الخميس، 9 نوفمبر 2023

جنجويد في مروي

 جنجويد في مروي

 - قادمون كحبات الرمل - القرن الخامس قبل الميلاد

=============================((؟ (؟؟ 

في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد وبعد وفاة الملك الكوشي تلخاماني، إستغلت قبائل بدوية تسكن الصحراء وقبائل من غرب أفريقيا وفاة الملك وعاثوا في الأرض فساداً. روعوا المواطنين وسرقوا مواشيهم وممتلكاتهم.

عندها ذهبت الجيوش الكوشية لمخاطبة قادتها قائلين:

"لماذا نتجول كقطعان الماشية من غير راعي ومن غير مَلِكاً معنا؟ في حين يتمرد سكان الصحراء علينا..."

حينها ذهب قادة الجيوش للقصر الملكي لإبداء قلقهم على أوضاع المملكة. وبعد مشاورات وإنتخابات تم إختيار يريكي أمانوتي ملكاً لتاسيتي خلفاً لعمه تلخاماني. لكن بعد أسابيع من تقلده مراسم الحكم، وصلت الأخبار بأن المتمردون من سكان الصحراء في طريقهم لغزو مروي. تتقدمهم مواشيهم الكبيره والصغيرة ومعهم جميع ممتلكاتهم. قادمون بأعدادهم ضخمة جداً ولايمكن حصرها. قادمون كحبات الرمل. 

عندها تضرع الملك يريكي قائلاً: 

"يا إلهي، يا والدي تعال إلى. إذا فعلاً أعطيتني المُلك، فأعطني سيفك المعقوف، وضع الرهبة في أراضي الصحراء التي تمردت"

بعدها أصدر الملك، يريكي أمانوتي، مرسوم ملكي بتحريك الجيوش الكوشيه لمواجهة تمرد سكان الصحراء وصد هجومهم على العاصمة الملكية، مروي. لم يأخذ الأمر الكثير من جيوش المملكة حتى أصبحت حمامات دماء المتمردين في كل مكان. وبدأ هروبهم وإندحارهم وأطلقوا العنان لسيقانهم لتحملهم لأبعد مكان ممكن. 

واصلت الجيوش الكوشية ملاحقتهم وأكثرت فيهم القتل. وتم إسترجاع كل الفتيان والنساء الذين أسرهم المتمردون وكل المواشي التي سرقوها. 

إبتهج الملك يريكي أمانوتي بعد وصول أخبار هذه الإنتصارات وعمت الفرحة والسعادة كل أنحاء الأرض. وعم الأمن والأمان أرجاء المملكة. عندها بدأ الملك رحلة التتويج الملكيه التي كانت مؤجلة بسبب هذا التمرد بزيارة الجبل المقدس (جبل البركل). وزار الملك عدد من المعابد أثناء رحلة التتويج الملكيه حيث تم تتويجه بعدد من التيجان ومن بينها تاج تاسيتي. 

يعتبر تتويج الملك مهم جداً فهو من يقيم العدالة الكونية في الأرض ويمنع عدم الإستقرار والفوضى. 

المصدر:

‏Fontes Historiae Nubiorum (FHN),2, p. 400-420

نقش الملك الكوشي يريكي أمانوتي من معبد كوه - النصف الثاني للقرن الخامس قبل الميلاد

تحميل المصدر الرابط في التعليقات

من. م. عمر الحاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق