السبت، 23 أبريل 2022

صحيفة ألوان

 صحيفة ألوان

خواطر الزين حجّاز

(كسرة يا أبوعلي)

الكسرة هي الأغنية الخفيفة بايقاع سريع تختتم بها الأغنية الأساسية وقد برع فيها الفنان حسن عطية الذي كان يستجيب لهتاف جمهوره حين يهتف (كسرة يا أبوعلي) وسرعان ما ينتقل بالأغنية إلى ايقاع بوزن خفيف و سريع ليطرب معجبيه . إنتقل هذا الهتاف الشهير إلى جمهور الهلال الذي وجد ضمن هدافيه لاعبا اسمه حسن عطية أجاد مراوغة دفاع المريخ فكان الهلالاب يهتفون  (كسرة يا أبوعلي) أسوة بكسرات الأغاني عند الفنان حسن عطية.

ولد لاعب الهلال حسن عطية حسين في حي العرب الأمدرماني عام 1939 و بدأ تعليمه في الخلوة ثم الأولية و الأبتدائي في مدرسة أم درمان الأميرية الوسطى . بدأ مسيرته الرياضية مع نادي التاج ثم انتقل الى الهلال فاكتسح المريخ بسداسية وهو شبل يافع على كأس بلدية أم درمان عام 1958 . شارك مع الفريق الأهلي السوداني في رحلة أثيوبيا عام 59 و كان من ضمن الاحتياطي مع لاعب المريخ عبدالرحيم الشيخ  وشارك في رحلة تشيكوسلوفاكيا والإتحاد السوڤيتي عام 1961م وأحرز هدفا رائعا . أحرز 12هدفا في شباك المريخ خلال 7 مباريات 1958-1961.

في يوم 6 يناير عام 1963م التقى فريق الهلال  بمنتخب الشباب الروماني باستاد الخرطوم ذلك اللقاء الذي انتهى لصالح المنتخب الروماني بهدف وحيد . خلال تلك المباراة صاح الجمهور (كسرة يا أبو علي) فكانت النهاية الحزينة للاعب الأسطورة حيث أصيب بكسر في ساقه .أقعدته تلك الإصابة عن مواصلة اللعب وهو في عمر صغير جداً فحرمت الوطن والهلال من جهوده ومن إشراقاته الرائعة التي كان يمكن أن تثري الساحة الرياضية ثراء عطرا وكان يمكن أن يزيد الهلال مجداً فوق مجد ولكنها إرادة الله . بعد رحلة علاج إلى خارج الوطن عاد أبو علي إلى الميادين  ولكنه لم يستطع مواصلة نشاطه الرياضي بذات الكفاءة والأداء والفاعلية التي عرف بها فقرر الإعتزال وكانت آخر مباراة لعبها مع الهلال ضد فريق الربيع بدار الرياضة بأم درمان وأسفر اللقاء عن فوز الهلال 7/2 وكان ذلك اللقاء الودي  بمناسبة تسجيل لاعب الربيع الأسطورة جكسا للهلال يوم الأربعاء 24/4/1963م . لم يبتعد حسن عطية عن الوسط الرياضي وكمساعدة له في بداية حكومة مايو تمّ منحه كشك لبيع كبونات مراهنات توتو كورة مع لاعبين آخرين تأثروا باصابات في الملاعب منهم المحينة لاعب الموردة و لكن تم إيقاف تلك المراهنات بسبب ما أُثير حولها من لغط و تحولت أكشاكها الى أكشاك للشرطة.

بدأت علاقتي الشخصية مع أبوعلي في منتصف السبعينات في حي البوستة عن طريق المرحوم عمر أحمد عبدالله وكنت في بداية اغترابي في السعودية احتاج الى تغيير العملة الصعبة خلال اجازاتي السنوية في أم درمان حيث عرّفني ببعض الشخصيات الأمدرمانية التي ساعدتني في ذلك منهم العم الظريف مختار عباس له الرحمة  . كان يزورني في منزلنا باستمرار ثم نبدأ الجولة من منزل العم الفاضل أب أحمد في العرضة حيث نلتقي بابنه عبدالغفار والمطرب الظريف صلاح محمد عيسى و في سهرة على الطريق  نتوجه الى حي الملازمين مشيا على الأقدام قاصدين منزل الأخ عزالدين طالب الله حيث تكتمل السهرة هناك . ذات مرّة ذهبنا معا الى منزل صديقنا معتصم محمد نور في الثورة الحارة الثانية و وجدنا معه اللاعب برعي أحد البشير فسلم عليه أبوعلي قائلا السلام عليكم يا أستاذ فاحتج برعي و قال له يجب أن تقول السلام عليكم يا كابتن فامتص أبوعلي احتجاجه و قال له : السلام عليكم يا كابتن ويا أستاذ و يا قانون . مكث أبوعلي فترة قصيرة في القاهرة منتصف التسعينات و صادف أن أكون هناك في رحلة عمل فسكن معي في شقتي بضعة أيام . طلبت منه أن يصحبني الى سكن العميد عبدالعزيز خالد قائدنا في كاديت مدرسة أم درمان الأهلية الثانوية سابقا و قائد قوات التحالف السودانية لاحقا وهو من أهلنا في حلفاية الملوك فذهبنا ولكنه كان قد سافر  الى السعودية قبل يوم كما أخبرتنا زوجته . بعدها اصطحبني الى شقة الأمدرماني نديم عدوي مدير المراسم السابق فكانت ليلة من ذات الليالي . حفاوة و كرم و حكاوي طريفة و ذكريات عن رحلته مع الرئيس جعفر نميري في نهاية مارس عام 1985 والتي انتهت به الى تلك الشقة . قبل مغادرتي القاهرة طلبت منه أن نسجل زيارة الى شقة السر أحمد قدور للسلام و التعارف فلم يشجعني و تعلل مازحا بأن  قدور يحب أن يجزل له العطاء واذا لم يكن عندي مايكفي له فسوف يأخذ كرافتتي !! .

إضافة لهذا اللاعب العملاق قولته الباقية حين قال " اذا عرف السبب بطل العجب !!! "

 وكان يعني عند سؤاله فى احدى لقاءاته الصحفية وبالتحديد صحيفة الايام : لماذا يطلق على عهدكم العهد الذهبى؟ . فرد قائلا : " عند إنضمامي للهلال عام 1959 كان وزير الرياضة طلعت فريد ورئيس الاتحاد العام دكتور عبدالحليم محمد وسكرتير الإتحاد عبد الرحيم شداد. والنقاد كانوا أدهم على وكوركين وعمر عبدالتام وعمر حسن والحكام خليفه موسي ويوسف محمد وعبيد إبراهيم وأحمد قنديل .. والمشجعين عبدالكريم الزبير وعلى أبوالجود والمعلق الإذاعي طه حمدتو ورئيس نادى الهلال حمدنا الله أحمد والسكرتير إبراهيم إلياس ومدير الكرة محمد على زروق وأمين النادي سباعي والمدربين عبدالخير صالح وصالح رجب والكابتن صديق منزول والحارس سبت دودو .. وأظنك قد عرفت السبب وإذا عرف السبب بطل العجب " .

حسن عطية له من الأخوان عبدالرؤوف عازف ايقاع  آلة المثلث في فرقة الحاج محمد أحمد سرور مع وهبة و السر عبدالله وله عبدالله و عثمان و عوض . الريح مصطفى سرجلي لاعب الهلال المشهور بالريح كاريكا هو ابن أخته .

توفي أبوعلي في أم درمان يوم 15/4/2001 .له الرحمة و المغفرة .

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post