🏆الشاعر الراحل /محمد عثمان كجراي
♦️ محمد عثمان كجراي شاعر سوداني يعد واحد من أبرز وأكثر الشعراء السودانيين المحدثين شهرة.
♦️ إسمه بالكامل هو محمد عثمان محمد صالح كجراي.
وكَجَرَاي ( بالفتحة على الكاف والجيم والراء) هو لقبه وهو لفظ بلغة قبيلة السبدرات البجاوية بشرق السودان التي ينتمي إليها الشاعر ويعني المحارب.
♦️ ولد كجراي بمدينة القضارف بولاية القضارف الحالية شرق السودان في عام 1928 م، ونشأ نشأة دينية سردها في مقدمة ديوانه حيث قال: «نشأت في بيئة دينية صرف. وكان والدي رحمه الله يأمرنا ونحن أخوة أربعة بأن نصحو في الرابعة لصلاة الصبح جماعة، ثم نوقد المصابيح ونخرج ألواحنا ونقرأ أجزاء من القرآن الكريم ثم نعرض القراءة غيباً على والدنا».
♦️ بدأ تعليمه في المدارس القرآنية المعروفة في السودان بالخلوة حيث حفظ القرآن وهو في سن الرابعة عشرة. وبعد أن اكمل تعليمه النظامي الأولي بمدرسة القضارف الأولية أرسله والده إلى مدينة أم درمان للدراسة في المعهد الديني، وأمضى فيه خمس سنوات. قطع دراسته لأسباب عائلية واشتغل بالتجارة ليعول على والدته وأخوته ففتح متجرا صغيرا في قرية تسمى مهلة بمنطقة القضارف والتي صبّت السلطات الإنجليزية جام غضبها عليها في عام 1947 إبّان الحكم الثنائي في السودان حينما أصدر حاكم القضارف المفتش البريطاني مستر لي قراراً بإحراقها بحجة أن سكانها كانوا يهربون الاسلحة عبر الحدود الحبشية مع السودان التي كانت تشكل خطرا على الوجود البريطاني في المنطقة ويمارسون الصيد غير المشروع، فاحترق المتجر مع بقية منازل ومحال القرية، وإضطر كجراي إلى العودة إلى مدينة القضارف للإقامة فيها وتقدم بطلب إلى مفتش التعليم فيها ليعمل في وظيفة مساعد مدرس . تم قبول طلبه وأرسل إلى معهد بخت الرضا للتأهل وتخرج فيه ليعمل معلمًا بمصلحة المعارف السودانية آنذاك ويتنقل بين المدارس الوسطى والثانوية المختلفة في السودان كما تلقى دراسات تأهيل المعلمين بمعهد التربية بشندي ، ثم عين موجهًا فنيًا بوزارة التربية والتعليم. وفي سبتمبر / تشرين الأول 1989 م، ذهب كجراي إلي منفاه الاختياري في مدينة أسمرا ، الإريترية لأسباب سياسية ليعود منها إلى السودان في يونيو / حزيران من عام 1989 م وفي عام 2012 تكفلت دولة قطر بطباعة «ديوانه في مرايا الحقول»، ضمن مجموعة دوواين لشعراء سودانيين آخرين بارزين.
♦️ كان عضو اتحاد الأدباء، وعضو رابطة أدباء كسلا. وتقلد منصب السكرتير العام لجماعة أولوس الأدبية وهو أحد مؤسسيها
♦️ بدأ اهتمامه بالأدب منذ سن مبكرة ونشر مقالاته تحت اسم مستعار هو كجراي والذي اصبح فيما بعد لقبه الرسمي وأول ما نُشر له من اعماله بهذا الاسم كان في العام 1948 م بجريدة «السودان الجديد». وأول قصيدة نشرت له على مستوى الوطن العربي كانت بمجلة «الرائد» الكويتية بعنوان: السأم والأحلام الميتة، في عام 1957 م. وتوالت بعد ذلك أعماله الأدبية المنشورة في الصحف والمجلات ومنها قصيدة «العودة إلى الجحيم» التي نشرتها له مجلة «صوت المرأة» السودانية في أكتوبر / تشرين الثاني 1964.
🏆صدرت له أربعة دوواين منشورة وهي:
♦️ الصمت والرماد
♦️ الليل عبرغابة النيون
♦️ في مرايا الحقول
♦️ إرم ذات العماد
🏆وله أيضا اعمالا ادبية أخرى منها:
♦️ أنفاس البنفسج
♦️ ترجمة رباعيات الخيام
♦️ خماسيات أبو شول (قصص للأطفال) وتصنّف ضمن أدب الاطفال
♦️ يعد كجراي من رواد الشعر الحديث الحر علي مستوي الوطن العربي ضمن مجموعة الشعراء السودانيين المحدثين امثال محي الدين فارس وجيلي عبدالرحمن ومحمد المهدي المجذوب وصلاح احمد إبراهيم وعلي المك، قال عنها الفيتوري بأنها وضعت أسس حركة الشعر العربي الحديث في السودان .
♦️ كما ينتمي الشاعر محمد عثمان كجراي إلى شعراء الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الذين اهتموا بالتجديد في البنية الإيقاعية للقصيدة العربية، وفي شكلها وموضوعها الشعري، ويبدو في شعره التأثر ببدر شاكر السياب، و عبدالوهاب البياتي، ومن جاراهم من شعراء مصر والشام والعراق. يقول كجراي:
♦️ يا نجمتي مات الشروق وكنت ألهث بين أودية العدمْ
لم أدرِ كم قد مرَّ عام
قد كنت في الكهف القديم مع السرّاب مع الظلامْ
«قطْميرُ» كان بجانبي لم أدر كم قد مرَّ عامْ
وحشٌ خرافيٌّ يصب الموت بين مفاصلي
يعوي إذا غنيت لحن شواطئي وقوافلي
♦️ ويعتمد كجراي في كتابة قصائده الشكل التفعيلي والسطر الشعري، ويميل فيه إلى الرمزية، وحجب الدلالة، والتعويل على الأساطير والأحاجي القديمة، حيث يقوم بإعادة تشكيلها أو باستعارة رموزها في بعض الأحيان، وأحياناً أخرى يقوم بتوظيفها في سياق جديد. كما يتسم شعره بالسردية الحكائية. ويبدو تأثره بالميثولوجيا الإغريقية تماماً كصلاح أحمد إبراهيم واضحاً في بعض قصائده فهو يقول:
♦️ ها آنذا أنوء بصخرتي الصماء
يا سيزيف أهدر في دروب الليل طاقاتي
فيا وطن الضياع المرّ يا نصلاً
يمزقني ويكثر من جراحات
♦️ كتب كجراي أيضاً بالعامية السودانية بأسلوب واضح المعنى والبيّان ومن ابرز ما كتب في هذا المضمار قصيدة «بسمة الأنوار»، ويقول مطلعها:
♦️ قالوا الزمن دوّار يا بسمة النوّار
ياريت تعود أيامنا ونكمّل المشوار
ياقلبي يا سواح
قول لي متين نرتاح
دمع الحنين خلاّنا ما نعرف الأفراح
وفاته
توفي كجراي في 8 أغسطس / آب 2003 م في مدينة كسلا بشرق السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق