الأربعاء، 1 نوفمبر 2023

دكتور عزالدين ابزاهيم

 #منارات_القضارف:

٧/ دكتور عزالدين إبراهيم أحمد علي

نصير المرضي

عُرفت المدن في ما عرفت بمعالمها البارزة و صُروحها  الشامخات فما ذُكرت باريس إلا و ذُكر برج إيفل أو قوس النصر ، و عندما تُذكر ميلانو تتراءي في مخيلة السامعين ساحة الدومو  و كاتدرائيتها المشهورة 

،و تقفز ساعة بيج بن كأحد معالم لندن المشهورة ، غير  أن  أعظم ما تعرف به المدن هو إبداع قاطنيها في شتي ضروب الحياة 

فعُرفت القاهرة فيما عرفت بروايات نجيب محفوظ متنقلاً بين حواريها و أزِقتها عاكساً أشكال الحياة فيها،

كما وصف دوستوفسكي مدينته التي قطنها سان بيترسبورغ   بأنها المدينة الأكثر تجريداً في العالم والنابضة بالحياة، و ما ذُكرت دامر المجذوب إلا  كان البروفيسور عبدالله الطيب حاضراً معطراً الدامر بل السودان بعلمه الفواح،و نحن في السودان نهوي أوطانا❤️،

 و كان شرف لنا في القضارف أن نعتز و نفخر بأننا من المدينة التي أجاد فيها دكتور عزالدين و أجزل العطاء

و جُلنا له شاهد بذلك،

و هو من مواليد مدينة دوكة في العام ١٩٥٦

درس في مدرسة دوكة الأولية ثم دوكة الوسطي و في المرحلة الثانوية سافر مرتحلاً إلي مدرسة حلفا الجديدة الثانوية ، ثم كلية الطب جامعة الإسكندرية متخرجاً منها في العام ١٩٨٣،

كان رجلاً مِفْضالاً سخِياً بماله و زمنه للناس، دمِث َالخُلُق  لا يحتوي علي قبيح قولٍ ولا شنيع  فعلٍ ،و غالب ظني أن الشاعر الفلسطيني صبحي ياسين عندما نظم أبياته التي تتحدث عن مكارم أخلاق الرجال و حسن أدبهم قد عَنَي أمثال دكتور عزالدين حين قال:

أكابرُ الناسِ للأخلاقِ تنتسبُ

وزينةُ المرءِ في أقرانه الأدبُ

فكم لقيتُ أناساً ساء معشرُهم

لذا تراهم إذا ما خوصموا وثبوا

إنْ جاوز الحَدَّ خِلٌ أنتَ مُكرِمُه

فإنْ هجرتَ فلا لومٌ ولا عتبُ

التبرُ بين تراب الأرض منزلُه

لكنه رغم ما أزرى به ذهبُ

شراسةُ المرءِ تُنبي عن سفاهته

وسيّءُ الطبعِ لا أصلٌ ولا حسبُ

دماثةُ الخُلقِ نبعٌ طاب موردُه

وليس عِلماً مع الأيام يُكتسَبُ

لا تشربنُ َ مياها ساء منبعُها

فأطهرُ الماء ما جادت به السّحبُ

كان رحمة الله تغشاه ودُوداً في طبعه ، عطوفاً في تصرفاته،

كانت الإبتسامة لا تفارق مُحياه مُمتثلاً و مقتدياً بقول حبيبنا  المصطفي 

صلوات ربي و سلامه عليه (( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)) ،لم يكن مطبباً للمَرضي فحسب بل كان جباراً للخواطر و ما أعظمها من خِصلة، 

كان من أسرة ميسورة الحال جمة التواضع و هي من أخلاق الكرام

كيف لا و والدته الحاجة صفية الكريمة الصالحة و والده إبراهيم أحمد علي الرجل الخَيِر فكان عزالدين و كفي ،كان بيته في القضارف قِبلة لكل زائر من مسقط رأسه دوكة   

دارساً كان أو مستشفياً أو طالباً أو مقيماً بصفةٍ دائمة ،كل منهم يقضي حوجته ويرجع إلي داره مبتهجاً بحسن ضيافة دكتور عزالدين ،

كانت فئة الدخول في عيادته رمزية القيمة ,كبيرة المعني، مُجسداً بها المعني الحقيقي لإنسانية الطبيب، في أحايين كثيرة كان يرجع قيمة التذكرة و يصرف العلاج مجاناً 

كان طبيباً وباحثاً إجتماعياً لأحوال مرضاه وشيخ عرب، رجل تُقضي علي يده للناس حاجات،

مارس مهنة الطب ردحاً من الزمن متنقلاً ما بين مستشفى القضارف و مركز صحي سلامة البي ثم كانت تجربته الثرة في إدارة التأمين الصحي بالولاية حيث وضع الأُطر التنظيمية و اللبنات الأولي لهذه الإدارة فاتحاً المجال للمراكز الجديدة و مُوسعاً المظلة التأمينية ، فصار التأمين الصحي صرحاً يشار له بالبنان ضمن منجزات الولاية ،

إبتلاه الله بالمرض في آخر أيامه 

فكان رجلاً علي الأهوال جلِداً ،

كان صبوراً رصيده في ذلك إيمانه بقضاء الله و قدره 

و دعوات من إستشفوا علي يده فقد كان نصيرا ًلمرضاه

باذلاً لهم في الخير ، مصطاداً لمودة المرضي بالبشاشة

وطلاقة الوجه و لَيِن الكلام.

ألا رحم الله الدكتور عزالدين  الذي رحل عن دنيانا في الثامن من أغسطس عام ٢٠٢٢

بعد مسيرة حافلة بالعطاء

لو قالو ليك أوصف جمالك

تفتكر تقدر تقول كل الحقيقه

دي الحديقه جمالا يا زين دون جمالك

لو تسامحنا ورضينا وقلنا فيك

أجمل حديقه من الورود

ما أنتي لمحه لنور خدودك

وين صدودك؟؟

وين رنين الضحكه البسمه وعهودك

وين قلوب الناس وقلبي الشايلو عودك

وبرضو تطلب مني..

في لحظة تواضع اغني ليك

لا لا يا جميل.. ده المستحيل

انت الجمال الشفتو في دنياي مره

أنت الوحيد العشتو في قلب أستقر

وبقيت حبيب لناس وللعدو القريب

يا اجمل حبيب

هذا و السلام  ❤️

حاتم عبدالمنعم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق