الأحد، 6 أغسطس 2023

في قعر راكوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي( جمبت ستنا ) الحلقة (39).

                         {نخلة  الخندقاوية. }

 إمرأة  ولا  دستة رجال.

نخلة باسقة ذات طلع نضيّد  لاسرتها  وأهل منطقتها  .

ذات حكمة  وقوة شكيمه، و رأي سديد ،  ورباطة جاُش  .

 تشبه مجرى النيل الذي  تفيض  دموعه  لمعانقة ضفتيه  وتحتضن دمعه  الغائر  والمتمرد  و المرتد لحضنها بكل  تحنان  وحب  عجيب.!

توفى وحيدها  ( وحيد  )  في يوم عُرس و زواج اخيه لأبوه  ابن ضرتها  ( السٌرة  ) الزوجه الكبرى  لبعلهما. 

 لكنها  تيقنت  

 واخمدت  نار  غيرة الضرات  الوقاده التى  كالافعى تنهش القلوب  ، فأصبح فؤاد أم  وحيد  خاويا ً  .

فبثت حزنها وشكواها  لله.

ويأتى إليها  بعلها للاطمئنان على سير ترتيبات الفرح  ، لانها كانت الملاَذ الآمن لكل القرية ومستودع الحكمة  وسديدة  الراى في منعرج  ضياع  أثر  الراى المنتهى فى قيف  ( ضفة ) جب  نهر الفراديس الخالد  .

 وامينة  و خازنة لاسرار  ومؤن  وتموين مخزون  الإعاشه  والحصاد  وتقاوى ومعاول   المحاصيل الزراعية. 

فترد إليه برباطة جاُشها  المعتادة  والثقة  :

كل الامور تمام التمام الحمد لله يا الحاج .

ويردفها بسؤالين متتاليين   متدثرين بسؤال  وحيد :   

وحيد  ده  انا   ما شايفوا   ؟  .وين  مشى ؟ .

فترد  :  أرسلته  يجيب لنا  هلال الجرتق من بيت ناس  خالتوا(  الشول  )  في الضفة الثانية من النهر. 

فيؤمى   الاب  ايجاباْ بتحريك رأسه  ثلاث مرات   .

وينصرف الأب  .

بينما جثمان وحيد  مغطى في  أحد  غرف  المخزن الذي تفوح منه روائح المحاصيل الزراعية  من تمر  و  فول مصري  و حناء  وشمار   وحرجل  ...الخ  

وغرف  المخزن موصوله بمدخل إلى غرف دارها  ، ودار  ضرتها  الكبرى  (  السٌرة  )    أم  العريس  .

 إلى  أن  تم ليل دخلة  الزواج والفرح  ، وذهاب العروس وعروسته.  في صباح اليوم  الأول  للضفة الثانية من النهر للعق العسل  والقضاء على ماتبقى من  شهره. 

وبعد  صلاة عصر اليوم الأول من الزواج  سألها بعلها  يا  نخلة   ،  وحيد  ده  أنا ما شايفوا تماما ً لحدي الآن  . لسه ما  جاء  ؟

 فامسكت يمناه  بيساراها  .

 و وضعت  يمناها على شمال صدره  .

واقتادته إلى داخل المخزن عبر مدخل  دارها  المتسرب لداخل غرف المخزن  ، حيث الغرفه المسجى عليها جسد  وحيدها  المغطى  بثوب ناصع البياض  على عنقريب من  حطب السدر. 

وقالت له  :

 الموت حق  يا الحاج  .

 و وحيد  بقى  في حق الله  .

 وغاب عن  الدنيا  قبل مغيب شمس   فرح اخيه بالأمس. 

  لكنى آثرت  الصمت   .

 فالحي ابقى من الميت .

  ودفنت  حزن وحيدى جواي .

 عشان ما  ادفن فرح  ضرتى  ( السٌرة )  . 

فاطلقت صرخة    :

واااااااا    شريرى 

يااااااا  وحيدي. 

يااااااا  حشاي .

فهفهفت لها  جرائد النخيل ،  وردد  صداها  النيل  .  و الصحراء  التى تحتضن النيل   ثكلى تنوح  بصفير  وتنثر  وتنفث  ذرات  رملها على العيون  والنيل يلطم ضفتيه  ، والسماء تذرف دمعات  مطرها   من  الحزن الأليم.  


**********************************                 

                 وكن حيين بنتكاتبوا وبنتشاوفوا.    

✍ أيوب  الحويطات 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق