صورة في الذاكرة

 الصورة تم التقاطها في استوديو صلاح بالقرب من دكان السجارة في يوم خميس ، كنا كل خميس العصر بنطلع نمشي امدرمان نحضر جلسة الخميس مع الاستاذ محمود محمد طه في امدرمان الحارة الاولي ..كنا بنسكن مع ناس حبوبة الشول ام عمر ابوي في  كرش الفيل في الختمية الخرطوم بحري  ، شارع الصناعات هناك يسكن ايضا ابوداوود في الختمية و المكوجي ، و رجاء الطرشة القبطية ، و كوافير شانيل ، و عبدالله العجلاتي ، بيوت ديم بحري  وريحة البخور فووووق في السماء ، و سيد الترمس و الكبكبي ، وبتاع التسالي و صفارة حلاوة قطن كلها مغريات لايسمح بها ونحن ماشين فيي المواصلات .. نركب البرينسة  من سوق سعد قشرة ، البرينسة ( البكسي) كانت بشيل ١٢ شخص ستة ستة مقبلين  علي بعض بكل تواضع تقراء كل ملامح السودان و وصور ملصقة داخل البرينسة علي جوانب وزخرفة فنية رخيصة من خيال الكمساري ، خاصة صورة ممثلة هندية تظهر عيونها  الكحيلة فقط وتخفي شفتيها بقماش شفاف و فستان شفاف لا يمكنك من رؤية كل ما تتخيل و انا في اول المراهقة ، الكمساري بالقروش الحديدية يدق علي الماسورة  لو نازل و يكشكش لو داير يحاسب و سافي و خاتي سجارة برنجي في اضانو ..كان   نفسي اكون كمساري  … ننزل في امدرمان جنب جامع امدرمان الكبير نمشي وسط الصنايعية و من المحطة الاوسطي امدرمان نركب بكاسي الثورة بالنص.. ننزل في الحارة الاولي ننزل متجهين غربا والشمس نازلة خجلانة متخفية بين ضل الحيط الحنينة و رقراق شجر النيم.. ناس الثورة و امدرمان  بكون قاعدين في نواصي البيوت يرشوا الشارع بالخرطوش او يتصفحون جريدة الايام و الصحافة و هنا وهناك اطفال يلعبون و ميداين  كرة القدم تسمع ضربات الكرة صريخ اللعيبة شوت او ظووط..  و من هناك تسمع شيخ ابوزيد في جامع انصار السنة ..نصل بيت الاستاذ محمود يبداء الزكر ( الله الله  الله - الله ) بعدها الجلسة التي تستمر الي ما قبل منتصف الليل حوار فكري و انشاد عرفاني و سندوتشات طعمية و فول .. نرجع بالليل عادة مع بروفيسور عبدالله احمد النعيم الذي كان يسكن بحري .. هكذا كانت الدنيا بخير ..