الأربعاء، 12 يناير 2022

مدينة كسلا العريقة



💠 كسلا: مدينة الجمال والحب والجبال في السودان

ربما لم تحظَ مدينة سودانية بما حظيت به كَسَلا (بفتح الكاف والسين) من اهتمام الشعراء وتغزلهم بها، فالمدينة - التي تقع في أقصى شرق البلاد بالقرب من الحدود مع دولة إريتريا ـ كانت منذ القدم ملهمة الشعراء والفنانين السودانيين لطبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل خاصة في شهور الصيف إلى جانب وقوعها على ضفاف نهر القاش الموسمي وتحت جبل كسلا الذي اشتقت منه اسمها.

هي عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته وتعد الركن الثاني في ولايات السودان الشرقية (البحر الأحمر، كسلا، القضارف)

ولكسلا سحرٌ خاصٌ في جمالها الطبيعي وألفتها واحتوائها للقادمين، فهي تقع وسط سهول البطانة ونهر القاش القادم من أعماق الهضبة الإريترية ما أكسبها خضرة على مد البصر ومناخًا معتدلًا لذلك كانت المدينة المفضلة لقضاء شهر العسل للمتزوجين حديثًا قبل أن تنافسها مدينة بورتسودان في الآونة الأخيرة.

وهناك مقولة شائعة عند أهلها "من يشرب من ماء القاش وتوتيل سيرجع مرة أخرى لكسلا"، وتوتيل جبل آخر يقع بالقرب من جبل كسلا به منبع مائي طبيعي تقول أسطورة بجاوية أخرى إن مياه توتيل بها شيء ما يسعد النفس ويبهجها.

سبب التسمية

اختلف الرواة والمؤرخون في سبب تسمية المدينة بهذا الاسم، فهناك من يقول بأن كسلا ترادف بلغات البجة المختلفة، لفظ "مرحبا"، وهي أيضًا تعني المكان "الظليل" بلغة قبيلة بني عامر، وهناك من يرى بأن اللفظ كسلا ما هو إلا تحريف للفظ "كَساي- ألا" بلغة البداويت المنتشرة في المنطقة، وتعني زوال ظل الجبل، ويعتقد البعض أن الاسم مرتبط بزعيم من الحبشة هو كَساي لول الذي شنّ حربًا على قبيلة الحلنقة امتدت إلى المنطقة التي تقوم عليها كسلا حيث دارت معركة نهائية وحاسمة بين الجانبين انتهت بمقتله في المكان الذي يسمى اليوم ربا كسلا.

ويقول أحمد طه الجنرال الكاتب والباحث في التاريخ الاجتماعي، إنّ بعض الرواة يعتقدون أن الاسم يعود لفتاةٍ كانت تسكن تحت سفح الجبل اسمها "كسلا" تصنع القهوة ويغشاها المسافرون لتناول الطعام وشرب القهوة ثم يواصلون ترحالهم فسارت بالاسم الركبان وارتبط اسم الفتاة بالمكان.

تحيط بالمدينة سلاسل من الجبال

الديمغرافية والتاريخ

كسلا مدينةٌ تمتزج فيها الأعراق والقبائل لأنها مدينة عبورٍ وتلاقٍ لهجرات الإنسان من أواسط القارة الإفريقية ونحو ساحل البحر الأحمر ومن مرتفعات الحبشة نحو سهول السودان، ومن أبرز المجموعات القبلية والإثنية في كسلا: الرشايدة والشكرية والهدندوة والبوادرة والبنى عامر  واللحويين والحلنقة والفلاتة والهبانية والهوسا والإيليت والبازا والجعليين والشايقية والحمران وغيرهم.

ويحيط بكسلا عدد من القرى الصغيرة المتناثرة مثل ود شَريفَيْ والجيرَة في السودان وتمَرَات واللفة في إريتريا، إضافة إلى القبائل المشتركة بين السودان وإريتريا مثل البني عامر والرشايدة والحباب وغيرهم.

دلّت الاستكشافات والبحوث التي أجريت على قطع الفخار وغيرها من الآثار التي عثر عليها أن المنطقة التي تقوم عليها كسلا الآن كانت على صلة وتبادل تجاري وجنوب مع مملكة أكسوم الحبشية وشبه الجزيرة العربية ومصرفي أوقاتٍ متفرقة.

خضعت كسلا للاستعمار الإيطالي لعام واحد (1940) عندما احتلتها وحدة من قوات شرق إفريقيا الإيطالية التي كانت تسيطر على إريتريا.

ويرجع ظهور كسلا كمدينة إلى العام 1622 عندما كانت تسودها مشيخة آل حامد بن نافع التي كانت تتكون من تجمع قبلي ضم أشراف آل الشيخ حامد، من الهدندوة والشكرية والبني عامر وغيرهم.

وخضعت كسلا وما حولها لسلطة مملكة الفونج السنّارية لفترة من الزمان بدأت عام 1656، ثم كانت جزءًا من الدولة العثمانية التي انتزعتها من حكام سنار عام 1840 لتكون عاصمة إقليم "التاكا"، وفي عهد الاستعمار البريطاني للسودان تم تخطيطها وتنظيمها مع الاحتفاظ ببقايا الأسوار القديمة والآثار التاريخية.

كما خضعت كسلا للاستعمار الإيطالي لعام واحد (1940) عندما احتلتها وحدة من قوات شرق إفريقيا الإيطالية التي كانت تسيطر على إريتريا، لكن سرعان ما عادت المدينة إلى سيطرة بريطانيا بعد انسحاب القوات الإيطالية تحت ضربات نظيرتها الإنجليزية.

وعقب استقلال السودان "1956"، ازدادت أهمية كسلا مرة أخرى ليس من الناحية العسكرية فحسب - حيث توجد فيها حامية عسكرية سودانية - بل من الناحية الاقتصادية والسياسية، فقد استقبلت المدينة في فترات متعددة موجات متعاقبة من اللاجئين الإريتريين والإثيوبيين بما فيهم قادة سياسيين.

وازدادت المدينة انتعاشًا بعد افتتاح الطريق القاري بين السودان وإريتريا عام 2011 ـ بتمويل قطري ـ وهو يصل بين مدينتي كسلا السودانية واللّفة الإريترية إذ أدى الطريق إلى زيادة حركة مرور البضائع والتبادل التجاري بين السودان ودولة إريتريا التي تعتمد بقدرٍ كبير على السلع والمواد الغذائية الواردة عبر الحدود من السودان سواء كان بالطرق الرسمية أم عن طريق التهريب الذي تنشط فيه شبكات عديدة رغم الجهود التي تبذلها السلطات السودانية في هذا الشأن.

وساهم في نمو كسلا، ارتباطها بشبكة المدن الأخرى وبميناء بورتسودان عبر السكة الحديد والطريق البري كما ترتبط بمدينة تسني الإريترية بخط آخر للسكة الحديدية منذ عهد الاستعمار البريطاني، لكنه غير موجود حاليًا، وحل محله الطريق البري المشار إليه بالأعلى، وفي المدينة مطار إقليمي يربطها بالعاصمة الخرطوم وتستغرق الرحلة بين المدينتين بالطائرة نحو 40 دقيقة.

أشياء يجب القيام بها في كسلا

1- زيارة متنزه توتيل السياحي: يمثل متنزه توتيل السياحي القبلة الأولى للسياح حيث يوجد نبع توتيل الصافي وتزعم الأساطير القديمة أن من يشرب ماء هذا النبع حتمًا سيعود مرة ثانية، كما أشرنا من قبل، وتوجد بالمتنزه عدد من الكافيتيريات التراثية الرائعة التي تقدم المأكولات السودانية في قالبٍ بديع فضلًا عن وجود عدد من المحلات التي تبيع المنتجات المحلية كالفخار والفلكلور.

2- كورنيش نهر القاش: يقع كورنيش القاش على الضفة الشرقية للنهر الموسمي وجنوب كبري القاش ويمتد على نصف كيلومتر

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post