ماذا قيل عن شاعر الجمال ... سيد عبد العزيز ؟؟
من أكثر الشعراء الذين تحدثوا عن الجمال فى كثير من الأغنيات مثل أغنية
"غصبا عنك" يقول الشاعر سيد :
يوم جمعة .. أنا و أصدقائى عبيد و خالد كنا نسير بسوق أمدرمان و كان مملوءًا باشكال و ألوان الحسان من كل الأعمار
و إذا بشخصية بارعة الجمال إلتفتت إليها كل الأنظار ،
رجال ونساء ، كبار و صغار ، و عند ذلك قلت مخاطبا أصدقائى بصورة لاشعورية:
غصبا عنك يلفت نظرك
مهما تحافظ و تاخد حذرك
تصبح عاشق غصبا عنك
و كنا قد وصلنا محل صديقنا مصطفى أحمد .. و صرنا نصف فى محاسن مالاقينا و إذا بذات الحسن الهائل ،
أتت تتهادى بالطريق الذى أمامنا و عندما نظرت إلينا إضطربت خطواتها بعض الشئ
و عندما أمعنا النظر فيها فاذا هى نفس التى قلت فيها من قبل :
قصيدة "حاول يخفى نفسه"
حاول يخفى نفسه
و هل يخفى القمر فى سماه
ابدا لا .. و طبعا لا.. شفناه .. شفناه
حاول يخفى نفسه* و غير اتجاهو
سطع النور فى افقه * و كل انسان رآه
خلنا البدر اشرق * كامل فى علاه
و خلنا الزهر فتح * من أنفاس شذاه
سيد شاعر الحب :
كانت نظرته للمراة مرتبطة ارتباطا مباشرًا بعفافها و شرفها و كرامتها فيقول :
يا حليف الصون فلتدم فى علاك
إنت زول معصوم و لا إنت ملاك
و فى قصيدة "مداعب الغصن الرطيب"
بى عفتك صنت السفور
و الحسن و الأصل النجيب
و فى "قائد الأسطول"
مين لى سماك يطول * ما بطولك اللمسان
يا الفى سماك مفصول * تنشاف عيان و بيان
ما عرفنا ليك وصول * و ما دنيت أحيان
و فى "بت ملوك النيل"
الجبرة فيك بتخيل محمية
الحمى الماحام حداه دخيل
و تتوفر هذه الدقة فيه و يظهر ذلك واضحًا في قصيدته الرائعة :
"يا أنة المجروح"
فإذا عرفت أن " أنة " هي إمرأة .. هكذا تسمي ، عرفت جمال التورية و دقة الاستعانة بها
علي إيراد هذا المعني العذب.
وهذه القصيدة إشتهر أبو داؤود بغناءها :
..............................................
يا أنه المجروح يا الروح حياتك روح
الحب فيك يا جميل معنى الجمال مشروح
الحب لهيب في الجوف زي الزناد مقدوح
منه الجبابرة تلين لي صوت بلابل الروح
وتصاحب النسمات تفضل معاه تدوح
ومن نغمة الأشواق ومحاسن الممدوح
وأنشد فؤادي الضال بين الرياض مذبوح
وأرى الهلال في ظلال تلك الخميلة يلوح
سحر العيون بجمال لي سواه ما ممنوح
حورية في السودان بحبي ليك ابوح
ياعنب جناين النيل أتمنى منه صبوح
أنا بهدي ليك الحب حب من فؤاد مجروح
حب الشحيح للمال حب الجبان للروح
من الوله للقلك دمي العزير مسفوح
ناقم على الأيام مع إنو طبعي صفوح
انا والخيال في جدال وانت في نداك بتموح
كلما النسيم يغشاك زي الحديقة تفوح
الناس تحب رؤياك بالخاطر المشروح
يامن تسر رؤياك تفرح تنسى النوح
تكسو النهار بجمال خديك جمال ووضوح
منه الغزال تقف في موقف المفضوح
أنا لو ضمنت رضاك أكون سعيد ممنوح
يا ملفت الأنظار يا بسمة المفروح
إن كان تميس بنميس وإن كان تموح بنموح
عدل الطبيعة جعل جور الحبيب مسموح
يا أنه المجروح يا الروح حياتك روح
الحب فيك يا جميل معنى الجمال مشروح
.................................................
سرعة بديهته و مناسبات شعره
يقول سيد عن أغنية "ظبية الريم":
"لكل جميلة أغنية ترقص على نغماتها" و فى عام 1930 و بمدينة المسلمية كنا بحفل ،
فرقصت إحدى الجميلات من غير ذات بال ، فتصاعد الأمر ليبلغ مبلغ التحدى بان أنظم للفتاة
أغنيتها التى ترقص عليها و بالسؤال عن خلفيات الفتاة و جدت أنها من صلب سلالة تتميز بالجمال و الوجاهة ،
فكانت ( ظبية الريم ) و تم تاليفها و تلحينها و غناءها فى نفس الحفل .
أيضا .. قصة قصيدة "أنا ما معيون"
كما جاءت فى مقابلة مع سيد عبد العزيز و المبارك ابراهيم فى برنامج حقيبة الفن:
اثناء جلوس سيد مع بطران و كرومة و ود الرضى، اقترح سيد على بطران إدخال تعديل على كلمات أغنيته
" أمتى يا طيف بالزورة لى تجود " و أحس بالذنب من هذا الإقتراح !! و أن بطران ربما
غضب من مداخلة شاعر ناشئ مثله لشاعر فى مثل قامة بطران .
فعاد إلى أهله مهموما عاتبا على نفسه ،
فبادرته والدته بالسؤال: مالك؟ أدوك عين؟ فرد عليها فى الحال :
أذاى و دواى خدود و عيون
يا ناس أنا ما معيون
و كذلك قصة أغنية "يامداعب الغصن الرطيب"
فيقول سيد فى أحد أعياد المسيحيين ذهب إلى المقرن و هناك لمح فتاة تمسك بغصن تعلوه الورود فأنشأ فى الحال:
يامداعب الغصن الرطيب
فى بنانك ازدهت الزهور
زادت جمال و نضار و طيب
و قصة "مسوا نوركم" وهى من أغانى 1930 .. لحن و غناء كرومة .. و لفظة ‘مسوا نوركم‘
تعنى ‘ أطفوا نوركم’ وهى جاءت من الحكم التركى.
يقول سيد " قيلت بمناسبة زواج صديقى و أخى عبيد عبد الرحمن فى عام 1930 ،
فقبيل ليلة الزفاف سافرت إلى الجزيرة على أمل العودة قبل هذه الليلة بثلاثة أيام و لكن العربة
تعطلت فى محطة "قنب" و ظللت فيها أعانى و أغنى " ياليالى أحبابى ما شفيت جراح"
و اشتكى للقمرى عله يسلفنى جناح فاطير به و استرجع ذكريات اللإعداد للفرح فاقول :
مسوا نوركم و شوفوا
المن جبينا صباح
الصباح إن لاح لا فايدة فى المصباح
و يعتبرها معاوية باجماع النقاد القدامى و المحدثين من أجمل ماقال سيد ..
و لانها كادت تضيع ، وخلد بقاءها أنها مسجلة بصوت كرومة.
و روى سيد في مقابلة له مع مبارك إبراهيم أنه و صديقه الشاعر أحمد عبد الرحيم العمرى
قد قاما بزيارة بعض الاقارب في الحى ،
و لفت نظره منظر فتاة نائمة و هي مفتوحة العينين ،
و اتفقا أن ذلك شئ مالوف و يعرف بنوم الغزلان و قال على الفور:
يجلى النظر يا صاحى منظر الإنسان
الطرفه نائم و صاحى .. صاحى كالنعسان
..........................................
وهكذا المبدعون ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق