ولد الفنان إبراهيم حسن أبودية في مدينة بحري في العام 1938 م وبدأ العمل وهو صغيرا وهو في سن التاسعة من عمره وتنقل بين عدد من المهن إلى أن تعلم مهنة الخياطة وأصبح ترزيا ومن بحري انتقل بحثا عن عمل إلى مدينة بور تسودان ومعه آمال وطموحات كبيرة في أن يصبح ترزيا معروفا وفنانا مشهورا وعرف عنه منذ الصغر إهتمامه بالعمل والحرص على الاستماع للراديو وبالأخص إلى أغنيات المبدع الراحل عثمان حسين والتي كان يحفظها بل كان يحفظ أيضا تاريخ ومناسبة كل أغنية وفي مدينة بور تسودان وفي العام1956 تعرف على الموسيقار وعازف الكمان محمد عبد الله ( محمدية ) وكونا فرقة غنائية حيث يؤدي أبودية أغنيات عثمان حسين بينما يقوم محمدية بالعزف على العود وكما تعرف ايضا على الشاعر حسين بازرعة والذي كان معجب بصوته وبتشجيع من محمدية وبازرعة عاد إلى الخرطوم في العام 1958 م ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته الفنية والتحق بنادي العمال ببحري وكون فرقة غنائية بنادي العمال وكان من ضمن أعضائها الفنان أحمد حميد والذي لم يواصل مسيرته الفنية وهو شاعر وملحن أغنيتي أسير الغرام ولاموني للفنان صلاح بن البادية .. واخذ أبودية يتعلم مبادئ الموسيقى على يد الموسيقار احمد مرجان ( ملحن النشيد الوطني نحن جند الله ) ثم بدأ يغني في حفلات الأعراس والمناسبات .
في العام 1960 م أجاز صوته وفي يوم إجازة الصوت طلبت منه اللجنة أن يغني أغنية ثالثة ورابعة وخامسـة فتخلله الخوف وعندما طلبت منه اللجــنة أن يتوقف قالوا له : إننا قد اجزنا صوتك منذ الأغنية الأولى ولكن كنا نود أن نستمتع بادائك الرائع وصوتك الأخاذ . .
- له أراء كثيرة حول الأغنية والمغني فهو يعتقد ( أن الأغنية السودانية أغنية عالمية لاشك في ذلك فقط يعوزها التنفيذ الجيد) كما يعتقد أن المغني يجب أن يخشى الجمهور دائما وان الأوكسترا يجب أن تراعي فيها الأسس الفنية المكتملة وان يتعامل المغني مع كل الأساليب العلمية المتطورة كالتوزيع الموسيقي وتأسف كثيرا لعدم دخوله المعهد العالي للموسيقى والمسرح ومن خلال تلك الآراء تتضح شخصية هذا الفنان المتميز وعقليته المتفتحة وإيمانه الكبير بالعلم والتزامه بالفن الأصيل . وعن أسباب نجاح ثنائيته مع السني الضوي يقول : أنهما يمتلكا مقدرات فنية عالية أهلتهما معا ليكونا شئ مختلفا وهذا هو سر نجاح تجربتهما ويصنف خبرا ء الموسيقى بأنه يمتلك صوتا عميقا هادئا ومؤثرا وينتمي إلى فصيلة الأصوات الرجالية الحادة والتي تعرف بالتينور . .
الفنان الراحل المقيم عثمان حسين كان يقول أن أبودية لو تغنى بمفرده فأنه مؤهل تماما لذلك وكان سيحقق نجاحا كبيرا ولكنه اثر أن يكون ثنائي مع صديقه السني الضوي .
رفيق دربه السني الضوي رفض مواصلة الغناء بعد رحيل أبودية وكان يقول : ليس من السهل أن يقف بجانبي شخص أخر مكان أبودية ليغني معي بعد رحلة استمرت مايقارب الأربعون عاما والثنائية التي كانت بينهما لم تكن على مستوى الغناء فقط بل كان مزاجهم مشترك في اختيار الملابس وحتى الوجبات وكذلك على مستوى الاستماع لأغنيات الآخرين وسكنا بحري معا وتوثقت العلاقة الأسرية بينهما لدرجة أن أولاد السني تربوا على يد أبودية وأولاد أبودية تربوا على يد السني .
الفنان الإنسان ابوعركي البخيت كان مرافقا للراحل أبودية باستمرار عندما كان طريح الفراش بالمستشفى وعنه يقول ابوعركي البخيت : الفنان إبراهيم أبودية يعتبر من أقوى اللذين جابهوا المرض بأيمان راسخ وعندما كنت انهار من شدة الحزن وأنا في حضرته فقد كان يقول لي : (ابشر ياعركي عوجه مافي) والأيام الأخيرة في حياته كشفت لي مدى صلابة هذا الرجل في مواجهة المصائب وارى انه مثل الطيف الذي عبر دنيانا .
نقاط سريعة :-
- كان يتمتع بروح شفافة ويحب المرح ومحبوبا من الجميع حيث كان ريحانة المجالس وعطرها الفواح .
- عرف بأنه كان إجتماعيا من طراز فريد وظل حريصا على التواصل مع الجميع بصورة حميمة .
- الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري من محبي أغنيات ثنائي العاصمة وخصوصا أغنية نسائم الليل .
- معروف عنه عشقه للرياضة وفترة وجوده ببور تسودان لعب لفريق التحرير وهو من محبي فريق المريخ العاصمي .
- عندما إستمع أبودية إلى التو مات أماني وأيمان خيري . . قال عبارة مؤثرة جدا مفادها انتو كده عبرتوا عننا تماما .
- كان شديد المقدرة في حفظ الأغاني مما جعل السني الضوي يسميه (المسجل) ومن فرط إعجابه بالشعر كان يلقي التحية شعرا .
#سيرةثلاثي_العاصمةثم_ثنائي_العاصمة
ظهرت الفرقة في أبريل / عام 1962 م،
وكان يطلق عليها اسم «ثلاثي العاصمة»
لأنها كانت تتكون من ثلاثة اعضاء
هم السني الضوي،
وإبراهيم أبودية،
ومحمد الحويج
الذي توفي في يوليوعام 1964 م،
فتقرر تحويل الاسم إلى «ثنائي العاصمة».
تأسست الفرقة عن طريق الصدفة عندما التقى السني الضوي
الذي كان يقوم بتلحين الأغاني بالمطرب إبراهيم أبودية
الذي ذهب في بداية مشواره الفني إلى الملحن السني الضوي
ليقوم بتلحين عدد من القصائد الغنائية لكي يقدمها للجمهور.
وتصادف وجود عدد من الفنانين السودانيين مع الملحن الضوي في تلك الاثناء
ومن بينهم الفنانة منى الخير واللواء الشاعر جعفر فضل المولى
والفنان محمد وردي
في تلك اللحظة. وقام السني الضوي بترديد إحدي أغنيات الفنان إبراهيم عوض في ذلك اللقاء وشاركه في الغناء إبراهيم أبودية واكتشف اللواء جعفر فضل المولى ان هنالك تشابهاً وتجانساً بين صوتيهما فاقترح عليهما أن يغنيا معاً كثنائي.
وافق الاثنان على الفكرة ثم انضم إليهما لاحقاً محمد الحويج
والذي توفي في عام 1964 وبوفاته توقفت الفرقة عن الغناء لفترة حتى اعتقد الجميع بأنها أنتهت ،
- أغنيته المفضلة والتي كان يحبها ويصر على تقديمها في كثير من المناســبات هي أغنية ( لما ترجع بالسلامة ). .
- توفى الفنان إبراهيم أبودية في العام 2005 م
#مجموعةروائع_الاغنيةالسودانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق