الخميس، 30 ديسمبر 2021

السلطان على دينار أحد ملوك الفور


 

السلطان علي دينار
 ٦ نوفمبر ١٩١٦م _٢٠١٩م 
اي قبل ١٠٣ عام إستشهد آخر سلاطين سلطنة دارفور وهو السلطان / علي دينار 
ذلك البطل الفذ المناضل الذي قال لم ولن نستسلم للمستعمر الخارجي ..
اول افريقي يسقط طائرة حربية من طراز هيلكوبتر تتبع للمستعمر  في سماء دارفور ببندقية من نوع كدي دقا ، 
__________________________________

بقلم مكي مكي 
__________________________________
السلطان / علي دينار بن الأمير زكريا بن السلطان  محمد الفضل بن السلطان عبدالرحمن الرشيد بن السلطان أحمد بن السلطان بكر ..

 من أبرزالسلاطين العظماء الذين صنعوا مجد سلطنة دارفور في التاريخ الحديث، الذين قاتلوا حتي الرمق الاخير من حياتهم وقدموا أرواحهم  دفاع عن الوطن ومكتسابه في ميادين العزة والكرامة  والشرف . 

يصادف اليوم الموافق السادس (6) من نوفمبر٢٠١٩ مرورمائة (١٠٣)عام علي إستشهاده، ومن ثم أنضمام دارفور الي دولة السودان .

 القليل الذي كُتب عن شخصية السلطان علي دينار،غير منصف في أغلب الاحيان، فجل الكتابات التي تناولت سيرته إهتمت بالجانب السياسي والعسكري والإنساني في حياته، دون النظر الي جوانب نشأته والاماكن التي ترعرع  فيها وبزوغ فجر صباه حتي شبّ عن الطوق وتربع متوجاً علي سلطنة دارفور.

#علي دينار ..الميلاد والنشأة ..
تتفق أغلب الروايات التاريخية حول مولد السلطان على  دينار بانه ما بين الأعوام 1856م- 1860م بقرية (شاواية السلطان) تحت سفح جبل طاورو التابعة لمحلية الملم، بولاية جنوب دارفور،والتي تبعد مسافة ربع ساعة بالعربة جنوب غرب الملم. أمه هي الميرم:( كلتومة بنت علي "كرمي" بن الامير يحي بن السلطان بكر) المولودة بقرية كيلا القبة، الواقعة غرب الملم ، وتوفيت بلدغة ثعبان سام  في الطريق من كيلا الي الملم،ودفنت بقرية أبوجلدي في الناحية الشرقية للملم . 

بعد وفاة الاميرزكريا والد السلطان علي دينار، تزوج جدنا الشيخ (مكي جبريل) من الميرم( كلتومة) والدة السلطان علي دينار،وقام برعاية الصبي (علي دينار) وتربيته هو  وأخته الاميرة ( تاجة) وسط أهلهم وعشيرتهم  في قرية  شاواية و كيلا القبة حتي شبّ عوده  و صارسلطاناُ علي دارفور.

 ظلت الميرم كلتومة في عصمة الشيخ مكي، ولم تنجب له الي أن وأفاها الاجل ، ودفنت بقرية أبو جلدي ، ومازال قبرها موجوداً الي يومنا هذا ويعرف بقبة أم السلطان، والقبة عند أهالي دارفورلا تأحذ شكل الأضرحة والأبنية الهندسية، بل القبة هنا تعني مقبرة عادية تحاط  بالحجارة البيضاء 
(وفي ذلك يقول دكتورجيوفاني فانتيني بجامعة نوبلي بروما، بان بعض ملوك وملكات نوبيا مدفونون بدارفورفي مقابرعادية  مغطاة بالحجارة)   فكان قبة أم  السلطان مزاراً  دائما لنا ونحن صبية نرعي الأغنام في الحقول الخضراء المحيطة بها، ويجري حولنا وادي (متيل بايا) المتدفق من 
مرتفعات  جبل مرة .

بعد وفاة الميرم كلتومة أم السلطان ، تزوج جدنا الشيخ مكي، من الميرم (أمدريس بنت الأمير بكر بن الأمير بابا بن الامير يحي بن السلطان بكر) وأنجبت له من الابناء: جدنا العمدة أدم بن مكي ود جبريل، الشهير بأدم (ودالدلع).

 وظل الشيخ مكي جبريل ملازماً للسلطان علي دينار، وسافرا سويةً إلي أمدرمان تلبيبة لدعوة الخليفة (عبدالله التعايشي) لنصرة الثورة المهدية. وفي طريق العودة الي دارفور بعد معركة كرري،  وأفاه الاجل بمديرية كردفان، وواري السلطان علي دينار جثمان خاله الشيخ  مكي هنالك .وواصل طريقه الي الفاشر، وتم أختياره سلطانا علي عموم  دارفور،فإستعاد عرش أجداده في العام 1898م، بعد اغتيال السلطان  أبو الخيرات بن السلطان أبراهيم قرض، واتخذ من الفاشر عاصمة لسلطنته، ووقف في وجه الغزو البريطاني الي ان استشهد مدافعا عن إستقلال سطنة دارفور في السادس من نوفمبر 1916م.

قري في حياة السلطان علي دينار :

كيلا القبة.. شاواية .. الملم ..
مثلث الإشعاع والبدايات الاولي:

قرية كيلا القبة 
                                           **************
 بزغت قرية كيلا الي الوجود في بواكيرعمر سلطنة دارفور، بل وكانت احدى كبريات الحواضر في شرق جبل مرة، وقبلة يؤمها الزوار من شتي المناطق في ذلك الوقت، 
ولا غرو، فمدلول اسمها بلهجة الفور يشير الى معنى "وصلنا أو جئنا" كما لو طاب المقام فى جنة فى الأرض . ولمّا كانت السلطة المركزية للسلطنة  تتمحور في منطقة جبل مرة وما حولها،  فقد نشأت كيلا والمناطق الحضرية الأخرى ضمن خطة وسياسة قُصد منها تأمين أراضى السلطنة ضد المطامع والغارات التي كانت تتعرض لها، فكان أن أستقر في كيلا، الامير يحي بن أحمد بكر، أحد أخوة مجموعة السلاطين الذين حكموا دارفور من أبناء السلطان أحمد بكر، والجد المباشر للسلطان علي دينار لامه، وبذلك فانّ عمركيلا يناهز ثلاثمائة وخمسين عاماً تقريبا.
إستقر الأمير يحي وعائلته واتباعه في كيلا التي بلغت شأواً عظيما ونالت قدرا كبيرا من الاحترام، وخاصة فى عهد السلطان علي دينار، لدرجة أن المسافرين الذين يعبرونها كانوا يتّرجلون من الدواب والرواحل عندما يصلون تخوم الحاضرة، فيمشون على الارجل ويكّفون عن الحديث، الاّ عند الضرورة بعد تجاوز عبورها بمسافة . 
وقد درج السلطان علي دينار على اقامة (حولية) سنوية لتلاوة القرآن والدعاء على روح  والدته وجده يحيى المدفون في
( كيلا القبة) ..

هذا وقد ظلت كيلا مقاما لعشيرة السلطان علي دينار وعائلته والكثير من الاسرالعريقة التي انتقلت فيما بعد الي مدن الفاشر ونيالا وكاس وزالنجى . وقد ترعرع العمدة آدم مكى جبريل لدى أخواله في كيلا وشبّ عن الطوق, والذى نزل فيما بعد الي الوادى شرقاً ليؤسس قرية الملم ويتولى عموديتها حتى وفاته, ليتوارث ابناؤه العمودية من بعده حتى تاريخنا الحالى.  

قرية شاوية السلطان : 
                                          **************
من معالم ريفي الملم التاريخية ..
 وتقع  جنوب غرب الملم تحت سفح جبل طاورو ، فهي مهد ومكان ميلاد السلطان علي دينار، ويوجد بها قصر القمير، والذي شيده بعد أن صارسلطاناً علي دارفور، والقمير في لغة اهلنا هو الطوب الاحمرالمصنع

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post