رجال من ذهب 🏆🏆🏆
الراحل /ابراهيم منعم منصور
🏆ولد الاستاذ ابراهيم منعم منصور في قرية "صقع الجمل" ب"دار حَمَر" (بفتح الحاء والميم) بـكردفان في أوائل أو منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي لأب هو ناظر عموم قبيلة حمر.
🏆فقد والدته وهو صغير بضربة "صاعقة" وهو وأخته يجلسان بجانبها داخل "القطية" ذات خريف ربما لا يمكن نسيانه ولانسيان تلك اللحظة رغم صغره. هرع هو وأخته الي خالته في "القطية" المجاورة ليخبراها وهما لايدريان ماذا حدث لأمهما بالضبط. دارت السنين وأصبح ذلك الطفل بفضل التعليم في موقع في القطاع الخاص (نائب رئيس مجلس الادارة ومدير مصنع النسيج السوداني (الأكبر في السودان) والمسئول المباشر عن جميع شركات الدكتور خليل عثمان في السودان)، و يدر عليه الموقع دخلا هو الاكبر لمن هم في جيله والأكبر منه (ويبني كم الف قطية) ، ثم وزيرا للاقتصاد والتجارة ووزيرا مرة ثانية في العهد المايوي "ثورة مايو" ، من بين مواقع اخري كثيرة. كان تعليمه العالي قصة اصرار ووعي مبكر وقرار فردي (ضد رغبة والده الناظر منعم منصور والمفتش البريطاني) مع بعض الحظ أو الكثير منه. في اجازة نص السنة النهائية وهو في النهود بعث اليه المفتش (ماكوماس) وسأله عن رغبته اذا نجح في امتحان الشهادة الثانوية (وكان حينها في حنتوب الثانوية في السنة النهائية) فكانت اجابته دراسة الطب. وهنا فاجأه الخواجة (لا. تدخل كلية البوليس). وعندما انفعل ابراهيم وأجاب بأنه هو الذي يختار ما يدرس ، قال المفتش "نحن الذين نختار لك ما تدرسه ، فأنت ابننا إبن الشيخ منعم منصور". انتهت الاجازة وعندما همَّ بالعودة لحنتوب رفض والده لأنه خالف كلام المفتش، فجلس للامتحان من منازلهم واحرز الدرجة الاولي وذهب ، مغاضبا (لم يقل هو ذلك)، الي الخرطوم. في وقت لاحق من السنة حانت فرصة للذهاب الي مصر لدراسة الطب ، وفي المحطة الوسطي قابل بالصدفة خواجة آخر هو استاذه في حنتوب الثانوية المستر جونز، وعندما اخبره بأنه ذاهب الي مصر لدراسة الطب قال له الاستاذ جونز "مالك ومال الطب ادرس اقتصاد. سوف تحدث تغييرات كثيرة في المستقبل ومستقبل السودان يتطلب أن يتجه الطلبة المبرِّزون الي العلوم الانسانية لا الطب ، وكمثال ذكر حسن الترابي الذي قرر دراسة القانون لا الطب والهندسة. واضاف إن الاقتصاد هو الذي يحرك البلاد أما الاطباء والمهندسون فيمكن استئجارهم من أي مكان". فسأل ابراهيم الاستاذ: ما هو الاقتصاد؟ أتخذ قراره و لم يخبر أحدا بميعاد مغادرته الي مصر الا "أهل منزلته" في امدرمان . ذهب ودرس الاقتصاد في جامعة الإسكندرية وأصبح ابراهيم منعم الاقتصادي المشهور ورجل الدولة الذي نعرف.
♦️ الاستاذ ابراهيم منعم منصور او "الناظر" كما يناديه محبوه إقتصادي معروف ورجل دولة ووزير مالية مرتين في العهد المايوي (استقال من الوزارة في المرة الاولي 1975عندما ضاقت عليه حلقات التآمر بعلم الرئيس إذ كتب له قائلا "الان وقد بلغ التآمر في تقديري مرتبة تهدد سلامة الوطن، وما حدث ليس هو الاول ولن يكون الاخير وسيادتكم علي علم بما سبق، ولكي اشارك واقوم بالمسئولية التي اوكلت لي يلزمني التفرغ لدفع التآمر أو أن ابتعد. وعليه آثرت الاخير" ص 580) ، وفوق ذلك إتضح أنه كاتب مذكرات من نوع فريد. هذا ليس إطراءا ، لكن الكتاب يحتوي علي كل عجيب، ليس النشأة والتعليم والمواقع التي تقلدها صاحبها وانجازاته كما هي العادة (والاخيرة قلَّل الكاتب كثيرا من ذكرها)، لكن أيضا أيضا منوَّعات اسماها الكاتب "استراحات" عن الغيبيات والخوارق التي شهدها بنفسه او التي سمعها من أصحابها انفسهم و آراء في تطبيقات "الشريعة" مدعومة بقراءات وشواهد، وشخصيات تركوا بصماتهم في حياته، وربما الاهم من كل ذلك تضمينه لحكاوي عن الفرص السياسية والاقتصادية التي ضاعت علي السودان "بفضل" غباء السياسيين أو مكايداتهم ، أوالافندية وقلة محصولهم من الاجتهاد وربما الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق