الخميس، 8 أكتوبر 2020

دموع البروف تهطل

 #تحدي_سوداني_ملهم

"دموع البروف تهطل علي  سواحل الوفاء" 

لم يتمكن كثير ممن رآها من حبس دموعه. صورة البروف يبكي وهو يتسلم (هدية) من طلابه عقب انتهاء محاضرة يبدو انها الاخيرة في السيمستر. 

لم تكن هناك جوطة و لا  ساسة و لا هليلة و لا مكبرات صوت و لا فنان يصدح ولا فلاشات صحافة و لا كاميرات تلفزيون و لا مايكات اذاعة. كل ما هناك سبورة و طاولة درس واوراق يبدو انها لامتحان و كان هناك (قيمة وفاء) غطت علي زخرفة الحدث اللا محضور فكان الحدث  اطغي و انبل و اكثر تعبيرا. 

مشهد مؤثر كان و اولئك الطلاب يهدون استاذهم  هدية رمزية قيمتها في فكرتها و ليس في محتواها. مشهد مؤثر و تلامذة لم تتعد أعمارهم العشرين يعترفون بالفضل لمن علمهم و وقف بجانبهم فعبروا عن جزاءهم له في حدود إمكانياتهم المادية و المعنوية فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. مشهد مؤثر يأتي وسط غابة من النكران ليفتح ضوء اخر النفق. 

لا اعرف مكان الصورة تحديدا ولا زمانها ولا تاريخها لكني اعرف قيمتها جيدا، قيمتها المعنوية التي تتقطر مع دموع البروف و كفه تحاول أن تغطي وجهه فمن منا لم تخنقه العبرة؟ .

(قيمة الوفاء) التي تنبع ممن تربي عليه و كرم اصله و كبر عقله وان صغر سنه. تعلمنا منذ نعومة الاظافر ان الانسان جوهر لا مظهر، و ان النقاء و الوفاء و الاخلاص قيم لا يسرج ركابها و يمتطي صهوتها الا من تربي عليها و خرج من بيت عرف كيف يغرسها كقيم في نفوس الأبناء لا تتجاذبها امواج الحياة و لا تغير مسارها تقلبات الحياة. ازرعوا في نفوس من حولكم قيمة الوفاء و انها لكبيرة.

لا تعلموا أولادكم جحد النعم ولا نكران الجميل فمن وقف معك لحظة يستحق أن تقف معه ايام و سنوات (هي صورة)  تعلق علي جدران شرفات المدينة. (هي صورة) يجب ان  تنشر بين الفينة و الاخري تماما  ك(قميص عثمان) لاثارة الاخر علي هذا  الفعل النبيل في البوادي والحضر. هي صورة جاءت هكذا ببساطتها و جمالها و روعتها.

(هي صورة)  وضعت العالم كله بين

 ساعة يد، سبورة، ورق امتحان،  

قارورة مياه .... و رجل يبكي حد البكاء.

كل الود والتقدير للبروف علي حمدان

أستاذ الميكانيكا بجامعة السودان

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post