الجمعة، 26 مايو 2023

الخطوة الخامسة

 اليوم نواصل في الخطوة الخامسه من الطرح :

معا لنعبأ الأوعية المحوريه المتوازيه للأيديولوجيا السياسية في السودان

الغرض الأساسي من هذا العمل هو تنظيم النشاط السياسي السوداني في أوعيه فكريه متوازيه حسب إتجاهات التفكير و التطابق، من خلال تصنيف نشطاء الثورة السودانية الذين يقودون منصات التعبئة الجماهيرية خلال الفعاليات السودانيه و الأحداث و كما يشهد لهم بإلتفاف الجماهير من حولهم و الإستماع لآرائهم و مواقفهم من القضايا و ما قد يوردونه من معلومات و يقدمونه من توجيهات. أفاد المجتمع كثيرا في مناحي شتى خلال السنوات الماضيه أو اليوم خلال الأحداث الجاريه:

الهدف الأساسي من العمليه هو خلق و تطوير واجهات سياسيه جديده للمجتمع السوداني ذات أبعاد و مباديء ثوريه وطنيه تحمل معاني التغيير الحقيقي و عملية إعادة الهيكله الشامله و الإصلاح البنيوي في المؤسسات السياسية المدنيه للسودان ،و تلك من خلال عملية إفراغ و إزاحة و إبدال للمؤسسات السياسيه المدنيه القديمه المتمثله في الأحزاب السياسيه التي تقودها أسر و طوائف و شلليات خاصه و هي مبدئيا تستند على مرجعيات ذات أبعاد إما دينيه و إما قومية عنصريه و إما إيديولوجية حكريه تعمل عكس المبادئ الوطنية و ضد وحدة الدوله و ضد إستقرار المجتمع، ووضد متطلبات الامن القومي الإستراتيجي السوداني ، و لذا أن هذا النوع من الأحزاب، يجب إختفائها كليا و إبعادها من المشهد السياسي و الواجهه الجماهيرية في السودان.

و لكي يتم ذلك لابد من تجهيز قوى بديله من نشطاء العمل الثوري و كوادرها و الخبراء المعروفين عالميا من أبناء السودان و يشار لهم بالبنان و هم متواجدون في الجامعات و في المؤسسات و في المنظمات الدوليه على إمتداد دول العالم لابد من التواصل معهم بطرق مباشره و شخصيه، سواء من أجل الأخذ بآرائهم أو من أجل طلب مشاركتهم المباشره على مستوى العضويه أو على مستوى الدور القيادي و الإستشاري، في أي من الأوعية الفكريه التي تشكل البيئة السياسية العامه و العقل الجمعي السياسي للمجتمع السوداني، و من محتويات هذه الأوعية ستنبسق قيادات ثورية تشكل قيادة الثورة الشعبيه و واجهة المجتمع كما ستنبسق أحزاب سياسية وطنيه جديده و حديثه، ستمثل المؤسسات السياسية المستقبليه والواجهة السياسيه لجمهور الدوله السودانيه.

و لذا لكي نخطو أول خطوه في هذا الجانب دعنا ننظر بطريقة مسطحه على إمتداد الأفق في الخارطة الفكريه لنشطاء المنصات المشهوره من المتحدثين في الشأن السوداني و معروفون للجميع لكي نشكلهم في الأوعية المحوريه للفكر السياسي، هذا من وجهة نظر الكاتب و تقييمه و لربما لأي منهم موقف قد يختلف عما نورده خلال الحديث هنا، و قد لا نستطيع ذكر جميع النشطاء، و قد نذكر أناسا لا ينطبق عليهم ما قد يتطلبه البرنامج المطروح و لكن سأفعل ما أمكن ذاكرتي تذكيرهم و عرفت أسمائهم بالمجهود الشخصي ، و من ثم نترك موضوع التصحيح لمن سينفذون:

أولا منصات نشطاءاليسار الى أقصى اليسار السوداني :

و هؤلاء نقصد بهم الذين يؤمنون مبدأيا بضرورة دستور دولة مواطنه كاملة الحقوق و الواجبات و أول الخطوات نحو ذلك إلغاء و حزف قوانين سبتمبر ١٩٨٣ من مواد الدستور السوداني و ليس لهم أية مشكلة أو الإعتراض مع أي من القوانين و الاتفاقيات الدوليه و العلاقات المفتوحة في كل المجالات مع كل دول العالم لطالما تخدم أو لا تؤثر سلبا على إستراتيجية الأمن القومي السوداني.هذا الوعاء من مميزاته الإيجابية سيحتوي كل مواثيق الحركات المسلحة و غير المسلحة للسودان الجديد سواء في جبال النوبه أو في دارفور أو في الانقسنا أو في الشرق ، كما أنها تفرغ محتويات كل أحزاب اليسار و الأحزاب الليبرالية و ستحتوي كل الأنشطه الإجتماعية و الفكريه ذات الحريات الحقوق الخاصه، حقوق المرأه و أنصار إتفاقية سيداو و حقوق المثليين و غيرهم المنصات الثوريه التي ممكن أن تتصدر وعاء أقصى اليسار هي :

 منصات تيار الثوره السودانيه القوميه، و كل المنصات المتوافقة معهم، دكتور هشام مختار،مصطفى ماهر، مصطفى التهامي، غالب طيفورالشايب، أحمد كسلا، إبراهيم محمد مصطفى عمر ، موسى أنوك ،محمد حسن البوشي،  كمال الدين مصطفى، دكتور محمد زين ،ساره محمد الشعله، محمد أحمد أبو أفنان، ود مكه، نبيل تادروس،أبو التومات ، منصات الحمله الشعبيه للحقوق و الواجبات محمد حسن العمده، عبدالمنعم سليمان عطرون،بسيوني كامل ،إشتياق خضر، خالد كبير،منصة قناة حركة شباب الإنتفاضه، عبدالله موسى،كل مجموعة التيار الوطني العريض، نادر العبيد، كل منصات الناشطين الداعمين لخط قوى السودان الجديد ، كل منصات الناشطين الداعمين للنسويات و حقوق المرأه و منصات المثليين، كل منصات الملحدين ، سروت سوار الذهب، هشام آدم، منصات اليونيكوم، الكثير من المنصات الذين لم أتمكن من ذكرهم، يستطيعون التواصل في هذا الإطار ريثما رؤا إنهم من منصات أقصى اليسار السوداني.

ثانيا، منصات نشطاء الوسط السوداني :----

هؤلاء هم من النشطاء و المنصات الذين ينادون بالتغيير و يبحثون عن دولة للمواطنه و لكنها ليست كاملة الحقوق لأن لديهم مواقف رافضه لبعض الحريات الشخصية و العامه كما لديهم التمسك ببعض ما قد يرونها عادات أو موروثات، فممكن أن يوصفوا بالمحافظين غير المتشددين، و أن هؤلاء قد لا يرفضون حزف قوانين سبتمبر ١٩٨٣ ، ولكن معظمهم قد ظهر مواقفهم في منصاتهم خلال الجدل الذي قد دار حول طباعة المنهج المدرسي و موقف البروفيسور القراي، و أيضا خلال الجدل الذي قد ظهر حول إتفاقية سيداو ، بينما قد أظهر بعضهم مواقفه الصريحة من حريات و حقوق بعض المجموعات مثل حرية الأديان و حقوق المثليين و حقوق النساء.و هنا مسألة جدلية ممكن أن يحسمها موضوعيا و علميا، متطلبات الأمن القومي الإستراتيجي للسودان، و ممكن أن يحسمها توافقيا، العملية الديموقراطيه، و المستفاد تاريخيا أننا فقدنا دولة جنوب السودان حينما تم تجريب ديموقراطية الإختيار في القضايا التي تخص الأمن الإستراتيجي القومي، و لم تتحقق الإستقرار من بعد ذلك. و هنا نجد :

مجموعة منصة الإنصرافي و من حوله، منصة خالد ابورهف، منصة محمد سعيد و الديسمبريون،لؤي محترم،تتعظ كامل كاريزما، محمد موسى حميدان، علي هباني، الفاضل جبوري، محمد أبوالدهب، مصعب الضي بشاره، أحمدالضي بشاره، ذوالنون و مجموعة الطرح القادم، كل المنصات الثوريه القادره على الانفتاح الجزئي و تنادي بالتغيير و لكن تكترث من قوانيين الحريات المطلقه.

ثالثا منصات نشطاءاليمين الى أقصى اليمين السوداني :--

وهؤلاء هم الذين يخلطون بين شرائع الدين و نظم و قوانين الدوله، و يخلطون بين هوية الدوله و هوية القبيله و هوية ثقافة القومية العنصريه، و يرون أن الدولة السودانيه لابد من أن يقوم على شرائع دين من الأديان أو عادات و تقاليد و تراث قومية قبليه رغم ان هذا يتعارض مع متطلبات الدولة الحديثه و يتعارض مع التركيبة الإجتماعية و يتعارض مع التركيبة الديموغرافيه و يتعارض مع هوية الدولة السودانية و كانت سببا أساسيا في تعطيل قيام الدوله و إنفصال جنوب السودان، أيضا يختلف مشاكل في مجال التنمية الاقتصاديه و إستغلال الموارد و التطوير الإجتماعي و النهضه. و يتصنف في هذا الوعاء :------

كل المنصات الدائمه للمشروع الحضاري، للإسلام السياسي، و المنصات الداعمه للبعث العربي، و المنصات الدعمه لمليشيات الدعم السريع منصة مزمل فقيري منصات الوهابية و منصات أنصار السنه، عناصر هذا الوعاء ترى بضرورة أن تقوم الدوله على الشرع الديني أو على ضرورة الثقافه و الحضارة العربيه .

و أنا هنا لا إشير إليهم بالأسماء و لكن عليهم أن يختاروا كل من يرى موقفه في هذا العطار اليمين و إلى أقصى اليمين وهي مجموعات متشدده في الغالب دينية التوجه أو قوميه عنصرية المباديء، و هي فيما بينها من الصعب أن تشكل وحدة تحالفيه في وعاء واحد نسبة  لتناقضاتها المبدئيه. و لكن مهما تنوعوا تقيمهم و النظر إليهم سيصورهم في إطار هذا الوعاء.

إلى هنا نصل إلى نماذج حقيقيه و واضحه للتوجهات الفكريه المعنيه بالهوية السياسيه للدولة السودانيه و إدارتها، و عليه على كل سوداني أن يحكم على نفسه و يختار الوعاء الذي يريد أن يرى شكل دولته عليها، و لكن عليه أن يتسائل الف مره قبل أن يحدد الوعاء الذي سينخمس فيها، لماذا هو ينخمس هناك ؟، و ما هي الفائده التي تعود إليه هو شخصيا ؟ و هل تلك تمثل فائدة للأمن الإسترتيجي القومي ؟ إذا كانت النتيجه هو فقط فائدة الشخص أو الأسره أو القبيله أو الطائفه، بغض النظر عن مصير الأمن الإستراتيجي القومي، فليجيبوا الذين ظلوا يجنون الفوائد منذ أن تأسست السودان و إلى اليوم، أين هم اليوم في الخرطوم و ما مصير تلك الفوائد التي تم تكديسها ؟؟؟

إذن لضرورة تحكيم صوت الأمن القومي الإستراتيجي، نطلب من النشطاء الذين قد وردة أسماؤهم في الفقرات الخاصة بتصنيف الأوعية البدأ الفوري في التواصل فيما بينهم في كل وعاء كخطوة اولى، نسبة لوحدة الموقف و إتجاه التفكير، ليس فقط من تم ذكر أسماؤهم لأن هؤلاء فقط من لديهم منصات إعلاميه و أن اسمؤهم معروفه و لكن المقصود اي ناشط سوداني يعرفونه هم في إطار الوعاء المعني أو أي ناشط أو أي سوداني بغض النظر عن إتجاهه الحزبي أو الفكري ،لطالما يرى إتجاه تفكيره و إرادته الفكريه في إطار الوعاء المعني عليه التواصل مع بقية مكونات نفس الوعاء للقيام بتنظيم عمل ثوري وطني مشترك من أجل حماية الأمن القومي الإستراتيجي للسودان دولة و مجتمعا.

على عناصر كل وعاء التواصل فيما بينهم و البحث عن آخرين في إطارهم، ثم تنظيم أنفسهم في برامج عمل هادف في إطار الأمن الإستراتيجي القومي،عليهم تنظيم و تنشيط و تدريب مجموعات و أفراد جديده شباب و شابات في الداخل و الخارج، و الإنطلاق في المجالات التطوعية و الإنسانية و المجالات الثورية السياسيه على إمتداد الدوله ، العاصمة و الأقاليم،  تجمعات اللجؤ و النزوح، و الجاليات المغتربه كلا على حسب مقدراته و تخصصاته و هواياته.

ثم في خطوة تاليه هذه الأوعية الثلاثه التي إنتظمت و عرفت إتجاهها الموحد نحو الأمن الإسترتيجي القومي السوداني، بغض النظر عمن يكون مواقفه الفكريه أقصى اليمين أو أقصى اليسارأو الوسط، يبدأ عملية تواصل بين مكونات الأوعية الثلاثه، من أجل خلق وحدة مشتركه تمثل بوتقة الهدف السامي لكل هذه الأوعية وهو تحقيق الأمن القومي الإسترتيجي الشامل للسودان،  و هذا يتم من خلال إتخاذ مواقف مبدئيه و و أهداف و موقف ثابته و إجراءات ضرورية لابد من القيام بها:----

أولا: التواصل مع المؤسسات الدستوريه التي تعد املاكا للدولة السودانيه و الشعب السوداني و التي تتوافق قانونيا مع مبدأ الأمن الإسترتيجي القومي للسودان.و أن واجباتها تناط عليها العمل في هذا الإطار، و وضعها إمام الأمر الواقع.

ثانيا : التواصل مع المجتمع الدولي و مع أي أنشطه أو أية أطراف ذات حقوق قانونيه يتطلب العمل معها في الداخل و الخارج و التعارف معها.

ثالثا : إتخاذ أي أسلوب مشروع و ممكن في إزاحة و إلغاء وجود أي نشاط أو أي كيان لا يتوافق مع متطلبات الأمن الإسترتيجي القومي للسودان، و إزالته من المشهد كليا. مع دعم و إسناد المؤسسات الدستورية الشرعيه في مجهوداتها لمواجهة كل التحديات و التهديدات التي تواجهها خلال تأدية واجباتها التي تخدم الأمن الإستراتيجي القومي للسودان، بل تجبر هذه المؤسسات الدستوريه تحت الضغط الثوري الجماهيري المستمر على صياغة هياكلها و لوائحها الداخليه و واجباتها التنفيذيه وفقا لمتطلبات الأمن القومي الإستراتيجي.

رابعا: المواجهة الثورية جماهيريا و مقاومة أية قرارات أو أية تصرفات أو أية إتفاقيات أو أية توافقات، تصدر من أية جهة سواء دولية أو إقليميه تفرض على الدولة السودانية أو أي من مؤسساتها الدستوريه ، لطالما تلك القرارات المفروضة لا تخدم الأمن القومي الإسترتيجي السوداني، أو تسيء للدولة السودانيه، و شعبها. مهما بلغت تلك الجهة التي فرضتها، حتى تسقط تلك القرارات المفروضة جزافا.

خامسا : إنبثاق ثلاثه مؤسسات سياسيه تمثل أحزابا ناشئا تصاغ وفقا لمتطلبات الأمن الإستراتيجي القومي السوداني، لتشكل بديلا للأحزاب الطائفية و الأسرية و الدينيه و العنصريه، التي يتم إسقاطهم و يمنع ممارسة نشاطهم أو انشائهم في السودان، بناء على تناقضها مع متطلبات الأمن الإستراتيجي القومي للسودان و تهديدها لوجود الدوله و للإستقرار الإجتماعي و للحياة الإنسانيه.

سادسا: الإستعداد الثوري الجماهيري الكامل لمواجهة اي نتائج نهائيه للأحداث الجاريه لا تتوافق مع الأمن الإستراتيجي القومي السوداني،  أو تعيد هيمنة اي نوع الحكم العسكري الديكتاتوري أو تعيد انشطة الأحزاب الصفوية و الطائفية و الأسرية و مليشيات المرتزقه التي تسببت في الأحداث الجاريه، أو أي نتائج لا تضع حدا نهائيا للصراع حول السلطه و إعادة هيكلة و تأسيس الدوله بما يتماشى مع الأمن القومي الإستراتيجي السوداني.

إلى هنا لكم التحيه و إلى أن نلتقي فيما إن كان هنالك ما قد يتطلب المجيد من التوضيح

ع.م.سليمان

٢٦مايو٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق