الاثنين، 5 أكتوبر 2020

دكتورة اشراقة مصطفي حامد

 ماذا تُسمى النساء الجميلات عند الثانية صباحا؟

د. اشراقة مصطفى حامد 

 يسمين كفاح, مجابدة حياة, انتظار, جمرة روح على وشك الإنطفاء

يتفجرن فى قلبى وقلبى هدية لك. ليلتها كنا معا،  تعاركت فينا الحياة والموت, الحياة الوليدة التى تهب نسمة من قلب صغير على تلك الجمرة التى توشك ايضا على الانطفاء.

لا تقل لىّ إن سؤال الشعر لا يجاب علية بسؤال السياسة!! دعنا نمط حبال صوتنا المجنون بالغناء ونكرر السؤال: كيف أنجزنا كل هذه المشاريع الحياتية؟ كيف مارسنا النزوح, الهجرة البكاء والغناء والرقص على اوتار اسئلة النساء الجميلات؟ 

عند الثانية صباحا؟!

 فى الوضع الطبيعى انها أوقات الحلم, نائمات على أسرة كتلك التى فى الفنادق الاثرية العجوزة او التى ينعم بها الأثرياء, واللاطبيعى ان ينتح القلب بالالم وليس هناك من ينزع الاشواك من تلك الاجسام المنهكة, هناك من يغرزها فقرا تلو فقرا وقهرا تلو قهرا. نحن بنات القهر.... البيانات الانشائية الاناشيد المشروخة والاحلام السرية.

الثانية صباحا؟ّ!

لن نمارس الحب الآن! انها لحظات حاسمة فى تواريخ تلك البلاد. لن نمارسه بالسر كما تفعل ساعة الصفر , نمارسة بالعلن لنعادل حمضية لعبات عسكر وحرامية التى تبدأ فى ذات لحظات شهقتنا الحاسمة!

اليس سؤالك ورطة ان يكن النساء الجميلات يسمين الحب عند الثانية صباحا؟

عند الثانية صباحا يبدأ هدير الدبابات. تغمض الاشجار عينيها من فجيعة النيل وتطرح ارواقها – خديجا لاحلام النساء- تهدر وتسدّ – صوت هنا ام درمان وتغلق البوابات وجسور نشيد وطنى تغزله وتغازله النسوة فى الضواحى البعيدة وساورا الجبل... من جبل مره او من جوبا المنصوبة الآن على مقصلة مصنوعة من خشب المهوقنى والتبلدى فى غرب البلاد.

يحدث ذلك عند الثانية صباحا, ذات الزمن الذى اضاءته نبوءة حبرك مع سر لونى وصخب العاشقات.  ودعت خلفى جبال عاتيات والليل قوارب الكانو يجدف بىّ نحوك وكنت فى اقاصى الانتشاء. كانت تمد وتجزر وموجك يخر فى قلبى ويهدهدنى لانام وكنت ياحبيبي تملأ روحك من سلال رمادى وانفاسك تلفح قلبى، رماده ورماد السماء, ضجيج انفاسك يفضحنى ويربك غزالات شهوتى تنهض عنقاء وتفرد لهيبها معادلا لنيران الاشجار الغاضبة على فعائل الانسان بالطبيعة. اطلع حورية بحر لهواك واغطس فيك, تعانق فىّ يباسى ولعنة الانقلابات وجفاف البيانات الاولى من احبار روح الانسان.

كانت الثانية صباحاً

ااااااااااااوف.... اوووووووووووووووف

تيسسسسسسست تيسسسسسسست

أذاعة امدرمان ويا ايها الشعب السودانى البطل

تيسسسسسست تيسسسسسست

ستبدأ الآن حفل الذبائح للتواريخ الفتية التى لم تكتب على خدود المدن, سيتم كشطها وجرفها ملحا حارقا فى عيون الامهات.. الثانية صباحا..

ززززن ززززززن ززززززززززززززن من اين ينبع أزيز النحلات فى هذه الساعة من الزمان؟

لا تقل لي من جسدك؟

ولا تكذب؟ كن أمينا يا عزيز دنيايّا؟

وتغنى... والمحبة شديدة يا اهلنا, ومن أين لىّ بحفظها ولم يردها الوالى لاهلها؟

كلكم والى وكلكم مسئول عن انقلابات اللون والتحولات الطينية لسيرة عرس البلد الاول فى العام 1956

لا شىء يعادل هدير الدبابات والمدافع وفحيح الحروب سوى ثورة الجسد, إنت فرسي يا اسطورتى ولغزى وملهمي.

عند الثانية صباحا ابدأ التهمك (لقيمات) عجنتها امرأة وحيدة تماما عند ذات المنعطف التاريخى حيث تعمل النساء رزقا وسترة حال.

تعرينا يا عيسى, ومابقى غير مزعة حزن قادر على سترنا, هنئنيا لك ولىّ بهذا العراء, عراء كونى.

إنها الثانية صباحا , لنصمت قليلا , ليبدأ ضجيج العالم بتأوهات نساء يهبن العالم اطفالا بلا خطط, ( والحول بى زول)

وربنا كريم الله أرحم الراحمين وعينيه لا تنام خالق العباد يرعى قوارب مفخفخة, تعبر بحور وبحور وتنجرف نحو القاع والساحل لم يكن بعيدا ولكن كانت رحمة الله أقرب.

أتؤمنين بالله؟

ومن أين ينهمر هذا الضياء ان لم اكن أؤمن به...ربى انا ورب المساكين

ولصانعى المال رب آخر, ليس هو ربنا الكريم الرحيم خالق الكون

عند الثانية صباحا يعجّ الكون بالتناقضات

امرأة تجهض,

اخرى تكسر آهاتها جدران السجن فى ام درمان

وحواية اختلطت عليها التواريخ والساعات والذئب اغتصب روحها

وكم من مونيكا منهمكات فى جنون بورصات الجنس والمال

وبنات يوزعن ماتبقى من سكر وحلوى ( الشهيد)

كلنا مغتصبون ولكننا نكابر! تعال فقط نقرأ التاريخ, اقرأه بعيونى وعيونهن

ابحرت فى عينيها تلك البلاد، اعشقها اكثر حين تنهمك فى افعال الحياة.  لها عيون غريبة حدثتنى عن البحر والغاز جسدى, وعرجت بى فى ازقته الى التاريخ القديم, الى بيت الخليفة واخبرتنى عن المؤرخات والمؤرخين العائدين من العصر الحجرى بكتابة تاريخ صوانى البلاد, موائدها اطراف وجماجم وسلطة اتهامات ومزيد من الجوعى والمشردين وبعضهم مازال يبحث عن أذن عثمان دقنة التى بترها وزير ثقافة يدعى الايمان بالله دون ان يعتقد فى الجمال

كتابة التاريخ تبدأ عند الثانية صباحا توتا اخضراً تصنعة النساء ليغطى به الوالى المتعالى عورات التاريخ وفي حبيبتنا البلاد نعيد كتابة تواريخ العشق. اعيده وحدى فى داخلية البلاد وفى اجتماع رسمى فى وضح النهار يخشخش حيوانك الحميم حولته بقدرة فينوسية الى حدائق ومهرجان بعد ان عجزت ان اهدى من خفة سنجابك الجميل.

عند الثانية صباحا تكون عيونى بالغة الغواية لفضح الحياة فى غرف الكون المتعوس بنقص المال وسياسة نزع السلاح مقابل الغذاء او بشكل اكثر دقة بترول الجنوب مقابل الوحدة..

سناجب الشهوة ترقص بخفة روحك وتوازن السلطة هناك, بين هنا وهناك بينى وبينك

وكلانا يتنفس الصعداء فى القصر الجمهورى او فى البيت الأبيض

ان للسلطة والجنس وجه واحد

ومعك فعله وجه حياة، تمرد وثورة عادلة.!

انا لا اتمرد ضد رغباتى الانسانية ولكنى اتمرد ضد اى فعل عشق يبحث فى جسدى عن لبن خاثر وحبوب لمنع الفرح.

صفا انتباه

الحرية السلام من سلطة الجسد تبدأ

من بيوت العشق الجمهورى

نحو قصر الشعب الجهورى تصعد

تصعد كلما صعدت الحمى, حمانا, حمى البلاد

الحمى يطفئها نثار الرماد. نثار ملح السماء وهو يباركنا 

ثروة البحار

وثورة الارض لعداله السماء

تك.. تك.. تك..

الساعة الثانية صباحا تركت عقاربها على أسرتنا

تركت اشواكها عند ملتقي النيلين

تلغزنا كلما طالبتنا باجابة الورطة ونحن لم ننتهي  بعد من صياغة تاريخ السؤال


تك..تك..تك.. الآن... الآن الثانية صباحا الاّ إشتعال.

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post