⤵️ من أعلى المنصة
✍️ ياسر الفادني
من يبكي النهاية؟
وضع متأزم جدا في هذه البلاد... البوصلة السياسية لا تقف في إتجاه معين.. تارة تدور بشوكتها ذات اليمين وتارة ذات الشمال وتارة... (تفوت وتلف برا شغلة).. الصورة تشوهت واختفت معالمها تماما برغم اجتهاد صناع الفوتوشب السياسيون لتحسين منظرها...وأخيرا تكسرت وجاري تمزيقها.. فالصبح الذي أتى ... صار ليلا فالسجن ظل هو السجن والسجان ظل باق.. وضعنا صار كما وصفه امرؤ القيس.. حالنا ساءت... وموج البحر العاتي ارخي علينا سدوله.. وابتلانا بأنواع من الازمات القاتلة و القضايا الشائكة... وطغي علي السطح السياسي الذين ليس لديهم النظرة الثاقبة ولا الفكرة الناضجة ولا العقلية الراسخة ولا العاطفة الصادقة التي تتجه نحو الوطن...
التصدعات التي حدثت في تكوينات جسم الحكومة الإنتقالية والتي ظلننا كل يوم نري فيها جديدا يدل علي أن الثورة حملت لأفراد ليسوا علي قلب رجل واحد قلوب مختلفة كل قلب يهوي ويتمني.. قلوب شتي واصوات مختلفة تصيح هنا وهناك... تذكرني بسوق( ام دفسو) الكل يفرش بضاعته المختلفة ويصيح هذا صوته عال وهذا صوته منخفض وهذا صوته في حشرجة وبحة وهكذا الاصوات تتعالي وتنخفض ولاقبول ولاشراء..
كل خطوة تقوم بها الحكومة الإنتقالية وتظن أنها خطوة الي الأمام تكون عليها وبالا وترجعها إلى الوراء خطوات عديدة.. وذلك لعدم دراسة الخطوة جيدا ومعرفة تاثيرها أولا قبل التنفيذ والتوقيت المناسب لها.. التعديلات في القانون تمت دون دراسة فزاد الغضب غضبا واغلقت الكباري والشوارع خوفا من احتجاجات .. في زمن الجوع والعطش ونقص الخدمات في المركز والولايات كان الأفضل إتخاذ قررات في هذه المعضلات التي لم تحرك الي الأمام وظلت متراجعة...
الغضب الشعبي العارم الذي ظهر في بعض اطراف البلاد جراء تعيين الولاة بدون شوري وبدون تروي جعل هذه الأطراف تحرك براميل البارود التي في مقبل الأيام القادمة سوف تنفجر..وما حدث بكسلا ليس ببعيد...الطلاق البائن الذي حدث بالامس بين الحرية والتغيير وتجمع المهنيين.. وظهور تحالفات جديدة كله يدل علي أن القصة (جاطت) وأصبح من الصعب جدا لملمتها.. الصادق المهدي الذي ظل (يشرك ويحاحي) كطبيعته أمر اتباعة من الولاة بالانسحاب وطار في مهمة إلى الإمارات...
الحكومة الإنتقالية وضعت لنفسها حقولا من الالغام وظلت تسير عليها.. ذهب البشير وظن الشعب السوداني خيرا بمن أتو فخاب ظنهم وخاب ظن الثوار.. الذين ظلوا يصنعون لهم المواكب المختلفة التي لا فائدة منها ولم تحقق شيئا... ضاعت الآمال في هذه الحكومة الإنتقالية ودفق الثوار (مويتهم علي الرهاب).. للذين وضعوا فيهم الثقة لادارة البلاد فهؤلاء لايبكون أبدا إن ضربت (الصفارة)! ودقت الموسيقي! سوف يزيلون الغبار من علي اسطح جوازاتهم الأجنبية ويخرجون.. ويهمسون لا خيرا في الحاضر.... ولا اسفا علي الماضي.. فالذي يبكي النهاية.. هو الشعب السوداني والذي يبكي النهاية هو الوطن..
الأحد 26يوليو....الإنتباهة....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق