🏆عملية الصقر الجارح
أخطر عملية إنقاذ رهائن بالسودان قامت بها الفرقة الاولى كوماندوز سابقا في جبل بوما بقيادة اللواء الركن الصديق أحمد البنا لتحرير الرهائن الأمريكيين .
♦️ مطلع يونيو ١٩٨٣ حالة من القلق بالسفارة الامريكية بالخرطوم ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﻣﺮﺗﺠﻔﺔ ﻳﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ( ﻛﻮﻧﺘﻮﺱ ) ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ( ﺭﻳﻐﺎﻥ ) .
♦️ ريغان ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺒﻠﻞ ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻷﺑﻴﺾ ، ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﺍﺭ ﻗﺼﻴﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻛﻮﻧﺘﻮﺱ : ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﺣﺘﺠﺎﺯ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ." ﺭﻳﻐﺎﻥ ﻳﺴﺘﺸﻴﻂ ﻏﻀﺒﺎً: " ﻛﻢ ﻋﺪﺩﻫﻢ؟"
♦️ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﻳﺒﺎﻏﺘﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺴﺆﺍﻝ ﺁﺧﺮ: " ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ؟ " ، ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻭﺣﺎﻣﻞ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺧﺒﺮﻳﺔ
ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺭﻙ ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﻬﺬﻩ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻄﻴﺢ بسلطته ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﻤﺮﻳﻊ
♦️ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻤﺮﻍ ﺳﻤﻌﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﺭﻃﺔ ﺭﻳﻐﺎﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺫﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣ ﺎً، ﻭﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻼﺩ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺁﻣﻨﺔ
ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ " ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻤﺮﺩ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﻟﻠﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ .
ﺧﺼﻤﻪ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺍﻟﻠﺪﻭﺩ ! ﻳﺤﻤﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻮﻝ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ ويقول " ﺃﺭﻳﺪﻫﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ "
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠﻞ ﺗﺤﻤﻞ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻫﺎﻣﺴﺔ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﺩﻏﺎﻝ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻳﺮﻗﺺ ﻣﻊ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﺟﺎﻛﺴﻮﻥ
♦️ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓُﺠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻜﺎﺭﺛﺔ ( ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻣﺎ ) ﺃﻗﺼﻰ ﺗﺨﻮﻡ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻲ ، ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮﻥ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺼﻤﺘﻮﺍ ﻟﻸﺑﺪ .
♦️ جبل بوما هذا على ارتفاع (6000) قدم يستمر سفحه حتى الحدود الاثيوبية، به وحدة عسكرية بشرق الاستوائية أقرب حامية لها هي كبويتا في محافظة جونقلي شرقه اثيوبيا وجنوبه كينيا
♦️ سُحبت القوة العسكرية منه بعد اتفاقية أديس (72) وسلمت للشرطة وحرس الصيد وأصبح منطقة سياحية يزورها السواح.
♦️ في يوم 1983/6/23م احتلته مجموعة من الخوارج بعد ان جردت قوات الشرطة وحرس الصيد من سلاحهم
واتحجزت المستر جون هاسبل امريكي وزوجته و(3) من ابنائه وآخرين هولندي وكندي وألماني وبريطاني رهائن وهم يتبعون لمنظمات اوروبية تعمل في جنوب السودان بكثافة بعد الاتفاقية ومنها منظمة أكروس الخيرية.
♦️ كانت المهمة من ضمن المسؤوليات القتالية للفرقة الأولى جوبا وقائدها آنذاك اللواء الركن صديق أحمد حسين البنا الدفعة (9) وقد شارك في التخطيط والتنفيذ كثير من الضباط ذوي الكفاءات القتالية المعروفة عنهم وسط اخوتهم الضباط العقيد ابراهيم نايل والمقدمين الركن عصام الدين ميرغني طه والسر أحمد سعيد وعبد الماجد محجوب وخالد فرح والعميد طيار عثمان الضو والرائد محمد فائز والعقيد طيار جباي والعقيد محمد عثمان كرار وعدد من الضباط والطيارين الآخرين.
♦️ تقرر القيام بهجوم رأسي (vertical assault) بواسطة الطائرات الهيلوكوبتر والقوات الخاصة حسب تقدير موقف القيادة الجنوبية وإصرارها بعد جدل كثيف ضد قرار القيادة العامة وهيئة العمليات التي كان يديرها اللواء عاكف يس خاطر بشن هجوم عادي مع تكليف العقيد أمن هاشم أبا سعيد ببداية إجراء مفاوضات وهمية مع الخوارج تعطي القوات المسلحة الوقت للتحضير السليم للعملية.
♦️ ورد في كتاب اللواء البنا عن العملية بالإضافة لتفاصيل جدله مع القيادة العامة الذي وصل لحد إقالته قبل تنفيذ العملية تفاصيل أخرى دقيقة وفي غاية التشويق عن كيفية إجراء التخطيط والتحضير والتشوين والتنفيذ
وتجميع المعلومات الاستخباراتية التي شاركت فيها بعض القبائل الجنوبية والذي تم بطريقة تفوقت فيها القيادة الجنوبية باحترافية فاقت التصور من تقدير موقف العملية وصرف الأوامر مثل ما نشاهد في الأفلام الحربية لجيوش الدول العظمى .
♦️ حسب الكتاب أيضا اشترك في العملية سبعة عشر طياراً بعدد (9) طائرات هيلوكوبتر وطائرة بفلو وسرية مظلية وسرية مشاة يقودهم (10) ضباط. وقد تمت العملية التي استغرقت حوالي نصف ساعة فقط في مرحلتها الأولى التي تمت السيطرة فيها على مواقع الخوارج ومنزل الرهائن بواسطة نيران الطائرات العمودي وإنزال قوات الاقتحام الرأسي على الأهداف مباشرة ، كما تمت المرحلة الثانية في حوالي (الساعة) وتمت السيطرة فيها كاملة على الهضبة ومعسكر الشرطة ومعسكر حرس الصيد بعد انزال القوات الأخرى في مدرج الهضبة بعد تأمين من قوات المرحلة الأولى
وتم تحرير الرهائن الخمسة دون أية إصابة وقد احتسبت القوات المسلحة في كل العملية شهيداً واحداً هو وكيل عريف أحمد خليل من المظلات استشهد وهو نازل من الطائرة صائما.
♦️ هذه العملية وجدت صدى عالمي ارسل بعدها رؤساء دول الرهائن أمريكا وكندا وبريطانيا والنرويج رسائل شكر وإعجاب بالعملية للرئيس نميري دا غير الصحف والقنوات في الدول القعدت تتكلم وتستضيف عسكريين عشان يدو رأيهم .
و مما يذكر حول هذه العملية أن باقان اموم كان من ضمن الخاطفين للرهائن .
♦️ منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق