الأحد، 6 أغسطس 2023

في قعر راكوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي (( جمبت ستنا ))  -  الحلقة 27 

                           {   عم أإمام.   } 

والشمس في كبد السماء ويلوذ رواد وأبطال راكوبة ست الشاي(( جمبت ستنا )) بها من هجير الظهيرة شميش وكسار التلج وستنا وادروب والمثقف وسيد الكارو (( سيدا)) وبشكه يداعب كبريتها الماخمج الأنفاس .ولسانها ينقط عسل الحكي وتقول : 

 (( أوقف عم أمام سيارته اللوري  الفورد الإنجليزية( سفنجه ) المعدله كبص لنقل عمال شركة بيطار في آخر محطة بصات الحاج يوسف الوحدة  حارتنا وحدتنا.وجلس في المطعم لتناول وجبة العشاء.فسمع صوت ينادي  : 

ياااا محمد جون.

يااا محمد جون .

ياااا محمد جون.

فتوقف عن الأكل ليري شخصية المنادى المتداول في غناء البنات حينها بكثره   :

(( اغنية محمد جون النجدة في الكرتون )) .

(( اغنية استيف الأنيق وظريف )).

(( اغنية محمد جون الشرط العيون )).

 فأبصر عم أمام في عتمه غياهب الليل البهيم  شبح يتسلل من العتمه ليكسر انعكاسات النور ويدنوا يمشي على امشاطه مشيت (  عب  كبير   لكن البلد  ضيقه  ) و من انعكاس النور  عليه  تستبين ملامحه وبنطلونه الجينز  الازرق مكسيكي الصنع. وفانيلته البيضاء المرسوم عليها  تمساح  صغيرحياكة بالخيط ناحية صدره شمالا " فرنسية الصنع  .وينتعل شبشب ايطالي طبي يسمى دكتور شول  ارضيته من الخشب الملبس بالجلد الطري يتخلله من الأمام شريط جلدي مرن بزراره غالقه يسهل تصغيره وتكبيره حسب مقاس الأرجل.

ويمشى على امشاطه بخطوات  ثابته و واثقه  ورشاقة رياضيه، ويمسك  بيمناه سيجارة ماركة   بنسون  . وبيساره  يقبض على  صحيفة  .

فتفرس عم أمام  لشخصية  محمد جون جيدا" . وملء عينيه منه تماما" حتى فاضت . فرفع سبابته مؤشرا" وصائحا"  : 

هووووي  ؟

هووووي ؟

هووووي ؟

 بالله أنت ده محمد جون البنات اللي بيغنن بيهوا زاااتوا  ؟.

فيرد محمد جون ببسمته واريحيته المليحه بقفشاته المضحكه حد الطرشيق من القرقره والانبساط:

 ايوه  ده. انا.  زاااتوا   يا عم أمام .

 أنا محمد جون .

فيردفه بنفس السؤال السابق لكن  بلكنة النوبه الغلفان ((  نريييت )) الجميله  : 

بالله دي اجنتي محمد جون جااااتوا   ؟

فيرد محمد جون : ايوه ده أنا زاتوا .

فيضحك عم أمام ساخرا"  :

هااااا.  هاااااا.  هاااااا .

ويتسلل من اسنانه صوت استنكاري وتعجبي  يستعصي لاحرف الضاد كتابته  : 

( مششششششش ) ! .

ويطنطن بلكنة و لهجة  النوبه الغلفان  قائلا" :  (  جوول شييين جي  جاه بنات. بيهبوا. وبيغنوا. ليهوا  كيف ؟ ) .

ويعني بأن زول شين زي ده البنات بتحبه  وبيغنن ليهوا  كيف ؟

فيرد له محمد جون باسنان بيضاء ضاحكه ودموع تتدلل من المآغي فرحا"  من سخريةعم أمام  المالحه  مذاقا " ولونا" .:

يااااا عم.    من    الحب     ما   قتل  .

وحب   البنات   مذاهب .

فيرد  عم  إمام   ويطنطن  :

بنات   ديل   عويرات    ولا   شنوا   !!!!

قال  محمد جون  قال .

زووول. شين   ده  !

وضج حضور الموقف ضحكا" .

وتصاعدت ضحكاتهم تتقافز فرحا"  لتعانق دخاخين  و شواء اسماك ولحوم  وابخرة فول واطعمة  آخر محطة بصات حارتنا وحدتنا . وتمتزح بابواق البصات الأهلية والبكاسي  والبرينسات والتكاسي وسمر السواقين والكماسره بعد عناء يوم حافل بالمواقف والمحطات .

ويقفز عم أمام إلى بصه مسرورا" . وقبل أن يفضي جربوكس السفنحه  يضغط على الابنص  بثلاث ابنصات مترادفه   :

 تس.!

تس!.

تس ! .

ثم يفضي بصه  فيتدحرج لمسافة.

وينقر ويدير مفتاح محرك السفنجه ليتحرك مودعا" ببوق بوري صافرة بصه :

 تيت. !

 تييييييييييييييت .! 

تيت ! تيت ! تيت !      )) .

وقيل في ليله خريفيه دامسة الظلام ، والشوارع ملأه  بفيضان مياه الخريف ، والمشي  بحذر  على الحيطان .

وعم إمام يخطو خطواته إلى داره بحذر  إذ  نبح فيه  أحد كلاب ازقة حارتنا  ، ولعب مع عم ضاغط  من نباح وزمجره  .

ويلا يلا  .

عمك إمام  إتخارج من الكلب بقدرة قادر  .

ولمن اطمأن  من أبتعاد   خطر الكلب اللئيم  عنه.

طنطن    بعربي  خليط من لغة اهلنا الجميلين النوبه الغلفان مخاطباً نفسه  :

بالله  ده  كلب ده  ؟   ولا  أيوآن   ( حيوان )  ؟.

                ،،،،،،،،،، وكن حيين بنتكاتبوا وبنتشاوفوا ،،،،،،،

******************

 شباااال وبااااص. موزه : 

ومثل أهلنا الدارفوري الشهير بيقول :

(( في الوش حبايب . وفي القفا. دبايب )) .

 وترجمة المثل الشعبي اعلاه :

 أي ألانداد عندما يجتمعون بعضهم البعض وجها" لوجه يصتنعون المحبه بينهم .

وعندما يفض مجلسهم ويعطي كل واحد منهم  ظهره للآخر موليا" يلدغ كل واحد منهم الآخر  كالأفاعي  غدرا" .

_____________

✍ أيوب  الحويطات


***********************************

الصورة  للوري سفنجه ( بيديفورد )   ، نفس الملامح و الشبه  للوري المعدل لبص  ترحيل  عمال شركة  بيطار  اللي سايقه عم إمام  في ثمانينات القرن الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق