الثلاثاء، 3 يناير 2023

اليلايل

 سياحة معرفية في سماء الأغنية السودانية

بنات طلسم .. سلافة الفن  

البلابل عصافير السودان  وبلابله المحلقات كشفن عن موهبة لافتة منذ وقت مبكر ، فاصبحن علامة صريحة في تاريخنا وحاضرنا الفني وبصمن بالعشرة في شارع الغناء السوداني . 

نور بيتنا و شارع بيتنا يوم ما جيتنا

يالهليت فرحت قلوبنا إطريتنا الليلة وجيتنا

كنا فرشنا السكة ورود لو كلمتنا كان بالجية

خطوة عزيزة ويوم موعود الخلاك تطرانا شوية

تسال فينا وتجي حارتنا ودابة الفرحة الليلة غشتنا

الحظ الجانا غشى سكتنا جانا وجابك لينا هدية

يالهليت فرحت قلوبنا إطريتنا الليلة وجيتنا

شوف شتلاتك كيف نشوانا والفل فرهد فرحان في البيت

والريحان طربان يتمايل غازل زهرة وعاين ليك

كل البيت خليتو في فرحة ضحكه قلوب وقلوب منشرحة

جيت واكتملت بيك اللوحة تسلم سيرتك أهلاً بيك

ظهرت ( البلابل ) في وقت عز فيه الظهور وكن على موعد مع التاريخ ، التقاهن ( بشير عباس ) بيتهوفن الحلفايا ، وعبقري الألحان وقد وضعه القدر في طريق ( البلابل ) فأخذ بيدهن إلى الضفة الأخرى من النهر عبر مجموعة من الألحان لايقدر عليها إلا هذا العابر . 

لحن لهن ( رجعنالك ) فاضاف لتجلي ( البلابل ) وإرتقاء ( سبدرات ) لحن  يُدرس ، وحدها كانت كفيلة  أن تضعك في المقدمة . 

رجعنالك

و عينينا البكت فجعت

رموشها دموع سخينة

بفرح عودتنا رفت

زغردت كلمات حنينة

رجعنالك

عشان تاه الفرح من دارنا 

رجعنالك

و إنت ديار فرحنا

رجعنالك

عشان ناحت سواقينا

رجعنالك

و بكت شتلات قمحنا

رجعنالك

عشان يسكت جرحنا

الإنت جارح قلبو بجراحاتنا إحنا

رجعنالك

و كيف نرفض

رجوع القمرة لوطن القماري

يا التقوقي علي نخيلاتنا القماري

و إنت واحش نيل وطنا علينا

شمت الصحاري

رجعنالك 

عشان إنت الجرف الفيهو شتلات حنة لفرح القبيلة

رجعنالك 

عشان جرتقنا و سيرتنا و جديلة

رجعنالك 

نغني فرحنا فيك و نقول عديلة

يفرح الليل صندل يفوح يكسي القبيلة

تحسست ( البلابل ) أقدامهن الطريق وهن يافعات لكن كان واضحاً عمق الإنسجام والتناغم بينهن  ما لفت نظر 

الناس فدعموا ( الشقيقات ) . وواصلن رحلة لا تخلو من المخاطر في وقت كان فيه مثل هذا التوجه محفوف بالمحاذير . لكنهن خضن التجربة بثبات وثقة بدعم داخلي وسند خارجي ، وقدمن كلمات معبرة والحان شجية . فسطع نجمهن وبزغ ووصلن المتلقي . 

نحيك ما بتحينا

ونرضيك مره ارضينا

احكم فينا بالدايرو

دا ريدك وانقسم لينا

خلاص اخترتا ناس غيرنا

وهم اغروك تخليا

بقيت لمت تشوفنا

كمان بتهرب من تلاقينا

كأنك ما عرفتنا يوم

ولآ ضليت في عنينا

نلاقيك والصباح نعسان

وتتحاشانا يازينه زمان الحال دا 

ما حالك ولا طبعك تجافينا

اتاريك كنت خادعنا سرابك موجو غاشينا

فرد السودانيون التحية بأحسن منها وحكموا عليهن بالحب

مع سبق الإصرار و ( التصنت ) حباً بحب وودا بود والبادي ( أجمل ) . 

لتواصل ( البلابل ) المشوار  بثقة وثبات وتجدد وتنوعت المصادر والأشعار وبقي ( بشير عباس ) علامة موثرة في تاريخهن ، فقد تدفق هذا ( الملهم ) بألحان زاهيات لبستها البلابل أجنحة من حرير ، فطاروا بنا في عوالم من الروعة والجمال والبهاء . 

حبايبنا ... قرايبنا ... وتخاصمونا

وخصامكم لما زاد طول

ولمن انتو فى الأول جرحتونا

قلنا أقلو نتلاقى تعاتبونا وتلومونا

وفى الآخر تصالحونا ... حبايبنا

تغلطوا انتو نسامح

ما بنقدر نخاصمكم

ما اصلو الهوى الجامح

بينسينا الخصام كلو

ويهون ظلم الهوى وذلو

والضقناهو من مرو

لما عيونك الحلوين تصابحنا

نسامحكم ... حبايبنا

ولمن زاد خصامكم لينا فات حدو

والقايلنو ببقى هظار أسفر لينا عن جدو

بحر ريدكم وانتو بعاد يوماتي بيزيد حدو

ولما عيونك الحلوين تصابحنا

نرجع نحن مجبورين نسامحكم

حبايبنا وقرايبنا ... وتخاصمونا 

وقد وصلت الروح إلى المتلقي وكانت ( البلابل ) كأسمهن

طيور  محلقة تملاك شجن وبهاء

في ليل الشجن والشوق

سألت عليك وناجيتك

لقيتك في السما نجمة

لقيتك في الصفا نسمة

لقيتك في الصدى كلمة

وناجيتك وما رديت

شكيت لي طيفك الأيام

وحدثتك حديث الروح

سألتك وين سألتك كيف

هواك أوهام ووعدك زيف

وطول أيامي ألقاك طيف

وناجيتك وما حنيت

سهرت مع ملاحم شوق

وفي أحضاني نام الليل .. وصحيته

صحيت نجمة ترعى حبيب

صحيت شمعة تشقى لهيب

تمنيت وإنت طيف ما تغيب

وناجيتك كما تمنيت

في ليل الشجن والشوق

فصحت العذاري في كل الربوع والأصقاع وشالن الليل شجن وفي أحضاني نام الليل ولا زال غافياً . 

البلابل غردن فملأن السودان بهجة وطرب وشوق .

التقت ( البلابل ) مع شعراء مختلفين ، فكان لقاء التحليق 

مع  الباذخ ( عثمان خالد ) وعثمان خالد كاتب مرهف ، وقدلت ( البلابل ) بي هديته الباهية ( سلافة الفن ) .

 يا سلافة الفن و لهفة البتمنا

يا هدية من الله ، والله بدي الجنة

زيد عمرنا محنة لينا منها طولة

لملم إنت حزنا بأبتسامة وقولة

يا ما قلبنا شال في المحبة ولولة

يا هدية من الله ، والله بدي الجنة

فرحة البتأمل في لهب إستنا

ورعشة المتشوق وخفة البتهنا

يا فرح يا بسمة بيك عمرنا غنا

يا هدية من الله ، والله بدي الجنة

قلبي في ترحالو يا ما صيف وشتا

شاف ظلال ألوانو في مداين شتى

وياكا إنتا الإنتا يبك عمرنا إتهنا

يا هدية من الله ، والله بدي الجنة

تنقلت ( البلابل ) بين الضفاف وحلقن بجناح ( عزة ) في سماء هذا البلد وملأن الفضاء شجناً وتغريد ، وكان اللقاء الراقي مع ساحر ( حي العرب ) ( سيف الدين الدسوقي ) في ( مشوار ) ، هذه الأغنية المبهرة التي لحنها العبقري بشير عباس فحلقت البلابل بجناحي الدسوقي وبشير هذه المرة في رحلة الي القمر . 

بتعرف انى من اجلك

مشيت مشوار سنين وسنين

مشيت فى ليل الغربة

على الكلمات ودمع العين

وعشت لما فارقتك

حروف تتغنى بيك حنين

بتعرف انت ما بتعرف انحن

بي حبكم هايمين

بتعرف؟

دارت دورة الايام

ونحن مع الزمن اغراب اغراب

متين تتحقق اللقيا

ومتين يتقابلو الاحباب

شربنا دموعنا ما روينا

حملنا الشوق ملان اعزار

وقلنا نجرب الصحرا

جنينا املنا كلو سراب

بتعرف؟

قليل في حقك المشوار

بدور من اجلك امشى كمان وكمان

وتحفى رجولي تقطر دم

واصبح فى الطريق عطشان عطشان

وانت نموزجى الطيب

نموذج يلهم الفنان

وكان لقاء ( البلابل ) وعصفور الشرق ( الحلنقي ) بشبهم الاتنين في أشهر (خاتم ) في السودان مع ( دبلة ) عركي ولحنها ( موسي محمد إبراهيم ) . 


 يا خاتم المنى لو نلقاك هنا

يسعد همنا وتدينا الهناء

يا خاتم المنى 

لا تقلينا لا ما بنحملاء

لو شفتوا 

الحلاء حتقولو الصلاة

ما تغيب مننا 

يا خاتم المنى

نور شمعتين

وأمسح دمعتين

لو جانا الحبيب نفرح مرتين

ولون المنى

يا خاتم المنى

عيون القمر بتحلي الثمر

ولطفت الصور 

لا لزول الندر غاب عننا

يا خاتم المنى 

يا خاتم المنى

لو نلقاك هنا

يسعد همنا وتدينا الهناء

يا خاتم المنى 

لحن لهم ( أنس العاقب ) ليل الشجن والشوق وكان لحناً مشحوناً وزاهيا ، زاحم كلمات ( عزيز التوم ) وأداء ( البلابل ) في السمو ، فكانت أغنية بطعم الحياة وعنفوان الأشواق 

وصحيت شمعة تشقى لهيب . وتحولت ( البلابل ) من حالة الظاهرة إلى الحقيقة الباهرة وحجزن مقعدهن مع الكبار . 

لم يلعبن بثلاث فرصة ، لكنها طلقة واحدة وضربت 

حيث تناغم الصوت وتوحد الإحساس واكتمل الإنسجام ، فكانوا روح واحدة في ثلاثة أجساد اسمهم ( البلابل )  .

حلوين حلاوة ... وغالين غلاوة

ان كنت داير تنسى الشقاوة

جيب المحنة قبل العداوة

بنعيش انحنا بكلمة طيبة

لذكرى حلوة وعيون حبيبة

دمعتنا ياما للعين قريبة

كتر الحنية كيفن تتداوة

عمرنا كلو منظوم محبة

ونحن التلاتة اخوات احبة

الوسطى فينا يا ناس تتحب

زهور جنينة بتفوح نداوة

وردة ومحنة موجة عبير

زي الفراشة فى الروض نطير 

وان كان علينا حبة شقاوة

وحلويييييييين

استقبلت الذائقة السودانية ( البلابل )  عند عودتهن بحفاوة  وترحيب ولأن الظروف تختلف والأحوال تتباين فقد فرقت بينهم الحياة هجرة وزواج وعمل . وهنا تشتت ( حبات اللؤلؤ ) ولكن العقد لم ينفرط . 

فقد بصمن بالعشرة ومن يبصم يبقى في الذاكرة السودانية التي تحفظ  الوداد لمن يحترمها ويقدم لها 

وقد قدمن العطر والزهور . 

( هادية ) مايسترو الوسط ( وآمال ) هدوء الشجن 

( وحياة ) لذاذة الضحكة . 

لذلك عندما عدن بعد غياب طويل استقبلتهم العاصمة بحفاوة وترحاب  وأعادت للأذهان ذكريات أيام مضت 

وليال زاهيات . فتنادت الجموع من كل الأطياف . 

اللى بيسال ما بتوه

دارنا نحن قريبة ليك

انت مامجبور  علينا .. نحن مجبورين عليك

كان سالت علينا كنت عرفت نحن الليلة وين

كنت اول لما نحن نغيب ثوانى تقول سنيين

اتغيرت ولا صابت ريدتنا عين

مره شفناك يالحنين  .. مارى في حارتنا صدفة

جابنا ليك الريدة وجينا  .. ام حصل جابتنا الفة

ولا لا الجابنا ليك .. لو بتطرى قديم غرفة

(البلابل ) علامة مضيئة في شارع الفن السوداني وحالة نادرة من التدفق والإبداع ( ثلاثي الأبعاد) . 

شكلن ولا يزلن حضوراً باذخاً في سفر  الأغنية وجمال الإختيار واتساع القبول .

في ليل الشجن والشوق

سألت عليك وناجيتك

لقيتك في السما نجمة

لقيتك في الصفا نسمة

لقيتك في الصدى كلمة

وناجيتك وما رديت

شكيت لي طيفك الأيام

وحدثتك حديث الروح

سألتك وين سألتك كيف

هواك أوهام ووعدك زيف

وطول أيامي ألقاك طيف

وناجيتك وماحنيت

سهرت مع ملاحم شوق

وفي أحضاني نام الليل .. وصحيتو

صحيت نجمة ترعى حبيب

صحيت شمعة تشقى لهيب

تمنيت وإنت طيف ما تغيب

وناجيتك كما تمنيت

في ليل الشجن والشوق

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post