوب).
يحاول الفخرة (الاخلاقيون) و الامبتارة (الاطباء) في مجتمعات الامم الزنجية الجمع والتوفيق بين الاثنين.
الدين كمفهوم وممارسة الدين في مجتمعات الأمم الزنجية مختلفة كلية عن الدين السياسي، الثقافي، الاجتماعي في مجتمعات العرب والاوربييين وفي فلسفتهم والتي رسميا تحتل الدولة والشان العام في السودان. الإسلام كفلسفة دينية عربية  واختها المسيحية والتي هما بنات اليهودية؛ النسخة العبرانية عن (أتون). 
  الروحانية الافريقية، والقيم الإنسانية والأخلاق دين الزنوج الموروث هذا ممارس في مجتمعات عمليا وهي مجتمعات  لا تعرف ولا تفهم لغة القرآن او الإنجيل.

الدولة العربية الاسلامية المزرعة في بلاد الامم الزنجية منذ 64 سنة كان احد ابرز وجوهها (الدين العربي). وفي بعض الاحيان صارت (الدين المكتوب) وظيفتها وبرنامجها ( اسلام ومسيحية). وبطبيعة الحال فان القيم الاخلاقية منصوصة في الكتاب او في التاريخ وليس في ذات الافراد فان طبيعة ممارسة الدولة لابد انها لا اخلاقية ولا انسانية بل؛ مهددة للحياة الانسانية؛ ومن زاوية العنف المقدس للدولة؛ (عربية  اسلامية؛ او علمانية)  يتجسد خطر الدولة الحالية.

فيما يستمد رجال السياسية في دولة الابرتهايد تعليم الحكم الديني من خارج القارة؛ العرب المشرقيين؛ ويقلدون الحكام العرب  ( خلافاء وامراء) و(ملوك؛ سلاطين؛  ورؤساء وامراء)  في طريقة الحكم ومعاملة الدولة لشعبها؛ وهكذا هم يؤدون دور الفلاقنة لسلطة خارج قارتهم. بدل مواجهة القانون؛ حكام الأبرتهايد يقطعون البحر لمقابلة رجال الدين والسياسية العرب قبالة جرائمهم في البشعة في شعوبهم في السودان.

  كذالك يؤدي رجال الدين الجلابة ( فلاسفة الابرتهايد الدينين) دور فلاقنة الدين للعرب؛ ويقومون بنقل افكار وممارسات دينية كما هي  من الشرق.  لدينا ثلاث مدارس تتصارع داخل البيت ( كل واحد بسكينو وفلاقنته). المدرسة السعودية (السلفية؛ انصار سنة) والمدرسة المصرية العربية ( الاخوان المسلمين؛ والجهاديون) وفلسفة ثالثة (الصوفية المشرقية) و هي مختلطة بالروحانية الافريقية؛ بعد ان جردتها من القيم الانسانية والاخلاقية؛ واستعاضت عنها بتقديس شخوص عرب ماضيون.
جميع هذه المدارس لهم فلاقنتهم من الزنوج؛ سواء التي لها اهداف سياسية ( من اجل الاستحواذ على الدولة) او التي تريد الاستحواذ على العبيد (المتصوفة).

وبالعكس مدرسة (التُكابة)  وهي احد من الروحانية الافريقية اخذت ( النص الديني العربي)  مع تفسير ذاتي؛ واضافت له ما تبقى من النصوص الامونية؛ واتبعت نظام التدريس في معابد الكهنة (الحُبال). هذه المدرسة تم مصادرتها من ملاك الدين المستورد لانها تدرس مادة مستوردة.

الغاية العليا للدين بوعي رجال الدين المستورد (المكتوب) هو اسقاط قيمة النفس البشرية وحقوقها الاساسية لصالح القوة العليا التي هم ممثلوه الشخصيين. الانسان  ما هو الا اداة لخدمة القيم الدينية العليا (الإله؛ الفيلسوف الروحي الوسيط؛ الكتاب المقدس؛ التاريخ الديني وهم رجال الدين).  ولان الدين هذا تجاري؛ فان رجال الدين في المدن (القادة ) السودانية ينحدرون او يدعون نسبا عربيا؛ وان اتباعهم ( ادواتهم وقرابينهم لله)  هم من الزنوج الذين هم مادة ( الرق) في عقل العربي؛ والعربي؛ يملك ماركة (تدين مصطنع) ليتساوى و يتشبه بالزنجي العادي الذي هو اخلاقي وانساني وروحاني بطبيعته.
الامتياز الديني الذي يملكه الزنجي حامل نعال سيده هو رضى سيده. والزنجي العابق هو الذي يرفض ويتمرد على شيخه ( الدجّال).
بينما في القيم الروحية الافريقية ان الانسان قيمة قصوى؛ وان الانسان تجسيد للخير في القوة اللانهائية للكون؛ وان كل ما سوى ذلك اداة لصالح الانسان وحياته. ومن هنا تنبع القيمة الحضارية السامية للروحانية الافريقانية.
فلاقنة الزنوج السياسيون
الوجه الابرز للفلاقنة ( خدم الامم الزنجية للابرتهايد)؛ من الافندية والفلاقنة التقليدين ( زعماء القبائل) هو انهم انفسهم دينيون في المقام الاول. او يدعون التدين.او الذين ينحدرون من عرق عربي ( مدعاة) او تربيتهم عربية؛ يتخذون الدين مطية ومدخل للسياسة في الدولة والاجسام الرديفة لها.
 والاجسام السياسية الرديفة للدولة ( الاحزاب حتى الحزب الشيوعي؛ و البعثي )  تتخذ من الدين (المكتوب) ارضية ايديلوجيتها؛ ومادة برنامجها لاستحواذ على الدولة (المستعمرة). 
اما رجال الدين في المجتمعات الزنجية (كهنة امون: الامبتارة والفخرة) التي تعيش ضحية للابرتهايد الجلابي فهم في حالة اضطراب بين ما هو الدين واللادين ( ثقافة عامة) وما هو لله وما هو لقيصر؛ وما هو الاتجاه الصحيح.

  ينضم  باستمرار خريجي التعليم الجامعي الديني والخلاوي الى خدمة الابرتهايد  وترسيمهم خدم في سلم سلطة الدولة؛ وكلهم من مجتمعات الزنوج. ويتم توظيفهم مؤذنين في المساجد؛ حراس الجوامع؛ أئمة مصلون ( وليسوا خطباء). (تابع دراستنا بلاليون وسوالم). وهم شباب واطفال الخلاوي يمتلكون ذكاء فطري قوي.

دون دراسة علمية للدين؛ ووضع نظام قانوني للمعابد وممارست الدين في الدولة الديمقراطية المدسترة؛ وهذا بتحرير عقول بالفعل من المستعمرين ورجال الدين فان الروحانية الافريقية نفسها سوف توظف في اتجاه صرف عقول الناس عن قيمتهم الى عالم الخرافة؛ ومحاربة العلم والمعرفة والتي تؤخرالزنوج في حراك اللاحق بركب الحضارة.

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post