الاثنين، 18 يناير 2021

حقوق الإخوة في الإسلام

 حقوق الأُخوّة في الإسلام اهتمّ الإسلام بالحقوق المُترتِّبة على الأُخوّة الإسلاميّة؛ فإمّا أن تكون عامّةً، أو خاصّةً؛ فمن الحقوق العامّة: إفشاء السلام ورَدّه، وزيارة المريض، واتّباع الجنائز، وإجابة الدعوة، والوفاء بالعهد، وتشميت العاطس، ونُصرة المظلوم، ومساعدة المكروب، وعدم تتبُّع عيوب الآخرين، والتيسير على المُعسِر، وعدم الظلم أو التحقير، وغيرها، ومن الحقوق الخاصّة: عدم الهَجْر بما يزيد عن ثلاثة أيّامٍ لأسبابٍ شخصيّةٍ، والحرص على مساعدة الآخرين في شتّى الأحوال، وتفقُّد أحوالهم، وقضاء ما يحتاجونه، والابتعاد عن غِيبة الآخرين، أو ذِكْر عيوبهم، والحرص على التجاوُز عن الأخطاء، وتقبُّل النصيحة من الآخرين، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المُنكر، وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحقوق الخاصّة أهمّ وأعظم من الحقوق العامّة.[٩] مظاهر الأُخوّة في الإسلام تظهر الأُخوّة بين المسلمين في العديد من الأمور والسلوكيّات، بيان بعضها فيما يأتي:[١٠] التناصُر: فلا يظلم المسلم أخاه المسلم، بل يُبعد عنه أيّ شيءٍ قد يُسبّب له الأذى؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ، أوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ).[١١] التراحُم: بأن يكون المجتمع المسلم مجتمعاً مُتراحماً مُتماسكاً قويّاً كالجسد الواحد، قائماً على المَودّة والرحمة، بعيداً عن المَكر أو الشرّ. التعاوُن: أمر الله -تعالى- المؤمنين بالتعاون فيما بينهم بما يُحقّق لهم الخير والتقوى؛ قال -عزّ وجلّ-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)،[١٢] ومن صُور التعاون على البِرّ والتقوى: الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المُنكَر، ومساعدة الآخرين بقضاء ما يحتاجون إليه، ورعاية الأيتام، وإكرام الضيوف، والوقوف إلى جانب الضعيف، وبذلك تتحقَّق وحدة المسلمين؛ قال -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).[١٣] التناصُح: ويقصد بها تقديم النّصيحة وتقبّلها، وهو باب واسع، يتضمّن الإخلاص والصدق في الرأي لمن طلب المشورة، وإرشاد المسلمين بعضهم لما فيه مصالحهم، كما يعدّ ذبّ المسلم عن عرض أخيه إذا رأى من يريد أذاه في غيبته من باب النّصح. وسائل تعميق الأخوّة الإسلاميّة يسعى المسلم إلى تعميق الأخوّة مع الآخرين بالعديد من الوسائل والطُّرق التي تُحقّق ذلك، ومنها: إخبار المسلم لأخيه المسلم بحبّه له، وطلب الدعاء منه، واستقباله بالسرور والبهجة والابتسامة، والمبادرة بالسلام عليه ومصافحته، والوقوف إلى جانبه في الظروف التي يمرّ بها، ومساندته، وإمداده بالقوّة، ومساعدته عند الحاجة، وزيارته بين الحين والآخر، وأداء ما له من حقوقٍ بشكلٍ كاملٍ.[١٤] كيفيّة الحفاظ على الأخوّة الإسلاميّة حرص الإسلام على التآخي، والتناصُح، والحفاظ على علاقة الأُخوّة الإسلاميّة بشتّى نواحيها؛ وذلك بأن يساعد المسلم أخاه في صلاح حاله، والتحلّي بالأخلاق الحَسنة؛ فلا يصحّ أن يترك المسلم مَن كان خُلُقه سيّئاً، أو مَن كانت فيه ما يكرهه من الصفات، بل عليه أن يأخذ بالأسباب، ويُغيّرَه إلى الأفضل، وألّا يتسبّب له بظلمٍ، ولا يؤذيَه في ماله، أو يأكله دون وجه حَقٍّ، ولا في عِرضه، وألّا يبيع على بَيعه، أو يخطِب على خِطبته، وألّا يغدر به أو يخونه، بل يُغيث الملهوف، ويساعد المحتاج، ويُطعم الجائع؛ عملاً بوصيّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا).[١٥][١٦] الآثار الإيجابيّة للأُخوّة على الفرد والمجتمع تترتّب على الأخوّة الإسلاميّة العديد من الآثار الإيجابية على الفرد والمجتمع على حَدٍّ سواء، ويُذكَر منها:[١٧] تحقيق الوحدة والمَنَعة للمسلمين؛ عملاً بقول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بيْنَ أَصَابِعِهِ).[١٨] زوال الفوارق القائمة على المستوى الاجتماعي والاختلاف الطبقي، وذوبان جميع هذه الفوارق؛ فلا ميزة لأحد على أحد إلا بما يقدّمه المرء من جهد وعمل، على أساس التّقوى. تحقيق التقدُّم والحضارة؛ فالأخوّة لها أثرٌ كبيرٌ في تطوُّر الحضارة، وازدهارها؛ بتحقيق وحدة أفرادها، واجتماعهم، وتعاوُنهم على البِرّ والخير. نَيْل رضى الله -تعالى-، ودخول الجنّة التي أعدّها لعباده في الآخرة؛ إذ ثبت في الصحيح عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).[١٩] الاستظلال يوم القيامة بظِلّ الله -تعالى- من حَرّ الشمس؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- انّه قال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ...ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه).[٢٠

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

في قعر ركوبة ست الشاي

 في قعر راكوبة ست الشاي جمبت ستنا                             مآآآآآآآ حارتنا  و بِنريدآآآآآآآ    !!!!!!! لبعض الأوباش في حارتنا وحدتنا الذي...

Post