حين انتصرت الثورة الأثيوبية فى التسعينات وسقط نظام منقستو مرت على اثيوبيا بعدها سنوات عجاف عانى فيها الناس الامرين من شظف العيش وضيق الحال..
ولكن مع ذلك لم نجد اثيوبيا واحدا طالب بإنقلاب عسكرى لضيق الحال وصبر الشعب على ثورته حتى يكتمل بناء الدولة ورسوخ الديمقراطية وكانت النتيجة أن اثيوبيا الآن من اعلى دول العالم نموا وازدهارا بمعدل نمو سنوى يفوق ال ١٠%. لك ان تتخيل لو استمع الاثيوبيين وقتها للغوغاء ممن يشتكون من ازمات الوقود والكهرباء والدخل المتدنى ورجعوا مرة اخرى للحكم العسكرى.
نقول دائما أن هناك فرق جوهرى بين (تغيير الحكومة) و (تغيير النظام). اذا فشلت الحكومة تتغير وتستقيل ويأتى غيرها ببساطة ولكن الدستور والقانون والديمقراطية باقية وهذا هو تغيير الحكومة. اما تغيير النظام فهو الانقلاب العسكرى والعودة الى عصور الفساد والإستبداد والفشل الاقتصادى والعنصرية وزنازين الإعتقال وبيوت الأشباح والقتل بالمزاج.
فشلت حكومة حمدوك ؟ طيب وين المشكلة؟ تستقيل الحكومة ويجى غيرها ولكن الدستور والقانون والانتقال الديمقراطى قائم وهذا هو جوهر ماثار الشعب لأجله.. سلطة بيد الشعب ودولة مؤسسات وقانون ودستور.
أما من يملئون الدنيا صياحا وعويلا وتباكيا على انقطاع الكهرباء وأزمة الخبر ويصورون للناس ان فشل الحكومة يعنى ان الحل فى الانقلاب وتغيير النظام وليس تغيير الحكومة فإن ذلك لعمرى لهو الضلال المبين.
هذه الثورة قامت من أجل بناء دولة حقيقية وليس من أجل ان يذهب حمدوك او يأتى غيره.
اصبروا على بناء دولتكم ولاتستعجلوا النتائج وتعملوا على حرق المراحل فتكونون كالتى نقضت غزلها بيدها.
الثورة قامت من اجل بناء السودان وتاسيس سلام ودستور مستدام وليس من أجل حكومة او اشخاص يمكن تغييرهم بكل بساطة وسلاسة طالما كانت الديمقراطية راسخة ومستدامة.
هذا هو جوهر مالايدركه الأغبياء
آدم الرشيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق